الفصل 15: سنو
-------
"هو، هو، هو! أخي الكبير!" صرخت ليز وهي تمسك يد آرثر بشدة بينما إنهمرت الدموع على وجهها.
كانت عيناها مليئتين بالخوف بعد أن سمعت أن آرثر قد أُصيب برصاصة.
وهي جالسة في المستشفى، شعرت وكأن عالمها ينهار من حولها. لم تصدق، أولاً والداها، والآن شقيقها الكبير.
"لا تبكي، ليز، حسنًا؟ أنا بخير"، طمأنها آرثر وهو يربّت بلطف على شعرها الأشقر. ورغم كلماته المهدئة، واصلت ليز البكاء.
" أخي، كنت قلقة جدًا عليك. ظننت أنك... " قاطعها شاب يشبه آرثر إلى حدّ ما. كان هذا بيلي، شقيق آرثر الصغير في سنته الثالثة في الجامعة.
" لست سهلاً للموت، بيلي. أنا بخير"، قال آرثر وهو يضحك، ثم نظر إلى آشلي. "هيا، آش، أنتِ فتاة كبيرة. توقفي عن البكاء، حسنًا؟ إنها مجرد إصابة في الكتف. "
"كيف لا أبكي؟ أنظر إلى حالك على سرير المستشفى"، قالت آشلي بصوت مخنوق والدموع تنهمر من عينيها.
لم يعرف آرثر ماذا يقول. نظر إلى أعمامه وعماته بنظرة جادة. "أعتقد أن عائلتنا مستهدفة من قِبل أحدهم"، قال.
ساد الصمت الغرفة، وأثقل جوها جو الكآبة. "نعم، آرثر، أنت محق. عائلتنا فعلاً مستهدفة، لكن لا نستطيع فعل شيء حيال ذلك"، قال ناثانيال بضحكة مريرة.
"كان لدي هذا الشك منذ وفاة والديك في ذلك الحادث. لم يكن حادثًا، بل كان مخططًا له"، أضاف جوليان.
"نحن نعلم أننا مستهدفون، لكننا لا نعلم من أو ما السبب"، تدخل ويليام.
"تمكنا أخيرًا من التعامل مع الإفلاس، والآن هذا"، قالت إميلي، ووجهها مليء بالقلق.
"ما يقلقني حقًا هو إن إستهدفوا باقي أفراد عائلتنا. هذا ما يقلقني حقًا"، قال آرثر ووجهه مليء بالقلق.
ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت ملامح القلق مرسومة على وجوه الجميع. كسر آرثر حدة التوتر، بصوت ثابت لكن عاجل: " في الوقت الحالي، أقترح أن نجمع جميع أفراد العائلة في القصر. ليأخذ من هم في المدارس إجازة ويعودوا إلى أن نكتشف من يقف وراء هذا. لا أحد يغادر القصر حتى ذلك الحين، ويجب علينا تشديد الأمن. "
مسح الغرفة بنظره، وتابع بحزم: "بإستثناء من يتوجهون إلى الشركة، لا يُسمح لأحد بالخروج. سيصاحب الحراس الشخص الذي يذهب إلى المطعم."
أومأ جوليان ببطء بعد لحظة من التأمل. "أعتقد أن خطة آرثر جيدة."
تدخل ناثانيال قائلاً: " خطة جيدة في الوقت الحالي، لكنها لن تنجح على المدى الطويل. "
أضافت إميلي بتفكير: " بالضبط! علينا أن نحدد المسؤول في أقرب وقت ممكن. "
"لا تقلقوا بشأن ذلك"، طمأنهم آرثر. "سأرسل أشخاصًا للتحقيق. ولكن الآن، لنستدعِ الجميع إلى القصر."
ترددت أصوات الموافقة من الجميع وهم يهزون رؤوسهم.
في تلك اللحظة، قاطع النقاش طرقٌ على الباب.
[المترجم: ساورون/sauron]
إنفتح الباب ليكشف عن ثلاثة وافدين جدد: رجل في منتصف العمر، إمرأة في الثلاثينيات، وفتاة صغيرة جميلة.
إستدار آرثر والباقون ليروا من دخل، ولكن عندما وقع نظر آرثر على الفتاة الصغيرة، إرتسمت إبتسامة على وجهه.
"أنتِ!" هتف ملوّحًا لها.
