013. الأميرة عادت من أجل الانتقام (2)
دخل لويس، كبير الخدم الأول، إلى مكتب الإمبراطور، فتوقف مصعوقًا للحظة. كان الإمبراطور مستلقيًا على أريكة المكتب بإهمال، وقد وضع يده على جبهته.
كان مشهدًا نادرًا لرؤيته من الإمبراطور الشاب.
لاحظ لويس رقعة الشطرنج الموضوعة إلى جانب الطاولة، فابتسم بتعبير يدل على أنه فهم الأمر.
"أوه، صحيح. اليوم هو موعد مقابلة الأميرة والأمير التوأم، أليس كذلك؟ هل لعبتم الشطرنج مرة أخرى؟"
تنهد نيت بعمق.
"أجد من الصعب أكثر فأكثر مجاراتهما. ألا يمكن لهذين الطفلين أن يلعبا كالأطفال وحسب؟"
"ألم يكن بإمكانكم فقط أن تدعهم يفوزون؟"
"المشكلة أنني إن لم أقدم أفضل ما لدي، فإنهم يكتشفون ذلك كأنهم يملكون حاسة سادسة."
حقًا، لم يكونوا توأمًا عاديين، فهزّ كبير الخدم رأسه موافقًا.
"وماذا عن أميليا؟ كيف حالها؟"
كان لويس يعلم أن الإمبراطور أصبح شديد الانتباه لما يجري في قصر الورد الفضي مؤخرًا.
منذ صباح اليومين الماضيين، حين أصيبت الأميرة الأولى فجأة بنوبة، وتم استدعاء طبيب القصر. وعلى الرغم من التقارير التي أفادت بعدم وجود خلل صحي واضح…
"يُقال إن شهيتها قد انخفضت، وتبدو حزينة بعض الشيء."
"همم..."
"كما سمعت أنها زارت قصر اللؤلؤ مرتين."
"...ذلك غير متوقع."
الطفلان اللذان ظن الجميع أنه من المستحيل أن يتقربا من بعضهما، بدآ في تبادل الزيارات. وكان من المفترض أن يكون ذلك أمرًا يستحق الترحيب، إلا أن هذا قد يكون دليلًا على أن ما حدث لأميليا لم يكن مجرد تغيّر عابر في مزاجها.
نهض نيت من على الأريكة وهو يتنهد ببطء.
"أتمنى أن تخبرني بصراحة بما يجري خلال جلسة الغد."
لم يكن يعلم حينها، أن ابنته الحبيبة كانت على وشك أن تجلب له ما يتجاوز كل التوقعات من المتاعب.
* * *
من دون قصد، تغيّر مسار حياة فتاة بريئة كليًا، وبفضل ذلك، كاد والدها أن يمسك برقبته من الغيظ ويسقط أرضًا.
لكن سونغ جين، المتسبب في كل ما حدث دون أن يدرك شيئًا، كان يتجه إلى ساحة التدريب بقلب نابض بالحماس. فقد بدأت أخيرًا دروسه في المبارزة مع المساعد ماساين، بعد أن انتهى هذا الأخير من تسليم المهام.
شعر سونغ جين ببعض الذنب تجاه المساعد الذي تحمّل كامل مسؤوليات قائد الفرسان، لكنه في الوقت نفسه لم يستطع إخفاء سعادته. فأن يتلقى دروسًا فردية طوال اليوم من معلم حماسي، لم يكن أمرًا ممكنًا لأي شخص سوى أمير مثله.
كان متلهفًا لاختبار قوة "الهالة" الغامضة، مما جعله يشعر ببعض التوتر والترقب.
بعد أن دار بضع مرات في ساحة التدريب الخالية تمامًا، دون أي فارس يتدرب، أنهى سونغ جين تمارينه التمهيدية كما اعتاد على ذلك، عبر أداء تمارين رياضية شعبية.
لكن ماساين، الذي كان يراقبه بدقة وهو يتحرك، عبس بين حاجبيه.
