بعد مرور شهر...

في مكتب زعيم القرية، كانت أشعة الشمس تتسلل من نافذة عريضة على الحائط. امتلأت الغرفة بأكوام من الأوراق والأثاث الخشبي.

جلس نيلسون، رجل قصير القامة ذو بشرة داكنة، خلف المكتب. كان يرتدي زيًا أزرق أنيقًا يليق بمنصبه كزعيم للقرية.

واقفًا أمامه كان هناك شخصان:

هاري، رجل في الأربعين من عمره، بلحية وعيون سوداء، يرتدي ملابس خضراء بسيطة.

وتوجي، فتى يبلغ الثالثة عشرة، ذو شعر بني أشعث وعيون بنية، يرتدي قميصًا أزرق بأكمام قصيرة وسروالًا أزرق.

فجأة دخل المكتب كل من تين، رين، وكازوما.

نيلسون (ضاحكًا):

أحسنتم، الجميع هنا الآن.

تين:

هاري... إذًا أنت هنا أيضًا.

هاري (مبتسمًا):

صديقي القديم...

نيلسون (بحزم):

كفى أحاديث جانبية. لننتقل إلى لبّ الموضوع.

نيلسون:

تعلمون جميعًا سبب اجتماعنا هنا.

على الحدود بين قرية الرعد وقرية النار، يوجد صندوق. صندوق يحتوي على كتب سرّية عالية الأهمية.

كازوما (مُتسع العينين):

هل هي بهذه الأهمية فعلًا؟

نيلسون:

نعم. لا يجب أن تقع هذه الكتب في الأيدي الخطأ.

في قرية النار علماء كُثر يتمنون الاحتفاظ له لكن ذلك صندوق يخصنا نحن

رين:

هل يمكنك على الأقل إخبارنا بما تحتويه؟

نيلسون (بحدّة):

هل تعمل أذناك؟ قلت إنها معلومات سريّة.

توجي (بفضول):

وماذا لو فتحنا الصندوق؟

نيلسون (بابتسامة ماكرة):

إنه مُلغّم. تفتحه؟ تنفجر.

نيلسون:

نثق بكم... لكن احذروا. هناك عصابة قرب الحدود... تُدعى عصابة العقرب.

كازوما (بقلق):

عصابة العقرب...

نيلسون:

نعم، تجار مخدرات. من ألدّ أعدائنا.

لكن لا تقلقوا. على حد علمي... يمكنكم التعامل معهم.

رين (بقلق):

سنفعل ما بوسعنا.

هاري (بصوت منخفض وهو ينظر للأسفل):

سمعت أنهم كانوا يعيشون في قريتنا...

نيلسون:

مجرد شائعات.

توجي (بحماسة):

دعوني أتعامل معهم! فقط أعطوني الفرصة!

تين (بجدية):

أي قتال معهم قد يعني كارثة.

ركّزوا على شيء واحد: الصندوق.

نيلسون (واقفًا ويشير إلى خريطة):

سترْحَلون عبر طريق فلورين، منطقة صحراوية مليئة بالكهوف والمرتفعات. في النهاية ستصلون إلى بوابة قرية النار.

سيسلمكم الحُرّاس الصندوق، ثم تعودون.

رين (بتوتر):

هل هناك مهلة زمنية؟

نيلسون:

لا وقت محدد. لكن احذروا...

تلك الكهوف هي أراضي العصابة.

كثيرون أرسلناهم... ولم يعودوا.

كازوما (يفتح ويغلق عينيه بعزم):

صندوق سري وعصابة قاتلة... يبدو كأنها مغامرة ممتعة.

نيلسون (بوجه صارم):

بصراحة... زعيم العصابة كان يومًا منّا. حتى ارتكب جريمة لا تُغتفر. فنفيناه.

في الخارج، وقف الجميع أمام عربة خشبية يجرّها ثوران داكنان، وخُصّص لها حصان بني مربوط بجانبها.

نيلسون:

لا تُخيبوا أملي.

ركبوا العربة. السائق كان يرتدي قناعًا أبيض وقميصًا مخططًا بالأزرق.

كازوما (متأملًا فيه):

لماذا القناع؟ الطقس حار كالجحيم.

نيلسون:

دعه وشأنه، كازوما. لا يتحدث كثيرًا.

استلقى كازوما متكاسلًا. الحرارة كانت لا تطاق — كأن العالم يذوب تحتها.

---

تابعت العربة طريقها وسط صحراء شاسعة خالية.

كهوف، منحدرات، ولا شيء سوى الرمال.

على جبل من الشرق...