كانت هذه نفس الفتاة الصغيرة التي رآها عند مدخل المطعم قبل أن تسوء الأمور.
في الواقع، يمكن القول إنها أنقذت حياته؛ لو لم ينحنِ عندما شدت بنطاله، لما كان واقفًا هنا اليوم.
نظر آرثر إلى الرجل والمرأة بجانبها. "هل أنتما والداها؟" سأل بفضول.
"نعم"، أجاب الرجل وهو يتقدم بخطوة مبتسمًا بحرارة. " أنا ستيفن بلاكوود، وهذه زوجتي ماري. وهذه الفتاة الجميلة هي إبنتنا. "
"هل أنتم من عائلة بلاكوود؟" قاطع جوليان من الجانب.
توقف ستيفن للحظة قبل أن يرد. "نعم، أنا كذلك. وأنت لا بد أن تكون... جوليان أوزبورن من عائلة أوزبورن؟"
"هذا صحيح"، أومأ جوليان بحماس. "ما الذي أتى بك إلى هنا؟"
"جئت لأشكر هذا الشاب على إنقاذ حياة إبنتي"، قال ستيفن بصدق وهو يتجه نحو آرثر.
"هذا إبن أخي، آرثر"، قدمه جوليان بفخر.
"شكرًا جزيلًا على إنقاذ حياة إبنتي"، واصل ستيفن بصوت يغمره الإمتنان. تقدمت ماري أيضًا، والدموع تلمع في عينيها وهي تضيف بعاطفة: "لا يمكنني التعبير عن مدى إمتنانا لك. "
لوّح آرثر بيديه بسرعة، نافيًا. "لا... لا... أنا في الحقيقة من يجب أن يشكرها! لو لم تكن قد شدت بنطالي ذلك اليوم، لما كنت على قيد الحياة الآن. " إبتسم لهم جميعًا بحرارة.
تفاجأ الجميع في الغرفة بكلمات آرثر؛ ظهرت الدهشة على وجوههم وهم يتبادلون النظرات التي تملؤها عدم التصديق.
لكن آرثر فقط إبتسم لهم بود.
ثم نظر إلى الفتاة الصغيرة وأشار لها بالاقتراب.
ركضت نحوه بحماس ونظرت إليه بعينين واسعتين تتلألآن بالبراءة والحماس.
"ما إسمك؟" سألها آرثر بلطف وهو يربّت على شعرها الأبيض الحريري.
"إسمي... إسمي سنو"، أجابت بخجل.
"سنو؟ يا له من إسم جميل! يناسبك تمامًا!" ضحك آرثر برقة.
فجأة، نظرت سنو إلى عينيه بعمق، والأمل يتلألأ فيهما، وسألته بنعومة: "هل يمكنك أن تكون أخي الكبير؟"
"هاه؟" رمش آرثر بدهشة، ومعه كل من في الغرفة، خاصة ستيفن وماري اللذين ظهرت على وجهيهما تعابير الصدمة وهما يتبادلان النظرات ثم ينظران مجددًا إلى سنو و آرثر.
شعر آرثر ببعض الإرتباك لكن تأثر بطلبها، فنظر إلى ستيفن وكأنه يطلب الموافقة.
أومأ الأب مشجعًا له.
نظر آرثر إلى سنو التي كانت عيناها ممتلئتين بالتوقع، فابتسم وربّت على شعرها.
"يمكنني أن أكون أخاكِ الكبير"، أومأ آرثر وهو يبتسم.
فجأة، ابتسمت سنو بسعادة، وانكشفت أسنانها البيضاء النقية، وظهر على وجهها تعبير صادق أضاء الغرفة بأكملها.
"أبي، أمي، لدي أخ كبير، لدي أخ كبير!" نظرت سنو إلى والديها و إبتسمت لهما بسعادة.
نظرت ماري إلى سنو المبتسمة وغطت فمها وهي تبكي، لكنها كانت تبكي من الفرح.
كما مسح ستيفن بعض الدموع من زاوية عينه وهو يبتسم بسعادة.
كان آرثر مذهولًا نوعًا ما؛ لم يكن يتوقع من ستيفن وماري رد فعل بهذه الضخامة، لكنه بطريقة ما، فهم سبب سعادتهم.
نظر إلى سنو التي كانت تمسك بيده وتبتسم بسعادة، وضحك بخفة.