الفصل 5: حل أزمة العائلة [1]

--------

وقف آرثر أمام الرجل الذي كان دائمًا موجودًا في حياته، ونداءه خرج بشكل عفوي، "ألفريد!"

الشخص أمامه لم يكن سوى ألفريد، الخادم المخلص لعائلة أوزبورن.

بعد أن خدم والد آرثر حتى وفاته، كرس ألفريد نفسه الآن لخدمة العائلة بأكملها التي تقيم في قصرهم.

قال ألفريد بصوته العميق والرنان، وهو ينظر إلى آرثر بنظرة ثابتة: "سيدي آرثر، لو لم تخرج من غرفتك قريبًا، لكان عليَّ إستدعاء السيد الثاني."

جعل ذكر ناثانيال، عمه الثاني الصارم والمحب في الوقت ذاته، آرثر يشعر بمزيج من المودة والتوتر.

لطالما أحبَّ ناثانيال آرثر عندما كان طفلًا، لكنه كان يفرض الاحترام من خلال طباعه القوية.

إبتسم آرثر إبتسامة خجولة وقال: "أنا بخير، ألفريد. كنت فقط أتعامل مع بعض الأمور المزعجة في الشركة مؤخرًا. لذا شربت زجاجة أو اثنتين من أجل الاسترخاء. هل يمكنك من فضلك أن تطلب من الخدم ترتيب غرفتي؟"

"بالطبع، سيدي آرثر"، أومأ ألفريد قبل أن يذهب لتنظيم الأمور.

بينما كان آرثر يسير نحو قاعة الطعام، فوجئ بمائدة إفطار فاخرة أبهرت عينيه.

في وسط الغرفة الكبيرة، كانت هناك طاولة رخامية طويلة مصقولة إلى الكمال، مُعدة لجميع أفراد عائلة أوزبورن.

تزين الطاولة بأزهار غريبة بجانب أكواب كريستالية ومناديل قماشية مطرزة بشكل رائع.

وكان الإفطار نفسه لا يُضاهى في فخامته: بيض مخلوط بنكهة الكمأ الأسود مع شرائح من الكمأ الأسود وكافيار على بريوش محمص؛

طبق سلمون مدخن يحتوي على سلمون من الصيد البري من أكوارين، مع كريمة فريش وبلينيز صغير؛

عصائر باردة مُحضرة من فواكه غريبة مثل فاكهة التنين وكيوي ذهبي، مزينة بشرائح ذهب صالحة للأكل؛ وخبز فني طازج يقدم مع زبدة الكمأ.

لقد تركت هذه المظاهر الفاخرة آرثر في حالة من الدهشة. "يا إلهي! هكذا يأكل الأغنياء في الإفطار؟" تمتم لنفسه.

إذا دخل شخص غريب الآن، لَمَا تصوَّر أبدًا أن هذه العائلة على وشك الإفلاس، فالفخامة كانت مذهلة!

بينما إستنشق الروائح الزكية التي كانت تفوح من الطاولة، بدأت شهيته تزداد تجاه هذه الأطعمة التي لم يرَ مثلها من قبل في حياته السابقة على الأرض.

أخذ نفسًا عميقًا ليتشجع، وجلس في مكانه على رأس الطاولة بينما بدأ الخدم في تقديم الطعام له.

دون تردد، بدأ في تناول طعامه بنهم، غير مكترث بأية قواعد إتيكيت.

تبادل الخدم نظرات المودة بينما قالت إحدى الخادمات بنبرة مرحة: "سيد آرثر! لا تتسرع، الطعام لن يهرب!"

أشار آرثر بيده مبتسمًا وهو يبتلع قضمة كبيرة ثم يشرب رشفات من العصير الطازج. "لم آكل منذ ثلاثة أيام! أنا جائع جدًا، وهذا لذيذ!"

"إذن تناول المزيد!" شجعت الخادمة بحماسة، بينما كانت تشير إلى باقي الخدم لجلب المزيد من الأطباق.

"بالمناسبة، أين الآخرون؟" سأل آرثر الخادمة، وكان الفضول واضحًا في صوته.

"جميعهم خرجوا، سيدي"، أجابت الخادمة. "السيد الأول، والسيد الثاني، والسيد الثالث خرجوا للبحث عن طرق لجمع المزيد من المال. السيدة الأولى والسيدة الثانية يعالجان الأمور في الشركة.

