143 - تابوت الأمبراطور المقدس ( 5 )

143 : تابوت الإمبراطور المقدس (5)

كان السبب وراء موت كادموس كلاين بسيطاً للغاية

بحلول الوقت الذي كان إمبراطوراً فيه ، أي قبل ٣٠٠ عام

كالعادة ، كنت أتسكع في القصر، تاركاً الاجتماعات السياسية البطيئة لأحد أحفادي ، فجأه سمعت شخصاً يبكي من الحديقة الخلفية

-إلى متى سوف أعيش هكذا بحق السماء؟ إلى متى سوف أعتني بهذا الرجل العجوز ؟

-لكن يا ريموس ، أنت هو ولي العهد للإمبراطور .

-منصب ولي العهد اللعين !

كان نادراً ما أسمع أحداً يرفع صوته ويقوم بشتمي علانية ، لذا أقتربت ببطئ وأستمعت إلى ما يقول

أوه ، أنه ريموس ، هذا حفيدي الأكبر الذي كان يرأس أجتماعاتي بدلاً عني آن ذاك

كنت أعلم أنه قد كبر في السن ، لكن يبدو أن تصرفاته لا تزال مليئة بالنشاط

-أذا كنت مخلصاً وقمت بواجبي باعتباري ولي العهد ، هل سيموت هذا الوحش ؟ هل سيتخلى عن العرش ؟

-ريموس ! من فضلك توقف ، لو سمعك أحد ما ، لكان قد أتهمك بالخيانة !

-دعهم يتهموني بذلك ! فقد ضقت ذرعاً منه

ما كان يقوله هذا الحفيد كان أكثر خطورة مما كنت أعتقد

و نبرة صوته اليائسة أثرت بي

كان صوته اليائس مزيجاً بين الحزن والغضب والأحباط ، مما جعل كادموس يتعاطف معه بشدة.

-أنت لا تعرف عم تتحدث ، جميعهم !

جدي ! وجدي الأكبر ! عمي ! وأبي !

جميعهم قضوا عقوداً في تلميع عرش لم ولن يرثوه أبداً !

-لكن ، لورد ريموس.. .

-أصغر أبن له يبلغ من العمر عاماً واحداً فحسب ! وهو الأول في خط الوراثة ! هل سيضطر أطفالي لأنتظار موت جدهم بهذه الطريقة ؟! مثل ما أنتظرت انا موت والدي وجدي ؟

كان حفيده يبكي

-هل تعرف كيف ينظر الي الجميع في المجلس ؟ كيف ينظرون الي وهم يتوقعون موتي ويتمنونه؟ أو النظريات التي يتحدث عنها الجميع بأنني مجرد خادم يبقي العرش لامعاً حتى يموت ؟

عندها فقط أدرك كادموس

' ما حدث لأحفادي كان فوضى '

الأطفال الذين أنجبهم من أمبراطورته أيام شبابه قد ماتو ، وخلفو أحفاد واحفاد

وآخر طفل ولدته الإمبراطورة الشابة الصغيرة قبل بضع سنوات يتعلم الآن المشي ، عمره عام واحد

كان الإمبراطور كادموس يُبجل باعتباره نصف حاكم ، لكنه لم يحكم مباشرة أبداً ، لأن سلطته كحاكم أندثرت بالفعل لأنه لم يكن لديه فرصة ليرث العرش

عندما وصلنا لهذه المرحلة أدرك كادموس الذي لا يفكر بعواقب أفعاله أنه لا يستطيع الأستمرار ، وجوده قد يكون خطراً يتسبب في تدمير ديلكروس

-هل حان الوقت لي للتنحي عن العرش ؟

نظر كادموس في يديه . وحرك القوة المقدسة حسب إرادته ، وومضت القشور الذهبية الشاحبة من ذراعيه

لم يسبق لأي أحد من أحفاده أن يرث هذه القوة المقدسة ، وجود هذه القدرات بين يديه الآن كان يعني أن لديه سيطرة كاملة وحده عليها

هل سيكون عمر هذه القوة المقدسة أطول ، وتحتفظ بشكلها الحالي دائما ؟ بعد كل شيئ كانت سبب أستمرار ونمو ديلكروس الى ماهي عليه الآن

-لم لا تستعمل قوانين العالم الخيالي ؟

عندما شاركت مخاوفي مع صديق قديم لي ، قدم لي سيجورد سيجوردسون ، وهو راوي قصص يسافر عبر هذا البعد ، اقتراحاً جيداً

-أذا قمت بسد مجرى الطاقة داخل جسدك ، ستحتفظ بالطاقة داخل جسدك ، ويمكنك أن تورثها لأحفادك بعدها

-ولكن ماذا لو فقدت السيطرة عليها وأختفت تماماً ؟

-عندما تصل لحدودك ، سيكون عليك أن تأخذ بعضاً من القوة المقدسة لأحفادك ، سيصبحون أضعف وتتلاشى قوتهم مع الوقت لكن سيؤكد هذا أستمرارية ديلكروس على ماهي عليه لفترة أطول

أنا أرى ..

