الأمنية 47: قصة؟
-------------------
ما إن ذكر معلمي وظيفة ⟦ماغي⟧ اتت فكرة خاطفة الى ذاكرتي…
"والـ..دتي؟"
هل هي الفتاة التي يتحدث عنها؟
هل هي والدتي؟
لكن…لماذا لا اتذكر اي شيء عنها؟
حتى لو كانت والدتي…
كيف فقدت ذاكرتي عنها!
لدي بعض اللمحات عن طفولتي في هذا العالم…
لازلت اتذكر والدي بشكل لا بأس به نوعا ما…
لا اتذكر لا وجهه ولا شكله ولا حتى ماهيته…
لكن بعض من كلماته…
وخصوصا صوته الدافئ
' مهما كانت وظيفتك، ثق في انني سأدعمك دائما.'
لازلت اتذكرها وكأنها محفورة في ذاكرتي.
هل السبب هو كونه اول من لم يخف مني رغما عن اختلافي عمن هم في عمري؟
ام انه دعمني كابن وأغلى ما يملك.
لا اعلم.
اما إذا كانت والدتي كما يبدو لي...
سيجب علي فقط الذهاب الى هناك والتأكد.
اذا رأيتها...انا متأكد انني سأتذكر كل ما نسيته عنها.
"بماذا تفكر بهذا الوجه الجاد؟"
قصصت له عما يدور بخاطري...
عن احتمالية كون والدتي هي الدرياد السامي الحالي للعشيرة...
وعن فقدان ذاكرتي عنها فجأة في وقت ما بدون ان انتبه.
"لا تقلق، فقدانك لذكرياتك شيء طبيعي!"
"ما الذي تعنيه؟"
"حسنا...ربما لأنك لم تلتقي بأشخاص في نفس مستواك -انصاف فضائل- من قبل لذلك لا تدري اكبر شيء يؤثر على حياتهم واكبر عقبة في طريقهم نحو الفضيلة"
حسنا اذا كان في هذا العالم انا متأكد من انني لم التقي بأحدهم...
لكن في الحيوات السابقة التقيت بالعديد بمن اقوى من اي فضيلة اعرفها...
حسنا...
ربما الفخر هو الاقوى في هذا البعد لكن الأبعاد الاخرى التقيت بشخص كان تعريف للقوة بحد ذاتها.
واشخاص وصلوا لمستوى من القوة الكافي لحكم عدة ابعاد في الوقت ذاته...
الأباطرة؟ لا اتذكر بشكل جيد.
"عندما يصل الشخص الى مستوى نصف فضيلة تقف امامه عقبة صعبة، وهي ⁂نسيان الذات⁂ حيث تبدأ بفقدان ذكريات مهمة للغاية لك لدرجة انك اذا فشلت في التغلب على نسيان الذات ستنسى حتى من تكون وترفض وجودك ذاته لتموت في النهاية بدون اي حيلة"
ماذا؟
هذا فظيع حقا...
نسيان الذات...
اذا هو مثل نكران الذات عند القديسين.
لكن مهلا...
" حسب ما تقول يبدو لي انك قد تغلبت على نسيان الذات، اذا لماذا لازلت نصف فضيلة؟ "
نظر الي بنظرة حزينة وكأن ذكريات كان يفكر في نسيانها قد عادت اليه.
"معك حق، لو انني ولدت في عالم غير هذا لكنت اصبحت فضيلة بالفعل، لكن هناك شيء اضافي تحتاجه اذا اردت الترقي لتصبح فضيلة، شيء اكثر اهمية من نسيان الذات نفسه"
شيء اهم؟
اهو أكثر خطورة من التغلب على نسيان الذات؟؟
"هذا الشيء هو 'القصة'!"
"هل تعبث معي؟ "
" انا لا امزح"
استدعى العجوز المانا المقدسة الخاصة به وبدأ يرسم اشكال بها في الهواء
" في الطريق نحو الذروة، اهم شيء من ان تكتسب قوة مدمرة هو اثبات وجودك للعالم، من بين كل من نعرفهم قليل فقط من تسمع اساطير عن مغامراتهم وقصصهم الغامضة والمذهلة"
للتحول الاشكال الغريبة الى شكل صاعقة صفراء.
"لابد ان تكون قد سمعت ولو مرة من قبل عن اسطورة زيوس صحيح؟ القصة التي اتحدث عنها شيء شبيه بذلك، انها القصة التي ستثبت وجودك وتترك حضورك في التاريخ لتصبح في النهاية اسطورة يتداولها الناس في المستقبل"
فهمت، يجب ان اترك قصة عظيمة ورائي يسمعها كل الناس ويتذكرونها الى الأبد...
لقد فهمت لماذا لم أصبح فضيلة بعد رغم حجم القوة التي اصبحت احوزها.
