الفصل السادس ــ المستقبل قد يكون كارثه بيولوجيه

الساعة 10:00 صباحًا – مركز الجمعية الطبي

"كيكي كيكي.."

طقطقة عظام إيلون وهو يستيقظ

كأن جسده يعلن احتجاجًا رسميًا على فكرة الاستيقاظ من الأساس.

اللحظة التي فتح عيونه فيها رأى الأضواء والسقف الأبيض،

بالإضافة إلى سرير المستشفى.

منظرٌ أبيضٌ يملأ العينين كأنك داخل ثلاجة عملاقة.

"إن رأسي يؤلمني بشكل كبير.."

ألمٌ يشبه طرقات مطرقة داخل جمجمته.

لكن في نفس اللحظة ظهرت الذكريات:

ما حدث قبل أن يفقد الوعي.

ذكريات تتدفق كفيضان من الفوضى والألم.

لقد كان يقاتل فتاة تدعى سيري،

لقد شعر أيضاً أنه أيقظ قوة خارقة،

أو هكذا كان يسميها،

وتمكن من مقاتلتها،

حتى أنه أنهى الأمر بضربة واحدة.

ضربة شعر فيها وكأنه بطل في فيلم، لكن الثمن كان جسده المحطم.

لم يعرف إذا كان قد فاز أو خسر،

لكن جسده قد تحطم بعد استخدامه هذه القدرة الغريبة.

تحطم يشبه دمية خشبية تعرضت للدعس بسيارة.

في نفس اللحظة، وقبل أن يجمع أفكاره،

سمع صوت خطوات قريبة وكعب عالٍ.

خطواتٌ تدق على الأرض كطبول الحرب.

نظر إلى الاتجاه الذي يأتي منه الصوت،

فشاهد رجلاً يرتدي نظارات بيضاء ويرتدي سترة الطبيب،

يبدو أنه في العشرينات من عمره،

ما جعله شاباً،

شعره كان رمادياً وعيونه كانت زرقاء.

مظهر يجعله يبدو كشخصية خارجة من مانغا.

"لقد استيقظت، يسرني هذا..

لقد مر شهر منذ فقدت الوعي،

يبدو أنك عانيت كثيراً."

صوته هادئ كالماء الراكد، لكن العيون تحمل أسئلة لا تنتهي.

تحدث بهدوء بينما كان يجلس بجانبي،

لكني لم أركز بأي شيء سوى كلمة واحدة:

شهر.

كلمة واحدة تكفي لهزيمة كل محاولات الهدوء.

هل غبت عن الوعي لشهر؟

أليست هذه غيبوبة؟

قبل أن أصاب بالهلع،

يده قد أمسكت بكتفي وأجبرتني على الاستلقاء على السرير.

يد قوية كملزمة حديد.

حاولت المقاومة،

لكن قوة ذلك الرجل كانت هائلة،

وجعلتني غير قادرة على النهوض.

مقاومة أشبه بحشرة تحاول دفع إصبع بشري.

"لا تحاول الحركة..

جسدك مصاب بشكل كبير،

حتى بعد أن أخذت الجرعة الخضراء القادرة على شفاء أغلب الإصابات،

ما زلت مصاباً بشدة."

كلمات تخرج بلطف، لكنها تحمل وزن الحقائق القاسية.

الجرعة الخضراء؟ ماذا؟

صحيح، لقد كنت مصاباً بشدة،

حتى أنا أعرف ذلك.

كيف يمكن أن أستيقظ بشهر؟

يلا من غبي!

لكنني أحتاج أن أقول شيئاً.

دماغ يحاول العمل كسيارة تعطل محركها.

لاحظ الطبيب الارتباك في وجه الصبي أمامه،

وتحدث بصوت ناعم:

"لا تقلق، يمكنك أن تسأل أي شيء،

لكن قبل ذلك خذ هذا."

صوت يحاول تهدئة عاصفة داخل جمجمة الصبي.

أخرج قرصاً أخضر وكأساً من الماء،

ووضعهما أمام الصبي.

قرص أخضر يلمع كحلوى سامة في فيلم كرتون.

نظر إيلون إلى الدواء والى الطبيب للحظات،

ولم يعرف ما الذي يجب أن يفعله.

توقف الزمن كما في مشهد درامي.

لم يثق بالطبيب لكي يتناول الشيء الذي أعطاه إياه،

لكن من الجهة الأخرى،

لن يمتلك أي فرصة لهزيمة الطبيب،

لذلك يمكن للطبيب أن يفعل أي شيء يريده به،

حتى لو لم يرغب بذلك.

