بعد انتهاء الفلاش باك…

حلّ الليل.

كان تين وأخوه يمشيان في زقاق ضيق.

عين تين ما زالت مشتعلة بالغضب والحنق.

على جانبي الشارع، كانت البيوت مصطفّة، وعلى كل باب كيس مربوط يحتوي على الحلوى والزهور. وعلى كل سطح، عود بخور مشتعِل يتوهّج في الظلام.

تين ما زال لا يثق بأخيه.

أما الأخ، فكان هادئًا، باردًا، متماسكًا.

---

ننتقل إلى فلاش باك جديد…

حلّ الصباح.

عاد تين إلى المنزل… ليجد أمه تبكي بحرقة.

أسرع إليها، مرتبكًا، قلقًا.

تين (بذعر):

"لماذا تبكين؟!"

الأم (تشهق بالبكاء):

"أخوك… هرب… أخذ المال…"

تجمّد تين.

فمه فُتح من شدة الصدمة.

تين:

"أأنتِ… أأنتِ جادّة؟"

الأم (تمد له ورقة بيدها اليسرى):

"انظر… إن لم تُصدّقني."

أخذ تين الورقة وبدأ يقرأ.

محتوى الرسالة:

أمي، أختي، أخي الصغير… آسف لأنني أخذت المال.

لا أشعر إلا بالخزي… لقد سرقت المال المخصّص لعلاج أختي.

أتمنى لو أنني لم أُولد. سببت لكم الكثير من الألم. آمل أن تتعافى…

منذ أن تورّطت معهم… وأنا أندم على كل شيء.

قبض تين على الورقة بيده اليمنى بشدة.

فكّه اشتد. وجهه التوى بالغضب.

ذراعه بدأت ترتجف.

تين (بغضب):

"لن أسامحك أبدًا… يا أخي…"

ومضت الأيام…

وماتت أخته.

غيمة ثقيلة من الحزن واليأس خيّمت عليه.

وفي عيني تين، كان أخوه هو السبب.

بعد دفنها، دخلت والدته في اكتئاب عميق.

في عمر الثامنة فقط، بدأ تين يعمل في الأسواق وورش البناء، باحثًا عن لقمة العيش.

لم تتعافَ أمه من فقدان ابنتها.

وذات يوم، عاد تين إلى البيت وهو مبتسم—ظنًا أنه كسب ما يكفي من المال—

فوجد والدته ميتة على الأرض.

دفنها بيديه.

لاحقًا، هُدم منزلهم الخشبي بسبب مخالفة "قوانين الطبيعة".

لكن تين وجد المنزل القديم الذي تركه له عمه.

---

العودة إلى الحاضر…

تين (بعينين تغليان بالشك):

"إلى أين تأخذني؟"

وصلوا إلى مبنى سكني ضخم محاط بسياج أسود عالٍ.

وفي منتصف السياج، بوابة حديدية.

فتحها البائع.

تين (بجدية ودهشة):

"هذا… منزلك؟"

البائع:

"نعم."

تين (متجهمًا، خالٍ من المزاح):

"كيف… حصلت على المال لهذا؟"

البائع (بهدوء):

"تعال إلى الداخل. سأشرح لك كل شيء."

---

تنتقل الكاميرا إلى قصر زعيم قرية الرعد.

بوابة صفراء يحيطها سور، تؤدي إلى حديقة خضراء تتفتح فيها الزهور الحمراء والورود.

القصر ضخم، تملؤه النوافذ، وبابه الخشبي عظيم.

داخل مكتب الزعيم…

نرى هارن، يبلغ من العمر ثلاثين عامًا.

شعره الأشقر مربوط للخلف، عيناه خضراوان، يرتدي لباسًا أحمر فاخرًا يلمع في الضوء.

وقف كازوما، ورين، وهاري أمام مكتبه.

وضع هارن يديه على المكتب.

