الأمنية 54: المختار!

-----------

منذ مجيئي لهذه العشيرة وانا احظى بمعلومات وفيرة تدهش العقل...

بداية من ماضي الأم التي اتخدت من الجنون عذر للهروب من ماضيها...

وصولا الى غرابة هذا العرق المسمى بالدرياد...

"الدرياد المختار؟"

"اجل…كما تعلم في الوقت الذي كان يسبب شيطان الأبدية الفوضى في كل قارات العالم نحن الدرياد كنا الوحيدين الذي نحارب جيشه الهائل لوحدنا.

بسبب ذلك ضعفت قوة عشيرتنا للحضيض، للدرجة التي اجبرنا فيها على الاختفاء عن انظار العالم.

وبعد انهى الايسير العظيم كارثة شيطان الابدية وجيشه اختفى بعد عدة عقود فقط من ظهوره.

عندها خرج عرق الأرواح بخبر صادم وهو ان كارثة اخرى مثل التي مرت ستظهر مرة أخرى"

" وهل صدقتم كلامهم؟؟ "

" انت لا تعلم وزن تنبؤات هذا العرق، في كل مرة يخرجون بخبر جديد يهتز الهالم ويتغير، لذلك توقعاتهم دائما ما كانت تصيب. الشيء الصادم كان ان عرقنا هو الذي سيتكفل بالكارثة مرة اخرى"

" الم يكونوا هادفين لقمعكم فحسب؟ "

" طبعا اسلافنا في ذلك الوقت توقعوا ذلك، منذ الحدث الأول الذي جلب الفوضى للعالم كان عرقنا هو اول من يرمى في الصفوف الأولية لكن وحسب ما قاله اسلافنا انه حتى لو لم يدفعنا أحد لهكذا قدر كنا سنكون اول من يقف امام اي كارثة مهما حصل..."

" هاه؟ كل ما تكملتي اكثر زدت حيرة…"

"سلف الدرياد الاول ترك وراءه مئة وصية على الاغلب انك سمعت بعضها بينما كنت تتجسس علينا البارحة؟

اول وصية هي التي جعلتنا نقف امام كل كارثة مهما كان فضاعتها وكأن السبب في وجودنا يتمحور حول الوصايا فحسب...

لكن من بين هذه الوصايا ذكر انه عندما نتجاوز الكارثة العظمى سيتحرر عرقنا من واجب الوصية الأولى ثم سنبارك بدرياد سيجعل عشيرتنا تحظى بازدهار لم يسبق له مثيل…

وهو ما حدث بالفعل. "

" وامي هي ذلك الدرياد المختار؟ "

" اجل، مرورا عبر عشرات الكوارث الى آخر كارثة والتي تسببت في انقراضنا بشكل تام، فقدنا الايمان في الوصايا لبعض الوقت لكن منذ اللحظة التي ولدت فيها والدتك صدقنا ان وقت ازدهارنا قد حان اخيرا! "

" لازلت لا افهم، ما الذي جعل والدتي بذلك التميز؟ "

"انت لا تدري! "

صرخت في وجهي فجأة…

مع ان ملامح الغضب سيطرت عليها للحظات...

" اقصد..انت لا تدري كم كانت عظيمة هي وظيفة والدتك التي ضحت بها لأجلك…"

الا انها تراجعت قليلا بوجه متعرق.

" اتقصدين وظيفة ماغي سامي؟ "

" اجل! منذ ان ضحينا بكل شركائنا الذكور في العشيرة لتنفيذ اقوى لعنة لدينا بدأنا نعاني من سلبيات اللعنة جيل وراء جيل، عدم انقراضنا لوحده معجزة خلال القرون التي مرت.

الى ان حصلت والدتك على وظيفة ماجي سامي والتي عبرها استطاعت تعلم تعويذات محرمة لا يتعلمها الا من هم بمستوى انصاف الفضائل رغم صغرها، لترفع عنا اللعنة ثم بدأنا في استرجاع قوانا مع الوقت…"

كما توقعت~

هذا هو العالم الذي عشت فيه حياتي الأولى، تلك الامنية التي اجبرتني على ان اصبح تهديد للعالم…

∴ *

⊕الأمنية الاجبارية⊕

ملك؟ سلطة؟ شر؟

كن ملكا للشياطين و اجعل العالم تحت سلطتك فقط.