منطق السجين الذي يعرف أن سجانه يملك كل الأوراق.

أخيراً، القرار أن يبتلع الدواء.

قرار مصيري كمن يقفز من طائرة بدون مظلة.

بعد أن فعل ذلك،

شعر بأن جسده أصبح أخف،

الألم أصبح أقل،

لكن في نفس الوقت شعر بأن تنفسه يزداد بشكل غريب،

فسأل الطبيب:

"لماذا أشعر وكأن دقات قلبي أصبحت أكثر سرعة فجأة؟

ما الذي يفعله هذا الدواء؟"

صوته يرتجف كورقة في مهب الريح.

تحدث الطبيب صاحب النظارات بهدوء:

"هذا الدواء يسمى القرص المدمج الأخضر،

أو ما يعرف بالقرص الأخضر،

إنه يقوم على تعظيم القدرة على الشفاء،

لكنه في نفس الوقت يستهلك القوة التي في الجسد،

لذلك قد تشعر ببعض التعب بعد تناوله."

شرح علمي يخرج وكأنه محاضرة طبية.

"لم أستطع أن أعطيك إياه سوى بكميات قليلة وأنت فاقد للوعي،

لذلك تأخرت كثيراً بالشفاء،

لكن ذلك أيضاً بسبب أنه لا يمكن تناول هذا القرص إلا من شخص واعٍ،

ولا يمكن للأشخاص الفاقدين للوعي تناوله،

على عكس الجرعة الخضراء التي هي أكثر ندرة من الأقراص."

معلومات تتدفق كالنهر، تترك الصبي غارقاً في بحر من التساؤلات.

فهم إيلون، وفي نفس الوقت لم يفهم،

لكنه قرر أن يسأل عن شيء مختلف.

عقل يحاول الهروب من الواقع المرير.

"ما هذا المكان؟

ولماذا جلبتموني إليه؟

ومن أنتم يا ناس؟

أنا حقاً لم أفعل أي شيء،

أرغب فقط بالعودة إلى منزلي."

صوت يحمل براءة طفل ضاع في مدينة ملاهي مخيفة.

"لقد تم إخباري أن مدينة لوس أنجلوس قد دمرت،

ولكن ذلك مستحيل،

إنها مدينة ضخمة،

من المستحيل عليها أن تدمر."

صوت يحمل أملًا يائسًا كمن يتمسك بقشة في وسط البحر.

كان صوت إيلون مكسوراً وهو يقول ذلك،

يتأمل أن يخبره الطبيب أن كل شيء سمعه من قبل كان مجرد كذبة،

لكن الذي فاجأه هو أن الطبيب أصبح لديه عيون حزينة،

قبل أن يقول بصوت مهزوم:

"للأسف، لقد كانت الحادثة حقيقية."

كلمات تسقط كصخور على صدر الصبي.

"لقد تم تدمير مدينة لوس أنجلوس،

ليس هذا فقط،

بل حدثت كارثة أكبر."

صوت يحمل ثقل العالم.

"يبدو أن مستخدم القوة الخارقة صاحب قوة الجاذبية

قد قام بإطلاق ضربة على المكان،

وقام بتدمير الأساس،

ما تسبب بموجة صدمة قد تم فيها قتل جميع الأشخاص في المدينة."

كلمات ترسم مشهداً أشبه بيوم القيامة.

مستخدم قوة خارقة؟

هل هناك شخص بهذا المستوى من القوة

يستطيع تدمير مدينة كاملة بضربة واحدة؟

أنا بالتأكيد أهذي!

لكن يجب أن أسأل مهما حدث.

عقل يرفض تصديق الكارثة.

"لكن هذا مستحيل!

كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه القوة؟

أنا أفهم الآن أن هناك أشخاص يمتلكون قدرات خارقة،

لكن هل يمكن لشخص أن يدمر مدينة؟

إنها مدينة! ومدينة أمريكية بحق الجحيم!"

صوت يرتفع ليصل إلى حد الصراخ.

الطبيب لاحظ الإنكار الشديد الذي يعانيه إيلون،

لذلك وضع يده على كتفه،

وقال بصوت مليء بالحزن ولكن أيضاً التشجيع:

"أعترف بأن هذه كارثة كبيرة بالنسبة إلى أي شخص

كان في تلك المدينة ويمتلك أصدقاء وعائلة."

يد تحمل دفئاً غريباً في وسط العاصفة.