هارن (بابتسامة غريبة):

"أهلًا بكم في قريتنا الجميلة."

كازوما (بتوتر، وشفاه مشدودة):

"شكرًا لك، سيدي."

هارن (بنبرة هادئة):

"أنتم تعرفون لماذا أرسلكم نيلسون إلى هنا."

رين:

"نعم. الأمر يتعلق بصندوق سرّي."

هارن (يسترخي في كرسيه):

"تمامًا."

كازوما:

"ما الذي يوجد داخل ذلك الصندوق؟"

هارن (باردًا، مباشرًا):

"أنا زعيم القرية… ولم أفتحه."

هاري (بصوت خشن):

"لماذا؟"

هارن (بجدية):

"يجب أن تعلموا… أن ويلسون اشترى الصندوق منا."

كازوما:

"كنا سنسأل… لماذا بعتموه له؟"

هارن (ضيقًا عينيه):

"قريتنا تحت المراقبة ليلًا ونهارًا."

رين (يرتجف جسدها وكأن موجة صدمتها):

"من يراقبكم؟ هل نعرفهم؟"

هارن:

"لا نعرف شيئًا عنهم.

إنهم يراقبون كل من يدخل ويخرج.

نريد فقط حماية قريتنا. لهذا بعنا الكتب لنيلسون."

هارن (بتحذير صارم):

"سمعنا أن زعيمهم قوي بشكل مرعب…

مسح عشيرة كاملة من الوجود دون رحمة."

هاري (مذهول):

"هل عرفتم على الأقل من هو؟"

هارن:

"لا… مجهول. لا نعرف ما هدفه."

فتح هارن درجًا ووضع رسالة على المكتب.

اقترب كازوما، رين، وهاري لقراءتها.

هارن:

"هذه الرسالة… من زعيمهم."

نص الرسالة:

إن لم تُخرجوا كتبكم من القرية، سنبدأ فورًا.

أنا الخطر بعينه. إن سخرتم مني، تذكّروا—

انني محوت عشيرة بأكملها دون رحمة.

كازوما (بعينين متسعتين):

"من الذي كتب هذا…؟"

رين:

"عقلي… لا يستوعب هذا."

هاري (محذّرًا):

"إنه خطير فعلًا…"

كازوما (رافعًا يده):

"لدي سؤال."

هارن:

"تفضل."

كازوما:

"كيف حصلتم على ما بداخل الصندوق؟"

هارن (واثقًا):

"حسنًا… سأخبركم كيف."

---

فلاش باك: قبل شهرين…

دخل عالم يرتدي معطفًا أبيض إلى مكتب هارن وهو يلهث.

كان هارن يكتب على مكتبه.

هارن (بهدوء):

"لم تطرق الباب."

العالم (منحنيًا):

"عذرًا سيدي—الأمر عاجل."

العالم (بتوتر):

"وجدنا صندوقًا غريبًا…"

هارن (دون انفعال):

"و…؟"

العالم:

"المرعب في الأمر… أنه كان موضوعًا أمام باب المختبر."

---

فلاش باك داخل الفلاش باك:

مختبر ضخم ذو قبة معدنية. باب أخضر.

أمام الباب… صندوق أسود متوسط الحجم.

وفوقه—ظرف مغلق.

خرج العالم ونظر بدهشة.

العالم (ناظرًا نحو الزاوية اليسرى):

"هاه؟ ما هذا الصندوق؟"

اقترب وأخذ الظرف.

الرسالة داخل الظرف:

رجل كالأب بالنسبة لي أعطاني هذا الصندوق.

لكننا تشاجرنا… ظلمته، وأعلم أنه غاضب.

الصندوق ليس لي—لقد تم توكيلي بإيصاله لشخص محدد.

سيتبع هذا الصندوق مشاكل… لكن مهما حدث، لا تسلّمه للشخص الخطأ.

داخله شفرة… لكنني لن أعطيها لك.

