الفصل 26: محاولة إغتيال أخرى
--------
"لنأمل أن يعمل هذا مثل تلك الجرعات في الروايات التي قرأتها على الأرض!"
فكر آرثر، واقفًا عاريًا تمامًا في الحمّام، ممسكًا بزجاجة صغيرة مملوءة بسائل أخضر متلألئ يلمع تحت الضوء.
نظر إلى إنعكاسه في المرآة، تنفّس بعمق، ثم سكب السائل في فمه.
"هممم! ليس سيئًا على الإطلاق، طعمه مثل اليوسفي"، تمتم، وهو يلمس ذقنه ويلعق شفتيه.
لكن سرعان ما تغيّرت ملامحه بشكل درامي.
غمره دفء مفاجئ؛ شعر بحرارة تتوهج من كل شبر في جسده.
في غضون ثوانٍ، إحمرّ جسده كليًا كأنه سرطان بحري مطهو، و إنهمر العرق من كل مسام في جلده بينما بدأ البخار يتصاعد من جسده، وكأنه يُسلق حيًّا!
وقبل أن يتمكن حتى من سؤال النظام عمّا يجري، ضربته موجة أخرى من الانزعاج.
ممسكًا بمعدته، ركض آرثر نحو المرحاض في الوقت المناسب تمامًا ليفرغ حمولته الهائلة.
ملأت الرائحة الكريهة المكان بسرعة لدرجة أنه بالكاد تمكن من التنفس منها وهو يضغط على أنفه.
كان المنظر غريبًا: البخار يتصاعد من جلده المحمَرّ بشدة بينما يجلس على المرحاض، عابس الوجه ولكن في مشهد ساخر في الوقت ذاته.
بعد حوالي عشرين دقيقة من هذه المعاناة الفوضوية، خرج آرثر من الحمّام مرتديًا رداء الحمام، ممسكًا بإطار الباب طلبًا للدعم.
كان وجهه خاليًا من اللون؛ الإرهاق يغمره وهو يخطو نحو المرآة الطويلة.
تنفّس بعمق ليُثبّت نفسه، ثم نزع الرداء ونظر إلى إنعكاسه بإعجاب جديد.
"اللعنة! أظن أن عليّ أن أودّع الجنة، لأنه من الخطيئة أن يبدو المرء بهذا الجمال!" هتف بسعادة وهو يُعجب بنفسه.
لقد عمل سائل تطور الجينات بشكل مذهل، فقد تحوّل جسده بشكل ملحوظ!
ظهر وجهه أكثر نحتًا وبروزًا؛ وعلى الرغم من أن عضلات البطن لم تتشكل بالكامل بعد، إلا أن ملامحها كانت واضحة وتوحي بقدرتها على الظهور قريبًا.
وأصبحت عضلات ذراعيه أكثر بروزًا، والأكثر دهشة أنه أصبح أطول، من 1.83 مترًا إلى ما يقرب من 1.94 مترًا!
كان جسده أنحف ولكن أكثر عضلية، ليس بشكل مبالغ فيه كلاعبي كمال الأجسام، بل مدمجًا بشكل جميل مع لمحة من "خط حورية البحر"!
"اللعنة! أنا وسيم جدًا!" إبتسم على إتساعه وهو يستعرض نفسه أمام المرآة.
"أوه! دعني أتحقق من خصائصي!" فتح بسرعة لوحته الشخصية ليراجع إحصاءاته الجديدة المحسّنة.
[ اللوحة الشخصية ]
المضيف: [آرثر أوزبورن] الهوية: [رئيس عائلة أوزبورن] العمر: [22]
السمات الثلاثية الأبعاد:
القوة: 12 الذكاء: 15 السرعة: 10
تلألأت عيناه بالحماس وهو يراجع خصائصه المحدثة.
قفزت قوته من 8 إلى 12، وصعد ذكاؤه من 12 إلى 15، و إرتفعت سرعته من 6 إلى 10.
لا يمكن إنكار تأثير سائل تطور الجينات؛ شعر بزيادة كبيرة في القوة، وصفاء ذهني، وخفة مذهلة في جسده.
وفجأة تذكّر شيئًا: النقاط العشرون التي منحها له النظام بعد إتمام مهمتين صعبتين.
بحزم، خصّص نقاطه: أضاف 5 للقوة (لتصبح 17)، ورفع الذكاء بـ10 نقاط (ليصل إلى 25!)، وزاد السرعة بـ5 نقاط أخرى (لتصل إلى 15).
وعندما فعل ذلك، جرى شعور منعش في جسده، خاصة في دماغه.
أصبحت أفكاره أكثر حدّة وسرعة، وبدأت ذكريات قديمة طواها النسيان تعود بوضوح حيّ.
"واو! هذا مذهل!" تمتم بإعجاب، مندهشًا من حيوية نشاطه الذهني.
شعر بقوة هائلة؛ بدا له أن رفع آشلي الآن سيكون في منتهى السهولة.
كل ما حوله بدا أكثر وضوحًا، وسمعه بات حادًا بما يكفي لإلتقاط همسات من الطابق السفلي، وكل حواسه الستة قد تعززت بشكل كبير.