كان هناك حذاء أسود يقف على الحافة.

تحركت الكاميرا إلى الأعلى — ساقان، جذع، وجه.

شخص غامض يرتدي السواد بالكامل، يلف عنقه بوشاح داكن، وقبعة تغطي رأسه، وقناع أسود يخفي ملامحه.

أمسك بطرف وشاحه بيده اليمنى.

---

في العربة...

كان تين وهاري نائمين يشخران.

أما كازوما، توجي، ورين فكانوا يتصببون عرقًا من الإرهاق.

السائق (بصوت خافت):

نحن على وشك الوصول.

كازوما (يجلس فجأة):

حقًا؟ أين البوابة؟

لمحوا بوابة خشبية ضخمة منقوشة برموز غريبة.

رين (بجفاف):

أحتاج ماء... لا أحتمل هذا الحر.

توجي (على وشك الإغماء):

حلقي... جاف...

مرت العربة بين منحدرين عظيمين.

وصلوا إلى المدخل. أضاءت النيران المكان. الأرض كانت مرصوفة بالحجارة الرمادية، والأكشاك السوقية مصفوفة بانتظام.

كازوما (بحماسة لتوجي):

هيا نستكشف!

توجي (مبتسمًا):

أنا معك! لننطلق!

قفزوا من العربة.

رين (بقلق):

انتظروا! ستضيعون!

توجي (ضاحكًا):

اهدئي. سنكون بخير!

وضعت رين يدها على جبينها وتنهدت.

---

توقف كازوما وتوجي عند بائع لحم.

سال لعابهما وهما ينتظران الطعام.

البائع:

من أين أنتما يا صغار؟

توجي (بعينين متألقتين):

من قرية الرعد!

البائع:

آه، من الرعد، هاه؟

توجي:

هل نضج اللحم بعد؟

البائع (ضاحكًا):

هاها، اقترب.

ناولهم الرجل المسن قطعتين.

البائع (بابتسامة):

تفضلا، مجانًا.

كازوما (بخجل وضحكة):

هاها، شكرًا لك يا عم... لم يكن معنا مال أصلًا.

توجي (هامسًا):

هل كنت تخطط لسرقته؟

كازوما (مبتسمًا بمكر):

ربما...

فجأة، سمعوا صوتًا: "ابتعدوا عنه."

التفتوا — كان تين واقفًا بعيون مليئة بالبرود.

البائع (بهمس):

تين...

تين (غاضبًا):

لم تجدوا بائعًا غيره؟

سكت البائع.

كازوما (وفمه ممتلئ):

ما المشكلة؟ إنه لطيف.

تين (يمسكهم من أكتافهم):

لو كنتم تعرفون ما فعله، لكنتم كرهتموه.

البائع (صارخًا):

لا زلت تحملها في قلبك؟

تين (بارد):

طعنتني. خنت عائلتنا.

البائع:

كان ذلك في الماضي...

تين (بعينين حادتين):

لن أنسى ما فعلت.

---

لاحقًا، جلسوا تحت خيمة على طاولة بها خمسة كراسٍ.

كازوما:

تعرفه؟

توجي (ببراءة):

هل كان صديقًا أو شيء من هذا القبيل؟

تين (يحدق في الطاولة):

ليته كان مجرد صديق.

كازوما (بفضول):

ماذا تقصد؟

تين (يتنفس بعمق واضعًا يديه على الطاولة):

كان أخي الأكبر... لكنه فعل شيئًا لا يمكنني غفرانه أبدًا.

كازوما:

ماذا فعل؟

تين (بعينين حادتين):

لا أرغب في الحديث عنه.

تراجع تين إلى الخلف، وبدأ يطرق الطاولة بأصابعه.

تين:

مجرد التفكير فيه... يجعل الدم يغلي في عروقي.

صمت.

وقف تين.

تين (بجدية):

ارجعوا.

توجي:

وماذا عنك؟

تين:

سأتحدث إليه. وحدي.

كازوما (مصمم):

لا

يمكننا تركك وحدك.

تين (بنظرة حادة):

اذهبوا. سأكون بخير.

ترددوا… ثم أومأوا برؤوسهم.

كازوما:

إن حدث شيء، نادِ علينا.

توجي (بأمل):

ربما كان له أسبابه.

تين (بابتسامة خفيفة):

لا تقلقوا. مجرد حديث.

ابتعد كازوما وتوجي.

تقدّم تين إلى الأمام... والغضب يشتعل في عينيه.

2025/07/16 · 7 مشاهدة · 826 كلمة
yahia otake
نادي الروايات - 2025