تلك الشفرة مع شخص عزيز علي… ما زال غاضبًا مني.

---

العودة إلى الحاضر.

هارن:

"منذ أن وصل إلينا الصندوق، هناك من يراقبنا.

لذا بعته إلى نيلسون."

كازوما (مذهول):

"هذا… مرعب فعلًا."

هارن:

"لا يهمني ما بداخله.

كل ما يهمني… هو حماية قريتي."

---

في مكان آخر…

عاد تين من لقائه مع أخيه—

لكننا لا نعلم ما الذي دار بينهما.

تين الآن يقف في شارع مضاء بالمشاعل على الجانبين.

جلس على حافة، وهو يحمل الشفرة التي أعطاها له عمه.

يحدّق فيها بصمت.

---

يبدأ فلاش باك آخر:

عندما وصلا تين وأخوه إلى المنزل،

فُتح الباب على ممر خشبي أنيق، مضاء بدفء.

إلى اليسار… سلّم خشبي.

ثم… خرجت زوجة البائع.

حدّق تين بها، وتقلّصت بؤبؤا عينيه بدهشة.

الأخ:

"تفضل بالدخول."

تقدّم تين وانحنى ليخلع حذاءه.

الزوجة (بلطف):

"أهلًا بك."

تين لم يقل شيئًا.

الأخ:

"تعال."

مرا بجانب السلم ودخلا غرفة إلى اليمين.

جلسا على الأريكة.

الأخ:

"هل ترغب بشيء تشربه؟"

تين (بحزم ونظرة حادة):

"لا. فقط أخبرني ما لديك."

نظر الأخ إلى السقف… وبدأ بسرد قصته.

---

فلاش باك داخل فلاش باك:

كان البائع في الخامسة والعشرين.

التقى بصديق في الشارع—رجل أصبح كالأخ له.

وذات يوم… عرض عليه هذا الصديق عملاً في تجارة المخدرات.

تردد الأخ في البداية.

وعندما عاد للبيت، وجد أمه وتين جائعين… وأخته لا تزال مريضة.

غمره الذنب.

وقرر أن يفعلها.

من تلك اللحظة، دخل تجارة المخدرات.

بدأ بجني المال. كان يهرّب المخدرات إلى قرية النار.

وكان والد نيلسون هو التاجر الرئيسي—يستبدل المخدرات بالبضائع.

الأخ:

"كنت أخفي المال حتى لا تروني.

كنت على وشك أن أصبح ثريًا."

عمل لمدة عامين… حتى بلغ السابعة والعشرين.

ثم التقى بالمرأة التي سيحبها لاحقًا.

بعدها… اختلف مع الزعيم ورجاله.

الأخ:

"والد نيلسون—رجل طويل، داكن البشرة، ذو شعر أسود—

هددني بالقتل إن لم أُعد كل المال."

الأخ:

"اكتشفت أنني أنفقت جزءًا منه.

قال لي: إن لم أرده، سأفقد من أحب."

فدمج ماله مع مال علاج أخته.

وانتظر تلك الليلة الممطرة—حين كان تين مع عمه—

وهرب بعد أن نامت الأم.

الأخ:

"أعطيت المال لوالد نيلسون.

وقال لي: لا تعد، وإلا نموت جميعًا."

لاحقًا… التقى بتامي—صديق عمه المقرب.

رجل في الخامسة والثلاثين، ذو شعر أسود وعيون حالكة، عادي المظهر.

تامي (واقفًا في شارع خالٍ):

"أنت عار على عائلتك…"

لم يرد الأخ، ومشى مبتعدًا.

تامي (صارخًا):

"أنت السبب في موت أصدقائي!

لو لا مخدراتك… لكانوا أحياء!"

انهمر المطر بعنف.

وبكى الأخ… في صمت.

هرب مع من أحب إلى قرية النار.

فتح محلًا لبيع اللحوم.

ومرت سنتان.

