رواية أبناء الإمبراطور المقدس

الفصل 126 : محاكمة القديسة (6)

مرحباً؟ اسمي سيو يي-سيو.

أنا موظفة عادية في شركة ألعاب، أحب الروايات الرومانسية.

في يوم ما خلال اختبار ألفا لمحرك الهومونكولوس المتكامل لأحد الألعاب, في مساحتي الشخصية [منزلي] قابلت رجلاً ما.

لقد قدم نفسه على أنه راوي قصص يسافر عبر الأبعاد و الذي سيصبح يومًا ما قاعدة عظيمة و يصبح ملك القصص. في البداية اعتقدت أنه كان مجنونا حقا.

و لكن بعد ذلك، سمعت منه قصة لا تصدق.

قال أن محرك الهومونكولوس المتكامل الذي طورته شركتنا أصبح قاعدة كبيرة لتنظيم أبعاد متعددة، و أن لعبة العالم المفتوح التي تُدعى [سجلات بانجيا]، التي تم إنشاؤها لأول مرة باستخدام هذا المحرك، أصبحت الأكثر روعة و الأكبر من بين العديد من العوالم.

م.م: لعبة العالم المفتوح أو "لعبة MMORPG" هي نوع من أنواع ألعاب الفيديو التي تسمح للعديد من اللاعبين بالتفاعل معًا في عالم افتراضي كبير.

بعد ذلك، سافرت عبر أبعاد مختلفة مع الراوي، محاطةً بالفراشات الزرقاء.

لقد أراني عوالم مختلفة منشأة مثل عالم سجلات بانجيا و عوالم أخرى خيالية و أبعاد صغيرة أنشأها من قصصه .

بعد رؤية تلك المشاهد الحية، لم أستطع سوى أن أصدقه. لو لم يكن ما قاله صحيحاً لكنت مصابة بالفصام الشديد و أعيش في هلوسة كاملة.

قال الراوي أنه يريد أن تجتمع القصص التي أنشئها معًا و أن تصبح يومًا ما قاعدة ضخمة تكون الأبعاد مثل [محرك الهومونكولوس المتكامل] الذي كنت أطوره مع شركتي.

و مع ذلك، فإن إحدى القصص المهمة التي بذل أقصى جهده في تأليفها كانت في فوضى عارمة.

لذلك طلب مني المساعدة. قال أني سأكون قديسة جديدة في عالم اختفت فيه البطلة الرئيسية و انتشر فيه الشر، و أنقذ العالم في الكتاب.

لم يكن هناك سبب للرفض. لقد ضمن سلامتي، و فوق كل شيء، يحلم كل عشاق الخيال الرومانسي بدخول قصة في رواية مرة واحدة على الأقل، أليس كذلك؟

لكنني نسيت شيئاً مهماً.

العديد من الشخصيات الرئيسية يكافحون من أجل العودة إلى واقعهم. و في معظم الحالات، يتكيفون تدريجيًا في هذا العالم و يصلون في النهاية إلى نهاية الرواية بطريقة ما.

***

مر الوقت بسرعة كبيرة.

تم إطلاق سراح سيو يي-سيو فجأة من غرفة التعذيب و تم إحضارها إلى كنيسة كبيرة. ثم بتوجيه الكاهنات طيبات القلب تلقت معاملة إستثنائية.

استحمت و ارتدت الملابس البيضاء الفاخرة، و أكلت طعامًا لائقًا. و كل يوم، كانت تذهب إلى غرفة الصلاة مع الكهنة، و تحفظ نصوصاً دينية ثقيلة لم تفهمها.

و بمرور الوقت، وجدت نفسها ترتدي حجابًا أبيض تنتظر بهدوء المراسم في كنيسة ضخمة.

على ما يبدو، فإن هذا حفل تنصيب سيو يي-سيو كقديسة.

امتلأت الكنيسة ذات الديكورات الرائعة بشكل مهيب بعدد كبير من الناس. و من حولها كان النبلاء الذين يرتدون ملابس فاخرة و رؤساء الكهنة يقتربون منها باستمرار و يقدمون تحيات التهنئة.

'ما كل هذا...….'

أشياء كثيرة حدثت بسرعة لدرجة أنها لم تستوعب ما يحدث. لم تتمكن سيو يي-سيو حتى من تخمين كيف ستتغير حياتها لاحقاً.

بينما كانت تحدق في الفضاء بوجه فارغ، اقترب منها رجل بهدوء و تحدث معها.

"ماذا حدث؟ هذا مختلف كثيرًا عن خطتنا، لماذا أصبحتِ فجأة قديسة؟"

فُتحت عيون سيو يي-سيو على نطاق واسع.

