الأمنية 45: شوق...
----------
فقط كم مر من وقت وانا على هذه الوضعية…
نقل مانا الفوضى الى مركز مانا الجديد اخذ الكثير من الوقت…
اشعر وكأنني في بحر هادئ ومستقر، اشعر بكل شيء داخله لكنني لا اشعر بأي شيء خارجه…
قد يبدو انني قضيت الكثير من الوقت هنا لكنني متأكد انه لم يكن بذاك الطول في الخارج…
عشرين سنة…
هذا هو الوقت الذي اخذه نقل كل مانا الفوضى بمركز المانا الجديد…
حسنا كلمة "كل" قد تبدو غير صحيحة إذا وصفت ما تم نقله بما لازالت تملكه هذه الفوضى…
مانا لانهائية…هذه هي مانا الفوضى.
مما اظهرت الامنية السوداء، فغالبا لن استطيع الاختراق عبر هذا الجدار الكبير المسمى بنصف فضيلة…
يبدو ان الوقت لم يحن بعد.
هاه…
اشعر بثقل كبير على جسدي فجأة…
وكأن مسؤولية المخلوقات كلها اصبحت على عاتقي…
أجهل ماهية امنيتي، لكنني مدرك لمدى ضخامتها.
حسنا، هل نخرج الآن؟
……..
ما ان فكرت في الخروج وجدت نفسي واقفا في غرفة معلمي بالفعل.
لا أدري كم مر من وقت لكن اخيرا قد خرجت من عش التنين ذاك.
الغريب هذه المرة لم يأتي معلمي منتقلا مكانيا حتى بعد ان شعر بوجودي.
لذلك توجهت للخارج واتبعت ما تخبرني به غريزتي حتى وجدت ملاذي الى الساحة الكبرى داخل هذا القصر الضخم.
اول ما لمحته عيناي هو ضوء الشمس المنبعث من غروبها…
واول ما شعرت به يداي هو نسيم عليل مرفقا ببرد خفيف لاسع.
بينما اتأمل الجو امامي لاحظني أحد الحراس التنانين داخل الساحة.
"اه…السيد الشاب!"
يبدو انه على علم بهويتي بالفعل.
"اين معلمي؟"
"سأناديه حالا سيادتك"
يبدو ان ذلك العجوز قد ثرثر كثيرا بينما انا غائب.
ما انقضت الا ثواني وإذا بمعلمي يظهر في الساحة.
كيف اقول ذلك، لم يتغير شكله ولو ذرة.
" ايها الشقي قررت العودة اخيرا؟"
"كم مر وانا هناك؟"
" خمس سنوات… "
يبدو انني كنت محقا، مع ان الوقت داخل العش يجري بشكل أسرع الا انه معدل الوقت بينهما قد تم تعديله من قبل الامنية…
عندما قصد بتغير زمكاني يبدو انه قصد تعديل معدل بطء سير الوقت داخل العش…
اذا فقد كانت خمس مرات ابطأ من ما هي هنا بالخارج.
لكن…
ما هذا التعبير الذي يبديه معلمي؟
"كم قضيت داخل العش؟"
"قرابة الخمس والعشرين عاما"
"تنهد…وانا اتساءل عن ماهية هذا الهدوء والشعور الغريب الذي تظهره، يبدو انك اكتسبت الكثير بالفعل…"
"اجل…الكثير جدا"
بدأ معلمي يمشي نحو الحديقة الخارجية التي دوما ما يجلس فيها…
حيث كان باد عليه الفضول وكثرة الأسئلة.
فاتبعته بينما نتكلم في الطريق…
" اذا، الى اي مدى وصلت؟ "
" الى مدى كاف ليجعلني منيعا تماما"
" حتى ضدي؟ "
" بدون اي شك"
التف بينما ينظر الي بنظرة غضب، حسنا لا الومه فسماع ان تلميذه أصبح اقوى وأقدر منه فإظهار هذا الغضب شيء طبيعي لشخص مثل شخصيته.
"يبدو انك لا تصدقني، اتبعني"
حلقت نحو الحديقة الخارجية، ثم توجهت الى منطقة خالية من الحياة تقريبا وطفوت بعيدا عن اكبر جبل صخري هناك بمئة ميل تقريبا.
"اصبح بإمكاني استعمال المانا بدون اي مشاكل…"
رفعت إصبعي نحو الجبل وبدأت بتجمع كمية لا بأس بها من مانا الفوضى على إصبعي…
تجمعت وتجمعت على شكل طاقة ارجوانية الشكل ذات ثقل خانق لمن ينظر اليها الى ان تكون كرة صغيرة جدا من الطاقة.
"مع انني لم اصبح فضيلة بعد لكنني متأكد من شيء واحد… "
ثم أطلقت تلك الكرة نحول الجبل.
