الفصل 30: محلّ شبهة

--------

"يا للعجب، هذا مذهل!" هتف آرثر، وقد اتّسعت عيناه من الدهشة وهو يستوعب القدرات العديدة لإيفولون.

مع وجود إيفولون إلى جانبه، شعر بأنه لا يُقهَر.

بدأت دوّامة من الأفكار الخطرة والمذهلة في الدوران داخل رأسه.

لكن، وبينما كان الحماس يتدفّق في أوصاله، قطع صوت إيفولون نشوته كدلْوٍ من الماء البارد: "سيّدي، قدراتي الحالية مقيّدة؛ لا يمكنني الأداء بأقصى طاقتي."

استفاق آرثر من شروده، وقد لمعت في عينيه شرارة من الاستياء. "ماذا تعني بأن قدراتك مقيّدة؟" سأل بلهفة.

"أحتاج إلى مضيف قوي لإطلاق كامل إمكاناتي،" أجاب إيفولون بهدوء.

"مضيف؟ مثل شيء أُوصلك به؟" ردّ آرثر والحيرة ترتسم على ملامحه.

"صحيح يا سيّدي، تماماً كما أنني حالياً مدمج في هذا الحاسوب المحمول،" أوضح إيفولون.

"آه، فهمت!" أومأ آرثر سريعاً وقد بدأت ملامح الفهم تتّضح لديه. "إذاً، كم من طاقتك يمكنك استخدامها من خلال هذا الحاسوب المحمول؟"

"حالياً، يمكنني استخدام 0.2% فقط من كامل قوتي،" صرّح إيفولون بنبرة واقعية. "مع ذلك، لديّ وصول إلى كافة المعلومات العالمية، ويمكنني فكّ تشفير أي بيانات، مهما بلغت من التعقيد أو السرّيّة. طالما وُجد اتصال بالإنترنت، فأنا السيد المتوّج. " لم تغب نبرة الغرور الخافتة في صوته عن آرثر.

"يا إلهي! هذا لا يُصدَّق!" شهق آرثر وقد أذهله أن مجرد جزء ضئيل من قوة إيفولون يمكن أن يكون بهذه القوة الجبّارة.

"سيّدي،" تابع إيفولون، "لديّ العديد من القدرات الأخرى التي لا يمكن حصرها الآن."

أومأ آرثر مرة أخرى، لكن عينيه لم تُخفيا الحماس المتّقد فيهما. "إذاً، ما نوع المضيف الذي سيسمح لك بإطلاق كامل طاقتك؟ هل سيكون الحاسوب الفائق كافياً؟"

"كلا يا سيّدي،" أجاب إيفولون بثقة. " الحاسوب الفائق لن يمكّنني سوى من استخدام 10% من قوتي؛ وحده الحاسوب الكمّي بمقياس الإكساسكيل يمكنه إطلاق كامل إمكاناتي. "

بدأ آرثر يحكّ رأسه في حيرة، فقد سمع من قبل عن الحواسيب الكمّية، لكن لم يسمع قطّ عن حاسوب كمّي بمقياس الإكساسكيل.

"هممم... ما هو بالضبط الحاسوب الكمّي بمقياس الإكساسكيل؟" سأل بفضول.

" سيّدي،" شرح إيفولون بصبر، "الحاسوب الكمّي بمقياس الإكساسكيل يعمل بمعدل إكساسكيل (10^18 عملية في الثانية). مزاياه تتضمّن:

قوة غير مسبوقة: قادر على حلّ مشكلات يُعتقد الآن أنها مستحيلة.

حوسبة شاملة: يمكنه محاكاة أي نظام فيزيائي بدقة مطلقة.

إمكانات ثورية: يحمل وعداً بإحداث ثورة في مجالات مثل الطب وعلوم المواد.

الاستخدامات:

- محاكاة أنظمة بيئية كاملة أو مجرّات.

- تصميم مواد وأدوية متقدّمة.

- حلّ تحديات تحسين عالمية معقّدة في ثوانٍ معدودة. "

"واو! هذا يبدو رائعاً!" هتف آرثر رغم أنه لم يفهم كل التفاصيل التقنية.

"مرحباً، أيها النظام، كم يبلغ ثمن حاسوب كمّي بمقياس الإكساسكيل في متجر النظام؟" سأل آرثر وقد اشتعل فضوله.

[يبلغ ثمن حاسوب كمّي بمقياس الإكساسكيل تريليون واحد من اليونيكرِدز.] أجاب النظام على الفور.

اتّسعت عينا آرثر من الذهول. "يا للهول!" شهق وقد سقد فكه من الدهشة.

تنفّس بعمق، ثم مسح العرق المتصبب من جبينه.

"وماذا عن حاسوب كمّي عادي؟" سأل، آملاً بسماع خبر أفضل.

