168 : التهديد (1)

في ذلك المساء، أقيمت المأدبة الاخيرة لعيد الميلاد الذي استمر لثلاثة أيام

أقيمت المأدبة هذا اليوم في جو هادئ إلى حد ما ، وبما أن معظم الناس قد تبادلوا التحيات بالفعل، فقد حان الوقت لإجراء محادثات سياسية أكثر عمقاً

قدم سيونغجين رسمياً الماركيز رافيزيوري وتشارلز إلى أميليا

"لقد أرسلت لي هدية ثمينة أيها السيد الشاب رافيزيوري ، كنت أنظر إلى براعم الزهور في الدفيئة لفترة طويلة ، ولم أعلم بقدوم الربيع وتفتح الازهار المميزة خارج القصر حتى رأيت هديتك "

"لا توجد أي زهرة قد تضاهي جمالك ، ستصبح كلها عديمة اللون بجانبك ، الآن أدركت أن تجهيزاتي لم تكن كافية "

كان الأثنان يتحدثان معا بشكل جيد وتجاذبا أطراف الحديث بودية وأهتمام

عندما كانت أميليا مع إخوتها، غالباً ما كانت تعبر عن مشاعرها الحقيقية بنبرة لطيفة وناعمة

لكن في المناسبات الرسمية، كانت جيدة بشكل مدهش في أسلوب التحدث الأرستقراطي المليء بالبلاغة واللف والدوران

الآن بعد أن تذكرت ، قالت لي شيئاً كهذا سابقاً ...

-يحب الناس إخفاء مشاعرهم الحقيقية وراء لغة الزهور أو الرسائل المنمقة ، لكن في معظم الحالات، لا يعني ذلك أنك تحاول حقًا إخفاء مشاعرك، ولكنك تتأمل أن يعرف عنها الشخص الآخر بشكل طبيعي

سمعت أنها خجولة ولا تقوم بالكثير من الأنشطة الاجتماعية، لكن الآن بعد أن نظرت إليها، كان من المدهش أنها تبدو أكثر خبرة من إيزابيلا، ملكة الدوائر الاجتماعية

بالمناسبة

' هذا الرجل يستمر بمدح أمير بريتاني مرة أخرى '

نظر سيونغ جين إلى تشارلز بتعبير متجهم ، لم يعجبني الأمر لأنه كان من الواضح أن ذلك الطفل المتكبر يحاول الترويج عن زواج سياسي بين ديلكروس وبريتاني

[لماذا تثير ضجة بعد أن عرفتهم عليها ؟]

' إذا كان هذا شيئ تسعى له بريتاني ، فسنحصل بالتأكيد على شيء منهم بالمقابل '

مثل موضوع خطوبة ذلك الفتى موريس الذي كانت مجرد ' أحاديث ودية '

علاوة على ذلك، شعرت بطريقة ما أن أميليا تريد بناء مجموعة واسعة من العلاقات في حفلة عيد الميلاد هذه ، وخاصة نبلاء روهان وبريتاني ، نظرًا لأن سيونغجين لم يكن لديه سوى عدد قليل من العلاقات التي يمكنه أن يستفيد منها ، فقد كان قادراً على تفادي بعض المشاكل ، و يبدو أن المركيز دي لافيجوري ينتمي إلى عائلة قوية إلى حد ما في بريتاني

«علاوة على ذلك، أيًا كان من تتحدث إليه أميليا ، سيكون أفضل من ثرثار روهان ، أليس كذلك؟»

[…] هل تكره ذلك الرجل الى هذا الحد ؟]

نعم ، لماذا؟

والغريب أنني كلما رأيته أشعر فجأة أنني أريد أن آخذه إلى مكان ما وأدفنه بصمت دون أن يدري أحد

هل لأن عينيه تبدوان مثل شخص مريض نفسياً ؟

[أنظر إلى نفسك أولاً ، وتصف نفسك بالطبيعي وانت أقرب له ]

'... اسكت!'

على أية حال، بدا كلا من أميليا وتشارلز راضين عن هذا الاجتماع

'كم هي جميلة وأنيقة الأميرة ، سوف تتماشى جيدًا مع الأمير فيليب! عندما أعود إلى بريتاني، سأضطر إلى إقناع والدي بالمضي قدماً في الزواج السياسي بشكل جدي "

"كان فيليب بريتاني أميراً حكيماً ، عندما اندلعت الحملة الصليبية، انضم إلى قوات الحلفاء للمرة الثانية وواجه ليونارد روهان ، لذا، فإن بناء علاقة جيدة معه ، سيكون مفيدًا بعدة طرق لتوجهاتك في المستقبل "

وفكر سونغ جين وهو ينظر إلى هذين الشخصين

"في هذه الحالة ، هل يجب أن أعرفها على كلوي ؟" … .'

