011. ارض المعركة الحمراء (2)
جاءت الكارثة على أرض المعركة دون سابق إنذار.
لم تكن الشمس قد بلغت السماء بعد، وكان النهار صافياً لا تشوبه غمامة. غير أن الشمس اختفت فجأة من السماء، وبدأ ضوءٌ قرمزي يتسلّل من وراء الأفق، كما لو أن السماء نفسها أخذت تنزف دماً.
تلك الرؤيا الغريبة ـ كأنما السماء قد شُقّت، وسال منها لون الحياة ـ نشرت على ساحة الحرب رهبةً لم يعهدوها من قبل. وببطء، خفت صوت التصادم، وتلاشت صرخات المعركة، وانسحب الاندفاع من سيوف الرجال ورماحهم.
الهواء أصبح ثقيلاً، والقلوب كانت تنقبض ، والعيون تحدق نحو الأفق المشتعل.
ومن تحت السماء المضرّجة، ظهر هو.
الإمبراطور المقدّس.
كان يمشي وحده، يتقدّم في وسط ساحة المعركة بخطى هادئة، كما لو كان العالَم من حوله لا يعنيه.
يرتدي درعاً فضياً بسيطاً فوق ردائه الأبيض الطويل، الذي انسدل خلفه كوشاح كهنة من عصور القداسة. في يده اليمنى، قبض على سيفه المسمّى [كسارة البندق] ، وفي اليسرى... رأسٌ مقطوعٌ لإنسان.
بقع الدم، التي تناثرت على ردائه الناصع كزهور موتٍ فُجائي، جعلت منه مشهداً مخيفاً يصعب وصفه.
الفرسان الذين كانوا يشكّلون جدار الحماية حول أميليا وموريس تراجعوا بخوف، حين اقترب منهم حامل الموت بخطاه الواثقة.
لقد حلّ الصمت، ولكن ليس سلاماً… بل انتظاراً لمذبحة لا تعرف الرحمة.
وفي اللحظة نفسها، انهار جسد موريس بجانبها، كشمعة أطفأها الريح.
"…!"
موريس... موريس... موريس...
لم تنطق أميليا باسمه، فقد ضاع صوتها في حلقها. لم يكن لها إلا عيناها، تتشبثان بوجه أخيها المسجى على الأرض، كأن النظرة الأخيرة يمكن أن تُبقيه حيًا. لكنها لم تجد سوى الدم يعلو صدرها، يتدفق مع كل زفرة وجع.
اقترب الملك المقدس من جسديهما، بخطى بطيئة، وركع بهدوء كما لو كان يركع أمام الذكرى.
الرأس الذي ألقاه بلا اكتراث، تدحرج حتى التفّ شعره الفضي حوله، كأن الموت نفسه أراد أن يعانقه.
مدّ يده ليمسح على جبين ابنه، كأنما يحاول أن يعيده للحياة بلمسة
"أبي... موريس..."
نطقت بها أميليا بعينيها، دون صوت، والدمع يملأها رجاء.
هزّ الإمبراطور رأسه بأسى.
"لقد وصلت... بعد فوات الأوان."
عندها، لم يستطع الفرسان الصمود. تهاووا كالظلال التي فقدت النور.
منهم من بكَى بصمت، ومنهم من ناحَ بصوتٍ عالٍ، وآخرون جلسوا على الأرض، لا يدرون ما يقولون، ولا كيف يتنفسون.
كان موريس بالنسبة لهم أكثر من أمير... كان قلبهم النابض.
الملك ألقى نظرة حزينة عليهم، ثم توجه إلى أميليا، ومدّ يده إلى الخنجر المغروس في صدرها.
كان يعرف أن عليه سحبه كي يعالجها.
لكنها أدارَت رأسها، ترفض بعنف، ترفض أن تُنقَذ.
كيف تعيش بعد أن مات هو؟ كيف يكتب لها البقاء، وهو الذي قدم حياته لأجلها؟
أن تُترَك وحيدة… كان ذلك موتًا آخر.
