الفصل يبدأ

تامي (ينظر إلى السماء):

لن انسى معروفك

تُرى عربة فاخرة تجرّها خيول، محاطة بإطار من الحديد الأسود، تتزين بأكاليل من الورود.

يُحدّق تامي بالعربة، ثم نشاهد نزول نيلسون، الرئيس الحالي، من داخلها. مدّ يده اليسرى، لتُمسك بها يد أخرى.

نُشاهد امرأة أنيقة، ترتدي معطفًا فاخرًا بلونٍ أصفر.

تتسع عينا تامي قليلاً، يتقلص بؤبؤاه، ويتحرك شعره مع نسمات الريح.

عندما وقع نظر المرأة على تامي، اتسعت عيناها قليلًا بدهشة.

نيلسون (ينظر إليها باستغراب):

ما بكِ يا عزيزتي؟

الزوجة:

لا... لا شيء، فقط سرحت قليلاً.

يتقدم نيلسون وتامي نحو الباب.

تامي (ينحني قليلًا للأمام):

تفضل يا سيدي.

نيلسون (بتعجب):

من تكون أنت؟

تنظر المرأة إلى تامي بنظرة غاضبة، وعيناها تغليان بالتوتر والحنق.

تامي:

لقد وظفني والدكم حارسًا لهذا الباب.

المرأة (بغرور):

أنت مجرد قطعة تافهة، وهذا العمل أكبر منك بكثير.

نيلسون ضحك بغرور وهو يدخل القصر، بينما جلس تامي على الدرج، محدّقًا في الأرض، والحزن يخيّم عليه.

الزوجة (بصوت خافت وخائف وهي تخاطب نيلسون):

أخبر والدك أن يطرده.

نيلسون (ضيّق عينه اليسرى بشك):

هل تعرفينه؟

الزوجة (تحرّك بؤبؤي عينيها يمنة ويسرة وهي تضحك بتوتر):

لا... لا، بالطبع لم أره من قبل في حياتي.

حلّ المساء، وظهر والد نيلسون مرتديًا زيًّا رسميًا أزرق يليق برئيس دولة، أنيق وفاخر.

والد نيلسون (ببهجة):

سنلتقي لاحقًا.

ثم صعد إلى العربة وغادر.

تامي (يفكّر في نفسه):

اذهب... ولا تعد، فذلك هو الأمل الوحيد المتبقي.

في غرفة زوجة نيلسون، كان الباب يقع في الجهة اليسرى من شمال الغرفة، والسرير في المنتصف، مقابل الباب طاولة تزيين مليئة بمستحضرات التجميل والعطور، تعلوها مرآة كبيرة.

المرأة (تضغط على أسنانها بقلق):

إنه يخطط لأمرٍ ما...

حلّ الليل، واجتمع الجميع على طاولة صالة الاستقبال.

كانت أم نيلسون امرأة عجوزًا، التجاعيد تملأ وجهها، تجلس في الجانب الأيسر من الطاولة.

أمامها كانت زوجة نيلسون، وعلى الجانب الأيمن جلس نيلسون، يقابله والده.

أما تامي، فقد كان في غرفته في الطابق العلوي.

تامي (بهمس داخلي):

هذا هو الوقت المناسب...

كان صوتُ مغرفة العجوز يتقلب ببطء، وكأنه يترقّب كارثة وشيكة.

أما تامي، فكان يسير ببطء نحو مكتب المدير، وصوت خطواته المرتعشة يُعلن خوفًا ينهش قلبه، وقلقًا يتسرّب إلى أطرافه. فتح الباب بحذر شديد، وكأنّ صوته قد يوقظ جدران المبنى.

دخل بخفة، وبدأ يُفتش في أوراق المكتب الكثيرة، يقرأ كل ورقة على حدة، بعينين تتقلبان بين أمل وقلق. ومع كل ورقة، كان الأمل يخفت. لم يجد شيئًا يفيده.

كان قلبه على وشك السقوط من شدة التوتر.

تامي (بصوت خافت):

"أين خبّأها يا ترى؟ أين؟"

(تراوده الشكوك)

"أيمكن أنه أحرقها؟ أم لم يضعها هنا أصلًا؟"

تامي (يهمس باستسلام):

"هل عليّ الاستسلام... والرضا بهذا العمل؟"

(ينخفض صوته، ويغزوه الحزن)

"لماذا اختارني؟ لو اختار طفلًا آخر لكان عثر عليها بسرعة..."

تامي (بغصّة):

"العم يثق بي... وخطّط لكل شيء من أجل سعادتنا... لو رفضت في ذلك اليوم، لكان أفضل لي."

تراجع خطوتين إلى الخلف، وإذا بأحد البلاط المتناسق مع الأرض يهتز خفيفًا.

تامي (بعينين تتسعان دهشة):

"ماذا؟ أمعقول؟"

كانت البلاطة أشبه ببوابة خفية. انحنى تامي نحوها، نزعها برفق، ووضعها جانبًا.

في الداخل، وجد ورقة تحمل بصمة حمراء على طرفها، لونها يلمع بغموض.

بسرعة، وضع تامي الورقة على الأرض، وضع كفه اليمنى فوقها، وأغمض عينيه. هالة من طاقة الشين الشفافة بدأت تحيط بجسده.

ظهر شعاع أخضر خافت على الورقة. ثم تجلت بجانبها ورقة أخرى، تحيط بها هالة خضراء لامعة. وبعد لحظات، اختفت الهالة، وظهرت الورقة وقد تم نسخها تمامًا.

أخذ تامي الورقة المنسوخة بسرعة، وأعاد البلاطة إلى مكانها بهدوء، دون أن يترك أثرًا.

كل شيء عاد ساكنًا…

إلا قلبه، فقد كان يضجّ بما هو قادم.

وينتهي الفصل

2025/07/17 · 17 مشاهدة · 555 كلمة
yahia otake
نادي الروايات - 2025