الفصل الخامس ــ البيت الابيض يستعد للحرب

الساعة 5:55 مساءً بجانب الغابة قرب المخبأ

المشهد: غابة تحولت إلى ساحة حرب، دخان يتصاعد، أشجار محترقة، ورائحة الكبريت تملأ الجو*

توقف القتال فجأة، وكأن الزمن توقف عن الدوران.

نظر جاسبر وهو يمسك بالفأس، ومعه فايبر التي كانت تستعد لتوجيه الهجوم.

صمت مشحون بالتوتر، كالهدوء الذي يسبق العاصفة.

بعيداً عنهما في المخبأ الخاص بفايبر، ضوء أزرق فجّر المكان!

انفجار ضوئي أزرق يخطف الأنظار، كأن نجماً انفجر في وجه الأرض.

انتشر الضوء لمسافة 10 أمتار في الهواء قبل أن يختفي.

الضوء يترك وراءه وهجاً أزرقاً يطمس الرؤية للحظات.

فايبر قالت وهي مصدومة:

".. الهالة الخاصة به.. الوصول إلى هذا المستوى مستحيل"

صوتها يرتجف بين دهشة وإعجاب مختلط بالقلق.

ثم من المكان، جسد كان يطير في الهواء!

جسد سيري يطير كدمية مكسورة في مهب الريح.

جاسبر ذاّق عينيه بشدّة، وقفز بسرعة لمسافة 30 متراً في الهواء بسرعة فائقة!

قفزة خارقة تترك وراءها دوامة هواء تحطم الأغصان.

أمسك بجسد فتاة كانت تطير.

يمسك بها بلطف غريب، كأنه يمسك تحفة ثمينة على وشك التحطم.

"سيري" قال اسم الفتاة وهو يبصق السم من فمه!

السم الأسود يتساقط على الأرض ويذيب العشب حيث يسقط.

نظر إلى فايبر وقال:

"لم أتوقع أن يديك.. شريك جيد. ليس هناك الكثير من يستطيعون مقاتلة سيري وفعل هذا"

صوته يحمل مفاجأة حقيقية، وكأنه اكتشف أن فأر المنزل يخفي مخالب نمر.

لم تقل فايبر شيئاً، ولكن الأفعى حولها ازداد حجمها من 10 إلى 20 متراً دفعة واحدة!

الأفعى تنمو كأنها بالون يمتلئ بغاز الظلام.

وازدادت هالتها أضعافاً مضاعفة.

هالة سوداء تكاد تبتلع الضوء من حولها.

(الاسم: فايبر ــ القدرة: ظلال الثعابين ــ تستطيع هذه القدرة إنشاء نسخ من الظلام على هيئة ثعابين يمكنه التحكم بقوة الثعبان والتلاعب به، يمكن للثعبان أن يتبادل النظر مع المستخدم، بالإضافة إلى ذلك قوة الثعبان تكون أقوى من المستخدم بمرتين ــ مستوى القوة التدميرية: شارع شديد الانفجار)

قالت بينما كان الثعبان يدور حولها:

".. يستحسن أن تغادر قبل أن أقتلك. لدي عمل آخر يجب أن أقوم به"

صوتها بارد كالثلج، لكن العينين تحملان بريقاً خطراً.

ضحك جاسبر لكنه قال بصوت فارغ، وكانه قد سمع مزحة:

ضحكة مجوفة تثير القشعريرة.

لكن قبل أن يفعل شيئاً، سمع صوت رنين يأتي من جيبه.

رنين الهاتف يقطع التوتر كسكين حاد.

نزل على الأرض واختفى الفأس، لكنه ظل ممسكاً بالفتاة التي بين ذراعيه.

الفأس يختفي كأنه كان وهماً، لكن وزن سيري بين ذراعيه حقيقي مؤلم.

أخرج الهاتف وسمع المكالمة، بعد ذلك ابتسم ونظر إلى فايبر وقال:

"يا لك من ماكرة! لكن حسناً.. من الجيد أنه لم ينتهي بطريقة سيئة. على الأقل في المرة القادمة سوف أتأكد من أن آخذ جسدك كي أحوله إلى دمية"

كلماته تتدفق كالسم المعطر بالورود.

ثم نظر إلى الفتاة التي بين ذراعيه:

".. بالنسبة لشريكك، أتمنى أن تنتبهي له جيداً. قد يكون ميتاً إذا وجدته في أي يوم من الأيام.. سوف أتأكد من أن أحوله إلى كرة من الدماء"

يتكلم مع الجثة وكأنها لا تزال تسمعه.

بعد ذلك اشتعلت الهالة الحمراء حوله وحول الفتاة، ثم قفز في الهواء 100 متر واختفى!

قفزة تخلق دوامة هواء تضرب الأرض كالإعصار.