حتى لو كان ذلك يعني أن تترك أباها، وتكسر قلبه من جديد.
وفجأة، تدلّت القلادة الصغيرة من عنقها، تلك التي لم تنزعها أبدًا.
كانت من أمها، حجر صغير على شكل قطرة، كأنه دمعة علقت في الزمان، كأنه وعد من الماضي، يهمس لها:
ما زال هناك ما يستحق أن تعيشيه.
تدحرجت تلك الجوهرة البيضاء النقية فوق فستانها الملطّخ بالدم، تتلألأ بنورها العذب، كأنها قطرة ضوء سقطت من سماء بعيدة.
حدّق الإمبراطور المقدّس فيها بذهول، ثم انحنى ببطء والتقطها بكفّه.
وفي عينيه، اللتين قلّما ظهرت فيها المشاعر ، مرّت ومضات متلاحقة: دهشة، ثم فهم، ثم راحة حزينة، وأسى عميق.
نظر إلى تلك القلادة الصغيرة، ثم إلى عيني أميليا المبللتين ، وردّ جفنيه ببطء كما لو أنه استسلم لحقيقة ثقيلة.
"مولاي... الأميرة، حالتها..."
همس أحد الفرسان بجواره، وقد غلبه القلق.
لكن الملك لم يُجب، لم يسحب الخنجر المغروس في صدر ابنته،
بل أمسك بكفّها المرتجفة،
ومدّ الأخرى إلى جبينها، يربّت عليه برفقٍ، كأنّه يُعيد إليها بعض دفء الطفولة.
أغمضت أميليا عينيها حين شعرت بلمسته،
ظنّت للحظة أن القوة المقدسة ستنهمر من راحة يده كما كان في الماضي،
لكن لم يكن هناك سوى الدفء، لا معجزات ، و لا قوة مقدسة فقط حضن أبٍ حزين.
أبي... سامحني.
فهم رسالتها، وردّ عليها بصوته العميق الحنون:
"لقد عانيتِ كثيرًا، يا أميليا."
شكراً لك... شكراً لأنك أتيت.
"الآن، آن لكِ أن تستريحي، يا صغيرتي."
بدأ كل شيء يذوب من أمامها.
السماء تغرق ببطء في حزن ثقيل ، كأنها تنزف دماً،
ورؤيتها تتلاشى، وتبتلعها عتمة ناعمة.
الأصوات من حولها صارت همسات بعيدة،
همسات تحوّلت إلى صرخات…
"ما هذا؟! شيء يسقط من السماء! ماذا يحدث؟! لا…! آآااه!!"
ثم، وسط تلك الفوضى، سمعَت صوت أبيها مرة أخيرة،
هادئًا، واثقًا، دافئًا كما عهدته:
"لا تخافي، أميليا... ما سيأتي بعد الآن، ليس لكِ أن تريه."
وهكذا،
فارقت أميليا، الابنة الأولى لمملكة ديلكروس، الحياة،
بعينيها المغمضتين، وقلبها المكسور،
لكن في كفّها كان ما يشبه السلام.
* * *
تحت ضوء الشمس الصباحي، فركت أميليا عينيها بلا وعي، ثم استلقت على السرير، وعينها تومضان في حيرة.
"ماذا؟ صباح؟ لكنني... لقد متُّ للتو! لماذا أنا هنا، مستلقية على السرير...؟"
سرعان ما شحب وجهها وامتلأت عيونها بالهلع.
"ما زلت على قيد الحياة!"
"لا... لا أريد أن أعيش مجددًا! أنا! أنا!"
"أميرة، ما الذي يحدث؟"
"آه! موريس... موريس! أبي..! أبي! أبي.. !"
"أميليا!"
منذ الصباح الباكر، اندلعت الفوضى في قصر الزهور الفضية. كانت الأميرة الأولى، أميليا، قد انفجرت فجأة في البكاء وأصيبت بنوبة صرع
كانت تصرخ وتبكي، ثم تسقط مغشيًا عليها، وبعد لحظات استفاقت لتواصل البكاء لفترة طويلة، حتى مرّت ساعات قبل أن تشعر بالضعف وتستسلم للراحة، مستلقية في السرير بهدوء.
