الفصل 16: مجددًا [1]

-------

أطلق آرثر تنهيدةً طويلة وهو مستلقٍ على سرير المستشفى، ترتسم على وجهه إبتسامة بسيطة.

قبل لحظات فقط، كان يضحك بهدوء على المفاجأة غير المتوقعة بحصوله على أخت صغيرة، بل إنها فتاة لطيفة تبلغ من العمر خمس سنوات!

"حسنًا، هذا ليس سيئًا للغاية"، تمتم في نفسه. "إنه شعور لطيف حقًا أن يكون لدي أخت صغيرة أخرى."

هزّ رأسه بعدم تصديق، لا يزال يحاول استيعاب دوامة المشاعر.

بعد لحظة من التأمل، فتح آرثر لوحة النظام مجددًا وقد أثار الفضول فضوله. "هممم! هذا غريب. لماذا ازداد العدد؟" رفع حاجبيه وتمتم بخفوت، وقد إرتسمت الحيرة على ملامحه.

"أيها النظام، لماذا زادت نقاط تأثير العائلة؟ لم أفعل شيئًا لرفع سمعة عائلتي"، سأل باستغراب.

[المضيف، الزيادة في نقاط تأثير العائلة تعود لمحاولة إغتيالك]، رد النظام بنبرة واقعية.

"ماذا تقصد؟" لا يزال آرثر مرتبكًا.

[المضيف، أنت آرثر أوزبورن، رئيس عائلة أوزبورن الجديد. رغم أن العائلة تمر بفترة تراجع حاليًا، إلا أنها كانت ذات يوم تساوي مئات الملايين. لقد تم إطلاق النار عليك أمام مطعم؛ كيف لهذا ألا يكون خبراً يملأ العناوين؟]

فجأة أضاءت عينا آرثر بإدراك مفاجئ.

هكذا إذن إرتفعت نقاط تأثير العائلة بأكثر من 5000 نقطة!

شعر بالإثارة تتفجر داخله وهو يتخيل الترقيات التي قد يتمكن من الحصول عليها في النظام.

في تلك اللحظة، قطع طرقٌ على الباب أفكاره.

من الذي يمكن أن يزوره الآن؟ عائلته قد جاءت بالفعل، ولم يكن يتوقع أحدًا آخر.

وبما أنه تعرّض لإطلاق النار مسبقًا، فقد بات أكثر حذرًا؛ كما يُقال: "من عضته الحيّة يخاف من الحبل"، فحدّق نحو الباب بصمت.

[المضيف، لا تقلق؛ هؤلاء حراس شخصيون من مكافآت النظام]، قال النظام ببرودة.

"آه! حسنًا"، تنفّس آرثر الصعداء ونادى بإتجاه الباب: "أدخلوا!"

فُتح الباب ليكشف عن عشرة رجال مفتولي العضلات يرتدون بدلات سوداء إحترافية، فملؤوا الغرفة الواسعة في المستشفى على الفور.

خلقت وجوههم الجادة وهيبتهم الحاضرة جوًا خانقًا.

"سيدي!" إنحنوا جميعًا وهتفوا بصوت عالٍ، بينما كان آرثر يحدق بهم من سريره بدهشة.

أفاق من ذهوله بعد لحظات، تنفّس بعمق وسأل بحذر: "من قائدكم؟"

تقدم أحد الرجال بثقة. "سيدي! أنا القائد!"

"ما إسمك؟" سأل آرثر بهدوء.

"إسمي سيلفستر"، أجاب على الفور.

" جيد. " ضيّق آرثر عينيه قليلًا مع تدفق العزم بداخله. " أحتاجكم في أمر مهم. "

"نحن جاهزون لأي مهمة توكلها إلينا!" أعلن سيلفستر بحماسة.

"جيد"، أومأ آرثر بجديّة. " أنا مستهدف، وليس أنا فقط، بل عائلتي بأكملها في خطر. هناك من يستهدفنا، ولديّ شكوك بأنه المسؤول عن وفاة والديّ. أحتاجكم للتحقيق ومعرفة من يقف خلف كل هذا. "

بعد دقائق قليلة، شارك آرثر كل المعلومات المهمة مع سيلفستر.

ثبت نظره على سيلفستر وقال بحزم: "أريدك أن تكشف هوية عدونا، وأريده بسرعة. إجمع خمسة من أفضل المحققين لديك لهذه المهمة؛ والبقية سيبقون في القصر لضمان أمنه. هل فهمت؟"

"نعم، سيدي! أعدك بإتمام المهمة"، رد سيلفستر بصوت مرتفع وقد إرتسم الإصرار على وجهه.

"جيد. يمكنكم الإنصراف"، لوّح آرثر بيده بإشارة مغادرة.

إنحنى الحراس العشرة وغادروا الغرفة. ولكن وهم على وشك الخروج...

"انتظروا!" نادى آرثر فجأة.

"هل هناك شيء آخر، سيدي؟" سأل سيلفستر وهو يستدير نحوه.

"نعم"، توقف آرثر بتفكير. "اترك اثنين من الحراس هنا وأرسل ثلاثة إلى القصر؛ ونسق تحركات الباقين. "

"مفهوم، سيدي"، أومأ سيلفستر قبل أن يلتفت إلى فريقه. "هانتر! ماغنوس!"