" كونك تستطيع تذكر العديد من الاشياء حتى الآن يثبت كونك قريب من التغلب على حالة نسيان الذات، كل ما في الأمر هو ان تترك اسطورة ورائك لكي تترقى الى فضيلة وربما لن يطول الوقت على ذلك، على الاقل قد تصبح فضيلة قبلي"
مع انه يقول هذه الكلمات بنبرة حزينة الا انه جعلني اتذكر شيء مهما...
إذا تحدثنا عن الأساطير وحدها، معلمي يملك منها الكثير بسبب كونه ملك التنانين الاسطوري، حتى كونه تزوج من ذلك العدد الضخم من النساء ولم ينجب طفلا الى الآن اسطورة تم تداولها حتى في العوالم الاخرى فما بالك بأسطورة حرقه لقارة بأكملها بسبب انزعاجه من الحروب التي كانت تجرى في ذلك الوقت.
اذا لماذا؟
لماذا لم يترقى الى الآن؟؟
"استطيع معرفة ما تفكر فيه من قراءة تعابير وجهك فقط ايها الشقي"
"حسنا...اساطيرك كثيرة ومذهلة سمع عنها العظيم والضعيف، اذا لماذا لم تترقى الى الآن؟"
"لأننا مختومين بهذا العالم..."
مختومين؟ نحن؟
"بسبب القيود التي وضعتها فضيلة الجشع، تم ختم قوتها على اشكال وظائف ومهارات، وبسبب هذه القيود، ولم يستطع اي شخص ان يصبح فضيلة من بعدها، حتى ان عدد انصاف الفضائل قد قل كثيرا، حيث كل من يولد في هذا العالم مقدر له ان لا يصبح فضيلة ابدا"
"اذا ماذا عني؟ هل انا مقيد بهذه القيود ايضا؟؟ لهذا السبب لا أستطيع الوصول الى مستوى فضيلة؟؟ "
تنهد معلمي ثم رد علي بسخرية
" ألم اخبرك قبل قليل؟ مقدر لك ان تصبح فضيلة إذا صنعت اسطورة لنفسك، لان روحك لم تولد في هذا العالم"
لقد تهت حقا...
مع انني ولدت في هذا العالم لكن روحي لم تفعل، حيث ان روحي تنتقل من عالم الى اخر مع كل امنية احققها.
كما انه كيف نسيت اهم شيء؟
لقد ورثت سلطة الجشع بالفعل، حتى لو كانت هذه القيود موجودة لدي، اذا استطعت السيطرة على سلطة ام الحكمة بشكل صحيح سأستطيع رفع القيود عني كما فعلت مع تلميذتاي.
يبدو انني سأحتاج ان اتغلب على نسيان الذات وأجرب الأمر.
"معلمي، لا ترفع آمالك لكن...تتذكر المسارات التي رأيتها بعين التنين؟"
"مسارات؟ حسب ما اتذكر انها كانت مسار السيف، مسار اليأس مسار الجسد ومسار الـ...!!"
اختفت الكآبة على وجه العجوز لتظهر السعادة الشديدة بدلا منها
"لا ترفع آمالك، لا تنسى، بعد كل شيء مساري الرئيسي هو اليأس، مع انني لن امانع ذلك التهام بعض من يأس ملك التنانين العظيم~"
" ايها الوغد الجشع! حسنا، لن ارفع آمالي لكن على الأقل سأنتظرك لتعود"
بعد ذلك أنهينا بقية الحديث الطويل بحكايتي له عن معظم الأشياء التي مررت بها في هذا العالم على أمل ان اتذكر بعضا من ذكرياتي المفقودة...
لأقرر في الاخير الانسحاب بعد ان بدأ يتباهى بزوجاته.
اشعر انه لن يعيش طويلا اذا استمر بالزواج من كل فتاة تعجبه هكذا.
.........
حل الصباح.
لم أنم ابدا كوني لم اعد اشعر لا بالتعب ولا بالجوع لكنني استمررت في التواصل مع مانا الفوضى للتخفيف من الاثار الجانبية لاستعمالي لها عن طريق عقلي بدل مركز المانا الذي كان في قلبي.
استيقظت الفتاتين ثم تجهزتا للمغادرة بعد ان اعلمتهما عن وجهتنا التالية.
ودعت معلمي وحارسته بعد ان شكرتها عن اعتنائها بتلميذاتي طوال فترة غيابي.
بعد ان أصبح بوابة الانتقال جاهزة اخيرا.
"امسكا بي، حتى لا نفترق اثناء الانتقال"
"حسنا معلم تيل!"
هيا بنا...
الى عشيرة الدرياد...شجرة العالم!
---------------------
تأليف: Souhayl TP