كان الرجل يرتدي رداءً فاخرًا يغطي جسده و وجهه تمامًا، و لم يظهر سوى ذقنه الناعم. لكن سيو يي-سيو تعرفت على صوته.

الشاب الذي قادها إلى صالون ميرسي عندما وصلت إلى هذا العالم لأول مرة. لقد كانت تجسيداً آخر لراوي القصص.

م.م: معلومة من مساعدتي, الرواي يتجسد بأجساد مختلفة كل مرة، فقط لتفهموا أكثر.

"...كاتب-شي! "

م.م: "شي" تضاف للقب الشخص كاحترام، و تعني "سيد/ة".

تجمعت الدموع في عيون سيو يي-سيو.

"لماذا؟ لماذا ظهرت الآن فقط؟ كاتب-شي!"

"ششش!"

نظر الرجل حوله و همس بهدوء.

"هناك عيون كثيرة تراقب. سأقرأ أفكاركِ، لا تتكلمي، فكري في ردودك فقط."

ابتلعت سيو يي-سيو لعابها الجاف و أومأت برأسها.

"كان من المحتم ألا أتمكن من الاتصال بك لفترة من الوقت. منذ أن كنتي مسجونة في القصر الإمبراطوري حتى الآن، لم تكن هناك أي وسيلة للاتصال بكِ. القصر الإمبراطوري هو المجال المطلق للإمبراطور المقدس. إنها مساحة لا أستطيع الدخول إليها أو التدخل فيها."

كانت قدرات الامبراطور المقدس المرعبة شيئًا اختبرته سيو يي-سو بشكل مباشر. لقد فهمت أن الراوي ربما لم يكن لديه خيار آخر.

"على أية حال، خطتنا قد إنحرفت عن مسارها...لماذا تم نقلكِ فجأة إلى القصر الإمبراطوري؟ ألم يكن من المفترض أن تنتظري بفارغ الصبر حتى يوم عيد الميلاد؟"

لا أعرف. فجأة، جاء الأمير موريس لزيارتي في غرفة الخياطة. و قال أن لديه سؤال حول تصميم الفراشة.

"الأمير موريس...كما هو متوقع، لقد أصبح متغيراً لا يمكن التنبؤ به! "

نعم. لقد جاء مع مجموعة من الفرسان و أصر على اصطحابي إلى القصر الإمبراطوري على الفور. لم يكن لدي خيار سوى أن أقول على الفور أنني سأخضع لمحاكمة القديسة.

"و لكن لماذا لم تخضعي لمحاكمة القديسة؟ لماذا أصبحت قديسةً فجأة دون أن تفعلي شيئًا؟"

لا أعرف أيها الكاتب-شي.

فجأة ظهر شرير هذا العالم وجعلني هكذا.

(قصدها نيت )

استمع إلي....هل تعلم ماذا فعل الإمبراطور المقدس بي؟

لقد قام بحظر مخزوني تماماً و تلاعب في إعدادات الاحساس بالألم، اعتقدت أنني سأموت قطعاً!

".........!"

ابتلع الرجل ريقه بشدة.

"....من كان يظن أنه يستطيع حتى التلاعب بقواعد العالم الخيالي حسب ما يرغب. توقعاتي كانت مختلفة قليلا. ربما يكون من الصعب المضي قدمًا في الخطة بهذه الطريقة."

هاه؟ اذا ماذا يجب أن أفعل؟

ماذا علي أن أفعل بعد ذلك؟

"أولاً و قبل كل شيء، كما هو مخطط له في الأصل، أحصلي على تابوت الإمبراطور المقدس السابق و كوني قديسة. يبدو أن [المرسوم الصغير] الذي وضعته عليك لا يزال سليما، إستخدميه بحكمة، لذلك من المحتمل ألا يعاملك الأشخاص من حولك بقسوة."

ماذا؟ كاتب-شي! عن ماذا تتحدث؟

هل أنت حقا لن تنقذني من هنا الآن؟

"إذا واصلتِ الانضمام إلى الكنيسة بهذه الطريقة، فسوف تأتي فرصة أخرى عاجلاً أم آجلاً. سأجد وقتاً لأعود من أجلك مرة أخرى. حتى ذلك الوقت......"

"إنتظر….لحظة!"

"حظا سعيداً!"

شعرت سيو يي-سيو بالذعر و مدت ذراعها للقبض عليه، لكن الرجل اختفى وسط الحشد بنفس السرعة التي جاء بها.

لا يا كاتب-شي! انتظر! لو ذهبت هكذا ماذا سأفعل؟

"...…..."

حدقت سيو يي-سيو، المحطمة، بلا حول و لا قوة عند مدخل الكنيسة حيث اختفى.

