تارولي (يتحدث ببرود قاتل):
"أين تين؟"
يلتزم كازوما ورين الصمت، وقد شلّهما الخوف.
وفجأة، يُسمع صوت خلف تارولي:
الصوت: "إذًا… لقد عدت أخيرًا."
تارولي (يدير جسده ببطء، وعلى وجهه ابتسامة خفيفة):
"مر وقت طويل يا تين."
يراقب كازوما ورين المشهد بصمت، والجو مشحون بالتوتر.
تين (بنبرة هادئة):
"لماذا كل هذا؟ أنت تؤذي نفسك… والجميع من حولك."
تارولي (بابتسامة ساخرة ترتسم على خده الأيسر):
"أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا."
تين:
"العدالة لا تُصنع بهذه الطريقة."
تارولي (بنظرة باردة لا تهتز):
"العدالة؟ ومن يحددها؟
هل هو المنتصر؟ الحاكم؟ أم أولئك الذين لم يذوقوا طعم الخسارة؟
أنا فقط سرت في طريق ملوث بالدماء…
أسميه عدالة، لأنني أرفض أن أؤمن أن حياتي بلا معنى."
تين (يخفض رأسه، صوته مكسور):
"لم أردك يومًا أن تسلك هذا الطريق، تارولي…"
تارولي (بثقة باردة تقشعر لها الأبدان):
"البشر أعداء بطبيعتهم.
القوي يفترس الضعيف، والغني يسحق الفقير."
تارولي (رافعًا يديه كأنه يصدر حكمًا):
"لكن في خطتي… لن يكون هناك قوي أو ضعيف.
الجميع سيكونون سواسية.
لا فوضى. لا ظلم."
تين (يرفع رأسه، بنبرة حزينة):
"لكن توازنك هذا يقتل الحرية… ويدفن الرحمة."
تارولي (يضيق عينيه):
"أخبرني… أي حرية هذه التي تتحدث عنها؟
العالم محطم.
لم يعد يصلح للعيش.
لا مكان لراحة الروح."
تين (بثبات وهدوء):
"أعلم أن ماضيك كان مؤلمًا…
لكن ما ذنب الأبرياء في خطتك؟"
تارولي (بلا مشاعر):
"وما ذنب الأبرياء في أفعال الأغنياء؟"
يصمت تين.
ينظر تارولي إليه بنظرة جامدة كالفولاذ.
تبدأ الرياح بالهبوب…
ملابس تين ترفرف، وشعر تارولي يعلو مع النسيم، يرقصان بتناغم.
ينظر تارولي نحو كازوما.
تارولي (بثقة، وصوت قوي):
"كازوما هو الوحيد الذي يفهمني حقًا."
تتسع عينا كازوما من الصدمة.
تنظر إليه رين بقلق وذهول.
كازوما:
"أ-… أنا؟ ما علاقتي بكل هذا؟"
تارولي:
"عشنا الألم ذاته.
نفكر بنفس الطريقة."
تين (يقبض يده اليسرى، صارخًا):
"لا تجر كازوما إلى هذا!
الأمر بيني وبينك!"
تارولي (يمدّ يده اليسرى نحو كازوما):
"انضم إليّ… وشاهد عالمًا جديدًا لا ظلم فيه."
رين (مذعورة):
"لا تصدقه! إنه يستغلّك!"
---
بعد ساعتين…
كازوما جالس على كرسي، يحدق في يديه، وعيناه ترتجفان من الخوف والحيرة.
رين (بقلق عميق):
"ما بك؟"
كازوما:
"لا أعلم…
لكن شعرت كأن…
سكينًا اخترق عيني."
يدخل تين وهو يضحك.
تين (واضعًا يديه على خصره):
"مبروك، أنتما الاثنان!"
كازوما (يرفع رأسه):
"هاه؟ على ماذا؟"
تين (رافعًا إصبعيه مازحًا):
"غدًا… تبدأان الدراسة!"
---
في اليوم التالي…
يسير كازوما ورين بحقيبتيهما.
