الفصل 21: إجتماع العائلة [4]
--------
"همم! أخي، ماذا عن العمة مارغريت؟ ألا ستكلفها بشركة لتأسيسها؟" سألَت أشلي، وقد أضاء الفضول عينيها وهي تلقي نظرة على آرثر.
ساد الصمت في الغرفة، بينما تبادل جوليان والآخرون نظرات مشوشة، في حين نظرت مارغريت إلى آرثر، وكان الإرتباك ظاهرًا على تعبيرها.
"عمتي، لا تقلقي! لدي لكِ مهمة مختلفة," طمأنها آرثر بنظرة دافئة. "سأخبرك بالتفاصيل لاحقًا."
"حسنًا، آرثر!" ردّت مارغريت بإبتسامة أنارت الأجواء.
ثم وجه آرثر إنتباهه إلى أبناء عمومته، وأضاف: "أما أنتم، فيرجى الإنتظار لحظة بينما أُكمل بعض التفاصيل هنا. ثم سأتحدث مع كل واحد منكم."
أومأ الجميع موافقين، و إنتشرت الإبتسامات على وجوههم.
ثم ركز آرثر على عمه الأول جوليان. "عمي الأول، أنت مسؤول عن مجموعة أوزبورن للتكنولوجيا وتسع شركاتها الفرعية. ولكن دعنا نبدأ بتأسيس ست شركات رئيسية:
أوزبورن للأجهزة - ستتولى إنتاج الهواتف الذكية، والحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية، والأجهزة القابلة للإرتداء.
أوزبورن لحلول البرمجيات - مسؤولة عن تطوير أنظمة التشغيل وبرمجيات الإنتاجية.
أوزبورن للخدمات السحابية - مسؤولة عن التخزين السحابي وحلول الحوسبة.
أوزبورن للدفاع السيبراني - تركيز على البرمجيات الأمنية وحلول حماية البيانات.
أوزبورن لأشباه الموصلات - مكرسة لإنتاج الرقائق والمعالجات المتقدمة.
أوزبورن لحلول الإنترنت للأشياء - تطوير الأجهزة الذكية وأنظمة المنازل المتصلة."
إستمع جوليان بإنتباه، وكان تعبيره جادًا وهو يستوعب المعلومات.
" ها هنا, " قال آرثر وهو يسلم جوليان جهاز فلاش أسود أنيق. " كل التفاصيل المتعلقة بأوزبورن للتكنولوجيا مخزنة هنا. أما بالنسبة لبقية الشركات الفرعية الثلاث، فسنضيفها عندما يستقر الأساس. "
قبل جوليان الفلاش بكلتا يديه وكأنه كنز ثمين. "لا تقلق، آرثر؛ لن أخذلك," وعد بجدية.
"أثق أنك ستفي بوعدك," إبتسم آرثر قبل أن يلتفت إلى عمه الثاني ناثانييل.
" عمي الثاني, " بدأ بجدية، " أنت مسؤول عن مجموعة أوزبورن للعقارات والبناء التي تشمل عشر شركات فرعية:
أوزبورن للمنازل - تطوير الشقق الفاخرة والمجتمعات المغلقة.
أوزبورن للأبراج - إدارة المباني المكتبية الشهيرة ومساحات البيع بالتجزئة.
أوزبورن للبنية التحتية - بناء الطرق السريعة والمرافق العامة. "
توقف آرثر ليرصد رد فعل ناثانييل قبل أن يواصل بثقة: "لن أتحدث عن تفاصيل الشركات الفرعية الأخرى؛ فكل المعلومات اللازمة موجودة في هذا الفلاش. " سلمها له.
"لا تقلق؛ سأجعل شركتنا العقارية قوية," تعهد ناثانييل بجدية وهو يتسلم الفلاش.
أومأ آرثر بفكر قبل أن يلتفت إلى عمه الثالث، ريتشارد. بحركة سريعة، أخرج جهاز فلاش وسلمه له. "عمي الثالث، أنت الآن مسؤول عن مجموعة أوزبورن لسلسلة التوريد، التي تشمل عشر شركات فرعية. لن أدخل في كل التفاصيل الآن؛ كل ما تحتاجه موجود في هذا الفلاش."
إبتسم ريتشارد بحرارة وهو يتسلم الجهاز، وأومأ بتقدير لآرثر.