"...أيها الوغد...…"

انهمرت الدموع على خدها مصحوبا بتوبيخ عبثي لم يسمعه أحد.

أيها الوغد! كيف يمكنك ترك شخص في مثل هذه الحالة و تذهب؟

بمن وثقت للوصول إلى هذا الحد؟ من أجل من مررت بكل هذه المتاعب؟

" أنت شخص غير المسؤول! أيها اللعين!"

بكت سيو يي-سو بمرارة و تمسكت بالحجاب الذي يغطي وجهها في حالة من اليأس، و أثارت تصرفاتها المفاجئة ضجة بين الناس، لكن مالذي يهمها الآن؟ فقد خسرت كل شيئ بالفعل.

لقد تُركت وحدها في هذا العالم غير المألوف، عالم يختبئ فيه شرير مظلم و مخيف!

في تلك اللحظة.

"لماذا تبكين هكذا؟ هل تتألمين؟"

عندما سألها أحدهم، استدارت سيو يي-سيو عن غير قصد إلى الجانب و فتحت فمها بشكل فارغ في حالة صدمة.

"ج....جنية؟"

كانت هناك فتاة بيضاء اللون لدرجة أنها كانت شبه شفافة.

غطت وجهها بحجاب من الدانتيل الأبيض مشابه لحجاب سيو يي-سو في مكان فوق وجهها الذي يشبه الدمية الخزفية و شعرها الفضي اللامع.

حدقت عيون رمادية صافية تمامًا في سيو يي-سو مع لمحة من القلق.

"ستبدأ مراسم التنصيب قريباً، يليها احتفال ديني طويل، لن يكون لديك الكثير من الوقت للراحة، اذا كان هناك ما يزعجك أخبريني مقدماً"

يا الهي! حتى صوتها نقي و واضح!

لقد كانت فتاة مثيرة للصدمة و خطيرة على قلبها حقًا.

"أ-أنا....."

"..….."

عندما تلعثمت سيو يي-سيو، أمالت الفتاة رأسها ثم اقتربت منها.

و سرعان ما أمسكت يد الفتاة الصغيرة يد سيو يي-سيو. عندما بدأت تشعر بالدفء الخفيف القادم من لمستها، انفجر الضوء الأبيض من أطراف أصابع الفتاة.

'أوه……'

في لحظة أحست بأن الألم حول عينيها بسبب فركهما بالحجاب قد هدأ، و تحسنت حالة جسمها بالكامل بشكل ملحوظ.

قبل كل شيء.

" ....هذا مريح"

بينما كان جسدها مغلفًا بالضوء الدافئ، شعرت بالارتياح إلى حدٍ ما.

'هذه هي القوة المقدسة.....!'

لقد تعرضت لقوة مشابهة في غرفة التعذيب منذ فترة ليست بطويلة. و مع ذلك، عندما استخدمها الإمبراطور المقدس كانت بمثابة فخ لا يرحم يقيدها بإحكام. بينما قوة هذه الفتاة كانت بمثابة تأكيد و تشجيع دافئ غير محدود.

عندما هدأ بكائها، نظرت الفتاة الصغيرة إلى سيو يي-سيو بهدوء قبل أن تتحدث.

"لا أعرف لماذا أصبحتي قديسة بالفعل أو لماذا تبكين بحزن شديد."

"......…"

"لكن لا تبكي. هناك شيء ما يتغير، لذلك ربما كل شيء سوف ينجح."

هذه الفتاة هي القديسة المزيفة! أدركت سيو يي-سيو ذلك.

لكن لماذا؟ على عكس ما سمعته في القصة و قرأته في النص، أليست هذه الفتاة الصغيرة مشرقة جدًا، كما لو كانت تتمتع و تتألق بكل طيبة هذا العالم؟

طفلة مثل هذه ستتحول إلى شريرة؟ و هل هي مفتاح ظهور الشياطين؟

هذا كلام سخيف!

"أنا، أنا....دون أن إدراك أي شيء، كنت أحاول القتال مع مثل هذا الطفلة الطيبة…..؟'

بدأت الدموع تتدفق مرة أخرى.

ثم ظهر الضوء الأبيض مرة أخرى من يد الفتاة و غطى جسد سيو يي-سيو.

سيو يي-سيو، التي كانت في حيرة، مسحت أنفها و سألت.

"لم أعد أتألم، فلماذا تستمرين في استخدام القوة المقدسة؟"

ثم أمالت الفتاة رأسها.