تفاجأ الخدم بتصرفات الأميرة غير العادية، فسارعوا في طلب الطبيب الملكي.
"آه، عيونك الجميلة متورمة جدًا... هل حلمت بكابوس؟"
سألت خادمتها ميرابيل بلطف، وهي تمسح جبهتها بمنشفة دافئة.
"ميرابيل..."
همست أميليا، تردد اسمها بصوت ضعيف، بينما ابتسمت ميرابيل بلطف وأعادت ترتيب خصلات شعرها المتناثرة على جبهتها.
"نعم، أميرتي الجميلة. لماذا تنادين اسمي مرارًا اليوم؟"
‘ذلك لأنك كنت قد متّ على يد ليونارد قبل أن أُحتجز في البرج.’
كانت ميرابيل، الخادمة ذات الوجه الطيب، قد اعتنت بأميليا منذ دخولها القصر. كانت الأميرة الخجولة والجميلة كالدُمية، والتي اعتنت بها ميرابيل من أول لحظة، بحب واهتمام صادق.
وفي النهاية، تبعتها ميرابيل إلى روهان، حيث لقيت حتفها في سجن تحت الأرض بعد تعذيب شديد على يد ليونارد. لم يكن هناك سبب خاص لذلك، فقد فعل ليونارد ذلك فقط لإيذاء أميليا.
لقد مضت سنوات طويلة منذ تلك الحادثة. وعندما تتذكر أميليا الآن، تبدو تلك الذكريات وكأنها من زمن بعيد، مع مرور الرمال بدلًا من الدموع.
شعرت وكأنها كانت في حلم، تلمس لمسات ميرابيل التي افتقدتها، وأغمضت عينيها.
على الرغم من تأخرها، بدأت أميليا تدريجيًا تدرك وضعها الحالي.
شعرها الذي كان قد قُطع بشكل فوضوي، أصبح الآن يتدفق حتى خصرها بلون وردي لامع. يديها التي كانت جافة وهزيلة أصبحت الآن ناعمة وصحية.
وأمامها، كانت ميرابيل، وجهها شاب وأكثر شبابًا، مبتسمة بلطف.
لقد عادت بالفعل إلى الماضي.
"فقط استريحي قليلاً، أميليا. قريبًا سيصل طبيب القصر. لا تقلقي، سيتحسن كل شيء."
- سيأتي أبي. تحملي قليلاً، أميليا. إذا صبرتِ قليلاً...
تداخلت في أذنها كلمات أخيها الذي لا يُمكن سماعه، مع صوت ميرابيل.
بدأت دموع أميليا تتساقط مجددًا، فمسحتها ميرابيل بحذر بمنشفة.
"يا إلهي، ماذا يحدث؟ منذ قليل كان الأمير الثالث مريضًا، وكل القصر كان في فوضى. والآن الأميرة أيضًا؟ كم ستكون الفوضى إذا علموا بذلك!"
همست أميليا في ذهول.
"الأمير الثالث؟"
"نعم، الأمير موريس."
"ولي العهد... هو؟"
"ماذا؟ ماذا تعني؟ الأمير موريس؟ ولي العهد؟"
بدت وجه ميرابيل مشوشة كما لو أنها سمعت أغرب شيء في حياتها، لكن هذا لم يكن ذا أهمية كبيرة بالنسبة لأميليا. قامت من سريرها بسرعة.
"موريس..."
"... موريس ما زال على قيد الحياة!"
"إذن، هل كنتِ تفضلين أن يموت وهو مريض؟ ذلك الوحش الذي كان يحزنك يا أميرة ؟ رغم كل ما فعله ، هل كنتِ تتمنين ذلك؟ يا أميرتي ؟"
لم تأبه أميليا لتعبير وجه ميرابيل المتردد، بل دفعت منشفة الماء جانبًا وخرجت من السرير بسرعة.