"سموك، هل أنت متأكد من أنك تستطيع متابعة الدرس على هذا النحو؟ هل تشعر بأي تعب أو انزعاج في جسدك؟"
"هم؟ لا، أنا بخير تمامًا. لماذا تسأل؟"
لقد بدأ للتو يشعر بأن قوته البدنية قد تعافت بشكل كافٍ ليتمكن من الحركة بحرية.
تساءل سونغ جين باستغراب، فأعاد ماساين طرح سؤال آخر:
"هل أنت متأكد تمامًا من أنك تعافيت تمامًا من الحمى؟"
"الطبيب قال إنه لا مانع من التمرين. هل هناك شيء خاطئ؟"
"لكن، لماذا الهالة لديك…"
راقب ماساين ملامح وجه سونغ جين بدقة، ثم تحدث بنبرة توحي بجديّة شديدة:
"في السابق، ظننتُ أن ضعف هالتك كان بسبب أنك خرجت مؤخرًا من فراش المرض. لكن حتى بعد تعافيك، لا أفهم لماذا ما زالت هالتك ضعيفة جدًا، وكأنك ما زلت مريضًا."
الهالة هي القوة التي تُعد أساس الحياة والموجودة بشكل متوازن في جميع أنحاء العالم. وحتى إن لم يكن الشخص مستخدمًا الهالة يجمعها من الخارج، فإن الجسد السليم يفترض به أن يُفعّل الهالة داخليًا بدرجة معينة على الأقل.
لكن في بعض الأحيان، يضعف هذا التفعيل لدى الأشخاص الضعفاء أو المرضى. والمشكلة الآن أن جسد موريس يبدو كما لو كان مصابًا بمرض عضال، إذ أن تفعيل الهالة لديه في حالة انخفاض شديد.
"هل يمكن إدراك مثل هذا الشيء؟ الهالة ليست شيئًا مرئيًا."
"صحيح، هي ليست مرئية. لكن إن كنت معتادًا على الإحساس بتدفق الأورا، فيمكنك أن تلاحظ حركة الهالة من حول الشخص وتقدّر من خلالها مدى تفعُّلها داخله."
يُقال إن الهالة تميل بطبيعتها إلى التوزع بالتساوي، مثل الهواء أو الماء. وإذا حاول شخص ما أن يحتفظ بالأورا داخله دون أن يُطلقها، فإن حركة الهالة في الجوار تزداد سرعتها لملء الفراغ.
ولهذا السبب، كلما استخدم الشخص الهالة أكثر أو زادت قدرته على تخزينها، أصبحت حركة الهالة من حوله أكثر نشاطًا.
وأوضح ماسين أن هذا الأسلوب يُستخدم أحيانًا لتقدير مستوى الشخص بشكل غير مباشر.
"...آه، تذكرت شيئًا!"
خطر في بال سونغ جين فجأة ما قاله له الطبيب نيننياس عرضًا خلال آخر فحص دوري له:
يبدو أن تفعيل الهالة في جسدك أضعف قليلًا من الطبيعي. أعتقد أن التدريب على استخدام الهالة سيسرع من شفائك.
وعندما نقل سونغ جين هذه المعلومة إلى ماسين ، أمال رأسه مستغربًا:
"قال الطبيب ذلك؟ ليس من الشائع وجود أطباء يستطيعون الإحساس بتفعيل الهالة، يبدو أنه ذو خبرة كبيرة."
"نعم، نيننياس لم يبدو قلقًا كثيرًا. قال إنني منذ البداية أمتلك جسدًا بطيء الاستجابة تجاهها ، وربما هذا هو السبب."
لكن ما قاله سونغ جين بعد ذلك بدا كأنه صدمة كبيرة لماسين. شهق الرجل فجأة ونظر إلى سونغ جين بعينين متسعتين.
ما الأمر؟ هل من الغريب أن أكون ضعيفًا تجاه الهالة؟ هل يجب أن أقوم بشيء صادم الآن ليصرف الانتباه؟
وبينما كان سونغ جين يغوص في أفكاره القلقة، تكلّم ماساين أخيرًا بوجه شاحب:
"في السابق…"
ظل يتردد لفترة، يحرك شفتيه دون أن تخرج منه الكلمات، ثم بلع ريقه وأخذ نفسًا عميقًا:
"حسب ما أعلمه، قبل مرضك، لم يكن هناك أي فرق ملحوظ في تفعيل الهالة لديك مقارنة بأي شخص طبيعي."