"السبب الوحيد الذي جعلك تنجو

يبدو لأنك كنت في الميناء في ذلك الوقت،

موجة الانفجار لم تصل إليك بشكل كافي،

ولذلك تمكنت من النجاة،

وإلا كنت سوف تكون ميتاً أيضاً في ذلك المكان."

كلمات تذكر الصبي بأنه نجا من الموت بأعجوبة.

"أتمنى أن تتفهم هذا."

نظرة تحمل تعاطفاً حقيقياً.

ثم نظر إلى الساعة التي كانت تقريباً على وشك أن تصبح في 10:30،

"عليك أن ترتاح الآن،

جسدك أصبح ضعيفاً،

يبدو أنك قد أيقظت قدرتك،

وهذا الذي ساعدك،

وإلا لم تكن سوف تستطيع ابتلاع الجرعة الخضراء."

كلمات تخلط بين الحقائق الطبية والأسرار الخارقة.

وأخيراً، وقف الطبيب،

وفي نفس اللحظة ظهرت إبرة صغيرة في إصبعه،

وقام بوضعها بالقرب من إصبع إيلون.

حركة سريعة كلمح البصر.

أطلق إيلون المتفاجئ صوت "أوتش"،

قبل أن يسقط بشكل سريعاً على السرير،

ينظر إلى السقف وهو يصبح ضبابياً أكثر فأكثر،

تحدث بشكل مكسور:

"ما الذي فعلته بي؟"

صوت يغرق في بحر من التخدير.

لكنه تمكن قبل أن يفقد الوعي من سماع صوت الطبيب الهادئ وهو يهدئه:

"لا تقلق، لقد قمت فقط بتخديرك،

عليك أن تحتفظ بالطاقة،

إن القرص الأخضر يحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة لكي يعالجك."

صوت يبدو وكأنه يأتي من نفق طويل.

"لا يمكن معالجتك بشكل كامل إذا كنت واعياً،

صحيح أنه يتطلب بقائك واعياً لكي تتناوله،

لكن بعد ذلك عليك النوم لكي يعمل بشكل جيد،

ما قمت به هو تخديرك حتى يعمل بنسبة 100%."

شرح علمي يبدو منطقياً حتى في حالة التخدير.

بهذا الشرح البسيط،

فقد إيلون وعيه للمرة الثالثة منذ حدثت تلك الكارثة.

غيبوبة أصبحت رفيقة دربه الدائمة.

الطبيب نظر إلى مريضه الذي فقد الوعي،

وبعد ذلك خرج من الغرفة.

خطوات هادئة تختفي وراء الباب.

بعد الخروج من الغرفة،

ذهب بين الممرات حتى وصل أمام غرفة،

سمع صوت "ادخل" بالدخول،

ودخل.

باب يخفي وراءه أسراراً خطيرة.

هناك كانت امرأة ترتدي أسود،

نصف وجهها مقنع،

وعيناها حمراء،

جالسة أمام المكتب وهي تكتب أشياء بسرعة فائقة على حاسوبها المحمول.

مشهد أشبه بلقطة من فيلم تجسس.

نظرت إلى الطبيب الذي دخل،

وقالت:

"لقد استيقظ يا ماكس، أليس كذلك؟

ما رأيك به؟"

صوت يحمل فضولاً خطيراً.

كم يبدو عليها الاهتمام،

لكنها سألت بهدوء.

برودة تذكر بالثعابين.

"طاقته غير عادية..

ويبدو أن السائل الأخضر قد تم امتصاصه بنسبة 100%،

وهذا ما جعله قادراً على الشفاء والبقاء حياً بعد تلك الإصابات والاستنزاف."

تحليل طبي دقيق.

"بالنسبة إلى حاله، حسب ما قلت لي،

أستطيع القول إنه واحد من المواهب الفائقة

بين الأشخاص الذين يوقظون قدرتهم الخاصة باستخدام السائل الأزرق."

كلمات ترفع من قيمة الصبي إلى مستوى الخوارق.

انتهى ماكس من الكلام وجلس على المقاعد.

تعَبٌ ظاهر على وجهه.

"ولكن.. لا أظن أنك مهتمة به إلى هذه الدرجة

من أجل مهاراته أو كمية موهبته..

أظن أنك جاهزة لكي تجمع الفريق من أجل بداية الحرب..

أظن أن الجمعية قد أطلقت الإنذار، أليس كذلك؟

منظمات العالم أصبحت واضحة بشكل أكبر هذه الأيام."

أسئلة تفتح أبواباً خطيرة.

