في أعماق غرفة مظلمة يلفّها السكون، والجوّ كئيب سوداوي،

جلس تارولي بفخامة متعجرفة، ساق فوق ساق، يرتدي ملابس سوداء أنيقة وقميصًا رماديًا مشدودًا بحزام بني. شعره الأسود يتدلّى على جبهته، وبؤبؤاه الزرقاوان يلمعان كجليد كريستالي، وبشرته البيضاء الناعمة تزيد ملامحه خبثًا وهدوءًا غريبًا.

قال تارولي بابتسامة شر وخبث، وصوت حاد يخترق الصمت:

"داير، تعال إلى هنا."

دخل داير مسرعًا، شعره الأحمر يتمايل مع خطواته، وعيناه السوداوان مشتعلتان بالحماس. يرتدي قميصًا أبيض مكتوب عليه اسمه بخط أزرق، وشورت بنفس اللون.

داير:

"أنا تحت أمرك أيها الزعيم."

تارولي (بصوت هادئ):

"لدي مهمة لك، عليك تنفيذها."

داير:

"سأنفذ كل ما تأمرني به."

تارولي (يرفع ذراعه اليسرى مشيرًا بإصبعه):

"مهمتك هي... تدمير قرية رعد."

ارتجف داير، وتصبب العرق من جبينه، صوته متهدج:

"لكن... ليس لدي القوة لفعلها."

تارولي (يرفع حاجبه الأيسر، يضغط على أسنانه، يضيق عينه):

"ههه، إن لم تستطع فعلها... سأبيدكما."

ابتلع داير ريقه، وارتعش جسده تحت وطأة التهديد.

تارولي (ببرود قاتل):

"خطتنا تحتاج لتدمير القرية."

داير (بكلمات مرتجفة):

"مممم... معك حق."

تارولي (بضحكة خفيفة):

"إذا، انهض... ولنبدأ تنظيف بعض الحشرات."

داير:

"حاضر سيدي."

تارولي (ينهض ببطء وبفخامة):

"قرية الرعد... حيث وُلدت الخيانة."

شعر داير بقشعريرة في جسده، فردّد:

*"نعم سيدي... تلك القرية لا تستحق البقاء، ومصيرهم المحو."

تارولي (يرنّح إصبعه يسارًا ويمينًا):

"تتتت... لا تمحُهم فورًا... اجعلهم يتمنّون الموت، ثم امنعه عنهم."

ترتفع الكاميرا عن الغرفة... تارولي واقف وداير منحني أمامه،

ثم تختفي المشهدية من غرفة تارولي، وتنتقل إلى كازوما،

الجالس على العشب، والرياح تتلاعب بخصلات شعره الفضية.

عيناه مضيقتان، وهو يُمسك بالورقة التي أعطاها له الرجل الغامض.

كازوما (يحاور نفسه):

"شعرت بأنه مألوف."

"أحقًا سيجعلني أقوى؟ هل بتغيير بيئتي سأصبح أقوى؟

لماذا يهتم لي ذلك الشخص؟ أو أنه يريد استغلالي أكثر؟"

فجأة، يقطع شروده صوت تين:

تين:

"كازوما! كازوما! كازوما!"

كازوما:

"هاه؟ إنه المعلم."

أسرع كازوما يُخفي الورقة في جيبه، ثم رفع صوته:

"أنا هنا!"

تين (بقلق):

"لماذا أنت هنا؟"

كازوما:

"كنت أريد فقط البقاء وحدي... لا أكثر."

أدار كازوما رأسه نحو اليمين، وأنزله ببطء، ثم قال بنبرة حزينة:

*"هل أنا مجرد شخص زائد في هذا العالم؟"

تين (يضحك بخفة):

"ههه، ما الذي تهذي به؟"

كازوما (بصوت متشائم):

"أعطني تفسيرًا... لماذا الناس لا تتقبلني؟"

يصمت تين.

كازوما:

"لماذا البشر يتهمونك بشيء لم تفعله؟"

"أحقًا البشر... مجرد أناس يتبعون مشاعرهم؟"

انحنى تين على ركبتيه، ووضع يديه على كتفي كازوما وقال بنبرة حانية:

*"البشر هكذا... لكن سيفهمونك مع الوقت."

كازوما (يضيق عينيه):

"أفكر بيني وبين نفسي... وأتساءل إن كان البشر فعلًا يستحقون الحياة."

نظر تين إليه بعيون حزينة، وقال:

*"لا تدع عاطفتك تغلبك... فهكذا ستسير في طريق جين."

شدّ كازوما قبضته اليمنى بعزم، وعيونه تلمع:

*"سأحاول جعل القرية... تعرف الفرق بيني وبين أخي."

"سأجعل القرية تحترمني!"

انفجر بالضحك، وتين ضحك معه...

لكن فجأة، توقف كازوما، وعيناه مليئتان بالصدمة.

تين (رافعًا حاجبه):

"لماذا صمت فجأة؟ كازوما؟ كازوما؟ أين شردت؟"

هزّ تين كتفيه بقوة:

*"تكلّم! لا تصمت هكذا!"

حرّك كازوما رأسه، ثم ابتسم بهدوء:

*"لا شيء... لكن في نفس الوقت، لا أتذكر لماذا كنت شاردًا."

ينتقل المشهد إلى داخل المنزل الصغير في قرية الرعد.

نافذتان، سقف خشبي، طريق رملي، وغابة كثيفة تقابله.

بجانب المنزل، متجر صغير للمواد الغذائية.

في الداخل، جلس كازوما على طاولة خشبية داخل صالة ومطبخ بسيط، جدرانه وردية.

وفجأة… صراخ وأهازيج في الخارج، أصوات تعلو وتُحدث رجّة في الأجواء.

كازوما (ينهض بسرعة):

"ماذا يجري في الخارج؟"

في نفس اللحظة، كان تين عند الدكان مع بائع مسن في الستين، شعره بني، وبشرته بيضاء مائلة للبنية، سمعا الضوضاء أيضًا.

خرج كازوما من المنزل، وسمع صوت تين من بعيد يصرخ:

تين (بلهفة):

"ابقَ هنا!"

أمام المنزل، بيوتٌ تحطّمت، وكأنها لم تكن موجودة أبدًا.

كازوما (ب

عينين متسعتين وبؤبؤين يرتجفان):

"خطر... قادم."

ومن بين الحطام... ظهر داير، يبتسم ابتسامة شريرة، ويرفع صوته:

"البناء... يبدأ من هنا!"

2025/07/10 · 8 مشاهدة · 590 كلمة
yahia otake
نادي الروايات - 2025