كان تين والبائع لا يزالان يحدّقان في بعضهما البعض.
تعود الكاميرا إلى مشهدٍ من الماضي...
في منزلٍ خشبي صغير يقع في غابة نائية، كانت الأمطار الغزيرة تنهمر من السماء في تلك الليلة.
في الداخل، وعلى سريرٍ أبيض في الجهة الغربية من المنزل، كانت فتاة صغيرة تتنفس بسرعة وعيناها مغمضتان.
وضعت قطعة قماش مبللة على جبينها.
كان وجهها شاحبًا، خاليًا من اللون، وكأن دمها قد استُنزف بالكامل.
جلست والدة تين، في منتصف الثلاثينيات من عمرها، بجانب ابنتها، ترتدي ملابس منزلية بسيطة، يكسوها القلق.
في الخارج، بقرية الرعد، استمر المطر في الهطول كخيوط ناعمة من السماء.
تين، وكان في الثامنة من عمره، يركض بسرعة حاملاً حقيبة صغيرة بها نقود.
كان يركض بكل قوته، وملابسه مبللة من الرأس إلى القدم.
أما أخوه الأكبر، الذي كان يبلغ من العمر 27 عامًا آنذاك، فكان جالسًا أمام المنزل بانتظاره.
دخل تين وأخوه إلى المنزل.
فرحت الأم عندما رأت ابنها الصغير.
كان تين مبللًا تمامًا، وقطرات الماء تتساقط من شعره.
تين (وهو يلهث):
"لقد عملتُ بجد اليوم..."
وضع الأخ يده بلطف على رأس تين.
الأخ (بصوت مبتهج):
"أحسنت يا أخي الصغير، أحسنت."
تين (ببراءة، متوجهًا إلى أمه):
"كيف حالها الآن؟"
الأم:
"حالُها مستقر."
تين (وعيناه تلمعان):
"الآن، عمي ينتظرني لأُكمل تدريبي!"
ركض تين باتجاه غرفته، الواقعة في نهاية ممر ضيق.
الأخ (مبتسمًا، مغمض العينين):
"أليس أخي مذهلًا؟"
الأم:
"أنا فخورة به."
أغلق تين باب المنزل وانطلق.
كان يركض عبر الغابة الكثيفة الأشجار،
والأمطار لا تزال تهطل بغزارة من السماء.
---
في منزل العم—وهو نفس المنزل الذي عاش فيه لاحقًا كازوما ورين وتين.
كان العم رجلاً بلحية بنية قصيرة، يرتدي نظارات، وسروالًا رماديًا طويلًا، وسترة سوداء فوق قميصٍ أبيض، ويضع قبعة سوداء على رأسه.
كان جالسًا يقرأ كتابًا ويشرب القهوة.
وبجانبه حقيبة سوداء كانت مجهزة بالكامل.
فجأة، سُمع طرقٌ على الباب.
نهض وفتحه.
كان تين واقفًا عند العتبة، يضحك بحماس وقد عضّ على أسنانه.
العم (بابتسامة مريبة):
"إذًا، لقد جئتَ."
تين:
"بالطبع! أريد أن أصبح قويًا!"
العم (مشيرًا إلى الداخل):
"تفضل."
تين:
"شكرًا."
لاحظ تين الحقيبة وأخذ يتأملها باستغراب.
تين:
"هل ستسافر؟"
العم (رافعًا رأسه، ضاحكًا):
"هاهاها، وعدتك بالتدريب، لكن طرأت مهمة عاجلة."
تين (بحزن):
"وماذا عن التدريب؟"
العم (بثقة وابتسامة):
"أنت قوي بما فيه الكفاية، لتُري العالم ما نجهله."
تين (وقد اتسعت عيناه وحدق في عمه):
"عمي، ماذا تقصد؟"
العم (ملتفتًا إليه):
"لا تهتم."
أخرج من جيبه الأيمن شفرة دائرية ذات مسننات على الحواف.
تين (وقد اشتعلت عينيه حماسة):
"ما هذه يا عمي؟"
العم:
"هذا الشيء... هو مفتاح فهم العديد من الأسرار."
العم (ضاحكًا):
"هاها...
يا بُني، أنا الوحيد الذي يعرف مصدر الشين،
لكن إن اختفيتُ، ستعثر على هذه الشفيرة يومًا ما،
وستكشف أسرارًا لا يعلمها أحد."
انحنى العم وأخذ حقيبته.
العم:
"بلغ تحياتي لوالدتك،
وأتمنى الشفاء لأختك."
خرج العم من المنزل، لكن وجهه تغيّر فجأة.
اتسعت عيناه قليلًا، وفمه فُتح بصمت، وبقي واقفًا يحدّق أمامه...
لكن لم يكن هناك شيء—مجرد منازل صامتة.
ثم أدار رأسه إلى اليسار، وراح يحدّق بدقة شديدة.
تين:
"هاه؟"
ركض تين باتجاه عمه، ثم نظر إلى اليسار—لكن لم يرَ أحدًا.
العم (بصوت خافت ومرعب):
"لم أكن أعلم... أنه فعل كل هذا..."
العم (بهمس):
"ذلك الفتى... لا يجب أن يُولد."
تين (ينادي):
"عمي؟!"
استفاق العم من شروده.
ابتسم، ووضع يده اليسرى على رأس تين، وضحك.
العم:
"اعتنِ بنفسك... سأرحل الآن."
انعطف إلى اليمين، وراح يمشي ببطء، مشوّش الذهن، والقلق ظاهر في خطواته.
---
في منزل تين
كانت الأم قد غرقت في النوم.
أما الأخ الأكبر، فقد حمل حقيبة المال وخرج راكضًا، والدموع تنهمر من عينيه وتغمر وجهه.
ركض في الغابة بكل ما أوتي من قوة.
الأخ (وهو يجري):
"أنا آسف، أخي الصغير...
لكن هذا لأجل مصلحتكم."
وينتهي المشهد.