الفصل 25: قتل الناس؟
--------
[تهانينا للمضيف! لقد أكملت المهمة الجانبية رقم 1!] [جاري توزيع المكافآت...] [تهانينا للمضيف! لقد حصلت على: 10 نقاط سمات وثلاث معلومات من المستقبل]
كان عقل آرثر عاصفة من الغضب والحزن بينما كان يستوعب الأخبار المدمّرة التي نقلها سيلفستر.
لم يكلف آرثر نفسه حتى عناء النظر إلى مكافآت النظام أو الإنتباه لها، فقد كان عقله بأكمله ملبّدًا بالغضب والحزن.
كان شكّه في محله، موت والديه لم يكن حادثًا على الإطلاق، بل كان من صنع البشر.
عائلته الآن في خطر، وكل ذلك بسبب شخص واحد، والأسوأ من ذلك، أن هذا الشخص في مثل عمره تقريبًا.
إستقر وقع الخبر بثقله على كتفي آرثر.
"السيد آرثر،" بدأ سيلفستر بنبرة جدية، "لقد إكتشفنا أمرًا مقلقًا: إفلاس عائلة أوزبورن؟ لقد كان ذلك من تدبير عائلة سترلينغ. بدأ كل شيء عندما رفض والدك بيع قطعة أرض لهم تابعة لشركتنا العقارية. "
رمش آرثر بدهشة. "تقصد الأرض التي نطوّرها حاليًا في الجانب الشمالي من المدينة؟"
أومأ سيلفستر بجديّة. "نعم، السيد آرثر."
"تبًّا! فقط لأن والدي رفض بيعهم الأرض، إضطروا لقتل والديّ؟" دوّى صوت آرثر وهو يضرب الطاولة بقبضته، وعيناه تتقدان بالغضب.
كان ثقل حزنه وغضبه محسوسًا في أرجاء الغرفة.
"ما الذي قد يدفعهم إلى مثل هذه الأطراف؟ لماذا يستهدفون عائلة أوزبورن بأكملها؟" أخذ نفسًا عميقًا، محاولًا كبح مشاعره.
وبهدوئه المعتاد، دفع سيلفستر ملفًا عبر الطاولة. "كل المعلومات التي تحتاجها موجودة هنا، كل شيء عن عائلة سترلينغ وهوسهم بتلك القطعة من الأرض. "
فتح آرثر الملف، يقلب محتوياته حتى إجتاحه الذهول. رفع بصره إلى سيلفستر، وعلامات عدم التصديق ترتسم على وجهه. "هل أنت متأكد من دقة هذه المعلومات؟"
"بكل تأكيد، السيد آرثر،" أجاب سيلفستر بصدق. "بذلنا جهدًا كبيرًا لإكتشافها. في الواقع، صادفنا هذه المعلومات أثناء إستجواب أحد الأسرى؛ لقد أفصح عن كل شيء، يبدو أنه قائد مجموعتهم وقد سمع أوليفر سترلينغ وهو يناقش الخطط. "
بينما كان آرثر يستوعب التفاصيل، إرتسم على وجهه تعبير متأمل.
كشفت الوثائق أن أوليفر سترلينغ وعائلته كانوا يائسين من أجل الحصول على الأرض التي إشتراها والد آرثر مؤخرًا في المزاد بمبلغ 15 مليون دولار.
وهو سعر بدا سخيفًا في ذلك الوقت، لكنه الآن على وشك أن يرتفع بشكل كبير نظرًا لتطورات المدينة القادمة، مثل بناء محطة مترو ومدارس على بعد أمتار فقط.
قبل عدة أشهر، عندما إشترى والد آرثر تلك الأرض التي بدت عديمة القيمة، سخر منه العديد من الشخصيات البارزة، بمن فيهم أفراد من عائلة سترلينغ أنفسهم.
أما الآن؟ فقد أصبحت الأرض ذاتها تساوي مئات الملايين.