ثم إلتفت آرثر إلى عمتهم الثانية، إميلي، بإبتسامة مشرقة. "العمة إميلي، أنتِ المسؤولة عن مجموعة أوزبورن للإعلام والترفيه. تشمل هذه المجموعة ست شركات فرعية وخمسة عشر قسمًا! دوركِ حاسم؛ أنتِ، في الأساس، صوت عائلتنا في صناعة الترفيه. "
قدّم لها جهاز فلاش آخر، وأصبح صوته أكثر جدية. "لدي مهمة كبيرة لكِ: في غضون سنة إلى ثلاث سنوات، أريدنا أن نسيطر على الأقل على 50٪، والأفضل 80٪، من سوق الترفيه في إتحاد أورليان. علينا أن نؤسس وجودنا أولاً في وسائل الإعلام ومنصات الأخبار في نيو-لومينارا. هل يمكنكِ التعامل مع ذلك؟"
"لا تقلق، آرثر," ردّت إميلي بثقة، وكان تعبيرها حازمًا وهي تأخذ الفلاش. "لن أخذلك."
"جيد! أنا أعتمد عليكِ," قال آرثر بإبتسامة مشجعة.
ثم إلتفت إلى أشلي، وسلمها فلاشًا آخر. "أش، أنتِ المسؤولة عن مجموعة أوزبورن للأزياء ومستحضرات التجميل، التي تحتوي أيضًا على عشر شركات فرعية تحت جناحها. هذه مسؤولية كبيرة لشخص خرج للتو من المدرسة، ولكنني أؤمن بإمكاناتكِ! خذيها خطوة بخطوة؛ إذا واجهتكِ أي تحديات تبدو مستحيلة، لا تترددي في طلب المساعدة من الآخرين أو التوجه مباشرة إليَّ. "
إبتسمت أشلي في وجهه. "لا تقلق عليَّ! تخرجت بتقدير ممتاز في إدارة الأعمال وأخطط للحصول على الماجستير والدكتوراه قريبًا!"
ضحك آرثر بلطف وهز رأسه قبل أن يتوجه أخيرًا إلى فيليب.
"عمي فيليب," ناداه بلطف.
إستقام فيليب على الفور، وتغير تعبيره من عادي إلى جاد بينما تجاذبت المشاعر وجهه.
على الرغم من أنه تزوج من عائلة أوزبورن إلا أنه كثيرًا ما تم تجاهله خلال المناقشات المهمة، والآن وكونه جزءًا من هذا الإجتماع، ملأه ذلك بفخر و إمتنان.
"عمي فيليب," تابع آرثر بجدية، "أنت ستكون المسؤول عن أوزبورن كابيتال، العمود الفقري المالي لأعمال عائلتنا. دورك حاسم؛ إذا فشل جانبك، فكل شيء بنيناه معًا سيفشل. أوزبورن كابيتال هو الأهم من بين جميع أعمال العائلة، يجب ألا يحدث له أي شيء. " كان نظره حادًا وهو يلفظ كل كلمة.
للحظة، شعر فيليب بالدهشة، لكنه إستعاد رباطة جأشه بسرعة. "آرثر," وعد بجدية، "أقسم على حياتي أنني لن أخذلك! سأفعل كل ما في وسعي لتطوير أوزبورن كابيتال. "
تألق عينيه بالعاطفة، مزيج من الإثارة والإمتنان، بينما إبتسمت مارغريت بحب من جانب.
"جيد، أثق أنك تستطيع التعامل مع هذا," قال آرثر وهو يومئ برأسه، ويسلم له جهاز فلاش. "كل المعلومات التي تحتاجها هنا."
أخذ آرثر نفسًا عميقًا، ثم إلتفت إلى أبناء عمومته وأعلن: "بصفتنا أعضاء في عائلة أوزبورن، وُلدنا ضمن إرث. من اللحظة التي تدخلون فيها هذه العائلة، أنتم مقدّرون لإحدى مسارين: الأعمال أو السياسة. لذا حان الوقت للإختيار."
تبادل جوليان والآخرون نظرات فضولية، وتحولت أعينهم إلى سبعة منهم.
كان جميعهم ذو وجوه جادة وهم ينظرون إلى جورج وآخرين، ولكنهم كانوا أيضًا مفاجئين مما قاله آرثر.
لم يعرفوا لماذا أضاف هذا القاعدة، لكن هذه ليست اللحظة المناسبة للسؤال.