"سأذهب إلى قصر اللؤلؤ. استعدي لي، ميرابيل. يجب أن أراه."
"ماذا؟ ولكن الطبيب... سيصل قريبًا..."
بينما كانت ميرابيل تلاحق الأميرة وهي مسرعة نحو غرفة الملابس، توقفت فجأة خطوة إلى الوراء.
شعرت بشيء غريب في عيني أميليا الثابتتين، تلك العيون التي كانت تملك قوة لا يمكن إخفاؤها.
"الآن، يجب أن أرى موريس!"
وهكذا وصل الوضع إلى هذه اللحظة.
جلس الشخصان اللذان كانا في علاقة باردة طوال حياتهما، على الأريكة في الصالون، في صمت غريب.
في اللحظة التي رأت فيها أميليا وجه موريس، انفجرت عواطفها فجأة، احتضنته وبكت، لكن الآن كانت تجلس أمامه، تشرب الشاي المر وتحمّر وجهها بخجل.
وفي هذه اللحظة، وجد سيونغجين نفسه في موقف لم يكن يخطط له، محاولًا فهم ما يجري، بينما كانت عيناه تتنقلان في كل مكان بشكل مرتبك.
"أعني... هل قلتِ إنكِ رأيتِ كابوسًا عن موتي؟"
"أه... نعم. هكذا كان. لذلك تصرفت من دون أن أشعر."
انحنت أميليا بخجل وخفضت رأسها.
لقد عادت من الموت إلى الماضي، لكنها لم تكن تملك الجرأة لتقول الحقيقة مباشرة. بالطبع، حتى قولها إنها رأت كابوسًا لم يكن تفسيرًا مقنعًا جدًا.
انظر، حتى موريس يبدُو عليه الارتباك، وهو يميل برأسه مستغربًا.
لكن ما يجول في خاطر سونغجين كان مختلفًا تمامًا عمّا تتخيله أميليا. كان منشغلاً داخله وهو يوبّخ ملك الشياطين.
' يا لك من أحمق! ألم تقل إن العلاقة بينهما كانت سيئة جدًا؟ لماذا أراها الآن كأخت عادية قلقة على شقيقها المريض؟ ها؟ أليس من المفترض أن تكره بعضهما؟ '
[هل تستخفّ بقدراتي؟ قبل أن تسقط مريضة، تقابلا في الحديقة وكانت تشتمه بلا هوادة: فتاة وضيعة، عار عائلة الامبراطور ، منحطّة... هل أتابع؟]
'...'
تبًّا، موريس هذا الحقير.
من يجرؤ، وهو أكثر من يتلقى الشتائم في القصر، أن يصف أحدًا اخر بأنه عار العائلة؟
حكّ سونغجين رأسه محرجًا وهو يسعل خفيفًا.
"همم! على أية حال، شكرًا لكِ يا أختي. أعني... بسبب الحمى كنتِ قلقة، أليس كذلك؟"
في النهاية، بما أنها عبّرت عن القلق، فلا بأس أن يشكرها. كانت أفكاره بسيطة.
لكن ما لفت انتباه أميليا كان شيئًا آخر تمامًا.
"الآن تناديني أختي، أليس كذلك؟"
تفاجأ سونغجين قليلًا وأشاح بنظره بعيدًا، بينما مرّت أميليا بأطراف أصابعها على فنجان الشاي، ثم ابتسمت بهدوء. ابتسامة شاحبة كما لو كانت تسترجع ذكرى قديمة.
"نعم... إن فكرتُ في الأمر، أعتقد أن ذلك حدث في هذه الفترة."
ذلك الفتى الطائش، الذي كان يُعتبر عارًا على العائلة الإمبراطورية، بدأ يومًا ما بتغيير نفسه، فقد وزنه، وبدأ بتعلم فنون السيف...