قال الراوي بابتسامة واثقة لكادموس ، الذي أجاب بالموافقة ولكن بدا عليه القلق

-لا تقلق كثيراً يا صديقي القديم ، حتى لو تلاشت قدراتك مع الوقت فسيمنع التابوت الهالة المقدسة من التسرب خارجاً ، لأن هذه هي قوانين العالم الخيالي التي سنضعها لك

ابتسم كادموس بارتياح ، و أطمئن بأن تابوت الإمبراطور المقدس سيعمل بشكل صحيح ،

حسناً ، هلا أخذنا بعضاً من الراحة ؟

ليس وكأنني عملت كثيراً على أي حال

وبهذه الطريقة تم دفن الإمبراطور الأول في تابوت وكأنه لا يزال على قيد الحياة

وريموس الذي ورث بعض من قوته المقدسة أصبح ثاني إمبراطور مقدس عظيم ، بدأ حكمه الدموي بإعدام جميع رعاياه سيئي الحظ ، بدأً من طفل الإمبراطورة الشابة والذي بلغ عاماً واحداً هذا العام

***

بعد مرور مئات السنين ، ترسخت قواعد المملكة وأصبحت مركزاً يمثل القوة والقداسة للقارة بأكملها

و تمتع كادموس بتقاعد مريح .

لعقود من الزمن، ظل يتجول هنا وهناك كروح ، وأحياناً عندما يشعر بالملل ، يستعير جسد شخص سيموت قريباً ليعيش حياة جديدة.

لسوء الحظ ، كانت الأرواح التي يأخذ مكانها تتلاشى دون أن تترك أثراً لكنه لم يهتم ولو قليلاً

وفقاً للاتفاقية الأصلية التي أبرمها الحاكم الرئيسي ، كان معظم الأرواح التي ماتت في بُعد ديلكروس ينتهي بها الأمر في أيدي الشياطين رفيعي المستوى

كان كادموس يحاول جاهداً أن يبرر لنفسه أنه سيكون من الأفضل أن تختفي الروح بسلام بدلاً من المعاناة في جحيمهم إلى الأبد

القديسة جراسيا كانت أمرأة ولدت من طقوس كهذه

هذه المرأة المسكينة كانت تهمل جسدها وروحها وتهتم بالآخرين ،أي نوع من النساء هي تلك ؟

تسائلت إلى أي مدى يمكنها أن تتحمل ، شاهدتها وهي تُحاكم وتُحاكم ، وأستخدموا قواهم المقدسة ليبقوها على قيد الحياة ، وقبل أن أعرف ذلك ، أصبحت قديسة تبجلها الأجيال القادمة

وقبل 20 عاما

قرر كادموس أن الوقت قد حان لسحب القوة المقدسة التي منحها لنسله بالكامل

في ذلك الوقت، كانت كل الطاقة المقدسة التي بقيت في نسله تتركز بشكل خاص في طفل واحد . عندما نظر لمصير الطفل ، رأى أنه سيموت ، أعتقد كادموس أنه على حق ، و نحت علامة القداسة على جسد الطفل

لكن ، عكس ما أعتقده ، لم يظهر الطفل في حفل تكريم تابوت الإمبراطور المقدس الاول .

غضب كادموس وظهر بروحه أمام الإمبراطور المقدس السادس عشر ، الذي دخل الطابق السفلي وحده دون أبنه المقصود ، ووبخه بشده أن يبحث عن حفيده ويحضره إليه

(( الإمبراطور السادس عشر هو والد نيت ))

لكن هذا الحفيد التافه ، صرخ رعباً وهرب خائفاً يرتجف من الطابق السفلي ولم يعد بعدها أبداً

"كل هذا بسبب ذلك الطفل..." … .'