"حقًا؟"
"نعم، سموّك. لذا إن لم تكن آثارًا جانبية للحُمّى، فما السبب إذًا؟"
في الواقع، حين استيقظ سونغ جين لأول مرة في جسد موريس، شعر أن الجسد أثقل من المعتاد. ربما لم يكن ذلك فقط بسبب الوزن الزائد كما ظن حينها.
على أي حال، هو الآن بخير. لا يواجه صعوبة كبيرة في الحركة.
أدار سونغ جين ذراعيه ليُليّن كتفيه، وقال بلا مبالاة:
"ربما فقدان الوزن المفاجئ جعل جسدي ضعيفًا قليلًا. سأتجاوز الأمر قريبًا."
ورغم أن ملامح ماسين لم تكن مطمئنة تمامًا، إلا أنه أومأ برأسه في النهاية.
"نعم، الطبيب له وجهة نظر. فبمجرد أن تبدأ بتجميع الهالة، فإن تفعيلها سيزداد، مما يعني أن الشفاء سيكون أسرع، حتى لو كانت هناك آثار متبقية للمرض."
ثم بدأ يشرح له بالتفصيل طريقة التأمل. وهكذا، خطا سونغ جين أولى خطواته نحو تدريب الهالة الجاد.
* * *
وفي تلك اللحظة، في مكتب الإمبراطور، كانت قنبلة ضخمة من صنع سونغ جين قد بدأت العد التنازلي، وهي في يد أميليا.
"هممم…"
ساد صمت ثقيل، وبينما كان الملك نيت يتأمل ابنته، تنهد بصوت خافت.
وقت الخلوة بين الأب وابنته. عادة، كانت أميليا تقضي الساعات تتحدث عن الزهور والمجوهرات التي تلقتها كهدية، أو عن الأمير المجاور الذي تكن له الإعجاب. أما اليوم، فكانت تلتزم الصمت تمامًا، شفتيها مطبقتين بقوة.
بينما كان الملك نيت يتأمل شعر ابنته الوردي الناعم المنسدل وهي تُخفض رأسها بشدة، لم يستطع إلا أن يعبس قليلًا.
' ما الذي يشغل عقلها الصغير بكل هذا الهم؟ '
تساءل في نفسه.
قرر نيت أن يبدأ بفك الخيوط واحدة تلو الأخرى. وكان أول ما خطر بباله هو محاولة تغيير الأجواء بخبر من النوع الذي يسرّ ابنته.
"أميليا، عن الأمير الثاني من روهان الذي تتحدثين عنه دائمًا..."
وما إن لاحظ ارتعاشة خفيفة من أميليا، حتى تابع
"لقد أرسل رسالة يُعلِم فيها أنه سيزورنا قريبًا. يبدو أنه سيتولى ولاية العهد رسميًا بدلًا من شقيقه المريض. وقد طلب مرسومًا رسميًا لتثبيت موقعه كولي للعهد."
ليونارد من مملكة روهان.
ذلك الشاب المتأنق السطحي، الذي تغنت به ابنته منذ العام الماضي وتحدثت عنه بإعجاب لا ينتهي.
رغم أن نيت كان يكره هذا الشاب المزعج، فإنه لم يستطع معارضة مشاعر ابنته. فكما يُقال، لا يمكن للوالد أن ينتصر على رغبات ابنته.
لكن ما فاجأه تمامًا هو ردة فعل أميليا.
فبدلًا من أن تفرح، رفعت رأسها فجأة، وبدأت الدموع تتساقط من عينيها الرماديتين الكبيرتين كالجواهر.
"أبي… جلالة الإمبراطور … لا أريد أن أرى ليونارد! هذا القاسي اللعين … هذا الرجل سيكون في النهاية سبب المعاناة لي، ولموريس، ولمملكة ديلكروس!"
