الفصل 14: مهمة جديدة
-------
"أيها الزعيم، فشلت عملية الإغتيال"، قال شخص بصوت عميق وهو يمسك بهاتف.
ساد الصمت للحظة في الجهة الأخرى، قبل أن يرد صوت أجشّ: " أعلم. إنتظر فرصة أخرى، لكن هذه المرة، لا تخذلني. "
"مفهوم، يا زعيم"، أجاب الشخص قبل أن يُغلق الخط.
عندما فتح آرثر عينيه، كان أول ما لاحظه هو السقف الأبيض الساطع فوقه.
إجتاحته الحيرة للحظة قبل أن يعود إليه الوضوح؛ لقد كان في مستشفى.
نظر من حوله، وأدرك أنه ممدّد على سرير مستشفى، ومجموعة من الأجهزة موصولة به كأنها شرايين حياة.
حاول أن يغيّر وضعه قليلاً، فإندفع ألم مبرّح عبر جسده.
"آخ!" شهق من شدة الألم وهو ينظر إلى كتفه، المغطّى الآن بضمادات محكمة. كان الإنزعاج لا يُحتمل.
إرتسمت إبتسامة مريرة على وجه آرثر وهو يستلقي مجددًا على السرير؛ لم يكن يتوقّع أنه بعد اطإنتقاله إلى هذا العالم سيجد نفسه على حافة الموت مجددًا.
"اللعنة! إن إكتشفت من يستهدفني، فسوف يندم!" زمجر آرثر من بين أسنانه، و وميض بارد يلمع في عينيه.
لم يكن ساذجًا؛ كان يعلم أن هناك من يتعقبه، شخصًا يؤمن بأنه المسؤول عن الموت المأساوي لوالديه.
النجاة من محاولة إغتيال واحدة كانت مجرد حظ، لكن ماذا عن المرة القادمة؟ مجرد التفكير بذلك أرسل قشعريرة في جسده.
ماذا لو قرّر هذا الشخص الغامض إستهداف بقية عائلة أوزبورن؟ أعمامه، عماته، أبناء عمومته، وإخوته؟ سيكون ذلك كارثة عليهم جميعًا.
"يجب أن أكتشف من يقف خلف هذا قبل أن أفقد أي فرصة في النوم بسلام"، تمتم آرثر لنفسه.
مع خطر يختبئ في الظلال وهو مكشوف في النور، كانت كل لحظة تمرّ عليه مليئة بالتهديد. كان عليه أن يتحرّك بسرعة.
فجأة، دوّى صوت في ذهنه:
[تهانينا للمضيف على إكمال مهمة مخفية]
[تم منح المكافأة]
رمش آرثر بدهشة. "مهمة مخفية؟" فكّر. "نظام، ماذا تعني بذلك؟"
[المهام المخفية هي مهام سرية يمكن إتمامها أو تفعيلها تحت ظروف معينة. لقد أكملت إحداها بنجاح بنجاتك من محاولة الإغتيال.]
"أوه!" تلألأت عيناه بالفهم بينما بدأ الحماس يتصاعد في داخله.
[هل يرغب المضيف في إستلام المكافأة؟]
"نعم! بالتأكيد!" أومأ آرثر بحماس؛ فمكافآت النظام كانت دائمًا رائعة.
[تهانينا للمضيف! لقد حصلت على: 10 حراس شخصيين بدرجة قوات خاصة، زجاجة من سائل تطور الجينات، وقطعة من معلومات مستقبلية. سيصل الحراس الشخصيون قريبًا.]
"رائع!" أضاءت عينا آرثر بفرح شديد حين رأى مكافآت النظام!
عشرة حراس نخبة، سائل تطور الجينات، وقطعة من معلومات المستقبل. هذا أمر مذهل حقًا.
"نظام"، سأل بفضول، "لماذا الحراس؟ يمكنني توظيف بعضهم بنفسي."
[لا تقارن مكافآت النظام بالخيارات الخارجية. هؤلاء العشرة أقوى بخمس مرات من الحراس العاديين ويتقنون العديد من تقنيات ومهارات القتال.]
راضٍ عن هذا التفسير، حوّل آرثر إنتباهه إلى سائل تطور الجينات، وقرأ وصفه.
سائل تطور الجينات: يمكنه تعزيز القدرات البشرية بمقدار خمسة أضعاف.
"اللعنة! هذا شيء مذهل"، تمتم برضا قبل أن ينظر إلى قطعة معلومات المستقبل.
لم يستطع الإنتظار ليرى كيف يمكن أن تؤثر على حياته، خصوصًا إن كانت تتعلق بسوق الأسهم!
"سأتحقّق من ذلك بعد خروجي من هنا"، قرر بصوت منخفض.
وفي تلك اللحظة، ظهرت إشعارات أخرى:
[تم إصدار مهمة جديدة للمضيف].
"هاه! مهمة جديدة بالفعل؟" ذُهل آرثر؛ ألم يبدأ للتو؟
فتح لوحة النظام بسرعة لمراجعة المهمة الجديدة.