غضب كادموس واشتعلت عيناه مثل الشعلة أمام حفيده الذي ضحك أمامه باستهتار

ردة فعله مذهلة حقاً ، من أين أتى هذا الحفيد بحق الجحيم ؟

على عكس رد فعل والده الذي لم يكن شيئاً مميزا ، بمجرد ظهور العلامة على جسد ابنته ، غضب وختم روحه في قبو الكنيسة حتى لا يستطيع التحرك ، كادموس الذي كان نصف حاكم

على الرغم من أنه من الممكن لكادموس أن يفعل ذلك أيضاً لأنه كان مكاناً محكوماً بقواعد العالم الخيالي ، إلا أن ما فعله كان مثيراً للأعجاب

وطبعا ، كون هذا الأمر دنيئاً ومزعجاً للغاية كان أمراً منفصلاً

[لم يفت الأوان بعد ، أيها طفل ، هل تعلم كم عدد المصائر التي تغيرت بمجرد أن حبستني هنا وقلبت الدنيا رأساً على عقب ؟ لهذا .. أردت أرسال تلك القديسة المزيفة وأصلاح كل شيئ أليس كذلك ؟]

(( يقصد هنا عدد المستقبلات والأشخاص الي تغير مصيرهم بسبب قرار نيت أنه ينقذ سيسيلي ))

"... … ".

[الآن ، أعطني أبنتك بطاعة ، إذا فعلت ذلك ، فسوف آتي شخصياً إلى هذا العالم في جسد تلك الطفلة وأعاقب هؤلاء الوقحين و سأرفع بكل سرور تلك الأعباء الثقيلة عنك ]

"... "

" نفس الشيئ لك "

بمجرد أن قال أنه يريد سيسيلي، ظهر ضوء غريب في عيون الإمبراطور الرمادية الفضية التي كانت تحدق في كادموس

"من تجرؤ على التحدث عن المصير والسبب والنتيجة أمامه؟ "

"هل تعتقد حقاً أنني لن أعرف هويتك الحقيقية ؟"

[…] ماذا؟]

"أذا أردت حقاً أن ترى القوة المقدسة الأصلية وتسمع ذلك الاسم النجس القديم البدائي مرة أخرى ، فلك ذلك "

[ … !]

وووم!

صوت أنهيار

أصبحت هالة كادموس تطلق صوت زئير ضخم ، وصرخ كادموس في وجه الإمبراطور المقدس حتى برزت أنيابه داخل فمه

شيئاً فشيئاً ظهرت قشور ذهبية شاحبة هنا وهناك على جسده

[أنت من أردتها أن تنتهي بهذه الطريقة ، تذكر ذلك ... ]

أصبحت هالة كادموس أكبر شيئاً فشيئاً حتى غطت مكتب الإمبراطور بأكمله

رفرف رداء الإمبراطور المقدس بعنف وتطاير الأثاث هنا وهناك ، بسبب الرياح التي تهب من العدم

وأصطدمت الطاولات والأواني ببعضها البعض قبل أن ترتفع في الهواء

"هذه الطريقة مناسبة لكلينا ، كنت أظن أنك ستترك لنا مجالاً للحوار ، يبدو أنني كنت مخطئاً "

بووم !

وبسبب التيارات الهوائية القوية القادمة من هالتهما ، بدأ مبنى القصر الرئيسي بأكمله يهتز كما لو كان هناك زلزال

ظهر صدع في الجدار على أحد جدران المكتب ، و تطاير الغبار الحجري المتصاعد حولهما

آن ذاك وقف أحد ما بينهما وقال

"حسنا ، حسناً هلا توقفتما الآن؟ "

" بفضلك تدمرت الحديقة الخارجية بالكامل وأصبحت في حالة من الفوضى الآن ! "

"... … !؟"

[…] كيف وصلت الى هنا؟]

استدار الإمبراطور وكادموس في نفس الوقت نحو مدخل المكتب الذي جاء منه الصوت.

لا يعلم أحد لكم من الوقت كان يقف هنا ، لكن وقف الصبي بعد أن تعثر مستنداً على الباب المكسور

بدأ موريس بالتذمر

كان مغطى بالجروح في كل جسده ، مسح الدم من فمه وأنفه وأبتسم بمرح

" يبدو أنكما كنتما مندمجان بالحديث ولم تلحظا ذلك ، لكن أن لم تتوقفا الان ، فقد ينهار القصر "

"هناك الكثير من الضيوف المهمين في القصر والذين يقيمون لأنتظار حفلة عيد الميلاد ، هل سنخاطر بسلامتهم أيضاً ؟"

فوجئ الأثنان وتوقفا عن نشر هالتهما وكأنهما قطعا أتفاقاً

[…]

[ م- ما ذلك الفتى ... !]