جفل نيت من ردة الفعل العنيفة والمفاجئة لابنته، وتجمد في مكانه، مذهولًا.
وفوق كل ذلك، جاء الانفجار الحقيقي.
" أبي الإمبراطور … انا .. لقد عدت من الموت… إلى الماضي !"
كان الأمر كالصاعقة في سماء صافية.
ومن بعد تلك الكلمات، انفتحت بوابة الطوفان. أميليا بدأت تسرد كل شيء وكأن سيلًا من الألم احتبس طويلًا ثم انفجر. غرفة المكتب الملكي اضطربت كما لو أن عاصفة اجتاحتها.
وباختصار، بحسب ما سردته، فإن ابنته الحبيبة قد خُدعت على يد ليونارد، ذلك الوغد الملعون. استدرجها بكلامه المعسول، ثم خانها علنًا، اتخذ العشيقات، وأذلّها، وأسوأ من ذلك: بدأ يعاملها بقسوة نفسيًا وجسديًا، حتى أنه حبسها في برج بارد لسنوات، وفي النهاية… قتلها أمام عينيه.
ثم، ومن تلك النهاية البائسة، عادت إلى الماضي؟
كانت قصة يصعب تصديقها بسهولة.
"آه! لقد كنتَ تعارض منذ البداية يا والدي، ولكن هذه الابنة الحمقاء… أفسدت كل شيء بيديها!"
"..."
لم يكن لدى نيت ما يقوله. فقط جلس هناك مذهولًا، يحدق بابنته التي بدأت الآن بالبكاء بحرقة.
كان في صدره الكثير من الأسئلة، ولكنه لم يستطع أن ينطق بأي منها. صوت أميليا وهي تروي قصتها كان حادًا، مملوءًا بالألم الصادق، كأنه يعصر قلبها مع كل كلمة.
"لقد فكرت كثيرًا الليلة الماضية، يا والدي… هل أحمل هذا السر وحدي؟ وهل سأتمكن بقوتي فقط من تغيير هذا المستقبل؟ حتى عند وصولي هنا ، ترددت كثيرًا… ولكن!"
"..."
"إنها مؤامرة بدأت من داخل البلاط الملكي لدولة مجاورة، وقد تؤدي إلى حرب عظيمة تعصف بالقارة بأسرها! فكيف لا أبوح بذلك للإمبراطور المقدس الأعظم في هذه القارة؟ ممن أطلب العون إن لم يكن منك يا والدي ؟! "
ويبدو أن قولها بأنها أمضت الليل بأكمله في التفكير لم يكن مبالغة. فقد كانت الهالات السوداء واضحة تحت عيني أميليا، التي كانت دومًا مثالًا للنقاء والجمال.
"…أعلم جيدًا أن كل هذا قد يبدو لجلالتك مجرد حديثٍ خيالي أو احلام لا تصدَّق. لكنني عشت تلك الأيام، وكل يوم منها كان جحيمًا لا يُطاق. لا أستطيع اعتبار تلك الذكريات الحية مجرد كابوس عابر في وضح النهار."
"هكذا… كان الأمر إذن."
"نعم، جلالتك والدي… لقد كانت رحلة العودة طويلة، طويلة جدًا."
وبعد أن كتمت شهقة بكاء أخرى بصعوبة، رفعت أميليا رأسها ببطء، وفي عينيها لمع وهج لا لبس فيه.
"ولهذا، سأنتقم. سألحق به حتى آخر حدود الجحيم. سأكسر كل آماله، وأحطمه تمامًا. ولن أرحم أي شيء يقف في طريقي!"
“…….”
"سأُشبع جوعي من جسده، وأُروِي عطشي من دمه."
هاهاهاهاها...