[المترجم: ساورون/sauron]

أما البقية، فالبقية الذين لا يزالون في المدرسة هنا، أما الآخرون فقد خرجوا للبحث عن فرص للمساعدة في الشركة."

توقف آرثر للحظة، وعبرت عينيه موجة من الدهشة. للحظة، نسي الطعام الذي أمامه.

إمتلأ قلبه بالدفء؛ لم يتوقع أبدًا أن تتضافر عائلته بأكملها للبحث عن سبل لكسب المال لسداد ديونهم.

غمره شعور بالامتنان، بينما كانت الدموع تلمع في عينيه، هذه هي العائلة التي كان يحلم بها دائمًا: متحدون ومخلصون.

قبض على يده بإحكام، وتعهد في نفسه أنه لن يخيب أمل هذه العائلة أبدًا.

"سيدي، هل أنت بخير؟" إخترق صوت الخادمة القلق أفكار آرثر.

"أنا بخير"، أجاب وهو يهز رأسه مبتسمًا لها.

"ماذا عن أخي وأختي؟ أين هما؟" فكر قليلًا قبل أن يسأل.

"السيد كولينز لا يزال في المدرسة، كما أن السيدة إما الصغيرة، قد خرجت للتو إلى الفصل"، أجابت الخادمة.

"همم." أومأ آرثر برأسه وأكمل تناول إفطاره.

وفقًا لذكرياته السابقة، كان لديه شقيقان: شقيق أصغر يُدعى كولينز وكان في سنته الثالثة في الجامعة، وأخت أصغر كانت طالبة في السنة الثانية من الثانوية.

كانا يعيشان حالة من الحزن الشديد على وفاة والديهما، وكانا يتمنيان لو يستطيعان دعم العائلة أثناء التركيز على دراستهما وأخذ الدروس التي يمكن أن تعود بالنفع على الجميع.

مع هذه الأفكار، تنهد آرثر بعمق وهز رأسه قبل أن يستمر في تناول إفطاره، وفي عينيه مزيج من المشاعر المعقدة.

بعد بضع دقائق، بعد أن إنتهى من طعامه، توجه آرثر نحو المرآب.

هناك، كانت تقف سيارة رياضية أنيقة مع تفاصيل ذهبية ولمسات باللون الأخضر الزمردي، كانت مشهدًا رائعًا! كان شكلها الديناميكي الهوائي يبدو حيًا كما لو كانت وحشًا مهيبًا جاهزًا للاستيقاظ.

"يا إلهي! إنها سيارة رائعة!" صرخ آرثر وهو يملأ عينيه بالجمال.

مقارنةً بسيارات مثل فيراري أو لامبورغيني من حياته السابقة، كانت هذه الأثير GT في مستوى مختلف تمامًا، لا شيء يمكن مقارنته!

وفقًا لذكريات آرثر السابقة في هذه الحياة، كانت السيارة تكلف 10 مليون يونيكريد، وكان يتم إنتاج 200 منها فقط سنويًا في أورليا.

تذكر أنه طلبها من والده طوال عام كامل قبل أن يحصل عليها كهدية في عيد ميلاده الثامن عشر.

وكانت في البداية مخصصة للبيع في وقت عصيب تمر به الشركة، لكن كان من الصعب العثور على مشتريين مستعدين لدفع قيمتها، أما الآن؟ لم يعد بحاجة لبيعها!

مع حماسه المتصاعد، فتح آرثر أبواب السيارة بتقنية الفراشة وركب المقعد الأمامي.

إشتعلت لوحة القيادة المتطورة حوله، مليئة بالتكنولوجيا المتقدمة التي جعلت الأدرينالين يتدفق في جسده.

وعندما ضغط على زر تشغيل المحرك، انطلقت السيارة بصوت قوي هز المكان، وكأنها وحش نائم استفاق من غفوته.

تحولت الأثير GT إلى خط أزرق فضي متلألئ، وانطلقت بسرعة عالية من القصر إلى الطريق الأسفلتي الطويل.

إلتفتت الأنظار نحوها في نفس اللحظة، ولم يكن بالإمكان إنكار ذلك؛ كان هذا مشهدًا يستحق المشاهدة!

2025/04/07 · 221 مشاهدة · 867 كلمة
نادي الروايات - 2025