∴*

وفي النهاية تم القضاء علي عن طريق لعنتهم التي جعلتني اعاني بعدها لوقت طويل…

تنهد…

اذا كان كل هذا جزء من خطة الفخر…

الا يعني انه توقع مجيء شيطان الأبدية ايضا؟ ثم قضى عليه بسهولة لكي لا يجعل الدرياد يعتقدون انها كارثتهم المنتظرة؟

كم هذا سخيف…

………

" بعد ان تحررنا من اللعنة ولدت مواهب عديدة من بيننا كما اصبحت سرعة تدريب افراد العشيرة الهائلة…

هذا جعلنا نرجع لمجدنا في فترة قياسية للغاية."

"فهمت، انا شاكر لكونك اخبرتني بسر كهذا"

"لا تفكر في الامر كثير، فأنت تعتبر عضوا من عشيرتنا ايضا~"

" بذكر ذلك، هل يمكنك ان تخبريني عما حصل لعرق الجنيات؟ "

" ذلك العرق المذنب؟ انه ليس بالسر الكبير فأغلب كبار العشائر والممالك يعرفون عنهم"

وهي تقص علي بمعلومات عن الجنيات بكلمات يملؤها الغيض والكراهية...

فما حصل لعرق الجنيات مطابق لما رأيته في ذكريات ايرلينا الشيء الوحيد المختلف ان رئيس الثوار المعروف بالفخر لم يذكر ابدا.

وبسبب المذبحة العظمى التي حصلت وقتها اصبح عرق الجنيات باكمله مذنب في حق عرق الأرواح والذين وضعوا كل جهودهم في محاولة القضاء عليهم.

وهذا يفسر سبب وجود ايرلينا في تلك الحالة.

اظنني اجبت عن كل الأسئلة التي بحثث عن اجاباتها هنا…

اما الآن، يجب ان ابحث عن اخي غير الشقيق والسيدة آنيا.

………

ذلك الصمت الذي يحكي توتر العلاقات الذي جمعنا كلنا في هذا المكان انتهى اخيرا...

مرت يومان وليلة وقد حان الوقت لنغادر العشيرة.

علاقة تلميذاتي بوالدتي لازالت غير مستقرة لكن لا وقت لدي للعمل على علاقة كهذه.

"اين والدتي؟"

رغبت في ان اودعها لمرة اخيرة فلا ادرى متى يمكن ان نلتقى مجددا ولكن…

"لقد غارت هذا الصباح في مهمة دبلوماسية وقد اخبرتني مسبقا انها ستعثر عليك اذا اردت ان تغادر اليوم"

حسنا، ما باليد الحيلة.

استخدمنا نفس البوابة التي جئنا منها لكي نعود الى عشيرة التنانين ونبدأ البحث من هناك كما اردت توديع معلمي ايضا.

كما يبدو لي ان ماريا وكاجسا قد تكيفا على الانتقال الفراغي هذه المرة.

اما بالنسبة لي فقد شعرت بشعور غريب لأول منذ ان اعتدت على الانتقال الفراغي…

شعور مشؤوم نوعا وكأنني مراقب…

لكن سرعان ما اختفى ذلك الشعور.

بعد ان وصلنا الى عشيرة التنانين وجدت خادمة معلمي المقربة تنتظرنا هناك…

"رحبت سلما بعودتك سيدي الشاب، ملكنا ينتظرك في القاعة."

كيف علم انني سأعود اليوم؟

تركت الفتاتين معها ثم توجهت مسرعا الى القاعة كما عُلمت، واذا بي اشعر بحضور شخصين آخرين غير معلمي داخل القاعة.

