رحلة إلى ناغويا
استقل إيزومي القطار السريع إلى ناغويا. كانت الأفكار تدور في ذهنه بينما كان ينظر من النافذة إلى المناظر المتغيرة بسرعة. شعر بأن شيئًا كبيرًا ينتظره في نهاية هذه الرحلة، شيء يمكن أن يغير مجرى حياته.
لقاء مع الحقيقة
وصل إلى ناغويا في المساء، توجه إلى فندق صغير واستأجر غرفة. جلس على السرير، وأخرج مذكرات هارونا والصورة الجماعية. كان عليه أن يبدأ من جديد، ولكن هذه المرة في مدينة لا يعرف فيها أحد.
تحقيقات جديدة
بدأ إيزومي بزيارة الأماكن التي قد تكون ذات صلة بهارونا. توجه إلى الجامعات والمكتبات والمقاهي التي قد تكون زارتها. تحدث إلى الطلاب والعاملين، ولكن لم يحصل على أي معلومات مفيدة.
وفي أحد الأيام، عندما كان يتجول في حي قديم من أحياء ناغويا، صادف مكتبة صغيرة تدعى "تاتارا". قرر دخولها، لعلها تحتوي على شيء مفيد.
مكتبة تاتارا
دخل الكتبة الصغيرة، وكانت الرائحة العتيقة للكتب تستقبله. تجول بين الأرفف المكدسة بالكتب، ولاحظ امرأة مسنة تجلس خلف مكتب الاستقبال. توجه نحوها وقدم نفسه.
إيزومي: "مساء الخير. اسمي إيزومي كاي. أبحث عن فتاة تدعى هارونا، ربما تكون زارت المكتبة."
نظرت المرأة المسنة إليه بعينين حادتين، ثم أومأت برأسها.
المرأة المسنة: "نعم، أذكرها. كانت تأتي هنا كثيرًا. تبحث في كتب التاريخ وعلم الأنساب."
تفاجأ إيزومي بمعلومة جديدة، وسأل بتردد.
إيزومي: "هل تعرفين ماذا كانت تبحث بالتحديد؟"
المرأة المسنة: "كانت مهتمة بعائلتها. سألت عن أسماء عائلات قديمة في ناغويا، وكأنها تحاول ربط النقاط."
أدرك إيزومي أن هناك شيئًا أكبر خلف اختفاء هارونا، ربما يكون مرتبطًا بجذور عائلتها. شكر المرأة وغادر المكتبة، حاملاً معه المزيد من الأسئلة.
زيارة إلى الأرشيف
قرر إيزومي زيارة الأرشيف المركزي في ناغويا، حيث يمكنه الوصول إلى سجلات العائلات القديمة. بعد يوم طويل من البحث، وجد سجلات تتعلق بعائلة "يامادا"، حيث اكتشف أن والد هارونا البيولوجي كان رجلًا يدعى "ماتسودا كوجي"، شخصية غامضة ترتبط بجرائم قديمة وأسرار مظلمة.
بدأ إيزومي يجمع القطع معًا، واكتشف أن ماتسودا كوجي كان له علاقة بشبكة إجرامية قديمة. كانت هارونا على وشك كشف الحقيقة وراء والدها البيولوجي، وهذا ربما ما قادها إلى الاختفاء.
لقاء غير متوقع
بينما كان إيزومي يغادر الأرشيف، شعر بظل يتحرك خلفه. استدار بسرعة ليجد رجلًا طويل القامة، ذو ملامح قاسية، يقف في الزاوية. عرف إيزومي هذا الرجل، كان "موراكامي هيرو"، أحد أفراد الشبكة الإجرامية التي كان ماتسودا كوجي جزءًا منها.
موراكامي (بابتسامة ساخرة): "تبحث عن هارونا، أليس كذلك؟"
إيزومي (بجدية): "ماذا تعرف عنها؟"
موراكامي: "أعرف الكثير. ولكن لن تكون سعيدًا بما ستكتشفه."
اقترب موراكامي بخطوات بطيئة نحو إيزومي، وعيناه مليئتان بالتحدي.
موراكامي: "إذا كنت تريد الحقيقة، تعال معي. لكن تذكر، بعض الأبواب يجب أن تبقى مغلقة."
تردد إيزومي للحظة، لكنه كان يعلم أن هذه هي فرصته الوحيدة لمعرفة الحقيقة. تبع موراكامي إلى زقاق مظلم، حيث كانت تنتظرهما سيارة سوداء. ركب إيزومي السيارة، وهو يعلم أن ما سيكتشفه قد يكون أكثر مما يستطيع تحمله.
الأسرار تكشف
قاد موراكامي السيارة إلى منزل قديم في ضواحي ناغويا. دخلوا إلى المنزل، وتوجهوا إلى قبو مظلم. في هذا القبو، كانت تنتظرهم مجموعة من الوثائق والصور التي تكشف عن تاريخ طويل من الجرائم والأسرار العائلية.
موراكامي: "هذه هي الحقيقة التي كنت تبحث عنها. والد هارونا كان متورطًا في أمور لم يكن يجب عليه الاقتراب منها. وهارونا اكتشفت هذه الحقيقة، وهذا ما جعلها في خطر."
بدأ إيزومي يقرأ الوثائق، وكانت كل صفحة تكشف عن جانب مظلم جديد من حياة ماتسودا كوجي وعلاقاته بالشبكة الإجرامية. أدرك إيزومي أن هارونا ربما كانت ضحية لصراع لم تكن تعرف عنه شيئًا.
إيزومي (بصوت منخفض): "أين هي الآن؟"
موراكامي: "لا أعلم. لكنها كانت تتحدث عن مقابلة شخص مهم قبل اختفائها. شخص يمكن أن يكون الحل لكل هذه الألغاز."
بدأت قطع الأحجية تتجمع في ذهن إيزومي. كان عليه أن يجد هذا الشخص، وكان يعلم أن الوقت ينفد. قرر العودة إلى طوكيو، حيث يمكن أن يجد المزيد من الإجابات. الرحلة لم تنته بعد، بل كانت قد بدأت للتو.
في طريق العودة إلى طوكيو، كان إيزومي يشعر بثقل المسؤولية. كان عليه أن ينقذ هارونا، ولكن الأهم من ذلك، كان عليه أن يواجه ظلال ماضيه الذي طالما حاول الهروب منه.
كانت هذه مجرد بداية لرحلة طويلة ومظلمة، رحلة نحو الحقيقة والعدالة، رحلة قد تكلفه كل شيء.