كانت الشمس تغرب. الطلاب خرجوا من مبنى المدرسة، وأحاديثهم تتردد في ساحة المدرسة.
استدار المعلم يسارًا عند البوابة، مرتديًا معطفًا رماديًا فاخرًا ويحمل حقيبة في يده اليمنى.
كازوما (صارخًا):
"انتظر، أستاذ!"
نظر المعلم إلى الخلف، وابتسم بابتسامة عابرة.
ركض كازوما نحوه، يلهث قليلاً.
المعلم:
"ما الأمر، كازوما؟"
كازوما (لاهثًا):
"فقط... أردت الحديث معك."
المعلم (يميل برأسه مبتسمًا برقة):
"ما رأيك أن نتحدث في منزلي؟ سيكون المكان أريح."
تردد كازوما، واضح عليه التوتر.
المعلم (بلطف):
"هيا... كنت أرغب بالتعرف عليك أكثر."
سارا معًا في طريق مرصوف بالحجارة تحيط به مناظر طبيعية خلابة. الأشجار تمايلت بهدوء مع مرور الرياح.
كازوما (ينظر إليه):
"كنتَ... مختلفًا اليوم. غامضًا."
لم يرد المعلم.
كازوما:
"هل رأيت ما رأيته؟"
المعلم (ببرود وهدوء):
"وما الذي رأيته؟"
كازوما (زافرًا):
"... لا شيء."
المعلم (ضاحكًا):
"أحب أن أخيف طلابي بين الحين والآخر. هذا يجعل الأمور أكثر إثارة."
وصلا إلى منزل المعلم — منزل خشبي أبيض صغير ذو أربعة نوافذ وسقف بني. أزهار مزينة على جانبي الممر المؤدي إلى الباب.
أخرج المعلم مفتاحه وفتح الباب. كازوما وقف عند المدخل، وقلبه ينبض كطبول الحرب.
فجأة، نادت صوت من الداخل:
امرأة (من الداخل):
"مرحبًا بعودتك!"
المعلم (ضاحكًا بحرارة):
"ها ها، كيف حالك يا ساروبـي؟"
ظهرت فتاة في الثالثة عشرة من عمرها تقريبًا — شعر أسود طويل تتخلله خصلات حمراء، عيناها داكنتان، وترتدي قميصًا أسود وشورتًا.
المعلم (مشيرًا):
"هذه ساروبـي، زوجتي. وهذه ابنتي كيورا."
كازوما (منحنيًا بخفة):
"تشرفت بلقائكما."
كيورا (بصوت ناعم ولطيف):
"مرحبًا بك في منزلنا."
كازوما:
"شكرًا على حسن الضيافة."
المعلم:
"سأذهب لأستحم. انتظرني."
كازوما (بصوت مرتفع):
"خذ وقتك، أستاذ!"
ساروبـي (مبتسمة بلطف):
"تصرّف براحتك، عزيزي."
جلس كازوما بصمت. تنتقل الكاميرا إلى الحديقة الخلفية — يمكن رؤيتها من خلال باب زجاجي واسع. جلسوا على مقعد خشبي مصقول.
كان كازوما يحدّق بصمت في الأزهار، وأشعة الغروب تصبغ المشهد بلون ذهبي.
كيورا (بصوت بارد وهادئ):
"لماذا كل هذا الصمت؟"
تجمّد كازوما، عاجزًا عن الرد.
كيورا (ملتفتة نحوه قليلًا):
"أعلم أنك متوتر. خائف من والدي، أليس كذلك؟"
كازوما (متوترًا):
"لـ-لا... هذا غير صحيح."
كيورا:
"كيف حال عينك اليسرى؟"
فجأة، دوى صوت المعلم من الداخل:
المعلم:
"كيورا! تعالي إلى هنا."
غمزت كيورا لكازوما بعينها اليسرى.
كيورا:
"لا تقلق. من الآن فصاعدًا، سنكون أصدقاء مقربين."
وغادرت.
كازوما (يحدّق في يديه المرتجفتين):
"هل هذا... كابوس؟"
وضع أحدهم يده على كتفه.
اتسعت عينا كازوما من الخوف.
المعلم:
"اهدأ، يا بُني."
أغمض كازوما عينيه محاولًا تهدئة نفسه. هالة شفافة خفيفة من طاقة الـ"شين" أحاطت بجسده.
المعلم (منبهرًا):
"أوه؟ إذًا أنت تعرف الشين."