"اوه تلميذي العزيز~ لقد عدت بسرعة حقا كما اخبرتني هذه الشقية"

" الى متى ستظل تناديني بالشقية ايها العجوز؟"

والدتي؟؟

اذا هذا هو اللقاء الدبلوماسي الذي ذهبت اليه…

"لقد اردت ان اودعك قبل ان اغادر لكنني لم اتوقع انك ستأتين الى عشيرة التنانين، يبدو ان علاقة العشيرتين اكثر قربا مما يبدو عليه…"

"بني~ اردت افاجئك فحسب، فاذا لم تكن تعلم فقد تعلمت لبعض الوقت تحت ارشاد العجوز"

ذلك العجوز القذر، لقد توسلت لأيام لكي يقبلني تلميذا لديه بسبب عناده عدم رغبته في تعليم احد…

لكنه تغير بعد ان علمني بضع اشياء واصبح يعطي الإرشاد للجميع؟

"ايها الشقي لا تنظر الي بتلك النظرة~ لولا العلاقة الخاصة بين التانين والدرياد لما علمتها حتى وهي تمتلك وظيفة ماجي السامي"

"علاقة خاصة؟"

"تنهد، هل هو القدر؟ نحن لا نعلم لكن منذ القدم وافراد عشيرة الدرياد يملكون كمية ضخمة من سلالة دم التنانين، كمية كافية ليتم اعتبارهم عرق تنانين فرعي لكن ولسبب ما هم لا يستطيعون استعمال قوة سلالة الدم لصالحهم، أترى تلك القرون على رأس والدتك؟ المظهر الجزئي والقوة الجسدية هو الشيء الوحيد الذي يكتسبونه من سلالة دمنا تلك"

" الا يعني هذا انه توجد فرصة كبيرة في كونكم من نفس الأب ذاته؟ "

" بالطبع لقد فكرنا في احتمال كهذا لكن لا توجد اية ادلة تاريخية تنفي هذا ولا تأكده وبسبب هذا وجد القانون الغير المكتوب الذي يمنع الاعراق السامية من التزاوج مع بعضها البعض"

اهذا يعني ان عرق الجنيات الوحيد الذي حطم هذه القاعدة؟

" على اية حال، لقد جأت لأودعك يا معلمي فقد وجب علي المغادرة"

" بهذه السرعة؟ لقد جهزت وليمة من أجل عودتك وها أنت مغادر بالفعل؟؟ "

" والدتي ادرى بسبب تسرعي هذا فدعها تخبرك، اما الآن اتمنى لنا اللقاء العاجل"

وما ان استدرت لأغادر اغلق معلمي بوابات القاعة عن بعد…

" انتظر، لدي طلب واتمنى ان لا ترفضه…"

ما خطب تغيره هكذا فجأة؟

"مادام في طاقة استيعابي… "

" جيد! ادخلي!! "

لتدخل فجأة فتاة شابة يظهر عليها بوضوح انها من عرق التنانين، لكنها لا تتخد شكل شبه بشري مثل معلمي بل الحراشف السوداء تغطي نصف جسدها بالاضافة الى قرون تنين ضخمة…

"كم انا مسرورة بالالتقاء بتلميذ ملك التنانين العظيم، اسمح لي بتقديم نفسي المتواضعة للسيد الشاب، اسمي جونيا آل دراغون"

طريقة كلامها غريبة نوعا ما…

"اعرفك عليها، جونيا ابنتي الحبيبة!"

" "هااااه؟" "

هااه؟

نطق جميع من في القاعة لا بكلمات بل بصدمة واحدة، مكتومة و يتخللها الدهشة!

---------

ثرثرة بدون فائدة:

سلام! لي فترة طويلة ما رفعت اي فصل من أمنية سوداء اولا من كل اعمالي الاخرى ثانيا…

اعذاري كثيرة، احتجت لراحة طويلة بعد احداث الصيف المشتعلة لكن اظن انكم غير مهتمين بالتفاصيل صحيح؟

الشيء الأهم في دفعة فصول جاية من الفرن وبالتالي سأبدأ برفع فصل كل يوم!

استمتعوا~

تأليف: Souhayl TP

2025/07/04 · 14 مشاهدة · 1286 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2025