ومع هذا التغيير، بدأت معاملته لها تلين أيضًا، لكنه لم يكن شيئًا استطاعت أميليا أن تتقبّله بسهولة في حياتها السابقة.
فمنذ الطفولة، ظلت صورة موريس الباردة والمليئة بالكراهية منقوشة في ذاكرتها.
وعندما كان يحاول الحديث معها أحيانًا، كانت تدير وجهها عنه أو تغادر المكان. وبذلك، لم تُمنح الفرصة للتصالح، ولم يمضِ وقت طويل حتى وقعت في حب ليونارد وغادرت إلى روهان.
ابتسمت أميليا بمرارة.
"لو كنتُ قد فتحت قلبي قليلًا واقتربت منه آنذاك، لتغيّر كل شيء بيننا."
العائلة التي كانت تحلم بها لم تكن بعيدة كما ظنت.
ولأول مرة، استطاعت أن تقول لموريس ما كانت ترغب بقوله منذ زمن بعيد.
"أنا آسفة لأنني تجاهلتك كل ذلك الوقت، موريس... أردت قول ذلك منذ فترة."
"...أوه..."
ارتبك سونغجين بشدة.
ما هذا؟ هل هذه المرأة ملاك؟
كان المفترض أن موريس هو من أساء، فلماذا تعتذر هي؟
همس ملك الشياطين
[مهلاً، الأجواء الآن مثالية. لم لا تستغلّ الفرصة وتحاول تحسين العلاقة؟]
"وكيف أفعل ذلك؟"
[اعتذر أنت أيضًا! قل إنك آسف على كل شيء. متى ستحصل على فرصة كهذه مجددًا؟]
' ه… هذا صحيح. '
حتى سونغجين أدرك أنه الوقت المثالي.
فما إن شعر أن اللحظة قد تفوته، انحنى فورًا أمام أميليا وقال معتذرًا:
"لا، بل أنا من يجب أن يعتذر، أختي! لا أعرف إن كنتِ سمعتِ، لكن بعد أن مرضت، لم أعد أتذكر أشياء كثيرة من الماضي. ومع ذلك، أعلم أنني كنت طفلًا مزعجًا وأذيتك كثيرًا... أردت حقًا أن أعتذر!"
نظرت إليه أميليا بصمت. إلى رأسه الأشقر المنحني بخجل.
ما زالت تتذكر بوضوح تلك الخصلات الذهبية الناعمة وقد التصقت بالدم في ذلك المشهد المريع.
وجهه المستدير والطفولي لا يزال كما هو، لكنه يتداخل الآن في ذاكرتها مع ملامح الشاب الذي فارق الحياة، جسده ساكن، وقد أصبح جسده درعًا لصدّ السهام عنها.
" لعلها فرصة مناسبة لأعتذر عن كل شيء... آسف لأنني كنت صبيًا أحمق، وآذيتك بكلماتي وتصرفاتي الطائشة."
" آه..."
رغم أنها بكت طيلة اليوم، حتى شعرت أن كل قطرة ماء في جسدها قد جُرفت مع دموعها، إلا أن هناك دموعًا أخرى كانت لا تزال تنتظر الخروج.
اغرورقت عينا أميليا، وسرعان ما تساقطت دموعها من جديد.
قال ملك الشياطين وهو يوبّخ سونغجين بدهشة:
[يا فتى، قلت لك قدّم اعتذارًا، لا أن تجعلها تبكي مجددًا!]
لكنني لم أفعل شيئًا!
وقف سونغجين مترددًا، لا يعرف ما الذي عليه فعله، ثم انحنى مرة أخرى وهو يقول بصوت خافت:
"أنا آسف حقًا... آسف جدًا، أختي."
"لا بأس، موريس."
وجنتاها المبللتان بالدموع بدتا ناصعتين كالنور.
"لقد اعتذرتَ لي بالفعل."
كانت تبكي...
لكنها كانت تبتسم.
ابتسامة مشرقة، دافئة، لا يمكن لشيء في هذا العالم أن يضاهيها جمالًا.