قبل أن يتمكن كادموس من قول أي شيء

وووش !

فجأة، هبت رياح هالة قوية وقذفته من الشرفة في غمضة عين

[…] … !؟]

كا بووم !

صوت سقوطه من الشرفة كان عالياً

استيقظ كادموس، الذي تم إلقاؤه فجأة في حديقة القصر الرئيسي مع المكتب المكسور ، في موقف مهين ، نظر أمامه ووجد أن الإمبراطور المقدس لم يعد يعيره أنتباهاً وأندفع نحو الصبي ، يسكب الهالة المقدسة عليه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه

”موريس ! ، ماذا تظن نفسك فاعلاً تضع رأسك أمام الجدار المكسور ؟! "

" أوه ، هل كنت تتحدث معه عن شيئ مهم ؟ أنا أسف ... "

"لا ، كنت أضيع وقتي على شيء غير مهم "

" هل تشعر أنك بخير؟"

"نعم ، أنا بخير الآن ، شكراً لك "

كيف أصبح الجو هكذا ؟

حدق بهم كادموس، الذي أصبح فجأة متفرجاً ، فتح فمه بذهول

"على أي حال ، لماذا أنت هنا ؟"

"أوه ، إنها ليست مشكلة كبيرة ، أردت فقط أن أخبرك بشيء ما لذلك توقفت أمام القصر للحظة ، لكنني لم أجد أحداً ما في الجوار ، وكان القصر فارغاً "

"وأضافة لهذا أصبح القصر يهتز فجأه وشعرت بحضور غريب في الداخل، لذلك جئت لأرى ما حدث "

"موريس .. في هذه الحالة كان عليك أستدعاء الحراس أو الانتظار حتى يهدأ الوضع !"

"هاها ، نعم لكن لم أستطع كبح فضولي "

" هل تظن نفسك فعلت شيئاً جيداً ؟ "

تيييك !

" أوووتش ! "

بعد صوت الصفعة ، سقط الصبي على الأرض وهو يفرك جبهته

قفز كادموس ، الذي كان عاجزاً عن الكلام ، مرة أخرى إلى شرفة الطابق الثاني ورأى الصبي يتدحرج على الأرض ، ممسكًا بجبهته ، بينما نظر إليه الإمبراطور و قال

تسك !

يبدو الآن مسالماً للغاية، ولا يهتم بوجوده حتى

صر كادموس على أسنانه ، وكبح الغضب العارم الذي أجتاحه

[…] هل تقول أنك تجرؤ على تجاهل جلالتي الآن؟]

ثم نظر إليه الإمبراطور بتعبير منزعج للغاية وقال

"ألق نظرة جيدة عليه يا بني "

"... نعم؟"

عندها نظر الصبي إليه مرة أخرى، وهو يفرك جبهته، مد الإمبراطور المقدس إحدى يديه ببطء تجاه كادموس واستمر في الشرح

"قوانين العالم الخيالي فريدة جداً من نوعها واحياناً تحدث أشياء لا يمكن تفسيرها من خلال القوة وحدها «أهم قانون بينهم هو [الشرط]»

"الشرط ؟"

"نعم، ما لم يتم استيفاء هذا الشرط، لن يمكنك دخول المنطقة او مساحة ما مهما كانت قوتك "

ثم أمال الصبي رأسه وسأل

" منطقة لا نستطيع اختراقها حتى بالقوة ؟"

"نعم. على سبيل المثال ، مثل الباب الذي لا يفتح إلا بشرط معين ، كما في المتاهة "

"أها ! "

مع استمرار شرح الإمبراطور ، أصبح تعبير الصبي أكثر إشراقاً ، ولكن من ناحية أخرى، كان مزاج كادموس الغاضب يزود أكثر فأكثر

"لذلك، حتى مع وجود مثل هذه الهالة القوية بجانب هذا الرجل ، فأنه لا يمكنه التحرك لأن جسده مختوم داخل مساحة مغلقة داخل كنيسة قديمة "

عندما قال ذلك

طق !

صوت تحطم

كان كادموس قد وصل إلى حدوده

***

ياساتر يا موريس وش سوييت 😭

بالنهايه طلع كادموس مهايطي قدام الإمبراطور حقنا 😏

Insta : ghtae.7 🌹

2024/07/17 · 261 مشاهدة · 2004 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2024