ابنته التي لطالما كانت أشبه بزهرة ورد، تقول كلماتٍ مرعبة وتضحك بضحكةٍ مشؤومة. رمش نيت بدهشة. هل كان مخطئًا في فهمه لهذه الفتاة طوال هذا الوقت؟
حسنًا، لنفترض أن ما قالته أميليا كان صحيحًا بالكامل. ولكن، هل يعقل أن تحمل هذه الفتاة الرقيقة في داخلها خنجرًا من الحقد موجهًا للآخرين؟ حتى في طفولتها، لم تحمل ذرة كرهٍ للدوق الذي تجاهلها لسنوات. كيف يمكن لشخصية إنسان أن تتغير إلى هذا الحد في يومٍ واحد؟
بينما كان يحدق في عينيها المملوءتين بالعداء، اقترب كبير الخدم لويس وهمس في أذنه:
"يبدو أن ملازمتها للأمير موريس مؤخرًا قد أثّرت عليها قليلاً..."
"..."
أجل، موريس.
تنهد نيت بصوت منخفض. منذ متى وكل خيوط القدر تتشابك عند هذا الفتى؟
"... أميليا."
لم يقل لها على الفور: "أنا أصدقك."
ولم يقل أيضًا: "ربما كان ما رأيتِه مجرد كابوس."
بل قال لها بكل هدوء:
"لابد أن ما مررتِ به كان وقتًا طويلًا ومؤلمًا... أليس من حقك أن تُعوّضي عن كل ذلك الآن؟"
"..."
"لو تدخلت، فلن يصبح ليونارد ملكًا. ولن تذهبي إلى روهان. وستجدين سعادتك هنا، في ديلكروس. فلمَ تضحين بالوقت الذي بالكاد استعدتِه من أجل الانتقام؟"
لكن أميليا هزّت رأسها بحزم:
"لقد أدركت، يا والدي للإمبراطور ، أن سعادتي لا يمكن أن تنفصل عن انتقامي."
في عينيها، اللتين كانتا في السابق صافيتين وناعمتين، اشتعل وهج فضي قاتم.
عندها فقط أدرك نيت الحقيقة.
انه لا يمكنه إيقافها
وفي النهاية، لم يجد سببا من أن يسألها بصوت مبحوح:
"هل لديكِ... خطة محددة؟"
فإن كان لا بد مما لا بد منه، فعلى الأب أن يمنح كل النصائح التي يستطيع تقديمها.
"أليس علينا أن نفهم أولًا، لماذا عمد ذلك الشخص إلى سجنك بتلك الطريقة المعقدة بعد أن أصبح ملكًا؟ لفهم ذلك، يجب أولًا معرفة موازين القوى في روهان آنذاك، ومعرفة وضعهم الحالي..."
"كيف أمكنك أن تنقطعي عن ديلكروس بشكلٍ تام إلى هذه الدرجة؟ لا أفهم ذلك. فحتى داخل روهان، لدينا العديد من الجواسيس المهرة التابعين لديلكروس. هل تتذكرين أي شيء عن ذلك البرج...؟"
"ألا ترين أنه من الغريب أن يكون الأمر 'حربًا مقدسة'؟ لم يكن صراعًا مباشرًا مع روهان، بل كان لا بد من حشد تحالف باسم الدين. للتوصل لسبب ذلك، علينا أن نفكر في..."
"ابنتي، ليونارد ذلك الشخص ليس قويًا في القتال كما تظنين. كيف يمكن أن تُطعني منه بسهولة هكذا؟ ذلك لا يليق بك. بدءًا من الغد، سنُعيدك إلى دروس السيف فورًا..."
وهكذا، تحوّل وقت الشاي العائلي اللطيف بين الأب وابنته، إلى جلسةٍ خبيثة للتخطيط ضد أفراد العائلة المالكة في البلد المجاور.
وبعد أن ودّع الأميرة أميليا بسلام، دخل لويس كبير الخدم إلى المكتب، ليتوقف فجأة مصدومًا. فقد رأى الملك منحنياً فوق طاولة الشاي، يضغط على مؤخرة عنقه بيده.
كانت هذه أول مرة يرى فيها كبير الخدم هذا المشهد طوال سنوات خدمته المخلصة.
تنهد نيت بصوت خافت، وقال:
"كان لعب الشطرنج دون توقف لأسبوعٍ كامل، أهون من هذا بكثير..."