توقفت فايبر عن الكتابة،

ونظرت إلى الطبيب بعينيها الحمراء،

وقالت بصوت صادق ومباشر:

"نحن المحققون، علينا أن نقوم بعملنا."

نظرة تحمل إصراراً لا يهزم.

"إن السائل الأزرق هو سم..

الكارثة سوف تحدث لأن المدنيين لا يعرفون خطورة هذا السائل،

لا يعرفون ما الذي سوف يحدث إذا تناولوه."

تحذير يهز أركان الغرفة.

ثم قامت بإدارة حاسوبها،

وظهرت الصور على الشاشة،

جميع الصور كانت تظهر أجساداً بشكل مشوهين،

معظمهم أصبحوا وحوشاً،

ومعظمهم الآخر كانوا غير بشريين بشكل كبير،

هياكل عظمية.

مناظر مرعبة تكفي لجعل أقوى الرجال يرتجفون.

ثم قالت:

"ليس كل شخص.. محظوظ مثل هذا الصبي

لكي يستيقظ ويصبح خارقاً..

إذا لم يتم إيقاف بيع هذا الدواء الفظيع،

قد يتم تحويل العالم إلى أرض من الوحوش."

كلمات ترسم مستقبلاً مروعاً.

أخذ الطبيب نفساً عميقاً وهو ينظر إلى الصور،

وعيونه الزرقاء تتفحصهم بدقة.

صمتٌ ثقيل يحمل ألف سؤال.

"لكن أمريكا قد أعلنت أنها قد بدأت الحرب

مع منظمة صعود التنانين..

المنظمات الأخرى بالتأكيد لم تبق صامتة،

بالإضافة إلى ذلك الجمعية اتصلت بنا جميعاً،

يبدو أن أمريكا لديه وسيلة للرد."

تحليل سياسي يضيف طبقة جديدة من التعقيد.

فايبر قالت وهي تأخذ نفساً عميقاً باردا:

"أغلب ما سوف يحدث هو أنهم سوف يبدؤون مشروع أوميجا."

كلمات تخرج كالقضاء والقدر.

توسعت عيون الطبيب،

لكنه بقي صامتاً يستمع.

مفاجأة تكاد تخرجه من كرسيه.

بينما تابعت فايبر:

"مشروع أوميجا.. سوف يكون جندي خارق على مستوى دولة..

يستخدمون السائل الأزرق بالتأكيد لفعل ذلك،

ويمكن أن تكون هذه التجربة بداية حرب تسليح شديدة بين جميع المنظمات."

سيناريو مرعب يهدد العالم بأسره.

"الخطر العالمي أصبح بلا حدود..

حياة البشر سوف تصبح مجرد موارد

يمكن للمنظمات أن تستخدمها."

نبوءة كئيبة عن مستقبل الإنسانية.

أعادت نظرها إلى شاشة الحاسوب:

"قد يكون مستقبل جميع البشر

أن يصبحوا وحوشاً مثل هذه الموجودين في الصور.."

كلمات تخرج كأنها من فيلم رعب.

ثم توقفت،

ونظرت هذه المرة،

قالت بشراسة:

"لكن هذا إذا لم نتمكن نحن من إيقاف ذلك!

علينا إمساك.. بالمسرب الرئيسي للسائل الأزرق،

بهذه الطريقة يمكننا أن نوقف هذا الجنون."

---

🎭 كلمة أخيرة من الراوي المُنهك (الذي بدأ يتساءل إن كان يعيش في رواية أم في فيلم كارتون):

أعزائي القراء، إذا كنتم ما زلتم تقرأون بعد هذه الجولة الجديدة من الجنون! 🎪

هل تشعرون أن إيلون تحول من "فأر تجارب" إلى "كنز ثمين" في عيون الجمعية؟ 💎

هل تعتقدون أن القرص الأخضر سيشفيه أ

م سيجعله أكثر اعتماداً عليهم؟ 💊

وأهم سؤال: هل أنتم مستعدون لرؤية كيف سيتحول هذا "الصبي الضعيف" إلى بطلاً في حرب لا تعنيه؟ 🛡️

شاركوني آراءكم، انتقاداتكم، أو حتى نصائحكم لإيلون للنجاة من هذه الفوضى!

لأنه يبدو أن الأمور ستزداد جنوناً في الفصول القادمة! 🎭

إلى اللقاء في الفصل السابع (إذا لم يحولنا السائل الأزرق جميعاً إلى وحوش قبل ذلك!) 🌟

تقييم

2025/10/25 · 1 مشاهدة · 1788 كلمة
Alistair Stark
نادي الروايات - 2025