الأمنية 53: ماض؟

-------------------

ابي كان يحظى بطفل وقتها؟!

"عقلي مشوش الآن…دعينا من اللف والدوران واشرحي لي ماذا حدث حينها…"

"وقتها كنت قد ولدتَ بالفعل لكنني لم اكمل مراسم التضحية بوظيفتي لذلك كنت مثل جسد بلا روح.

بسبب تسرعي تركت العشيرة بعجالة لمعلمتي وتوجهت الى مكان والدك اري، عندها فقط علمت انهم قد تزوجا بالفعل وصديقتي العزيزة بالفعل حامل وهم قريبين من الحصول على طفلهما الأول…

اخبرت آري عن وضعي ولكن…رفض افكاري ونعتني بالمجنونة"

طبعا سيفعل، اي شخص بعقل طبيعي سيتقد انك مجنونة.

" عندها لم يكن امامي خيار سوى استخدام سلطتي كدرياد سامي، افقدته ذكرياته عن زوجته وطفله وجعلته يعتقد انك طفله بالفعل، مع ان الأمر كان صعب للغاية فوالدك قد كان احد البشر القلائل في العالم الذين وصلوا الى مستوى نصف فضيلة!"

"مهلا! مهلا مهلا مهلا على عقلي فقد زدتني حيرة فحسب…ابي كان نصف فضيلة؟؟ اذا كيف اصبح بذلك الضعف فجأة وتحول الى فارس عادي؟! "

" كما قلت فقط استعملت سلطتي، وبسبب مقاومته فقد مئات المهارات لينجح غسيل العقل عليه، قوته الجسدية كانت جدا عالية لكن مهاراته اختفت وبذلك تراجع مستواه…"

فقدان المهارات يجعلك تفقد قوتك بشكل كامل؟

اذا لماذا لم يحدث معي ذلـ…

فهمت…انها السلطة.

سلطة مسار معين تحميك من هكذا حالات اذا لم اكن خاطئ.

مع انني فقدت كل مهاراتي وقتها الى انني اصبحت اقوى عكس ما كان يجب ان يحدث معي.

ربما هذه فائدة امتلاك مسار مكتمل او…

ان الفضائل لا يحتاجون الى المهارات ابدا.

لكن…

هذا يعني انها كانت السبب في مقتله ايضا؟

اذا لم يكن قد فقد قوته الم يكن لينجو وقتها؟

مشاعري مختلطة…

اذا كان لها يد في مصيره فهذا لا يعني انني غير آثم مثلها…

سواء كان ذلك بسببي او لا فقد اختار ابي ان يحمي القرية لأجلي ويموت على ان يدع الوحوش تدمر قريتنا…

انا الذي كان يظن انني ابنه الحقيقي…

فجأة عم الصمت المكان بينما نتآكل نحن الاثنان من ذنب لا يغتفر نفكر في صمت وكأن الوقت تباطأ.

……..

"اعلم فيما تفكر…موت آري كان بسببي وبسبب رغباتي القذرة ونفس الشيء بالنسبة لآنيا لو لم آخذ آري من جانبها لما اختفت فجأة"

"اختفت؟ وماذا بشأن الطفل؟"

"في ذلك الوقت…"

في ذلك اليوم وبعد ان غسلت عقل أبي ذهبت امي الى السيدة آنيا لتخبرها عن خطتها ولو رفضت السيدة آنيا مثل فعل ابي كانت تخطط الى غسل دماغها هي الأخرى…

لكن السيدة آنيا ابتسمت فقط وتقبلت الواقع كما هو فهي قد علمت ان لا شيء بمقدرتها يمكنها منع جنون أمي وقتها.

لكنها طلبت شرط مقابل ان توافق على كلام أمي…

"لا يد لي قادرة على ايقافك ولا طاقة لي على ذلك لكن على الأقل افعلي شيء من أجلي…"

"ما هو؟"

"هذا الطفل، لا اريده ان يولد واباه غير موجود، بما انك قلتي ستستعرين آري لعدة سنوات فقط الى ان ينضج ابنك، فافعلي شيئا يؤخر ولادته الى ان يعود آري الي…"

وصفت امي كمية الحزن والندم البادي على وجهها وهي تقول هذا الكلام…

لدرجة ان حتى امي التي جن عقلها وقتها عاد الى وعيه بينما تلمح تلك الملامح، لكن ما حدث قد حدث بالفعل ولم يعد للندم لا ثمن ولا قيمة.

استعملت امي آخر تعويذة لها كماجي سامي وهي تعويذة ابطاء وقت والتي ستأخر ولادة ذلك الطفل لسبع سنوات على الأقل.