"نحن هنا، أيها القائد!" تقدم رجلان مفتولا العضلات، أحدهما ذو بشرة فاتحة وبنية قوية، والآخر ذو بشرة بلون القمح الصحي.

كلاهما بثّ هالة مخيفة في بدلاتهم السوداء المحكمة.

"أنتما الآن مسؤولان عن حماية السيد"، أمر سيلفستر بنبرة صارمة.

"مفهوم، أيها القائد!" صاح هانتر وماغنوس بصوت واحد.

إستدار سيلفستر نحو آرثر و إنحنى له بإحترام.

"أنتم مُنصرفون"، قال آرثر مجددًا وهو يلوّح بيده.

قاد سيلفستر المجموعة خارج الغرفة، بينما تمركز هانتر وماغنوس رسميًا عند الباب كحراس.

في هذه الأثناء، بدأ سيلفستر تنسيق خطواتهم القادمة خارج المستشفى.

أطلق آرثر تنهيدة إرتياح؛ أخيرًا، لديه الآن حراس شخصيون محترفون يراقبونه. ورغم شعوره ببعض الأمان، إلا أنه كان يعلم أنه لا يجب أن يطمئن كليًا.

مرّت الأيام سريعًا، خمسة أيام مليئة بالعلاجات الطبية وزيارات من الأحبة مثل آشلي وليز اللتين كانتا تزورانه شبه يوميًا.

في البداية، إندهشتا عند رؤيتهما لهانتر وماغنوس عند الباب، لكنهما سرعان ما فهمتا الأمر بعد أن شرح لهما آرثر كل شيء.

كما زاره عمه الأول جوليان وعمته مارغريت؛ أما الآخرون فكانوا مشغولين جدًا، وخصوصًا إميلي وناثانيال الذين إنشغلوا بأمور الشركة العاجلة بعد أن وصلت الأموال أخيرًا لمشروعهم المتأخر.

"اللعنة! أخيرًا سأخرج من هذا المكان!" هتف آرثر وهو يُنهي إجراءاته الأخيرة في المستشفى، وذراعه اليمنى ملفوفة بالضمادات.

إستنشق بعمق، فرائحة المطهّرات شيء لن يشتاق إليه أبدًا!

"هيا يا أخي؛ لنذهب!" قالت آشلي وهي تتأفف بمزاح بجانبه وتحثّه على دخول السيارة.

"حسنًا، حسنًا، أنا قادم!" هتف آرثر وهو يهزّ رأسه ويسرع نحو السيارة.

كان الحارسان قد إستقرا بالفعل في المقاعد الأمامية، أحدهما خلف المقود والآخر يراقب محيطهم بتركيز.

"أخي، أخيرًا ستعود للمنزل!" قالت آشلي، وقد أشرق وجهها بابتسامة.

"نعم"، أومأ آرثر بامتنان. " لقد إشتقت للمنزل حقًا، خاصةً الطعام! أوه، لقد كنت عالقًا في تناول كل تلك الوجبات المملة في المستشفى. لم تكن لذيذة أبدًا. "

ضحكت آشلي برقة، والمرح يرقص في عينيها وهي تنظر إليه.

وبينما كانوا ينطلقون في الطريق، ألقى آرثر نظرة نحو المناظر التي تمر أمامه، وقد غمرته مشاعر مختلطة.

ثم...

"سيدي!" نادى هانتر، الذي كان يقود، فجأة، مما أخرج آرثر من أفكاره.

"نحن مُلاحقون"، أعلن ماغنوس بوجه عابس من مقعده بينما كان يحدق في المرآة الجانبية.

"هاه؟" تبادل آرثر وآشلي نظرات مذهولة، ثم اطإستدار آرثر لينظر خلفهم. كانت هناك سيارة سوداء أنيقة تلاحقهم عن قرب.

"تلك السيارة السوداء؟" سأل آرثر بلهفة.

"نعم، سيدي"، أكد ماغنوس بإيماءة.

"إبحث عن طريقة للتخلّص منهم!" أمر آرثر بسرعة. ثم إلتفت إلى آشلي، التي كانت ملامح القلق مرسومة على وجهها. "آش، تمسّكي جيدًا!"

أومأت آشلي بسرعة وتشبتت به بقوة بينما إنحرف هانتر إلى طريق مختلف.

لكن فور أن فعل، تسارعت السيارة السوداء أيضًا، مطاردة بلا هوادة.

بوق ضخم دوّى فجأة!

"هــــــــــوووووووووونك!"

زمّور يصمّ الآذان إنطلق من الأمام بينما شاحنة ضخمة إندفعت من الجهة المقابلة نحو سيارتهم!

تصرف هانتر بغريزته، فإنحرف بقوة لتجنب الإصطدام المباشر؛ إنجرفت سيارتهم بخطورة لكنها نجت بأعجوبة من الكارثة.

بانغ!

فقدت الشاحنة السيطرة بعد أن أخفقت في إصابة هدفها و إصطدمت بعنف بعمود إنارة في الشارع.

تصاعد الدخان من حطامها بينما إنفتح بابها؛ رجل بدا واضحًا أنه مخمور ترنّح خارجًا والدم ينهمر من جبينه قبل أن ينهار أرضًا.

2025/04/09 · 166 مشاهدة · 994 كلمة
نادي الروايات - 2025