الأمنية 49: حاكمة الخريف 2

----------------------

قرون؟

هالة تنين تدور حولها ايضا؟

اهذه والدتي حقا؟ شكلها مختلف جدا عن اخر مرة رأيتها.

بعيدا عن تلك القرون الغريبة، شعرها الممزوج باللونين الاخضر والفضي مختلف عما اتذكره، كما انها اصبحت أصغر بشكل عام…

هل يعقل ان الشكل التي كانت تظهره امامي كان مزيف بشكل كامل؟

ام انني اتيت للشخص الخطأ؟؟

إذا كنت اتيت للشخص الخطأ حقا…

اه لا تفكر بالأمر.

"ايتها الحاكمة، لقد وصل ضيفك"

لقد التفت…

اظن ان وقت الهروب قد مضى بالفعل صحيح؟

"ضيف؟ من يكون…انت..!"

ما ان لمحتني انهمرت الدموع من عيناها…

بوجه مصدوم تقدمت ببطء نحوي.

"ابني…بني؟ بني أهذا انت حقا؟!!"

لم أجد ما اقوله حيث غلبني الصمت من المظهر الذي اظهرته امامي…

هل حقا تغيرت لهذه الدرجة؟

"بني…ما بالك صامتا هكذا، أيعقل انك نسيت والدتك بالفعل؟؟"

ثم رمت بنفسها علي بعناق بكل ما تحمله من قوة…

وكأنها خائفة من ان اختفي فجأة من امامها.

"واااااه…بني اخيرا عدت، اتعلم كم اشتقت لك؟ اتعلم كم قاسيت من الخوف من ان تهجرني فجأة بدون ان تعود؟"

"اماه، لقد عدت~"

مع سماعها صوتي اخيرا لم تعد تتحكم بنفسها بعد ذلك حيث انفجرت بكاء بدون توقف…

بكاء السعادة بعد الالتقاء من افتراق دام سنوات عديدة.

……..

" اعذروني، لقد احرجت نفسي بمظهري المثير للشفقة امامكم"

" لا بأس يا صغيرتي، فقد التقيت بابنك المفقود اخيرا، اي احد كان سيصيبه ما اصابك الآن"

انا حقا متفاجئ…

اهذه هي أمي حقا؟

امي التي لم تكن تفارق الابتسامة المخيفة وجهها؟

امي التي لم تظهر مشاعرها ابدا الا عندما تعلق الامر بموضوع الشريك؟

ام ان ذكرياتي هي التي اصيبت بخلل ما؟

" لقد وصلت لمستوى نصف فضيلة بالفعل!! كما هو متوقع من ابني~"

"اجل، قبل 5 سنوات تقريبا"

"لكن…أشعر انك مختلف بشكل ما"

اتذكر في اخر مرة التقيتها قد كانت في مستوي السيادة العظمى…

لكنها الآن اصبحت في مستوى نصف فضيلة هي الأخرى.

لا عجب انها شعرت باختلاف مظهري…

قبل ان نأتي الى عشيرة الدرياد استعملت مانا الفوضى لتغيير شكلي الحقيقي الى الشكل الذي كنت عليه قبل ان أقع في مسار اليأس…

لكنها شعرت بالفعل بتغيير طفيف في مظهري.

"ربما تقصدين نسيان الذات، حيث انني امر بهذه المرحلة حاليا كما قال معلمي لذلك بعض من ذكرياتي قد فقدت"

"لكن…لكن… الم يكن نسيان الذات يمر بها فقط من وصلوا لذروة قوتهم كأنصاف فضائل؟ لماذا تمر به الآن؟"

"حسنا…لقد وصلت لذروتي بالفعل منذ وقت قريب…"

حسنا انا لم أكذب…

صحيح انني نسيت بالفعل كل شيء حولها لكن كوني وصلت لذروتي قبل وقت قريب سيكون صحيح اذا احتسبت مرور الزمن العادي وليس عش التنين…

حيث انني شعرت بذلك الجدار الضخم في مستواي عندما كنت اقوم بتبديل المانا خاصتي الى مانا الفوضى.

كما انني سأخفي كوني نسيت كل شيء حولها لوضع بعض الأمان حاليا…

"لقد مررت بالكثير حقا يا بني…"

لماذا اصبحت حزينة مجددا؟

لم اعد افهم حقا لما تصبح الأمور غير منطقية عندما اكون حولها…

"حسنا، يكفى كلاما انتما الاثنان، حتى لو كان ابنك فهو لازال ضيفنا اليوم، لنذهب الى قصر الشجرة ونكمل كلامنا هناك"

"معك حق يا معلمتي…لكن تمهلي لحظة، بني من تكون هاتان؟ ~"

ما خطبها الآن؟ لماذا اصبحت غاضبة فجأة؟؟

"امي، لنكمل كلامنا في الداخل…"

"لا! لن تتحرك انش واحد من هنا حتى تخبرني لماذا جلبت عاهرتين الى عشيرتي! "

ماذا..