"هذا ما ظننته وقتها لكن التعويذة تم ابطالها قبل ان تمر السبع سنوات"

"لماذا؟"

"لا اعلم، كل ما شعرت به وقتها ان التعويذة تم الغاءها فجأة واذا كنت اتذكر بشكل صحيح فقد انلغت بعد 3 او اربع سنوات فقط منذ ان فعلتها على آنيا"

"ألهذا علاقة باختفاءها؟ "

" ربما، عندما افترقنا انا وانت من قارة السرور ذهبت الى مزلها لأطمئن عليها واخبرها بما حدث لآري لكنني لم اجدها، لكن بسبب استعجالي للعودة الى العشيرة لم استطع ان ابحث عنها اكثر مما فعلت"

إذا تم الغاء التعويذة الزمنية هذا يؤكد ان اخي غير الشقيق قد ولد، اما اذا كان على قيد الحياة ام لا هذا شيء لا استطيع تأكيده…

حسنا…

لدي هدف جديد الآن~

" بني…الست غاضبا مني؟ "

" لم سأفعل؟ ما فعلتيه يجعلني ارغب في قتلك لكنني اعلم ان الخطأ ليس خطأك لوحدك فلي من الذنب في ما فعلتيه انا ايضا…

انت…ألن تسأليني عن هويتي؟"

"لن أفعل، بالنسبة لي انت ابني مهما كنت وقد تقبلت ذلك بالفعل منذ زمن"

اتسائل اذا ما كنت ستبقين على رأيك هذا مستقبلا…

……..

مر الليل بسرعة ووصلت الشمس الى اوج اشراقها…

ما ان أنهينا حديثنا الطويل كانت اصوات افراد العشيرة الحيوية في كل مكان وهم يشقون ويعملون.

غادرت والدتي الغرفة وجلست انظم افكاري و اهدافي الحالية.

تركت والدتي حجر موجات صوري فيه صورة لأعضاء حزبها آنذاك.

في الصورة كانت أمي التي لم يتغير مظهرها ابدا مع صورة ابي وهو صغير بينما الاثنان الآخرين كانا السيدة آنيا ومتعصب السيف الآخر.

على الأقل بهذه الصورة استطيع البحث عن السيدة آنيا واخي غير الشقيق.

لم تمر الا دقائق معدودة لتأتي شيخة العشيرة لتزورني…

ألا يحق لي ببعض الوقت من الراحة على الأقل؟

"هل ازعجت راحتك؟"

لا على الإطلاق~

"اللعنة عليك!"

"هل قلت افكارك الحقيقية قبل لحظة؟؟"

"اظن انني سأخاطبك بشكل اكثر ارتياحا الآن ايتها الشيخة"

"لا امانع ذلك، خصوصا وانت ابن حاكمتنا المجيدة"

"اذا بما انك اتيت في هذا الوقت فقد كنت تعلمبن بزيارة والدتي لي؟"

"انت تعلم بالفعل انني كنت اتنصت عليك فلماذا السؤال، حسنا لن انكر انني خشيت ان تفقد تلميذتي العصبية اعصابها بسبب ما حدث البارحة"

"لو كنت مكاني هل ستتصرفين بطريقة غير ما فعلت؟ "

"انا اعلم وأؤكد ان ما فعلته تلك الشقية شيء اقرب للمحرمات لكن بعد سماعك عن ماضيها هل تغيرت نظرتك لها ام انك ستتصرف مثلما فعلت فقط"

" انا هو انا، وامي هي امي، بصفتي شخص عاش لمدة طويلة فقد جربت ما جربته امي لمئات ان تكن الاف المرات، حياتي كانت كالخيط الهش الذي ينقطع من اصغر حركة، هذا هو ما جعلني ما انا عليه الآن لكن…

يبقى ما فعلته والدتي شيء لا يغفر بالنسبة لي كإبن وليس كتيلوديس الذي عاش كل شيء…"

"تبدو مثل معلمك تماما في تلاعبكم بالكلام بدل الاجابة بشكل صريح، لكن على الأقل اتمنى ان تفهم انك الوحيد الذي تبقى لها…"

"معلمي؟ يبدو ان ذلك العجوز لم يستطع التحكم في فمه هذه المرة ايضا"

" اي شخص سيتفاخر بتلميذ مثلك، مثله انا ايضا اتمنى ان تتجاوزني تلميذتي يوما ما"

" الم تفعل؟ "

" كقوة هي قد فعلت بالفعل لكن بشخصيتها ستحتاج لمزيد من الوقت لكي تتجاوزني، فالخبرة هي افضل حجر شحذ للجميع"

" اذا، لم تأتي لتخبريني بهذا فقط؟ "

"يا لك من فطن، انا هنا لأخبرك عن ماضي اخر لم تخبرك به امك، ماضي مهم لي ولجميع الدرياد عبر التاريخ…

عن الدرياد المختار! "

------------------

لي انقطاع طال الخمسة الأشهر وها انا قد عدت لنشر المزيد من الفصول...

الانقطاع لم يكن بيدي بل كان خارجا عن رغبتي وارادتي لكن ما فات لم يعد مهما الآن ولا اعذار تمحي خطأ غيابي.

الفصل القادم سينهي حدث عشيرة الدرياد الذي استمر أكثر مما كان مخططا له ورح ندخل على ارك جديد بصدمات من مختلف الجهات هذه المرة~

تأليف: Souhayl TP

2025/01/10 · 37 مشاهدة · 1106 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2025