5 - رماد العبودية وبذور التمرد

الجو ثقيل، الرمال تتطاير في الهواء،

كازوما يقف مذهولًا، وعيناه تكشفان عن صدمةٍ لم تهدأ بعد.

تين (بصوت عال):

"ليها العم، أغلق متجرك... أما أنت يا كازوما، ادخل."

كازوما يظل صامتًا، لا ينبس بكلمة.

تين (يلف رقبته ويصرخ):

"ألم تسمع ما قلته لك؟!"

داير (بصوت كأنه وحش مفترس، يشير بأصبعه نحو كازوما):

"تعال إلى هنا."

تين (بغضب):

"اغلق فمك... أنا خصمك."

داير:

"خيبة أمل أن ترى من تحب... يصبح ضدك."

تين (يصمت لحظة):

"...ماذا تعني بكلامك هذا؟"

تين (يغمض عينيه، يسرح للحظة ثم يتكلم):

"هل زعيمكم... هو الشخص الذي أعرفه؟"

داير (باستهزاء):

"لا أعلم... ربما أنت تعلم."

تين يحرك يده للخلف، قبضته اليمنى تتوهج بنار تتموج بعنف،

يتقدم بخطوة، ويطلق كرة نارية ملتهبة نحو داير.

الرمال تتطاير، الأرض ترتج من شدة الانفجار.

داير يبتسم بخبث شديد.

وفجأة، من خلفه، تتسلل ألسنة من الجليد، تظهر كأنها سراب.

داير يلتفت بسرعة، يثبت قدميه على الأرض، ويقفز.

تين (يضع إصبعيه الثاني والثالث، ويحركهما للأعلى):

"هذه الفرصة."

الكرة تغير مسارها، تنطلق نحو داير،

الألسنة الجليدية تلتحم مع النيران، لتشكّل هجومًا ثنائيًا مرعبًا.

تين يغمض عينيه مجددًا، يركز طاقته لشيءٍ ما أكبر.

داير (بؤبؤا عينيه يتلاعبان من القلق):

"ماذا يتوجب عليّ فعله؟"

الهجومان الناري والجليدي يتحدان، يتحولان لهجوم واحد.

ا

لكرة تصيب داير مباشرة،

ينفجر دخان كثيف، يغطي السماء.

تين (مغمض عينيه، يركز):

"الآن..."

في داخل دماغ تين، تظهر نقطة مضيئة بيضاء، تلمع في مركز دماغه.

داير... يسقط على الأرض بثقة، ملابسه ممزقة من أثر الهجوم، لكنه ما زال واقفًا بثبات.

في الجهة المقابلة، عند المنزل، كازوما يحدّق، فيسمع صوتًا من الخلفية:

الصوت:

"لن تفعل ما يحلو لك، أتسمع؟"

داير (بغضب يهيمن عليه):

"ما الذي قلته؟"

الصوت يعود من جديد:

"أنا فتاة، ولست ولدًا، أيها الأحمق!"

داير (يشد قبضته اليمنى ويصرخ):

"من تنعتين بالأحمق؟!"

من الظل تظهر فتاة، ترتدي حذاءً أخضر، شورطًا رماديًا قصيرًا، وسترة رمادية مغلقة.

عيناها خضراوان، وشعرها أصفر، طولها يقارب 164 سنتيمترًا.

تين (باندهاش):

"من تكون؟"

كازوما (يحدق من نافذة المنزل):

"لم أرها من قبل..."

رين (بصوت عالٍ وساخر):

"عندما أرى الأشرار... يصيبني الغضب!"

داير (بصوته العالي):

"احفظي ألفاظك!"

كازوما (يخرج من المنزل):

"إلى متى أبقى ضعيفًا؟... هل فتاة تتفوق عليّ؟!"

كازوما (يلوّح بقبضته للأعلى، عيناه تلمعان، حواجبه معقودة):

"سأصبح الأقوى... وسأجعل القرية تعرف من أكون!

لن أدع الضعف يلتهمني... إن توجب الأمر، أنا من سيلتهمه!"

تين (ينظر إلى كازوما، وعيونه تتوهج بفخر خفيف):

"أخيرًا... بدأت ترى نفسك."

رين (تلوّح بذراعها، وتوجه إصبعها نحو داير):

"هاي، أيها المتفحم... مستعد لجولة أخرى؟"

داير (ينظر إليها وهو يضغط على أسنانه):

"سأسحقك... ثم أجعل هذا الضعيف يندم على كلماته!"

كازوما (يتقدّم بخطوات بطيئة، عيناه مليئتان بالإصرار):

"أوقف لسانك... لن أسمح لك أن تمسّ أحدهم مجددًا."