"عاهرتان؟ ما الذي تعنيه بكلامك؟ "

'بحق الجحيم ألم يكونا احباء قبل قليل كيف تحول الجو حولهما فجأة هكذا؟ إذا قاموا بأي حركة طائشة ستتسبب في سفك ارواح اعضاء عشيرتنا الأبرياء الذي من القرب من هنا'

لم أصدق ما سمعته أذناي "عاهرتان"؟ نظرت إلى أمي بدهشة، ومن ثم إلى تلميذتاي حيث كانت وجهات نظرهما مليئة بالغضب والاستنكار…

"أمي، اعيدي كلامك مرة اخرى…" بدأت بالكلام، لكن صوتها القاطع قطعني.

"اجل عاهرتين، لماذا جلبتهما معك بينما اتيت لرؤيتي بعد كل هذا الوقت!"

صرخت وهي تتجه نحوي بخطوات متسارعة. كان الغضب يتصاعد في عينيها، وكأنها قد تحولت فجأة إلى شخصية أخرى…

لم أرها بهذه العصبية من قبل، لكهنا قد تمادت قليلا فكلامها.

تقدمت كاجسا بخطوة، ورغم مظهرها الهادئ إلا أن شعلة عينيها تعكس غضبًا مكبوتًا…

"نحن لسنا هنا لإثارة المشاكل. نحن هنا رفقة معلمنا الحبيب لزيارة الشخص الذي نساه وكان يفكر فيه لوقت طويل رغم وجودنا نحن معه كل هذا الوقت، وهذه الاتهامات غير مقبولة."

كاجسا التي لطالما كانت هادئة في كل تصرفاتها تندفع هكذا وأمامي ايضا؟؟

"نـ..نساني؟" سخرت منها أمي "نسي من؟ والدته؟"

" كاجسا!! اصمتي…"

مع انني لم افهم لما تحول الوضع هكذا فجأة الا انني حاولت التدخل مجددًا، لكن الوضع كان يتدهور بسرعة…

"أمي، يجب أن تهدئي، سأنسى ما قلته قبل قليل عنهما لكنني لن اسمح بأي كلام مسيء لهما بعد الآن، خلال السنوات الماضي هما من وقفا بجانبي عندما كنت في أمس الحاجة لرفقة تهدئ اليأس بداخلي…"

"وما الذي يجعلك تعتقد أنني لم أكن هناك لأجلك؟" صرخت أمي. "ألم تكن والدتك كافية؟ رغم انني انتظرتك لسنوات بقلب محروق بالألم بعد ان انقطع اتصالنا تأتي لتخبرني ان هاتين الشقيتين فعلتا ما لم أستطع فعله؟"

لم أكن أعلم كيف أجيب.

تراجعت أمي قليلاً، وأخذت نفسًا عميقًا. "حسنًا، بما أنك ترفض الكلام إذا لا بأس بقتلهما الآن اليس كذلك؟ "

وهي تتكلم انشأت رمح ثلجي ضخم في لحظة ثم وجهته نحو كاجسا التي كانت تغطي علي قبل ثواني…

سرعة الرمح كانت خارقة لدرجة انني فقدت الأمل في ايقافه بيدي…

"مسار الزمن… [التباطء الألفي]"

لم يكن امامي طريقة سوى تبطيء الزمن بمقدار ألف مرة في نطاق معين لمنع تلك الهجمة القاتلة التي وجهتها نحو كاجسا.

ما ان سحقت الرمح بيدي، اختفى تباطئ الزمن.

"أمي…ما الذي تفعلينه بحق الجحيم"

"تسك، اذا لقد حميتها، اذا لنرى كيف ستحميها الآن!"

حلقت أمي في الجو ثم ظهرت آلاف الرماح من مختلف العناصر، نار، سم، ريح، ثلج، وحتى الضوء…

أهذا بسبب كونها نصف فضيلة بالفعل ام بسبب وضيفتها كماغي؟

لكن…

معها حقا، لكي امنع هذا الهجوم سأحتاج لأبذل بعض الجهد…

لكن، لكي اجعلها تهدأ ايضا بعض الجهد لن يكفي فهي نصف فضيلة ايضا.

اذا علي ان اصبح جادا.

"تراجعا، انتم ايضا حيث يبدو لي انه قد جن جنونها فهي توجه الهجوم نحوكم انتم يا من هم من شعبها"

جمعت مانا الفوضى حول قبضتي، ببطء حتى اصبحت مرئية بالكامل على شكل نار رمادية اللون لبها ازرق داكن من شدة كثافتها.

ثم وجهت القبضة نحو تلك الرماح…

"مسار الجسد…〔قبضة تحطيم الفراغ〕"

الفضاء حول الهجوم كان يتمدد لدرجة انه بدأ يتشقق...

لكن قبل ان يصل الهجوم الى الرماح لمحت حاجز شديد القوة ظهر بيني وبين والدتي.