تسبب الاختفاء بتحطيم الأرض حوله من قوة القفزة.

الأرض تتشقق كزجاج محطم.

بالنسبة إلى فايبر، فهي نظرت إلى المخبأ وانطلقت نحو الداخل.

تركض بسرعة، لكن خطواتها متروية كقط يصطاد.

داخل المخبأ، وجدت أن كل شيء قد تحطم!

منظر أشبه بقطة لعبت بكرة الصوف في غرفة مليئة بالتحف.

الأرض، الجدران، كل شيء قد تم تدميره إلى قطع صغيرة.

قطع إسمنت متناثرة كأحجار الدومينو.

وفي منتصف المكان المدمر، كان جسد الشاب الذي قامت بجلبه إلى هنا محطماً بالكامل!

إيلون ممتد على الأرض كدمية محشوة بالقطن الممزق.

عظامه مهشمة، طاقته أحست بها وكأنها تختفي شيئاً فشيئاً.

الهالة الزرقاء تتلاشى كشمعة تنطفئ.

لم تشعر بالأسف من أجله، لكنها شعرت بمفاجأة كبيرة.

مفاجأة العالم الذي يكتشف أن فأر المختبر يملك مفاتيح القفص.

عيونها الحمراء التي عادت إلى طبيعتها البشرية، ليس بسبب الإنسانية، بسبب المظهر فقط.

العينان تعودان إلى لونهما البني العادي، لكن البرية ما زالت مختبئة خلفهما.

"هذا جميل جداً.. كنت متأكدة أن لديك الموهبة، ولكن لم أعتقد أنك ستكون موهوباً لهذه الدرجة.. أظن أن السيد سيكون سعيداً أيها الفار الصغير"

كلماتها تحتفي به كتحفة فنية، لا كإنسان.

لم تكترث بالدمار، لكنها أخرجت زجاجة من مكان خفي لم يظهر من أين.

زجاجة خضراء تلمع في الظلام كعين قطة.

ومن ثم فتحت الزجاجة، فانطلق منها بخار أخضر اللون.

البخار يتصاعد كأشباح راقصة.

اقتربت من الفتى المحطم على الأرض، والذي ينزف في كل مكان:

تقترب وكأنها تقترب من لوحة فنية ثمينة.

"اشرب هذا.. قد لا تستحقه، وقد تستحقه كل شيء. يعتمد عليك في المستقبل.."

صوتها يحمل وعوداً وخطوطاً حمراء.

ثم قالت وهي تقول بشكل مشؤوم:

"لا تجعلني أندم على إعطائك هذا الشيء"

تحذير يهز الجدران المتبقية.

بعد شرب السائل الغريب، بدأت الطاقة الزرقاء بالالتفاف حول جسد الفتى.

الهالة الزرقاء تعود كأنها مدفعية تعيد شحن نفسها.

لكنها في النهاية توقفت.

تتوقف فجأة كسيارة تعطلت في منتصف الطريق السريع.

جروحه التي كانت تنزف، وعظمه المكسرة، بدأت تلتئم وتعود إلى طبيعتها.

العظام تلتئم وكأنها مشهد مقلوب للتحطم.

لكن مع ذلك، كانت علامات الإرهاق على الجسد الذي يبدو أنه أصبح ضعيفاً جداً وغير قادر على الحركة.

يبقى ممتداً كدودة بعد عاصفة.

🌃 (في مكان آخر: في مدينة كوينز، أمريكا)

ننتقل إلى عالم آخر، حيث الحياة "الطبيعية" ما زالت مستمرة.

مرة ثلاثة أيام منذ تدمير مدينة لوس أنجلوس.

ثلاثة أيام فقط، لكنها تشعر كثلاثة قرون.

الأخبار أصبحت منتشرة للعالم بأكمله.

شاشات التلفاز في كل مكان تعرض صور الدمار.

الخوف قد سيطر على الكثير من البلدان.

خوف ينتقل كعدوى في مدينة مزدحمة.

بالإضافة إلى أن هناك الكثير من رؤساء العالم قد اجتمعوا لمناقشة هذه الظاهرة الغريبة:

اجتماعات سرية، غرف مظلمة، وقهوة باردة.

تدمير مدينة بطريقة عجيبة.

كارثة لا يمكن تفسيرها بالفيزياء المعروفة.

في الإنترنت، بدأت وسائل الإعلان بظهور أشياء غريبة.

الإنترنت يتحول إلى سيرك إلكتروني.

أغلب هذه الأشياء كانت تتحدث عن مادة سحرية، نوع من المنشطات تسمح للأشخاص بالحصول على القدرات الخارقة.

إعلانات تبيع الأحلام والخيال.

في البداية ظن الناس أنهم يتكلمون عن الهراء،

ضحكات واستهزاء على مواقع التواصل.