حقيبة كازوما خضراء، ورين حمراء.
طريق المدرسة مرصوف بالحجارة، لا رمل فيه.
تقع متاجر على طول الشارع المقابل، تحيط بها بيوت.
مبنى المدرسة ضخم، بابه أصفر.
وعلى السطح، يرفرف علم أبيض يحمل شعار أسد يزأر.
الطلاب يدخلون كما لو كانت غزوة من العمالقة.
بينما يدخلان، يرى كازوما الفتى الذي ضربه في السوق—يبتسم له بازدراء.
ينظر كازوما إلى يمينه، فيرى رين تدخل المدرسة.
في الصف…
يجلس كازوما في آخر مقعد من الصف الأيسر، يسند ذقنه على يده اليسرى، شارد الفكر.
رين تجلس في الجهة المقابلة له.
يرتدي المعلم رداءً أبيض.
شعره أسود وفوضوي.
عيناه سوداوان تقريبًا.
بشرته شاحبة تميل إلى السمرة.
الصّف صامت تمامًا.
المعلم (بابتسامة ماكرة):
"التاريخ… دائمًا يجد طريقه للعودة إلينا."
المعلم:
"البشر دائمًا يدّعون ملكية الأشياء…
حتى لو لم يفهموها."
ينظر كازوما من النافذة…
لكنه يرى أمرًا غريبًا.
بؤبؤ عينه اليسرى أصبح أزرق غامق،
وفي داخله رمز… أشبه بشوريكن ذو رأس واحد، مائل.
كازوما (يتسع بصره):
"ماذا… ما الذي يحدث لعيني؟!"
يضع كازوما يده سريعًا على عينه، ويرفع يده الأخرى.
كازوما:
"أستاذ… هل يمكنني الذهاب إلى الحمّام؟"
المعلم (بلطف):
"فقط اليوم… فأنت جديد."
ينطلق كازوما مسرعًا، ممسكًا بعينه.
تراقبه رين، في حيرة.
المعلم (بصوت مفاجئ عالي):
"عندي اجتماع مع المدير."
---
كازوما يقف في الردهة الواسعة.
الخزائن تصطف على الجدران.
الأرضية مرصوفة بمربعات بيضاء وسوداء.
يمسك بخزانة، ولا يزال يغطي عينه.
فجأة… يشعر بهالة مظلمة.
يدير رأسه—
المعلم واقف هناك.
كازوما (يرتجف ويتنفس بسرعة):
"أ-… أستاذ؟"
يبتسم المعلم بابتسامة شريرة، ممتلئة بالخبث.
ننتقل إلى كازوما داخل الحمّام، يحدّق في المرآة.
كازوما (والعرق يتصبب):
"ما الذي يحدث لي…؟
عيني… تغيّرت…"
المعلم (من خلف الباب، بنبرة مشبوهة):
"لا تنظر إلى المرآة…
بعض الأشياء… حين تفهمها…
تلتهمك."
ينظر كازوما للباب مرعوبًا.
في رؤيته—
بياض عيني المعلم أسود.
لكن في الواقع…
يبدو طبيعيًا.
يرى كازوما هالة مظلمة تحيط بالمعلم، أنيابًا حادة،
وجسده أسود كالعَدَم—كأنّه الكون نفسه.
يتراجع كازوما مذعورًا.
المعلم (مغمض العينين، يبتسم بلطف):
"لا تخف…
أنا مجرد أستاذ عادي.
لماذا كل هذا الخوف؟"
يمضي المعلم مبتعدًا.
تعود عين كازوما لطبيعتها.
تختفي القدرة.
يقف كازوما أمام المرآة.
يشغّل صنبور الماء، ويغسل وجهه بعنف،
غير مصدق ما حدث.
يتناثر الماء على الأرض.
يحدق في المرآة، وعيناه ممتلئتان بالذعر.
تبتعد الكاميرا ببطء عن كازوما والحمّام…
وتنتهي الفصل.