انطلقت كرة الطاقة بسرعة الضوء حرفيا، حيث ان الأعين لم تستطع ملاحظتها حتى لو وضعت جل طاقتك على تركيزك البصري.
اختفت الكرة من مرأى البصر مخلفة ورائها موجات صوتية عالية بعد جعلت الجبل يهتز ثم تحول لفتات كليا.
"انني لا اقهر في هذا العالم~"
بعد تحول الجبل الى رمل حرفيا، تفاجأ معلمي مما رأته عيناه…
وما ان اراد قول كلمته
"هـ..هذا…"
سمع انفجار مدوي خارج هذا العالم!
حيث اختفى نصف القمر الأول التابع لهذا العالم في لحظة~
………
بعد ان هدأ معلمي مما رآه امام عينه عدنا للحديقة الخلفية
لكن هذه المرة انا من صنعت الشاي.
"يا الهي… كيف لشيء كهذا ان يوجد؟؟"
"ليس عليك ان تتفاجأ لهذا الحد، فتلك لم تكن سوى ذرة من ما اصبحت امتلكه الآن…"
"اعلم!! انا اعلم…انا ايضا سأستطيع فعل ما فعلته لكنني سأستنزف كل قوتي ومهاراتي لأفعل ذلك…"
"اذا فقد كنت انت من دمر القمر الثالث ها؟ "
" هذا العالم يملك قمران فقط، لست غبيا لكي ادمر احد اساسات هذا العالم من اجل نزواتي الخاصة. "
حسنا…
اتمنى ان لا يؤثر ما فعلته على هذا العالم ايضا…
" هل ذهبت لعالم اوبيرا من قبل؟ "
" ذلك العالم الذي كله زجاج؟ اجل فعلت مع انه كان ضعيف جدا وهش للغاية"
" ليس زجاجا بل ابنيته ومنازله كلها مغطية بالزجاج، على اية حال المفهوم الذي كان لديهم عن الطاقة المظلمة في الكون هي نفسها مانا الفوضى التي املك الآن"
زاد اندهاش معلمي لدرجة انه لم يعد مندهشا مما يسمعه بعد ذلك…
ثم استمررنا بالنقاش حتى بدأت الظلام يخيم على المكان.
………
" بالمناسبة، اين تلميذاتي؟"
" تنهد…علي ان اقول انك قد كنت تربي وحوشا بين لديك~
مع انه لا يوجد مثل وحش مثلك"
"ما الذي تعنيه؟"
"لترى بنفسك"
اتبعت معلمي الى ان وصلنا لقاعة الولائم في قصره الضخم…
أتساءل ما الذي ستفعله زوجته الـ48 بعد ان ترى هذا القصر الذي يخفيه عنها.
" نادي على تلك الصغيرات"
" طوعا لأوامرك ! "
ما ان غادر الحارس الذي يحرس القاعة سمعت اصوات أرجل حافية تجري بكل ما بها من جهد…
صوت حنون لم اسمعه من مدة طويلة…
" "معلمي!!!" "
قالتا في نفس الوقت بعد ان لمحوني من بعيد…
هل الوقت يمر بهذه السرعة…
ام انني الذي اشعر ببطئه فقط…
"توقفا!"
صرخت في وجههما بعد ان سارعوا لعناقي من بعيد…
لتوقفن بنظرة فزع مهولة على محياهما.
"مـ..معلمي؟ ما-ما الخطب؟؟"
صوت ماريا المرعوب الذي لم اسمعه منذ وقت طويل…
وجه كاجسا الطفولي الذي تغيرت ملامحه بالكامل…
لكن…
" ايها العجوز، هل تخدعني ام ماذا؟"
"هييه…علي ان اعترف ان البشر يكبرون بسرعة"
اجساد تلميذتاي الصغيرتان اصبحت اجساد نساء في مقتبل عمرهم…
أدرى انني قد اختفيت لوقت طويل، لكن هل من المعقول ان يكبر البشر بهذه السرعة حقا؟؟
مع انه ليس لدي الحق في قول ذلك.
" ما بالكما خائفتان هكذا؟ هل نسيتما وجه معلمكما بهذه السرعة؟"
رجعة محيا السعادة على وجهها وغادر القلق قلوبهما…
ثم اقتربا الي ببطء ليتعرفوا علي مندهشين من عدم تقدمي بالعمر ابدا.
لقد أصبحوا بنفس طولي تقريبا بالفعل…
رفعت يداي على مد صدري قائلا " لقد عدت~"
لتعانقاني بشدة بينما تبكيان من قلبيهما بسبب الشوق…
الشوق الذي طال لديهم خمس سنوات…
بينما كان 25 سنة بالنسبة لي.
……..
انتظر…
الا يعني هذا كوني في عمر الأربعين الآن؟؟؟
---------------
تأليف: Souhayl TP