رين (تبتسم وهي تقف بجانبه):

"أوه، قررت تصير بطل أخيرًا؟"

كازوما (بهدوء):

"أنا لست بطلًا... لكني سأوقف هذا الوحش."

داير (يضرب الأرض بقوة، فتتطاير شظايا طاقة من حوله):

"إذن سأتولى أمركما معًا!"

تين (يتمتم بخوف خفيف):

"داير... بدأ يحرر طاقته الحقيقية؟"

الأرض تهتز، والرياح تعصف بعنف.

هالة داير تتحول إلى دوّامة من الشر الخالص، تبتلع ما حولها.

رين (تتمدد أصابعها، شرارات خضراء تتراقص حولها):

"حان وقت الرقص، يا وحش."

كازوما (يخفض رأسه قليلًا، ثم يرفعه فجأة):

"لقد بدأ دوري..."

كازوما (بصوت خافت، وهو خافض الرأس):

"أنا... من سيبدأ."

يرفع رأسه، عيناه تلمعان كنجم مشتعل، صوته يعلو بحماس:

"عندما يحين دوري... الجميع يرتجف!"

داخل دماغه، تتفعّل النقطة البيضاء، تصبح مشعة بلون شفاف،

الهالة تبدأ بالتسرّب من مركز دماغه إلى كامل جسده، كأنها أفعى من نور.

هالة شفافة، تحيط بجسده، يتخللها خيوط سوداء.

تين (العرق يتصبب من جبينه):

"هالة داير هي السبب... إذًا هذا هو المكان الذي يحتاجه كازوما!"

رين (بصوت عالٍ):

"لا تتدخل! أرجوك... ما زلت ضعيفًا!"

كازوما (بنظرات ثاقبة، وصوت هادئ ومخيف، والهالة الشفافة ي

تخللها سواد):

"إذا أعدتها... فودّعي نفسك."

كازوما يتقدّم ببطء نحو داير، خطواته ثابتة، والهالة الشفافة لا تزال تحيط به.

داير:

"الزعيم يعلم عنك كل شيء."

كازوما (بصوت هادئ):

"أخبر زعيمك أنني سأوقفه... ههه، هذا إن بقيت حيًا."

داير:

"ههههه، الزعيم أقوى... ساعد في إبادة أعظم عشيرة!"

كازوما:

"وما شأني بما تتفوه به؟"

داير يفتح فمه، يتجمع داخله شعاع أخضر مكثّف،

الطاقة تهتز حوله، ثم فجأة... يطلق الشعاع،

انفجار عنيف، يزأر كجحيمٍ متفجّر، يتجه نحو كازوما.

كازوما يمد ذراعه اليمنى بثبات، لا يهتز،

عيناه مليئتان بالثقة، وهدوءه... مخيف.

لكن الشعاع، وقبل أن يلمسه، يرتد فجأة!

كأنه ارتطم بحاجز مطاطي غير مرئي، ويعود باتجاه داير!

تين (يبتسم بفخر، ابتسامته مفتوحة):

"لقد نجحت الخطة!"

داير (بذعر، يصرخ):

"ما الذي حدث؟!"

رين تنظر بدهشة، عيناها تتسعان من المفاجأة.

كازوما يرفع حاجبيه، لكنه يظل صامتًا.

الشعاع يرتطم بداير، انفجار هائل يتصاعد منه،

دخان كثيف يغطي السماء.

تين (يضحك وهو فخور):

"أرأيت غباءك؟... لقد خططت لكل شيء يا داير!

عندما قفزت للسماء، لم أرفع الكرة عبثًا، بل لأني كنت أحاطك بمكعب من طاقة الشين غير المرئية."

داير:

"أيها... أيها المحتال!"

تين:

"إذا أحطت بك المكعب، فإنه يخلق مجالًا يعكس أي هجوم تقوم به... يعني ترتد لك!"

داير (بصوت عالٍ، غاضب):

"هذا يكفي!! الزعيم يحلم بتنفيذ خطته، ولن أدع جهده يذهب هباءً!"

كازوما:

"زعيمك يخطط للشر... أنتم لا تهتمون بالأبرياء."

داير (بنبرة غاضبة، عينيه متسعتان):

"أنتم... أنتم الحقد يجري في دمائكم! الزعيم أرحم منكم!"

رين (ترفع صوتها بغضب):

"ما هو هدف سيدك؟!"

داير:

"سيدي... شخص رحيم مقارنة بهذا العالم القاسي!"

تين (بنبرة جادة):

"مهما فعل... فقد اختار طريق الشر."

داير (عيناه متسعتان بالغضب):

"أنتم، وهذه القرية اللعينة، أنتم من يخرج الناس من براءتهم!"

يمد يده اليسرى

للأمام، عينيه تشتعلان تحديًا،

يبدأ بتدوير كفه، وهو يخطط لشيء خفي...