"هممم قال لي أحدهم يوماً، أنه عندما تتألم قلوبنا، فإن أجسادنا تتعرف على هذا الألم و تشعر به فعلاً. لذا، إذا قمنا بشفاء الجسد في كل مره يتعرض فيها للألم ألن يشعر القلب بألم أقل ايضاً؟"

".....…"

"إذا قمت بتدفئة الجسد، ألن يشعر القلب ببرودة أقل أيضا؟"

"أوه...…"

ما هذا؟ من هي فتاة الشفاء التي تبدو و كأنها المعالجة للنهائية في عالم الشفاء؟

هل هذا ما يفترض أن تكون عليه قوة القديسة؟

أومأت سيو يي-سيو بعينيها.

مهلا أيها الكاتب. هل أنت متأكد من أننا نسير في الإتجاه الصحيح؟

قد تكون هذه الرواية في الواقع عن شيء آخر! شيء مثل أن الأميرة الصغيرة تحبني كثيراً! أو...أنني أصبحت المفضلة لدى الأميرة الصغيرة لذلك أصبح الجميع مهووساً بي، شيء من هذا القبيل! مثل نمط القصص الشائعة!

"هل انتِ بخير الآن؟"

أمالت الفتاة رأسها و سألت سيو يي-سيو، التي توقفت أخيراً عن البكاء.

سيو يي-سيو، التي تأثرت مرة أخرى بهذا المظهر اللطيف، اتخذت قرارها.

دعونا نحمي هذه الفتاة!

سأعتني بها، و أصبح صديقتها!

إذا كان العالم يدور حتمًا حول هذه القديسة المزيفة، أليس هناك طريقة للبقاء على قيد الحياة حتى النهاية من خلال التشبث بهذه الفتاة؟

لا توجد طريقة أخرى لإنقاذ هذا العالم. كل ما كان علي فعله هو حماية هذه الفتاة من التحول إلى شر.

"دع الملك الشيطاني و الشرير يأتون إلينا، أنا سوف أحمي هذه الطفلة! هل تعتقد أنني لا أستطيع أن أفعل ذلك؟"

قامت سيو يي-سيو بالتحدي بينما تحكم قبضتها في نحو السماء.

يا! أيها الإمبراطور المقدس، سيد الشر في العالم آخر، استمع لي جيداً!

إذا أصبحت الأميرة الصغيرة تحبني، فهل ستظل قادرًا على معاملتي بنفس الطريقة كما كان من قبل؟

إذا قمت بحمايتها و اهتتمت بها، فهل لا يزال بإمكانك إيذاء بطلة الرواية بلا مبالاة؟

همف ! هذا مستحيل...

***

نيت الذي كان يحدق إلى فنجان الشاي الخاص به، نظر إلى الأعلى فجأة.

"همم؟ لماذا فجأة تفعل هذا؟ ماذا حدث؟"

"لا، لا شيء……"

شعر نيت بقشعريرة غريبة دون سبب واضح.

لماذا؟ بالتأكيد قام مسبقا بالتعامل مع الشخص الذي يحاول إيذاء سيسلي، و لكن لماذا انتابه هذا الشعور بعدم الارتياح بأن هناك خطأ ما؟

"هل فعلتَ شيئًا آخر هذه المرة؟"

"....أنا؟"

حينها، ارتبك الابن المشاغب للحظة، لكنه ابتسم بعد ذلك بشكل مشرق.

"آه، نعم. لقد أخبرتك للتو، أنا سأذهب في رحلة عمل إلى الشمال، سأذهب بعد حفلة عيد الميلاد."

"إلى الشمال..."

"نعم، إنها منطقة سيغسموند. لدي القليل من التحقيق لأقوم به من أجل فرقة مكافحة الوحوش."

"...…..."

نيت الذي تغلب عليه شعور بعدم الارتياح، نظر إلى ابنه بهدوء.

ثم أضاف هذا الابن غير الناضج بوجه فخور.

"أوه! و لا تحتاج لأعطائي أي نفقات، لقد أمنت هذا الأمر بالفعل"

هل قُمْتُ بعمل جيد؟

قال الابن ذلك بتعبير متعجرف، و أخذ رشفة من الشاي و أضاف بفرح.

"و سأشتري لك هدية تذكارية!"

"....….."

حقاً....هل سيكون كل شيئ على مايرام؟

رفع نيت يده ببطء و وضعها على جبينه.

انتهى الفصل مائة و ستة و عشرون.

________________________________________________

كوميك صغير ترجمته قبل أيام ⁦(⁠ ⁠/⁠^⁠ω⁠^⁠)⁠/⁠♪⁠♪⁩

ترجمة الفصل : غيود

تدقيق : روي / Rui

حسابي في الانستا لأي تساؤلات : jihane.artist

حساب غيود في الانستا: ghtae.7