[يبلغ ثمن الحاسوب الكمّي العادي 500 مليار من اليونيكرِدز.] أجاب النظام.

"يالطّامّة! كلا، لا سبيل إلى ذلك في الوقت الحالي،" قال آرثر على عجل وهو يغلق الواجهة، ممسكاً صدره بعينين مذعورتين.

ثم التفت إلى إيفولون وتنهد قائلاً: " إيفولون، أخشى أن نكتفي بالحاسوب الفائق في الوقت الراهن. "

"مفهوم يا سيّدي،" أجاب إيفولون بهدوء.

"ما إن أجد مكاناً مناسباً، سأقوم بتركيبك على الحاسوب الفائق،" تابع آرثر بتفكير. ثم، وبعد لحظة صمت، أضاف: "إيفولون، هل يمكنك الانتقال إلى هاتفي؟"

"نعم يا سيّدي،" جاء صوت إيفولون، لكن هذه المرّة من الهاتف الذي كان ملقى على السرير!

[المترجم: ساورون/sauron]

"جيّد،" أومأ آرثر برضا قبل أن يصدر أمراً آخر. "إيفولون! أريدك أن تنظّم وتضع لي خطة لأُهيمن على قطاع التكنولوجيا، وصناعة العقارات، ومجال الطب، وقطاع البنوك والمال، آه، وأيضاً قطاع الترفيه، وذلك خلال سنة واحدة فقط!"

"باشرتُ بالفعل، يا سيّدي!" جاء صوت إيفولون بحماسة.

"لكن لا تُعطني إياها الآن؛ دعنا ننتظر حتى الغد. أنا مرهق جدًا اليوم," قال آرثر وهو يعتلي السرير استعدادًا للنوم.

" حسنًا، يا سيّدي. " ومع هذا التأكيد الأخير، انطفأت شاشة الهاتف إلى السواد.

في صباح اليوم التالي، استيقظ آرثر من نومه في سريره الملكي، وابتسامة راحة تعلو وجهه.

كان الفراش الوثير جذابًا لدرجة أنه فكّر للحظة في البقاء تحت الأغطية وقتًا أطول.

"صباح الخير، يا سيّدي،" جاء صوت إيفولون من الهاتف الموضوع بجانبه.

"صباح الخير، يا إيفولون،" رد آرثر بابتسامة ماكرة وهو يُلقي نظرة على الجهاز.

وحين أنزل قدميه من السرير ووقف، سأل: "كيف هو الطقس اليوم؟"

أجاب إيفولون فورًا: "يا سيّدي، إليك تحديث الطقس:

الحرارة: 72 درجة فهرنهايت (22 درجة مئوية)، مع أعلى درجة تصل إلى 78 فهرنهايت (25 مئوية) وأدنى إلى 65 فهرنهايت (18 مئوية).

الحالة: سماء صافية مع احتمال ضئيل لهطول الأمطار بنسبة 10%.

الرياح: نسيم خفيف بسرعة 5 أميال في الساعة من الشمال الشرقي.

جودة الهواء: ممتازة، مع مؤشر PM2.5 يبلغ فقط 12.

هل ترغب في أن أضبط درجة حرارة الغرفة أو أغيّر وضع الستائر حسب تفضيلك، يا سيّدي؟"

"لا حاجة لأي تعديلات؛ الوضع مثالي كما هو،" أجاب آرثر بينما كان يتمطى بكسل.

"إيفولون، شغّل التلفاز واستعرض لي أي أخبار تتعلق بعائلة ستيرلينغ،" أمر بعد لحظة من التفكير.

"حسنًا، يا سيّدي." في الحال، اشتغل التلفاز المثبت على الحائط، لتظهر مذيعة أخبار تقدّم تقريرًا عاجلًا، مع لقطات لفيلا محاطة بحواجز الشرطة.

"في خبر مأساوي وقع مساء البارحة حوالي الساعة السادسة مساءً،" أفادت المذيعة بنبرة حزينة، "تم إطلاق النار على أوليفر ستيرلينغ، الابن الأكبر والرئيس التنفيذي لمجموعة هورايزن ليغاسي للعقارات، أمام مبنى شركته. وفي الوقت ذاته، قُتلت عائلته – الأب والأم والأخت والأخ – في الفيلا العائلية. السلطات تُجري تحقيقًا مكثفًا في هذه الحادثة الصادمة."

حدّق آرثر في الشاشة بذهول، والصدمة تتسرب إلى ملامحه.

وبعد لحظات من الصمت لم يقطعه سوى صوت المذيعة، هزّ رأسه ليستعيد تركيزه.

"إيفولون،" أمر بنبرة حازمة، " ضع لي خطة للاستحواذ على مجموعة هورايزن ليغاسي العقارية من عائلة ستيرلينغ. أريد امتلاكًا كاملاً بأقل سعر ممكن. "

توقف لحظة قبل أن يُضيف مهمة أخرى. "وأيضًا، ابحث عن الجهة التي استهدفت أعمال عائلة أوزبورن قبل أشهر؛ اكشف لي كل المعلومات عنهم وأي أسرار قذرة قد يمتلكونها."