لكن فجأة ظهرت صور غريبة لأشخاص يقومون بأشياء فظيعة!

مقاطع فيديو تهز اليقين كزلزال.

فتاة تستطيع التحول إلى حيوانات،

مشاهد لفتاة تتحول إلى نمر في شارع مزدحم.

أو رجل يستطيع تحطيم الأشجار بسهولة،

رجل يحطم شجرة بلوط بلكمة واحدة.

بينما أحدهم يستطيع التلاعب بمساحة وحتى الانتقال الآني.

رجل يختفي ويظهر كشبح في اللحظة ذاتها.

كانت المقاطع غير واضحة، ولكن الأفعال كانت أكثر وضوحاً من الشمس!

جودة منخفضة، لكن الحقائق عالية الوضوح.

كان الصراخ في الإنترنت عالياً، بينما كان الناس غير مصدقين الأحداث.

الإنترنت يتحول إلى خلية نحب غاضبة.

استمرت هذه الأخبار بزيادة شيئاً فشيئاً، حتى إنه قد وصل إلى مكان خطير: في البيت الأبيض!

الخطر يصل إلى الباب الأمامي للسلطة.

في البيت الأبيض، مكان الدستور الأمريكي، يجلس الرئيس أفهم لي أمريكا جورج واشنطن، وهو يمسك بسيجارة بينما يمسك بجهازه اللوحي بيده الأخرى.

سيجارة تدخن نفسها من التوتر.

كان هناك مجموعة من الرجال يجلسون أمامه على المقاعد الخاصة ولا يتكلمون.

صمت ثقيل كالرصاص.

لكن الرئيس قد توقف وتنهد، وقال بصوت مليء بالغضب المكبوت:

"من هذا الحقير الذي يفعل مثل هذه الأشياء.. الخطر قد وصل إلينا. مع وصول السائل الأزرق إلى أيدي البشر، لن يتجاوز الأمر سوى عدة ساعات أو ربما أيام أو أشهر قبل أن يظهر مجموعة كبيرة من الأشخاص الخارقين"

كلمات تخرج كرصاصات.

المساعد فريمان، مساعد الرئيس، قال وهو يعدل نظارته:

يعدل نظارته وكأنه يعدل تركيز العالم.

"سيدي، ليس هذا فقط.. الوكالة الفيدرالية قد أبلغت أن منظمات 'صعود التنانين' يبدو أنها مهتمة بتوزيع هذه المادة.. حتى أنا الخطر قد ارتفع. يبدو أن هناك شخصاً جديداً قد حصل على قوة مرعبة"

صوته يرتجف كورقة في مهب الريح.

فتح رئيس الوزراء الملف الذي قدمه المساعد وبدأ بقراءته.

أوراق تحمل أخباراً أسوأ من نهاية العالم.

الملف كان صادماً بالنسبة إلى الرئيس.

صدمة تتركه فاغر الفم للحظة.

لقد تم الكتابة بالخط العريض، بإمضاء رئيس الدفاع الأمريكي، على ضرورة تجهيز أقوى رجال الخارقين لضمان عدم تدمير أمريكا في أي وقت قريب.

طلب استغاثة مختوم بختم رسمي.

وذلك بسبب تهديد جديد: ظهور مستخدم لقوة خارقة يستطيع التحكم بالفضاء بشكل كامل!

تهديد يفهم الخيال العلمي.

قوته كانت كافية ليطلق هجوماً قادراً على تدمير مدينة!

قوة تهدد بمسح مدن من الخريطة.

اسم هذا المستخدم الذي حصل عليه بالتضحية بالكثير من الموارد هو: جرين دوم!

اسم يهز الغرفة كرعدة.

رفع رئيس الوزراء رأسه:

"جهز القوات، وأبلغ القوات الفيدرالية لتعظيم جهودها عليكم"

أوامر تخرج كطلقات مدفع.

توقف ونظر إلى الصورة الخاصة التي التُقطت للرجل الذي تسبب بهذه الكارثة، وقال بصوت مشؤوم:

"اجلبوا لي رأس هذا الحقير.. أريده ميتاً بأي طريقة. مهما كانت الوسيلة والتضحيات، يجب أن يكون ميتاً. ومنظمة صعود التنانين"

كلمات تخرج كسكين مسموم.

لم يكمل كلامه، فقط نظر إلى المساعد وباقي المستشارين في الغرفة، وقال في النهاية بصوت مكتوم:

".. ستكون الهدف القادم لمشروع أوميجا... سوف يتم تنفيذ المشروع لصناعة الجندي الخارق على مستوى الدولة.. بما أن المستوى الخاص بالقوة قد ارتفع، لا فائدة من أن نبقي الأمر على المستوى العادي"

قرار مصيري يغير مستقبل البلاد.