وقد حصلت عائلة سترلينغ على الأخبار من خلال بعض الإتصالات بأن سلطات المدينة قد أعلنت عن تطوير محطة مترو وبعض المدارس المهمة قرب تلك الأرض.
في الواقع، سمع العديد من الأثرياء وبعض الأفراد من شركات العقارات الأخرى عن هذه التطورات من خلال قنوات مختلفة، لكنهم قرروا الإنسحاب عندما أدركوا أنهم لا يستطيعون فعل شيء حيال الأمر.
لكن لم يكن هذا حال أوليفر سترلينغ، إذ إستحوذ عليه الجشع.
عرضوا على والد آرثر ضعف ما دفعه مقابل الأرض، لكنه ثبت على موقفه ورفض إغراءاتهم.
وعندما فشلت الوسائل القانونية، تحوّل يأسهم إلى شيء أكثر ظلمة.
بينما إنسحب الآخرون بعد إدراكهم أنهم لا يستطيعون الحصول على ما أرادوه، حشد أوليفر حلفاء يشاركونه جشعه الذي لا يُشبع، واستهدفوا والد آرثر وأعمال عائلة أوزبورن بلا هوادة حتى أصبح شبح الإفلاس يلوح في الأفق.
[المترجم: ساورون/sauron]
كانت خطتهم الملتوية تقوم على إجبار العائلة على بيع الأرض بسعر زهيد بعد أن ينهاروا ماليًا.
لطالما كان يُستخف بوالد آرثر، حتى عندما كانت عائلة أوزبورن على شفا الإفلاس. ومع ذلك، بقي صامدًا، رافضًا تمامًا بيع الأرض.
لقد أثار هذا العناد غضب عائلة سترلينغ، التي إستبدّ بها الجشع، ولجأت في النهاية إلى قتل والد آرثر.
كانوا يعتقدون أنه إذا تخلّصوا منه، فسيكون الحصول على الأرض أمرًا بسيطًا، فقد إستهانوا ببقية أفراد عائلة أوزبورن و إعتبروهم بلا قيمة.
ما لم يتوقعوه هو صمود عائلة أوزبورن.
وما لم يتوقعوه أيضًا هو أن تنهض عائلة أوزبورن من الإفلاس وتبدأ حتى في تطوير الأرض.
وعندما رأوا كل هذا، فاض الغضب داخل عائلة سترلينغ؛ فأدى بهم يأسهم إلى إستهداف آرثر نفسه.
لكن ما لا يعرفونه هو أن هذا لم يعد هو آرثر السابق، بل هو آرثر جديد تمامًا.
بقلب مثقل ويدين مشدودتين على الملف المليء بالحقائق، أخذ آرثر نفسًا عميقًا.
غمره الإدراك البارد: جشع عائلة سترلينغ لا يعرف حدودًا.
كانوا مستعدين للتضحية بالأرواح في سبيل طموحاتهم، ويبدو أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يفعلون فيها أمرًا كهذا.
فجأة، صدح صوت في ذهنه:
[المضيف! تم إصدار مهمة جديدة.]
[المهمة: وضع الإنتقام]
[بصفتك رأس عائلة أوزبورن، يجب أن تقضي على كل عقبة تقف بينك وبين مكانتك المستحقة على القمة. العين بالعين؛ إنتقم من عائلة سترلينغ لما فعلوه بك وبأحبائك.]
إرتبك آرثر من هذا التوجيه المفاجئ وعاد إلى الواقع، ثم تردد قبل أن يسأل: "تعني أن عليّ قتل الناس؟"
[نعم، أيها المضيف] جاء رد النظام بإقتضاب.
صُدم آرثر، القتل؟ الحياة الوحيدة التي أخذها في حياته كانت دجاجة على الأرض، وحتى هذا بعد أن تحمّل نقراتها وجناحيها الغاضبين!
والآن يُطلب منه إنهاء حياة بشر؟ بدا الأمر وكأنه قفزة مستحيلة.
"هل هناك عقوبة إن فشلت في هذه المهمة؟" تساءل بصوت عالٍ.
