الفصل الثاني: النظام؟! عالم مختلف
--------
[ دينغ... جاري ربط النظام... ]
[10%...]
[20%...]
[40%...]
[60%...]
[80%...]
[100%...]
[ تهانينا، أيها المُضيف! لقد تم ربط نظام العائلة الأقوى! ]
دوّى صوت بارد ومحايد في ذهن آرثر.
"هممم! نظام؟ الآن هذا أمر يدعو للحماس!" إرتسمت إبتسامة خفيفة على زوايا فم آرثر، وتألقت عيناه ببريق من الترقب.
ففي حياته السابقة، كانت حياته دورة رتيبة من العمل مع القليل مما يملأ الفراغ في قلبه.
لكن كان هناك شيء واحد يجلب له السعادة: قراءة الروايات على الإنترنت.
كانت مهربه، تملأ فراغه وتضيف شيئًا من الترفيه إلى وجوده الممل.
لذا، عندما سمع إشعار النظام يتردد في ذهنه، لم يُصدم؛ بل شعر باندفاع من الإثارة.
هذا يعني أنه حظي بفرصة للبدء من جديد في هذا الجسد الغريب.
"نظام، هل أنت هناك؟" سأل آرثر بلهفة وحذر داخل أفكاره.
[ نعم، أيها المُضيف. نظام العائلة الأقوى في خدمتك. ] كان الصوت باردًا ومحايدًا.
"نعم!" قبض آرثر على قبضته بينما ترقص الإثارة في عينيه.
لكن بعد ذلك أدرك أمراً، شعر أن هناك شيئًا غير طبيعي في إسم هذا النظام. "نظام، ماذا تعني بـ 'نظام العائلة الأقوى'؟" سأل على عجل.
[ نعم، لقد سمعت بشكل صحيح. أنا بالفعل نظام العائلة الأقوى. ] ردّ الصوت مرة أخرى بذلك الحياد ذاته.
إرتجفت شفتا آرثر بينما غمره عدم التصديق. "أعتقد أن هناك خطأً! لا بد أنك تقصد شيئًا أكثر روعة مثل 'نظام التكنولوجيا السوداء الأقوى' أو شيء من هذا القبيل! تحقق مجددًا من فضلك!"
تلألأت عيناه بالأمل بينما كان ينتظر تأكيدًا يحقق له أمانيه، لكن خيبة الأمل جاءت سريعًا.
[ لا، أيها المُضيف، النظام غير مخطئ في إسمه؛ إنه يُدعى بالفعل العائلة الأقوى. ]
انهار آرثر إلى الوراء في صدمة، عاجزًا عن الكلام. "أعتقد أنك ارتبطت بالشخص الخطأ،" تمتم بضعف.
[ أيها المُضيف، أقترح عليك أن تغوص في الذكريات الغريبة التي زُرعت حديثًا في ذهنك. ]
سكت النظام للحظة قبل أن يُكمل.
"هاه؟! ماذا تعني؟" إرتبك آرثر من هذا الكشف وشعر بحيرة شديدة.
بدافع الفضول، أغلق عينيه وبدأ في استكشاف تلك الذكريات الغريبة التي كانت تدور في ذهنه.
بعد حوالي عشر دقائق، فتح عينيه ببطء؛ ارتعشت شفتاه واهتزت عيناه من وقع الإدراك.
"بانتيرا... عالم موازٍ... أنا في عالم جديد... هل إنتقلت حقًا إلى عالم آخر؟!" كافح لإستيعاب كل ما يحدث حوله.
كان يعتقد في البداية أنه إنتقل فقط إلى جسد آخر على الأرض بعد وفاته، لكن آرثر أدرك الآن أنه بعد وفاته، سافرت روحه إلى عالم مختلف تمامًا، عالم يختلف اختلافًا جذريًا عن الأرض!
أولاً، بانتيرا أكبر من الأرض بعشر مرات، مما يعني أن مساحتها السطحية تبلغ حوالي 510 مليار كيلومتر مربع، وعدد سكانها أكبر أيضًا بعشر مرات، أي أن هناك حوالي 80 إلى 100 مليار شخص يعيشون في بانتيرا وحدها.
"هسسس!" تنفّس آرثر بعمق طويل وهو يشعر بصدمة شديدة من حجم بانتيرا وسكانها، وامتلأت عيناه بدهشة عميقة.
هذا العالم الجديد، المسمى بانتيرا، أرض شاسعة تفوق كل ما عرفه من قبل.
