كازوما... رجع إلى وعيه، فتح عينيه ببطء، ينظر إلى يديه... لم يلاحظ أي تغيّر.
تين (بصوت هادئ وهو ينزل رأسه):
“على هذا المعدل... لن تتمكن من فتحها.”
كازوما (أنزل رأسه، وجهه حزين وعابس):
“أنا عديم الفائدة.”
تين:
“لا تقل هذا، حتى الأقوياء يجدون صعوبة في حبها.”
كازوما (أدار رأسه لتين):
“لكنهم نجحوا... أما أنا، أخشى أن أبقى على ضعفي.”
تين:
“عليك أن ترتاح... الشين ليست طاقة عضلية، بل فكرية. تعتمد على حالة تركيزك.”
كازوما (بصوت حزين):
“حسنًا... سأذهب للقرية.”
تين (بصوت تحذيري):
“احترس... أنت تعلم أن القرية—”
كازوما (بثقة):
“لا تقلق، لديهم مشاكل مع أخي... وليس معي.”
---
كازوما يمشي بين الأشجار الكثيفة،
يصل إلى مخرج الغابة، ليجد طريقًا رمليًا ومنازل خشبية صغيرة مصطفة،
الجو حار، الرمال تحرق... فيغيّر مساره نحو الجهة اليسرى.
عيناه مضيّقتان، رأسه منخفض، وذهنه شارد...
حتى وصل إلى السوق: طاولات الخضار والملابس مصطفة، والناس مجتمعون.
كازوما يمشي ورأسه منخفض، توتره واضح...
امرأة كانت مع صديقتها عند طاولة الملابس:
المرأة (قلقة، تتمتم مع صديقتها):
“ألم يمسّه بعد؟... أما زال حيًا؟”
الصديقة:
“كلما أراه... أتذكر فعلة أخيه.”
---
ننتقل إلى بائع الخضار:
الزبون (بغضب وحيرة):
“لا أثق بهذا الفتى... أشعر أنه سيغدر بنا، كما غدر أخوه بعشيرته.”
البائع (ساخرًا):
“هه، إنه مجرد طفل، لا أكثر.”
الزبون (بغضب وثقة):
“جين، أخوه، كان طفلًا أيضًا... لكنه ارتكب جريمة تُسجّل في التاريخ!”
---
كازوما ينظر للناس، يرى الخوف، الغضب، التوتر...
يلف رأسه لليسار، عيناه مليئتان بالحزن...
كازوما (يحاور نفسه):
“لماذا الناس تكرهني... بسبب شيء لم أفعله؟”
كازوما (يرفع رأسه، وبصوت عالٍ):
“لماذا تكرهونني؟ لماذا؟!”
فجأة، صوت بائع يصرخ:
“اصمت! أيها الطفل... الغدر يجري في عشيرتكم!”
كازوما يبقى صامتًا.
---
البائع كان معه طفل بعمر 13، شعره أسود، عيناه سوداوان.
البائع يبيع خضار.
البائع (بصوت غضب):
“عشيرتكم... دماؤها مليئة بالشر والغرور. حاولوا فعل أشياء أكبر منهم.”
كازوما (يشد قبضته اليسرى، وبصوت عالٍ):
“اصمت! لا أسمح لك بأن تهينها كما تشاء!”
البائع (باستفزاز):
“أخوك أظهر لنا أنكم لا تستحقون ثقة.”
كازوما يضغط على أسنانه...
“إذا تحدثت بالسوء عنهم... فسترى.”
---
ظهر الطفل أمامه.
الطفل (بغرور):
“ماذا سترينا يا ابن أمك؟”
الطفل يشد قبضته اليمنى، تشق الريح، يلكم كازوما على وجهه.
الناس متوترون وخائفون...
كازوما يسقط على الأرض، الغبار يملأ ملابسه.
الطفل (يضع يده اليسرى على شعر كازوما ويرفع رأسه بغرور):
“هل ستبكي الآن... يا ابن أمك؟”
آثار اللكمة واضحة على وجه كازوما.
---
الناس (بهمهمات):
“صحيح أننا لا نطيقه... لكن ليس لهذا الحد أن تضربه!”
البائع (بصوت عال):
“هيا يا بُني... دعك منه!”
الطفل:
“دعني أوبخه!”
البائع (بجدية):
“دعك منه... اسمع كلامي!”
الطفل (بغرور):
“اعرف مع من تتلكم في المرة القادمة!”
ويتركه.
---
كازوما ينهض، يمسح الغبار من ملابسه،
ينظر إلى الناس، يغمض عينيه... والدموع تملأهما.
يركض مبتعدًا... يترك خلفه دموعًا تسقط على الأرض.
على مدخل العشيرة...
يقف عمودان خشبيان مرتكزان بثبات على الأرض،
وفوقهما لافتة خشبية قديمة، نقشت عليها الكلمات:
> "عشيرة تينما"
الخشب متآكل من الزمن، والحروف محفورة بخشونة، تحمل عبق التاريخ والدم.