وذات يوم… عاد العم—والأخ تملأه الدهشة.

الأخ:

"عمي! اشتقت إليك!"

تعانقا. لكن العم كان جادًا.

العم:

"أريد أن أتكلم معك."

أخرج صندوقًا أسود من حقيبته—

عليه نفس رمز الشفرة التي يحملها تين.

الأخ (رافعًا حاجبيه):

"ما هذا؟"

العم:

"لا تحاول أن تفهمه. سلمه لتين."

أخرج شفرة دائرية.

العم (بحزم وسرعة):

"احتفظ بها… لكن لا تسلمها له إلا عندما تراه مستعدًا."

العم (بصوت منخفض):

"لا تُرها لأحد. أرجوك…

هذا الصندوق… هو قلب هذا العالم."

الأخ:

"قلب العالم…؟"

العم (يصرخ):

"لا تحاول أن تفهم! فقط دعني أعتمد عليك!"

رحل العم وهو ينظر يمنة ويسرة—

كأنه مرا

قب.

وقف الأخ مذهولًا… ثم عاد إلى عمله.

مرت السنوات. بلغ الخمسين.

وذات يوم… وجد رسالة من العم على عتبة داره.

الرسالة:

أسرع. سلّم الصندوق لقرية النار.

سيفتشون منزلك. تحرّك فورًا.

نيلسون يطارد الصندوق. إن عرف الحقيقة،

سيحتكره لنفسه.

أعتمد عليك—سلمه لقائد قرية النار.

نيلسون… ابن زعيم سابق—وصار اليوم مجرّد حاكم.

لكنه عازم على كشف أسرار الصندوق.

وإن فعل… سيبقى العالم نائمًا، لا يعرف ما الذي حدث

البائع: (وضع يده اليمنى على جانب رأسه وتنهد)

"حاولت الهروب من المشاكل… فوقعت في قلبها."

ثم توجه ليرتدي حذاءه البني، وأكمل بارتداء سترته ذات اللون البني أيضًا.

الأخ: (بصوت مرتفع)

"سأذهب الآن… هل تحتاجين شيئًا؟"

الزوجة: (من داخل المطبخ)

"طريق السلامة… لا أحتاج إلى شيء."

كان الرجل يسير بخطى ثابتة، ممسكًا بكيس أسود يحتوي على الصندوق.

الرجل: (متحدثًا بعمق)

"المشاكل تعشقني… كلما حاولت الابتعاد عنها، وجدتها ملتصقة بي."

على طريق واسع خالٍ من المنازل… كان مختبر العلماء مغلقًا، قبة حديدية ضخمة مطلية بالأزرق تعلوه.

الرجل: (يرفع رأسه إلى السماء ويتمتم)

"هل ما أفعله… صواب؟"

واصل السير.

الأخ: (بثقة)

"سأضعه بسرعة… ثم أهرب."

بدأ يمشي على أطراف أصابعه، محاولًا ألا يُسمع أو يثير الشكوك.

وضع الورقة داخل الكيس، ثم انطلق راكضًا.

نعود إلى الفلاش باك الأول...

الأخ: (مخرجًا من جيبه الشفيرة التي أراه إياها العم)

"هذه… تركها لك عمك."

تين: (وعيناه تحملان الصدمة)

"لقد تذكّرت هذه القلادة… أراها لي عمي قبل أن يختفي."

الأخ:

"إذاً، خذها… لقد أوصاني بأن أعطيها لك."

مد تين يده وأخذها، ثم نهض من على الأريكة، وتقدّم بخطوات هادئة، متجاوزًا أخاه.

البائع: (بصوت خافت)

"هل… ستسامحني الآن؟"

تين: (يلف رقبته وينظر

إليه بعيون صارمة)

"لا أعلم."

وينتهي المشهد.

2025/07/17 · 8 مشاهدة · 1460 كلمة
yahia otake
نادي الروايات - 2025