داير (دموعه تنهمر، صوته يرتجف):

"الزعيم... ألطف... لن أنسى مساعدته لي..."

[نعود إلى فلاش باك]

داير، بملابس ممزقة، يحمل حجارة ضخمة لبناء شيء ما.

أنفاسه متقطعة، العرق يغطي وجهه، جسده يترنّح من الإرهاق،

يركع أرضًا، يكاد قلبه يتوقف.

صوت سوط حادّ يجلده، يصرخ عليه الحارس:

الحارس:

"اعمل أيها العبد! هذه مهنتك!"

داير (بصوت هادئ، مغمض العينين):

"أرجوكم... فقط أريد ماء..."

الحارس (بغرور):

"اعمل... وستحصل على ماء."

داير يغمض عينيه، على وشك البكاء... لكن لا دموع تنزل.

من بعيد، خلف القضبان الصفراء... تارولي يراقبه بصمت.

تارولي ينزل رأسه للأسفل، عينيه ضيّقتان، حزنه واضح... ثم يغادر المكان.

[داخل غرفة فخمة، جدرانها بلون أصفر وأبيض، مغطاة بصور ملك مملكة ساكي]

صورة الأسد الزاحف وهو يصرخ، وعلى العرش المغطى بقماش أحمر... يجلس الملك.

شعره أصفر، عيناه حمراوان، ملابسه سوداء كأنه في زفاف،

يجلس واضعًا ساقًا فوق ساق، وكفّه الأيمن يستند على خده.

طوله 171 سم، عمره 32.

الملك (بصوت عالٍ):

"ما الذي جاء بك هنا؟"

تارولي (واقف بهدوء أمامه):

"جئت من أجل أمر."

الملك (ببرود أعصاب):

"تكلّم، ليس لدي وقت كافٍ."

تارولي (بابتسامة ساخرة):

"لماذا أنت متسرّع؟ لن آخذ الكثير من الوقت...

أحتاج إلى شخص يساعدني، وجئت لأشتري عبدًا من عندكم."

الملك (بكاريزما وهدوء):

"العبد ليس للبيع... العبد أداة نادرة."

تارولي:

"سأعطيك كل المال."

تارولي (نظراته ثابتة، صوته هادئ):

"وأعلم شيئًا... سيأتي يوم... يتحرّر فيه الناس."

الملك (يضحك ببرود كأن قلبه قطعة ثلج):

"ههه، حاول... وسأكون لك بالمرصاد."

تارولي (يخفض حاجبيه، يضيّق عينيه):

"صفحة العالم احترقت... وحان وقت كتابة صفحة جديدة."

الملك (يضحك بصوت مدوٍ):

"هاهاها! العبد يظل عبدًا... مهما حاول أن يتقمّص هيبة الأسياد!"

تارولي (ينظر له بحدة، صوته منخفض لكن حاد):

"وأنتم الملوك... تجلسون على عروش من خدمة الآخرين.

لكن من حق من؟ من دم من؟"

(يضيق عينه اليسرى، يتكلم بصوت بارد):

"مصيركم؟... لن يكون الموت... بل الذل الذي يسبق السقوط."

الملك (بابتسامة باردة، نبرة فيلسوف مغرور):

"في كل أمة... هناك من خُلق ليقود، ومن خُلق ليخدم.

إنها هندسة الطبيعة... لا ظلم فيها، فقط نظام.

وشعبي؟... نقيّ كالماء، لا يختلط بالطين مهما أمطرت السماء."

تارولي (يخفض رأسه قليلًا، ثم يرفع نظره إليه بنظرة حادة):

"الطين؟… هو ما يثبّت أقدامكم عندما تمطر دماء.

وكل نظام يولد من وهم النقاء… يموت من لعنة الكبرياء."

[نعود لداير، وهو يسحب الحجارة العملاقة بسلك مربوط]

وجهه حزين، جسده مُنهك.

فجأة، صوت الحارس يعلو:

الحارس:

"هيا! اصطفوا! الآن!!"

الجميع يصطف، صامتون... الخوف يسكن وجوههم.

تارولي يقف بجانب الحارس.

الحارس (بأعلى صوته):

"اليوم سيكون أسعد يوم في حياتكم!

من يختاره هذا الرجل... سيكون عبدًا له!"

تارولي (بصوت هادئ ونظرة ثاقبة):

"أعرف ما الذي تتفوه به."

الرجل يصمت فجأة، جسده يرتجف من الرعب.

تارولي (يشير بإصبعه مباشرة نحو داير)

:

"ستكون... رفيقي الجديد."

داير تتسع عيناه من صدمة عميقة... وكأن الأمل عاد لينفجر في قلبه من جديد.

2025/07/10 · 9 مشاهدة · 1302 كلمة
yahia otake
نادي الروايات - 2025