---
أمام المنزل الخشبي القصير، تقف عدة منازل متقابلة...
في الصالة، على يسار الداخل، درجٌ صغير…
لكن ما يجذب الأنظار... هو الدم.
آثار دماء قديمة، لم تُنظّف بعد،
ما تزال شاهدة على شيء فظيع حدث هنا...
وما تزال رائحتها عالقة في الجو.
---
في غرفة قديمة، جلس كازوما على سريره،
محاط بالقماش الأبيض،
نافذة تطل على العتمة... والسكوت.
دموع تملأ عينيه، وهو يحدق بالسقف،
يفكر... يتألم...
كازوما (بصوت داخلي، مكسور):
“إذا كانت حياتي سوداء... لماذا وُلدت؟
لماذا وُجدت في عالم لا يعرف الرحمة... ولا الغفران؟”
---
فجأة...
خطوات بطيئة... ثابتة...
تقترب من غرفته.
كازوما (نهض فجأة، قلبه يخفق بجنون):
“ما هذا الصوت؟”
الخطوات تقترب... أقرب...
حتى وصلت إلى الباب.
كازوما يقف، عينيه تترجف،
العرق يتصبب من وجهه...
---
و... دخل الرجل.
هيئته مظلمة وغريبة...
يرتدي عباءة سوداء طويلة،
قميص أسود،
قناع أسود يغطي وجهه... لا يظهر منه إلا عينيه.
بؤبؤا عينيه فضية،
شعره أبيض كثيف، يوحي بالعمر والخبرة.
يبدو في سن الخامسة والستين.
يرتدي سروالًا أسود، مشدود بحزام بني.
حذاؤه الأسود يصل إلى كاحليه.
---
كازوما مذهول.
هل هذا ظلٌ من ماضيه؟
أم بداية مواجهة جديدة؟
كازوما (بكلمات مرتجفة، صوته خافت):
“مممم... من أنت؟”
العجوز (صوته خشن، بارد):
“لا تخف... لن أؤذيك. جئت فقط من أجل مهمة واحدة.”
كازوما (بقلق):
“كيف لي أن أثق بك؟”
العجوز (بهدوء ونصيحة):
“لا تأخذ الأمور بجدية... تنفّس... تنفّس. لست هنا لأذيّتك.”
ثم أخرج من جيبه ورقة بيضاء، كُتب عليها بخط واضح:
> "استدعاء"
كازوما (رفع حاجبيه بدهشة):
“ما دور هذه الورقة؟”
العجوز (ببساطة):
“جئتُ لأعطيك هذه الورقة فقط.”
كازوما (يتراجع خطوتين للخلف):
“ولِمَ أنا بالذات؟”
العجوز (ينظر إليه بثبات):
“أنت... شخص مهم.”
يسود الصمت...
العجوز (يتقدم خطوة):
“أنا شخص مرسول... لتدريبك فقط.”
كازوما يقف مذهولًا، لم تخرج منه كلمة...
العجوز (يبتسم بثقة):
“سأعطيك هذه، ومتى أردت أن تأتي... فأنت مرحّب بك.
سأجعلك أقوى مما أنت عليه.”
كازوما يمد يده اليسرى... يأخذ الورقة.
العجوز (تلمح في صوته فخرًا):
“أحسنت يا بُني.”
كازوما يبتسم... لأول مرة منذ زمن.
لكن فجأة، تتسع عيناه، يحدّق بالعجوز...
العجوز (مستغرب):
“ما بك يا ولد؟... ما الذي حلّ بك؟”
كازوما يبدو كأنه رأى شبحًا...
دموعه بدأت تنزل فجأة، غزيرة... كأنها صنبور انفجر.
العجوز (ينادي، صوته يتردد):
“أين ذهبت؟ كازوما؟... كازوما؟...”
الكلمات تدور داخل رأسه... وهو في صدمة.
وفجأة يعود إلى وعيه، يمسح دموعه بذراعه اليسرى.
الرجل (بهدوء):
“لماذا كنت تبكي؟”
كازوما (يضيق عينيه، بنبرة غريبة):
“لا أعلم... حقًا لا أعلم...
لكن... أشعر أنني فقدت شيئًا قبل أن أتعرف عليه.”
فجأة، يبدأ جسد الرجل يتناثر... كالرمل في الهواء.
الرجل (ينظر إلى أرجاء الغرفة، يشتم الهواء بسعادة):
“لم تتغير... رائحة هذا المنزل.”
كازوما (يرفع حاجبه):
“ماذا قلت؟”
العجوز (بثقة، كأن الأمر عابر):
“لا بأس... يبدو أنها رائحة مألوفة، لا أكثر.”
وقبل أن يختفي، وبصوت مرتفع:
> “اعتنِ بهذا المنزل... إنه جميل.”
ويختفي...
---
كازوما يقف مذهولًا من كلام العجوز...
ينظر إلى الورقة في يده...
ترتفع الكاميرا ببطء...
كازوما ما زال يحمل الورقة، يحدّق فيها بعينين غارقتين في التفكير.
> وينتهي الفصل...