الفصل السابع: الفرصة العظيمة

------

"هممم!" صمت آرثر، وعقله يعمل بسرعة وهو يعالج كلمات إميلي.

كانت إميلي، المديرة المالية لمجموعة أوزبورن، مسؤولة عن الإشراف على جميع الشؤون المالية للمجموعة. ومع بقاء شركة أوزبورن العقارية فقط واقفة على قدميها، كانت الضغوط شديدة. ولحسن الحظ، كان عمه الثاني يشغل منصب المدير العام هناك، ولعب دورًا محوريًا في إبقاء الشركة على قيد الحياة — فلولاه، لربما واجهت الإفلاس بالفعل.

نظر آرثر إلى إميلي وأخرج بطاقة بنكية من جيبه. قال بجدية: "عمتي، يوجد في هذه البطاقة خمسة ملايين يونيكريد. أرجو أن تسددي القرض وتستخدمي ما تبقى لدعم الشركة في الوقت الحالي."

تفاجأت كل من إميلي وناثانيال للحظة، وظهرت الدهشة في أعينهما كما لو أنها شموع ترفرف في غرفة تعصف بها الرياح.

"آرثر! من أين حصلت على مثل هذا المال؟ هل فعلت شيئًا غير قانوني؟" سأل ناثانيال بسرعة، وهو يتفحص آرثر بقلق.

شعر آرثر بموجة من الإحباط تجتاحه. لماذا يقفز الجميع إلى الإستنتاجات؟ أولًا آشلي، والآن عمه و عمته! قال وهو يلوّح بيده مطمئنًا: "لا! لا داعي للقلق؛ هذا قانوني تمامًا. فقط إستخدموا المال بدون أي تردد."

"حسنًا، إن كنت تقول ذلك." رد ناثانيال متنفسًا الصعداء، وبدأت إبتسامة تتسلل إلى وجهه المرهق.

قال آرثر بجدية وهو ينظر مباشرة إلى عيني إميلي: "عمتي، بعد سداد القرض، إقطعي جميع العلاقات مع بنك نوفا كابيتال."

"مفهوم." أومأت إميلي بحزم.

وأردف آرثر وهو يلتفت نحو ناثانيال: "وعمي، لا تطرح أي أرض للبيع بعد الآن — سنقوم نحن بتطويرها."

"فكرة ممتازة!" رد ناثانيال بحماسة وابتسامة مشرقة.

"حسنًا إذن! سنبدأ على الفور!" قالت إميلي بمرح وهي تلوّح بالبطاقة البنكية نحو آرثر قبل أن تخرج.

"انطلقوا!" ضحك آرثر بحرارة بينما خرجوا معًا برفقة آشلي.

وبينما كان يسترخي مجددًا في كرسيه، متكئًا على راحته المريحة، غاص آرثر في أفكاره.

وبينما كان غارقًا في التفكير، تكلّم آرثر مع النظام فجأة: "انقل معلومات الأسهم إلى ذهني."

[نعم، أيها المضيف!]

[جار نقل المعلومات...]

[تم النقل...]

في لحظة، اندفع سيل من البيانات إلى عقل آرثر. ولدهشته، شعر بوخز خفيف في مؤخرة رأسه بدلًا من الألم المتوقع.

أخذ نفسًا عميقًا، وركّز على معلومات الأسهم التي كانت تدور في ذهنه.

[شركة أورورا تكنولوجي هي شركة متطورة متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتقع في نيو-لومينارا. في 24 فبراير 2029، من المتوقع أن ترتفع قيمة سهمها من 20 يونيكريد للسهم إلى 100 يونيكريد خلال يومين فقط، بسبب إختراق تكنولوجي غير مسبوق. لكن، هذا الإدعاء ليس سوى كذبة اختلقها المدير التنفيذي — خدعة متقنة صُمّمت لرفع أسعار الأسهم لصالح المساهمين. وعندما تنكشف الحقيقة في اليوم الثالث، سينهار السهم من 100 يونيكريد إلى 4 يونيكريد فقط.]

قطب آرثر حاجبيه وهو يعالج هذه المعلومات.

كانت المضاربة في الأسهم أرضًا مجهولة بالنسبة له؛ لم يخضها من قبل ولم تكن لديه أدنى فكرة عن مدى قيمة هذه المعرفة.

وبابتسامة مُرة وهزّة خفيفة لرأسه، أخرج هاتفه وبدأ البحث على الإنترنت.