كازوما (فاتحًا عينيه):
"كيف لاحظت؟"
المعلم:
"كيف لا؟ فنحن نُدرّس الشين في مدرستنا، أليس كذلك؟"
المعلم (رافعًا إصبعه):
"الشين طاقة ذهنية تعكس أفكارك ومشاعرك."
المعلم:
"وهي ثالث أكثر القوى غموضًا في هذا العالم."
كازوما (بقلق):
"حقًا؟"
المعلم (بجدية):
"كل شخص يمتلك أربع بوابات داخل جسده. وكل بوابة أخطر من التي قبلها."
كازوما (بثقة):
"أنا أعلم ذلك."
استدار المعلم نحو الغروب، وصوته هادئ.
المعلم:
"لماذا تخاطبني وكأني وحش؟"
كازوما (رافعًا حاجبًا):
"من قال إنني خائف منك؟"
المعلم (بصوت ناعم):
"عيناك... تقولان العكس."
كازوما (مراوغًا):
"هيا، كفى حديثًا عن هذا."
كازوما:
"ما اسمك، أستاذ؟"
المعلم:
"كيرا. نادني السيد كيرا."
كازوما (بنظرة حادة):
"قلت إن الشين ثالث أكثر شيء غموضًا. فما هما الأول والثاني؟"
كيرا (ضاحكًا بخفة):
"هاها... ها ها ها."
حدّق كازوما فيه بدهشة.
كيرا (يحدّق في الأفق):
"هل سمعت يومًا عن اثنين يُدعيان لينا واليكس؟"
كازوما:
"لينا واليكس؟ هل هما من هذه القرية؟"
كيرا:
"لا، لا. تقول الأساطير أنهما كانا أول من استخدم الشين بين البشر."
كازوما:
"هل لا يزالان على قيد الحياة؟"
كيرا:
"لا، قد رحلا منذ زمن. بعضهم يقول إنهما كانا حقيقيين... وآخرون يعتقدون أنها مجرد خرافات. لا يوجد دليل قاطع."
رفع كازوما حقيبته.
كيرا (رافعًا حاجبه):
"هل سترحل؟"
كازوما (مبتسمًا):
"حان وقت العودة إلى المنزل."
كيرا:
"ابقَ لتناول العشاء على الأقل."
كازوما:
"يشرفني، لكن مدربي تين سيقلق علي... وقد استمتعت بلقاء عائلتك الرائعة."
عند الباب، ارتدى كازوما حذاءه الأزرق القصير.
ساروبـي (ترتدي مئزر الطهي):
"ترحل بهذه السرعة؟"
كازوما:
"كان من دواعي سروري."
كيورا:
"اعتنِ بنفسك."
كازوما (قطرة عرق على خده):
"شكرًا على الاهتمام."
لوّح كيرا من الباب.
كازوما (راكضًا، يرفع يده):
"أراك غدًا، أستاذ!"
رد كيرا التلويح بيده اليسرى.
قفز كازوما بين الأسطح، وطاقة الشين تتدفق في ساقيه وأطراف قدميه لتزيد من سرعته.
كازوما:
"تأخرت! تين سيصرخ عليّ!"
فجأة، اختفت طاقة الشين — انزلقت قدمه، وسقط في زقاق ضيّق، وهبط فوق كومة قمامة.
كيس قمامة استقر فوق رأسه.
كازوما (يرتجف):
"ما الذي يحدث... أشعر بالبرد."
وقف، وحاول القفز من الجدار — لكنه انزلق، وسقط في بركة ماء. مبلل تمامًا. ملابسه، شعره — كل شيء غارق.
كان كازوما يرتعش، على وشك البكاء.
كازوما (ينظر إلى يديه المرتجفتين):
"أشعر... بالضعف."
كازوما (يعطس):
"كأنني... عدت إلى ما كنت عليه قبل الشين."
في الحديقة، جلس كيرا وكيورا بصمت.
كيرا (مبتسمًا برقة):
"ما رأيك؟"
كيورا:
"أحيانًا، الخطر لا يكمن فيما نراه... بل فيما نتجاهله، حتى لو كان أمام أعيننا. رأيته في عينيه — شبح الغد. قدر يعيد نفسه... إلا إذا كسره."
يتردد صوت كيورا بينما تُظهر اللقطة النهائية كازوما مستلقيًا في بركة الماء الباردة تحت سماء الليل — عيناه الخالية تحدّقان نحو الأعلى.