الحاجز لم يستطع تبديد هجومي لكنه بدد هل رماح والدتي بينما بواقي هجومي وبسبب الحاجز نفيت الى الفراغ بسبب تحطم الفضاء من حوله.

"ايها السيد تيلوديس...هل كنت تخطط لقتل والدتك؟"

"اقتلها؟ اسأليها اولا لماذا وجهت ذلك الهجوم المميت نحو صغيرتاي هناك!!"

بالتفكير انها تستطيع صنع حاجز قوي كهذا وبدون تحضير...

شيخة العشيرة هذه قوية بدون أدني شك.

"وانت ايتها الحاكمة ! كيف لك ان تتصرفي بهذه الطريقة امام ضيوف عشيرتنا؟؟!"

"ضيوف؟ كل ما اراه هم عاهرتين وابن عاق، همف انا مغادرة! "

تنهد...

ظننت ان شخصيتها تغيرت بعد هذا الغياب الطويل...

لكنها اصبحت أكثر عصبية فقط.

"اعتذر عن المنظر المخزي الذي سببته حاكمتنا، ما رأيك ان نستضيفكم في قصرنا حتى تنحل الأمور بينكم بهدوء؟ "

اتفقنا على دخول القصر واستكمال المحادثة هناك، الطريق إلى قصر الشجرة كان مليئًا بالهدوء المشوب بالتوتر. كانت أمي تسير بجانب الشيخة لكن نظراتها المخيفة التي ترمقنا بها وكأنها على وشك التهامنا.

هذا يذكرنا بالأيام التي قضيتها في قرية الناي في قارة السرور...

تذكرت بعض الذكريات الحزينة اثناء ذلك حيث كل خطوة تزن ثقل السنوات التي مضت.

.........

داخل القصر، جلست أمي على عرشها المصنوع من اغصان شجرة العالم...

حيث فتحت عينها اليمنى ببطء لترى إذا ما كنا لا زلنا نتبعها الى غرفة العرش لكن وللأسف فقد اتبعت الشيخة الى الغرف التي جهزتها لنا داخل القصر بالفعل.

"سحقا!!!!!"

سمعت صراخها من بعيد.

"يبدو ان الكلام الآن لن يكون مفيدا ابدا، ما رأيك ان اكلمها انا اولا؟"

"شكرا لك ايتها الشيخة ولكن هناك سؤال يشغل بالي طوال وقت مكوثي القصير هنا..."

"لا داعي لمناداتي بالشيخة فأنت اقوى مني بكثير بحيث لا أستحق ان انادى هكذا من قبلك"

"مع ذلك سأصر على ان اناديك بالشيخة بصفتك معلمة أمي، على أية حال، اغلب الدرياد الذين رأيتهم كانت سيم الهدوء والاخلاق الحسنة بادية عليهم، اذا ما خطب مزاج أمي الجنوني هذا؟ "

شعرت الشيخة بارتباك، حيث اخفضت عيناها الى الأرض ولم تستطع ان تجيب عن سؤالي ابدا.

حسنا، يبدو انني اخذت فكرة عم ما يحدث هنا.

" سأكلفك بمهمة تهدئة امي ايتها الشيخة"

" اعذرني..."

ثم غادرت.

يا له من يوم جنوني...

تنهد، بسبب ما حصل لم احصل حتى على فرصة التأمل في شجرة العالم من الخارج...

........

في الوقت ذاته، داخل غرفة عرش القصر...

عادت الشيخة الى أمي، لتراها تبكي بينما تخفي وجهها بركبتيها وهي جالسة على العرش.

"ما بك هذا اليوم يا صغيرتي، لم يسبق لي ان رأيتك هكذا منذ زمن طويل..."

"معلمتي...معلمتي...هل قمت بشيء خاطئ؟ خاطئ لدرجة ان يصرخ ابني الحبيب في وجهي؟؟ ويهاجمني حتى من اجل تلك الشقيتين؟؟!"

"اذا لماذا قمتي باستفزازه بهذه الطريقة؟ لو لم اضع الحاجز لكنتي قد فقدتي رجليك من قوة ذلك الهجوم..."

"لقد...لقد اردت فقط...فقط ان ارى مدى تعلقه بهما، لم اتوقع ابدا انه سيفضل مهاجمتي من اجلهما..."

"تنهد، يبدو انك لا تعلمين اي شيء عن ابنك، الا تعلمين ان ابنك قد سمى بأحد المسارات المحرمة العشرة؟ "

" مسار محرم؟ هل هو مسار الحب؟؟"

" ايتها الغبية!! لو كان مسار الحب هل تظني انه كان سيهاجم أحد احبائه بتلك الطريقة! "

" اذا اي مسار يتدرب عليه؟ ولماذا؟؟ "

" انه...مسار اليأس ! اما سبب ذلك كل ما أستطيع قوله ان ما مر به اثناء انفصالكم لم يكن سهلا ابدا..."

----------------------

تأليف: Souhayl TP

2024/05/20 · 45 مشاهدة · 1523 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2025