"باشرت بذلك، يا سيّدي،" أكد إيفولون بثقة بينما بدأ بالوصول إلى الشبكات بسرعة خاطفة.

وبينما شعر آرثر بالرضا عن تنفيذ أوامره بسرعة قياسية، توجّه إلى الحمام للعناية الشخصية.

وبعد دقائق قليلة، خرج آرثر من الحمام، وقطرات الماء تتلألأ على بشرته، بينما لفّ منشفة حول خصره.

بخطى واثقة، توجه نحو خزانة الملابس. وفي تلك اللحظة، قطع صوت إيفولون سكون الصباح.

"يا سيّدي، لقد استخرجتُ كل المعلومات التي طلبتها. هل أبدأ بعرضها الآن؟" سأل بصوت متحمس، لكن محترم.

"ليس الآن؛ سأراجعها لاحقًا، فقط ذَكّرني بها،" أجاب آرثر بهزّة رأسٍ عفوية.

"نعم، يا سيّدي،" رد إيفولون ثم التزم الصمت.

بعد عشرين دقيقة، كان آرثر جالسًا في قاعة الطعام، محاطًا بعائلته، من أعمام وعمات، وأبناء عمومته، وبعض الأقارب الآخرين، وكلّهم يستمتعون بوجبة الإفطار سويًّا.

كان الجو مفعمًا بالحيوية حتى التفتت آشلي إليه بنظرة فضولية.

"أخي، هل شاهدت أخبار هذا الصباح؟" سألت.

"نعم، رأيت ذلك. كان بشأن مذبحة عائلة ستيرلينغ،" رد آرثر بنبرة حزينة.

أومأت آشلي برأسها بأسى. " أتساءل من أغضبوه ليصل بهم الأمر إلى هذا الحد. "

"لا بد أنه شخص ذو نفوذ كبير،" قال آرثر بهدوء، والقلق يلوح في ملامحه.

"الشخص الذي وراء هذا الأمر قاسٍ حقًا، لقد قتلوا حتى طفلًا يبلغ من العمر عشر سنوات!" صاحت آشلي.

كاد آرثر أن يختنق بطعامه عند سماع كلماتها.

"كح! كح!"

أمسك بكأس الماء بينما نظر نحو آشلي بنظرة محرجة.

"هل أنت بخير، يا آرثر؟" جاء صوت عمته الثانية إميلي القلِق وهو يقطع ضجة المائدة.

"أنا بخير،" رد آرثر بعد أن شرب رشفة من الماء، ونظر نحو آشلي بنظرة لا تخلو من الحرج.

في تلك اللحظة، دخل ألفريد قاعة الطعام بنظرة مستعجلة. " السيد آرثر، هناك شرطيان عند المدخل يرغبان برؤيتك. "

خفق قلب آرثر عند ذكر الشرطة، وومضت مفاجأة وذُعر خافت في عينيه قبل أن يُخفيهما بابتسامة وجهها لألفريد.

"أوه، الشرطة! ما الأمر يا ترى؟"

"خذهم إلى غرفة الجلوس؛ سألحق بك بعد دقيقة،" أمر محاولًا التظاهر بالهدوء.

انحنى عمه الأول جوليان إلى الأمام، ووجهه يحمل علامات القلق. "آرثر، لماذا تبحث الشرطة عنك؟ هل فعلت شيئًا سيئًا؟"

كان القلق واضحًا؛ تبادل الجميع في المائدة نظرات متوترة.

هزّ آرثر كتفيه، وبدت الحيرة على وجهه. "لا أظن أني فعلت ما يدفع الشرطة للبحث عني. ربما يتعلق الأمر بالمعلومات التي تخص الهجمات الأخيرة على عائلتنا؟"

مسح فمه بمنديل، وقف، وتوجه إلى غرفة الجلوس.

وفيما كان يسير، تبادل جوليان والباقون نظرات قلقة قبل أن يتبعوه إلى الغرفة.

عند دخوله غرفة الجلوس، التقى آرثر بوجهين مألوفين: القائد توم والضابطة جيسيكا.

ارتسمت ابتسامة على وجهه وهو يحييهما: "أوه! أليسا القائد توم والضابطة جيسيكا؟ ما الذي أتى بكما إلى منزلي المتواضع؟"

لكن قبل أن يشرع في الحديث العابر، تغيرت ملامح توم إلى الجدية.

"السيد أوزبورن،" بدأ بصوت ثابت لكن حازم، "أنت مشتبه بتورطك في جريمة قتل عائلة ستيرلينغ. "

2025/05/24 · 112 مشاهدة · 1385 كلمة
نادي الروايات - 2025