بينما يتقارب العالمان في مستويات التكنولوجيا (دون وجود تقنيات سوداء متقدمة، لكن بانتيرا تسبق الأرض بما يتراوح بين عامين إلى خمسة أعوام)، إلا أنهما يختلفان كثيرًا في نواحٍ أخرى:
تضم بانتيرا إثنتي عشرة قارة مقارنةً بسبع قارات على الأرض! وكل قارة أكبر من تلك الموجودة على الأرض:
- أورليا
- زيفيريا
- فيردانيا
- نوكتيس
- سولارا
- أكواريون
- إيريندور
- فروستارا
- إغنيس
- لونارا
- كريستاليا
- أومبرا
هذه هي القارات الـ 12 في بانتيرا، ولكل قارة دولها المختلفة وثقافتها ولغاتها وغيرها الكثير، ولكل منها دولها القوية جدًا، وبالإضافة إلى هذه الدول القوية، هناك أيضًا حكومات عالمية.
مثل مجلس بانتيرا، وهو هيئة حاكمة مكوّنة من ممثلين من كل قارة، مسؤولة عن الحفاظ على السلام العالمي وتنسيق المبادرات العالمية.
وأمر آخر يميز بانتيرا عن الأرض هو أن ثقافتها تختلف أيضًا اختلافًا شاسعًا، بل إنهما لا يقارَنان على الإطلاق.
كذلك فإن تاريخ بانتيرا يختلف جذريًا عن الأرض.
وفقًا لتاريخ بانتيرا، فقد تشكّلت بفعل تصادم القارات العظمى، مما خلق كوكبًا ذا نظم بيئية متنوعة وموارد هائلة.
تنقسم بانتيرا إلى خمس عصور:
العصر القديم (ما قبل 10,000 قبل الميلاد)
العصر الكلاسيكي (10,000 قبل الميلاد – 500 ميلادية)
العصر الوسيط (500 – 1500 ميلادية)
عصر الثورة الصناعية (1500 – 2000 ميلادية)
العصر الحديث (من 2000 ميلادية حتى الآن)
وقد جلب كل عصر تطورات وتغييرات مهمة شكّلت بانتيرا لتصبح ما هي عليه الآن.
ثقافتها أيضًا متنوعة للغاية، لدى بانتيرا مهرجاناتها و إحتفالاتها، فعلى سبيل المثال، على الأرض هناك الكريسماس، عيد الفصح، السنة الصينية الجديدة، إلخ.
أما بانتيرا فلديها مهرجاناتها الخاصة واحتفالاتها وفنونها وترفيهها وموسيقاها ومجموعاتها العرقية المتنوعة - الآلاف منها - وأطعمتها والكثير غير ذلك، مما يجعلها فريدة جدًا.
وحاليًا، القارة التي يتواجد فيها آرثر هي قارة أورليا.
قارة أورليا هي ثالث أكبر قارة في بانتيرا.
وأقوى دولة في قارة أورليا: الإتحاد الأورلي، وعاصمته تُدعى نيو-لومينارا.
وهي مدينة دولية كوزموبوليتية حيث الوضع التكنولوجي والاقتصادي للقارة هو الأقوى، حيث يتمركز فيها النخبة والمواهب من جميع مناحي الحياة، والشركات العملاقة، والسياسيون في القارة.
تنفس آرثر بعمق إذ كان مصدومًا تمامًا من المعلومات في ذهنه، لم يتوقع وجود مثل هذا العالم.
ووفقًا للمعلومات، فإنه حاليًا يمتلك جسد شخص يحمل الاسم الأول نفسه آرثر، ولكن بلقب مختلف أو اسم عائلة مختلف.
الجسد الذي يمتلكه الآن يُدعى آرثر أوزبورن، والسبب في وفاته هو الإفراط في شرب الكحول، مما سمح لآرثر بالسيطرة على جسده.
من خلال إستعراض ذكريات هذا الجسد، علم آرثر أن هذا الرجل شرب حتى الموت لأن والديه توفيا أيضًا، لكن هذا ليس كل شيء، فهناك عامل آخر ساهم في وفاته وهو ضغط العمل.
كان آرثر عاجزًا عن الكلام عندما أدرك ذلك، يبدو أن كليهما مات بسبب نفس الشيء: العمل.
لكن آرثر مات بسبب الإفراط في العمل وعدم قدرة جسده على التحمل، أما هذا آرثر فمات ليس لأن مديره ضغط عليه، بل لأن شركته كانت على شفا الإفلاس.