انتهى الاجتماع، وغادر الرؤساء.

مشية بطيئة تحمل أثقال العالم.

في النهاية سمع الرئيس صوت جهاز الاتصال الخاص به يرن مرة أخرى.

رنين يقطع الصمت كصافرة إنذار.

نظر إلى اسم المتصل وعبس.

عبوس يخفي وراءه عاصفة.

كان مكتوباً على اسم المتصل: "الجمعية".

اسم يثير الرعب في القلوب.

"كيليان.. أتمنى أن يكون هناك سبب جيد لاتصالك" قال رئيس الوزراء وهو يأخذ نفساً غاضباً.

نفس عميق يحاول كبح الغضب.

"جورج.. أنت ترغب بأن تبدأ حرباً. تنفيذ مشروع أوميجا قد يسبب ظهور مستخدمي لقوة خارقة يستطيع تدمير دولة بكاملها.. من المستحيل السيطرة على شخص كهذا"

صوت كيليان يحمل حكمة قديمة وخوفاً أعمق.

صوت صدر من جهاز الاتصال كان صوتاً قادماً يشبه رجلاً حكيماً ينصح شخصاً بهدوء مرعب عن ضرورة التوقف عن فعل الأشياء الذي يفعلها.

نصيحة تخرج من قبر الماضي.

لكن بالنسبة إلى جورج في هذه اللحظة، فهو قد ضحك فقط بصوت ضحكة ساخرة:

ضحكة لا تخلو من الجنون.

"أوه، لذلك ما الذي يجب أن أفعله.. هل أنتظر هذه المجموعة من المتمردين والإرهابيين أن يدمر أمريكا بالكامل.. لوس أنجلوس قد تم تدميرها بالكامل بضربة واحدة من مستخدم قدرة لم يشاهد من قبل"

كلمات تخرج من أعماق الإحباط.

قال كيليان: "لكن هذا لا يعني أن تصل إلى هذا المستوى. صناعة مستخدم قدرة بهذا المستوى... قد يدمر النظام الذي تم تأسيسه منذ آلاف السنين. إن الجنود الخارقين لم يكونوا دائماً جنوداً، بل كانوا أشخاص يتمتعون بالقوة الخارقة منذ الولادة. إن السائل الأزرق هو مجرد السم"

حكمة تحاول كبح جماح القوة.

ضحكة جورج على هذا الكلام: "وماذا؟ أصبح هذا السم يستخدم الآن في كل مكان. قريباً حتى الأطفال قد يحصلون على هذا السم الذي سوف يغير وجه القوة في هذا العالم. نحتاج إلى استعداد.. الجمعية لن تكون كافية لحماية العالم بعد الآن"

كلمات تخلط بين الحكمة واليأس.

تنهد كليان من خلف الهاتف: "إذا كان هذه طريقتك يا جورج، فيجب أن أخبرك: الجمعية غير موافقة، وسوف نوقفك مهما حدث"

تهديد يهز أسس السلطة.

أصبحت عيون جورج حادة:

نظرة تذكّر بمن يقف وراء السلطة.

"أنا هو رئيس أمريكا يا كليان.. وأخبرك: لا تكون هناك رحمة لأي شخص يعارضني. وإذا كانت الجمعية"

صمت قصير يحمل وزن العالم.

توقف وقال بجدية مطلقة وغضب مكبوت:

"لن أرحم أي شخص يعرض شعبي للخطر مهما حدث.. أمريكا سوف تعيش إلى الأبد"

كلمات تخرج كقسَم مصيري يهز أركان الغرفة.

---

🎭 كلمة أخيرة من الراوي المُنهك (الذي بدأ يعتقد أن هذه القصة ستنهكه قبل أن تنهي أبطالها):

أعزائي القراء، إذا كنتم ما زلتم تقرأون بعد هذه الجولة الجديدة من الجنون! 🎪

هل تشعرون أن إيلون تحول من "فأر تجارب" إلى "تحفة فنية" في عيون فايبر؟ 🎨

هل تعتقدون أن السائل الأخضر سينقذه أم سيجعله أداة في يد آخرين؟ 🧪

وأهم سؤال: هل أنتم مستعدون لرؤية كيف سيتحول هذا

"الفار الصغير" إلى وحش قد يهز العالم؟ 🐭→🐲

شاركوني آراءكم، انتقاداتكم، أو حتى نصائحكم لإيلون للنجاة من هذه الفوضى!

لأنه يبدو أن الأمور ستزداد جنوناً في الفصول القادمة! 🎭

إلى اللقاء في الفصل السادس (إذا لم يدمر جرين دوم العالم قبل ذلك!) 🌟

2025/10/25 · 2 مشاهدة · 1897 كلمة
Alistair Stark
نادي الروايات - 2025