بإبتسامة مليئة بالفرح، إرتدى ملابس بسيطة وغادر القصر مسرعًا نحو منزل عمته مارغريت، متلهفًا لتزويدها برأس مال كانت بحاجة ماسة إليه، ولم ينسَ إصطحاب بعض الحراس الشخصيين للحماية.
مرّت الأيام الخمسة التالية بسرعة، مليئة بالنشاط لعائلة أوزبورن، بإستثناء الأطفال الصغار الذين إستمتعوا بأيامهم الخالية من الهموم، كان الباقون يعملون بجد لوضع أسس أعمالهم الخاصة.
كان جوليان، وناثانيال، وريتشارد، وغيرهم منخرطين تمامًا في تأسيس قواعد شركاتهم.
حوّل آرثر أكثر من ₡ 200 مليون إلى الحساب الرئيسي لأوزبورن كابيتال تحت إدارة العمة مارغريت.
وقد قامت بتوزيع الأموال فورًا وفقًا لإحتياجات كل شركة.
رغم أن هذا المبلغ لم يكن كافيًا لحل كل شيء بين ليلة وضحاها، إلا أنه وضع الأساس الضروري لصناعاتهم.
نصحهم آرثر أولًا بإستئجار مكاتب وتوظيف العديد من العاملين في المناصب الدنيا والمتوسطة؛ أما التنفيذيون في المستويات العليا فيمكنهم تجنيدهم لاحقًا من متجر النظام.
أما آرثر نفسه فلم يكن بلا عمل خلال هذه الأيام المزدحمة.
إستعد بعناية لمضاربة أسهم قادمة تعد بأرباح ضخمة تكفي لتعزيز إستقرار عائلة أوزبورن المالي.
كما راجع ثلاث معلومات مستقبلية منحه إياها النظام كمكافأة: قطعتان أرضيتان ثمينتان تعادلان أو تفوقان قيمة قطعة الأرض التي إشتراها والده سابقًا، وفرصة مستقبلية في سوق الأسهم تساوي مليارات!
وفي الوقت نفسه، أثناء تصفّحه لمتجر النظام، شعر بمزيج من الحماس والإحباط؛ كل شيء هناك مغرٍ للغاية ولكنه باهظ الثمن بشكل مفرط — على الأقل في الوقت الحالي.
"سعيد بالتعامل معك، سيد روان!" قال جوليان وهو ينهض من الأريكة الفخمة والفاخرة.
مدّ يده، صافح الرجل في منتصف العمر أمامه، السيد روان.
"لا يا سيد جوليان"، ردّ روان بإبتسامة فيها مرارة وهو يهز رأسه. " نحن من يجب أن نشكرك! مساعدتك جاءت في وقت حرج وأنقذت العديد من الموظفين من فقدان وظائفهم. "
إبتسم جوليان ببساطة وردّ قائلًا: " غدًا سنجتمع لتوقيع عقد الإستحواذ. "
"نعم، سيد جوليان"، وافق روان بينما كان يقود جوليان نحو المصعد، وسير المحادثة بينهما كان سلسًا. " سأُعد كل شيء حتى يكون الأمر منتهيًا غدًا. "
"أتطلّع لذلك!" ردّ جوليان بحرارة وهو يدخل المصعد.
"أراك غدًا، سيد جوليان!" نادى روان بينما أُغلقت الأبواب وبدأ المصعد في الهبوط إلى الطوابق السفلى.
وبعد لحظات، خرج جوليان ومساعده من مبنى المكاتب وتوجّها نحو المدخل.
لكن بينما كانا يسيران، توقّف جوليان لحظة ونظر إلى المبنى الشاهق وراءه متنهدًا بحسرة: " من كان يظن أن شركة أورورا تكنولوجي ستنهار هكذا؟ شركة كانت تُقدّر بمئات الملايين أصبحت لا تساوي سوى عشرة ملايين فقط. "
"سيد جوليان، من فضلك ادخل إلى السيارة"، قال أحد الحراس الشخصيين وهو يرتدي بدلة سوداء رسمية، وسماعة أذن ونظارات شمسية داكنة تضيف له هيبةً واضحة.
كان الحارس قد أوقف للتو سيارة أعمال أنيقة أمامهم، بينما خرج حارسان آخران من مركبة مجاورة.
هز جوليان رأسه قليلًا وكان على وشك الدخول إلى السيارة، وفجأة، وميض! لمع ضوء أحمر على جبينه.
"إنبطح!" صرخ أحد الحراس بينما إندفع نحو جوليان ومساعده، وسقطوا جميعًا على الأرض.
اللحظة التي سقطوا فيها على الأرض:
بانغ!
دوى صوت طلقة نارية حاد في الليل، وأصيب عمود إنارة في الجانب الآخر برصاصة أحدثت فيه ثقبًا هائلًا.
بهت وجه جوليان، و إصفرّت بشرته كالشبح بينما قطرات العرق تتصبب من جبينه.
وبجانبه، كان المساعد مذعورًا تمامًا، ووجهه شاحب كالرماد!
في لمح البصر، إنطلق الحارسان إلى العمل، سحبوا جوليان والمساعد إلى داخل السيارة التي إنطلقت كوميض لامع بسرعة هائلة.
وعند مدخل مبنى المكاتب، كانت الفوضى قد إندلعت بالفعل، بينما كانت الصرخات والهتافات تتردد في كل مكان.