"اللعنة! يبدو أن علي أن أُراجع معلوماتي المالية وإلا سينتهي بي الأمر كمهرج!" تمتم وهو يُحرّك أصابعه على الشاشة بسرعة.

آرثر السابق لم تكن لديه أي معرفة بالأسهم إطلاقًا — كان مبتدئًا تمامًا، وكل ما درسه هو الإدارة فقط.

بعد عشرين دقيقة، إتسعت عينا آرثر بدهشة وحماس.

إرتجف جسده بينما إنتشرت إبتسامة لا يمكن كبحها على وجهه، بالكاد كان يستطيع تمالك نفسه!

"هاهاهاهاهاهاها!" انفجر ضاحكًا بصوتٍ مدوٍّ داخل المكتب العازل للصوت. ولولا تلك الجدران، لظنّ المارّة أنه قد فقد عقله.

"أنا غني! أنا غني!" صرخ آرثر بفرح وهو يقبض قبضتيه بانتصار. "أحبك أيها النظام!"

لم يكن يُصدّق مدى جدوى هذه المعلومة! إن سارت الأمور كما هو مخطط لها، وإن لعب أوراقه بشكل صحيح، فإن الأرباح المحتملة ستكون هائلة.

أدرك أن هذه ببساطة فرصة عظيمة لإنقاذ عائلة أوزبورن بل وحتى إمتلاك بعض رأس المال لتطويرها في الوقت الحالي.

ورغم أنه لم يستطع بعد حساب مقدار ما سيربحه بدقة، إلا أن استغلالها بمقدار خمس أو حتى عشر مرات سيحقق له ولعائلته مبالغ تغيّر حياتهم.

بعد لحظة من الهدوء إثر هذا الكشف المثير، تفقد آرثر تاريخ اليوم: "إنه 23 فبراير! هذا يعني أن الغد هو يوم التنفيذ!"

خفق قلبه بتوق ولهفة بينما امتلأ عزيمة وتصميمًا.

وبتركيز متجدد، شغّل حاسوبه وبدأ في الغوص في أبحاث عن الأسهم، خاصة البيع على المكشوف، فقد قرر أن يبيع على المكشوف أسهم شركة أورورا تكنولوجي ابتداءً من الغد.

مرّ الوقت دون أن ينتبه، حتى طرقت آشلي الباب.

"أخي! الشركة على وشك الإغلاق؛ ألن تعود إلى المنزل؟ لقد تأخر الوقت!" نادت وهي تدخل وتجد عينيه ملتصقتين بالشاشة.

"هاه!" تمتم آرثر، وقد تفاجأ للحظة وهو يحدق عبر النافذة الزجاجية.

كانت الشمس قد بدأت تغيب خلف الأفق، وبدأت النجوم الخافتة تتلألأ في سماء الشفق.

لم يُصدق كم مضى من الوقت بينما كان منغمسًا في العمل.

ثم إلتفت إلى آشلي، ونهض من كرسيه وأطفأ الحاسوب.

"هيا، لنعد إلى المنزل." قال بابتسامة دافئة بينما غادرا المكتب معًا وتوجها نحو المصعد.

"أخي، أنا أغار منك! تلك السيارة أثير GT خاصتك مذهلة حقًا، أريد واحدة مثلها!" قالت آشلي، وعيناها تتلألآن بالإعجاب وهي تشير إلى السيارة الأثير GT الأنيقة المتوقفة بهدوء في الخارج.

ضحك آرثر بخفة. "لا تقلقي؛ ما إن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة، سأحرص على شراء واحدة لك."

"حقًا؟" أضاءت عينا آشلي حماسًا عند سماع كلماته.

"بكل تأكيد! هذا وعد." أجاب آرثر بإيماءة.

ضغط على مفتاح سيارة الأثير GT الذي سلمه له حارس الأمن للتو و إبتسم. "هيا إصعدي؛ لنعد إلى المنزل!"

وبصيحة فرح خفيفة، غطّت آشلي فمها بيدها الرقيقة قبل أن تنزلق إلى المقعد الأمامي.

هز آرثر رأسه بمزاح قبل أن يجلس خلف المقود.

وبهدير بسيط لكنه قوي، تحولت الأثير GT إلى ومضة زرقاء وفضية وهي تنطلق من ساحة الإنتظار نحو طريق قصر أوزبورن.

2025/04/08 · 198 مشاهدة · 872 كلمة
نادي الروايات - 2025