"هل هناك عقوبة إن فشلت في هذه المهمة؟" تساءل آرثر، وأفكاره تدور بينما يخاطب النظام.
[لا، أيها المضيف. لا يوجد حد زمني أو عقوبة لهذه المهمة. يمكنك إختيار رفضها. لكن تذكّر، لم تعد ذلك اليتيم البائس الذي كنت عليه على الأرض. أنت الآن آرثر أوزبورن، رأس عائلة أوزبورن. يجب أن تخدم كل خطوة تخطوها مصالح عائلتك. عندما قتل أوليفر سترلينغ والديك، لم يشعر بأي ندم، لقد أزال مجرد عقبة في طريق نجاحه] قال النظام بإختصار ثم صمت تمامًا.
تعلّقت كلمات النظام في الهواء كضباب كثيف، تاركة آرثر عاجزًا عن الكلام لوهلة.
إتكأ على كرسيه، غارقًا في التفكير وهو يعالج هذه الحقيقة القاسية.
كان النظام محقًا؛ لم يعد ذلك الفتى الوحيد من الأرض، الذي واجه الحياة وحده دون أصدقاء أو عائلة، والذي عومل كعبد من قبل رئيسه حتى مات بطريقة مأساوية.
الآن، هو آرثر أوزبورن: قائد عائلة ضخمة تعتمد عليه في الحماية والمعيشة.
ومع ذلك، فإن مجرد التفكير في أخذ حياة يملأه بالرهبة، في تناقض صارخ مع الطريقة التي أنهى بها أوليفر حياة والديه بكل برود.
مجرد الفكرة أرسلت قشعريرة في عموده الفقري، وأفرغت اللون من وجهه.
تسلّل العرق من جبينه، وبدت عيناه كأنها تحدق في الفراغ بينما كانت قبضته ترتجف قليلًا.
"السيد آرثر!" قطع صوتٌ الضباب، لقد كان سيلفستر واقفًا هناك طوال الوقت، يراقبه بقلق.
أعاد النداء المفاجئ آرثر إلى الواقع.
أخذ نفسًا عميقًا ليستعيد رباطة جأشه، ثم أشار إلى سيلفستر بأن ينصرف. "يمكنك الذهاب الآن. سيقابلك بعض الحراس في الخارج. هذه إحداثيات مصنع عسكري؛ سأتواصل معك إذا إحتجت لشيء. "
"نعم، السيد آرثر." إستلم سيلفستر وحدة التخزين التي تحتوي على المعلومات المهمة وغادر غرفة الدراسة.
وحين إنغلق الباب خلفه، غمر الصمت آرثر مرة أخرى في ذلك المكان المظلم.
وكان الصوت الوحيد هو أنفاسه المتقطعة التي تردد صداها في السكون، تذكيرًا مزعجًا بثقل العبء الذي يحمله على كتفيه.
================
ملاحظة المؤلف : في هذا الفصل، قد يظن بعضكم أن النظام يُجبر آرثر على قتل الناس، لكن تذكروا أن هذه رواية تطورية، وبالإضافة إلى ذلك، سيتعيّن على آرثر أن ينتقم عاجلًا أم آجلًا، فقط هو ليس مستعدًا بعد لأمر بهذا الحجم؛ قتل الناس ليس بالأمر السهل، خاصة لشخص بريء ولم يرَ الوجه الحقيقي لهذا العالم.
وقد يعتقد بعضكم أيضًا أن آرثر جبان إذا لم يتمكن حتى من الانتقام لمن قتل والديه، ولكن كما قلت من قبل، هذه رواية تتطور تدريجيًا.
لن يبدأ بقتل الناس من اليمين واليسار، فبالنسبة لشخص لم يسبق له أن قتل أحدًا، سيكون هذا مبالغة كبيرة.
لا بد من تطوّر الشخصية في النهاية، لكن لا تقلقوا، فلن يبقى بهذه البراءة طويلًا.