[ اللوحة الشخصية ]
المضيف: [ آرثر أوزبورن ]
الهوية: [ رئيس عائلة أوزبورن ]
العمر: [ 22 ]
الصفات الثلاثية الأبعاد:
القوة: 8 الذكاء: 12 السرعة: 6
[ لوحة العائلة ]
العائلة: [ عائلة أوزبورن ]
مستوى العائلة [1]: [ عائلة مؤسسة ]
هالة العائلة: [ الولاء للعائلة ]
نقاط تأثير العائلة [FIP]: [ 1150 نقطة / 10,000 نقطة ]
أفراد العائلة: [ 55 شخصًا ] (الولاء فوق 90 يعني أنهم سيضحّون بحياتهم من أجل العائلة.)
صناعة العائلة: [ مجموعة أوزبورن: شركة أوزبورن العقارية ]
أصول العائلة: [ 10 ملايين يونيكريد ]
متجر النظام: [ مغلق ]
المهمة الرئيسية: [ أساس العائلة: ضع الأساس الأساسي للعائلة بما يعززها حاليًا ]
المكافأة: [ غير معروفة ]
العقوبة عند الفشل: [ غير معروفة ]
المهمة الجانبية 1: [ التحقيق في الجهة المسؤولة عن مقتل والديك ومحاولة إغتيالك ]
المكافأة: [ غير معروفة ]
العقوبة عند الفشل: [ غير معروفة ]
بعد دقائق قليلة، أطلق آرثر تنهيدة ثقيلة وهزّ رأسه بعدم تصديق. " يبدو أن شكوكي كانت صحيحة، هناك من يستهدف عائلة أوزبورن فعلًا. "
ضيّق عينيه وهو يتأمل فيمن يمكن أن يحمل هذا الكم من الحقد، شخص قاسٍ بما يكفي لقتل والديه والآن يحاول قتله.
هذا الشخص نفسه كاد يدفعهم إلى الإفلاس.
"الأمر خطير"، تمتم آرثر بعزيمة تومض في عينيه. " عليّ إكتشاف هوية هذا الشخص بسرعة؛ وإلا ستزداد الأمور خطورة. "
تنفّس بعمق، محاولًا أن يضع التهديد جانبًا مؤقتًا.
سيتعامل معه بعد خروجه من المستشفى.
وفجأة، فُتح الباب ودخلت ممرضة.
إستدار آرثر نحوها بعينين ضيقتين، حذرًا ويقظًا.
"هاه! لقد إستيقظت!" قالت بدهشة ظاهرة على وجهها.
دون أن تضيع وقتًا، هرعت لتنادي الطبيب.
تنفّس آرثر الصعداء بعدما غادرت؛ كان قد خشي للحظة أنها ربما قاتلة متنكّرة جاءت لتنهي حياته.
ففي العديد من الأفلام، يتنكّر القتلة في هيئة ممرضات!
ونظرًا لأنه مستهدف حاليًا، فكان من الطبيعي أن يكون حذرًا.
بعد لحظات، عادت الممرضة مع طبيب يرتدي معطفًا أبيض ناصعًا ونظارات بإطار ذهبي، ويبدو في الأربعينيات من عمره.
ألقى آرثر نظرة فاحصة عليه من رأسه حتى أخمص قدميه.
"آرثر! أخي! أخي الكبير!" فجأة، إخترق صوت ناعم أفكاره من خلف الطبيب، مما أفزعه.
إستدار ورأى أعمامه، عماته، إليزابيث (ليز)، آشلي، وشابًا يشبهه قليلًا يندفعون نحوه.
"هاه! أنتم!" إرتسمت إبتسامة على وجه آرثر حين رآهم.
"آرثر! هل أنت بخير؟ من أطلق النار عليك؟" أحاط به العم جوليان والآخرون، والقلق بادٍ على وجوههم.
كانت ليز وآشلي في حالة إنهيار، والدموع تنهمر من أعينهما.
"رجاءً تراجعوا لأتمكّن من فحصه"، قال الطبيب بحزم ولكن بلطف.
"أوه! عذرًا، دكتور!" تراجعوا بسرعة وأفسحوا له المجال.
وبعد عشر دقائق من الفحص بمساعدة الممرضة، توجّه الطبيب نحو آرثر:
" حسنًا، السيد أوزبورن، أصبحت الآن في حالة مستقرة. لقد فقدت الكثير من الدم سابقًا، لكنك تتعافى جيدًا، وستتمكن من مغادرة المستشفى خلال يومين. "
"شكرًا جزيلًا"، أومأ آرثر للطبيب بابتسامة دافئة.
أومأ الطبيب بدوره قبل أن يغادر مع الممرضة.
"آرثر! كيف تشعر الآن؟" سأل العم جوليان مجددًا بقلق صادق وهو يقترب منه.
"أنا بخير، حقًا"، طمأنهم آرثر بإبتسامة دافئة أخرى موجّهة إلى جوليان والجميع من حوله.
"لكن كيف حدث هذا أصلاً؟" تساءلت مارغريت بأسى وهي تنظر إلى آرثر الممدّد على السرير، وكأن قلبها ينكسر إلى أشلاء.