في ذهن سيونغجين، كانت كلوي بالفعل الرئيسة المستقبلية لوزارة خارجية في ديلكروس

-في الوقت الحالي، أنا أدرس اللغات الأجنبية كهواية فقط، ومع قدراتي الأخرى، فكيف لا أكون أنا الأنسب في الاحاديث الدبلوماسية ؟

كما أنها تتمتع باستنتاج ذهني سريع، لذا بغض النظر عن الموقف الذي تضعه فيها ستقوم بلا شك بالرد بكل دبلوماسية

لا أعرف ما الذي تريد أميليا أن تفعله في المستقبل ، لكن كلوي ستصبح بالتأكيد اليد اليمنى لها مستقبلاً

' بقي وقت قليل لأعرفها على كلوي ، لكن سأبذل جهدي لأصنع فرصة ما !'

أميليا دائماً ما تكون مشغولة بدراستها ، لذلك ربما تساعدها كثيراً ويعمل الاثنان معا لتعلم اللغات الأجنبية

"لكن أكثر ما خيب أمالي هو العلاقات الاجتماعية لها في ديلكروس ... … .'

لأن زواج أميليا له تأثير على مصلحة بلادهم ، النبلاء من جميع أنحاء القارة كانوا يحاولون ترك أنطباع جيد أمامها ولو بشيئ بسيط

لكن عكس ذلك ، النبلاء في ديلكروس تجاهلوها تماماً ، لأنهم يظنون بأنها ستتزوج وترحل إلى بلد أجنبي في كل الأحوال ، لم يعطوها حتى فرصة

لقد كانوا يتسكعون حول الإمبراطورة والملكة إليزابيث ونادرا ما أعطوا أميليا أي أهتمام

"سيكون الأمر صعبًا ما لم تجد شخصاً يعرف طابع العالم الاجتماعي جيداً وتوظفه كمساعد لها "

فجأة تذكر وجه إيزابيلا

ملكة المجتمع النبيل التي كان من الممكن أن تصبح اليد اليمنى لأميليا لو لم تقع تحت سحر سيجورد سيجوردسون...

بينما كان يفكر بعمق، سار شخص بهدوء بجانب سيونغجين وهمس في أذنه

"... بيثيلا!»

"... … ".

نظر سونغجين إلى ليونارد، الذي كان يبتسم بجانبه نظرة غريبة ، على الرغم من أن عينيه كانت فارغة كمريض نفسي ، إلا أن ذلك اللقيط كان يضحك و يشرب من كأسه وكأنه يقول " ما الجيد في التحدث مع نبلاء بريتاني " ، ذلك الوغد

"ثلاثة أيام مرت في غمضة عين ! أشعر بالسوء لأننا سنترك بعضنا الآن، فقد أصبحنا أصدقاء للتو ! "

أنت محظوظ لأن عيد الميلاد كان لمدة ثلاثة أيام، أيها الوغد ذو العيون المجنونة

لو أستمريت في مغازلة أختي ليوم واحد آخر ، لكنت وضعت المسائل الدبلوماسية جانباً ودفنتك بنفسي!

"صحيح ، كنت أفكر في ترتيب لقاء لك بصديقي في وقت ما قريباً ، متى سيكون الوقت المناسب لكما ؟"

حسنا، ماذا علي أن أفعل الان ؟ فكر سيونغجين بتعبير متجهم

في البداية، كنت أخطط للتحقيق عن المنظمة المشبوهة التي تسمى "إخوة الراحة " أو شيء من هذا القبيل معه ، لكن حقيقة أنه كان يحوم حول أميليا مثل الذباب أصبحت مزعجة أكثر فأكثر

"أعتقد أن الأمر سيكون صعباً لبعض الوقت ، لأنني أفكر في الذهاب لمكان بعيد الآن "

كان من المقرر أن يعود أوردين سيسغموند إلى منزله فور انتهاء حفلة عيد الميلاد

نظرًا لأن سيونغجين كان ظاهرياً في وضع يسمح له بزيارة منزلهم بدعوة من الدوق الأكبر سيسغموند، فقد كان عليه تنسيق جدول أعماله معه ، وكان يخطط لإضافة فريق تحقيق ضخم إلى طاقمه سراً قبل الذهاب

إذا قامت فرقة عمل الوحوش بالتحقيق رسميًا في المنطقة، فمن المرجح أن يبذل المرغريف قصارى جهده لطرد سيونغجين ومجموعته

لكن ليونارد، الذي سمع كلماته ، أجاب على مهل

"لا بأس ! لا يهم ، بعد حفلة عيد الميلاد، ستقام الولائم هنا وهناك لفترة من الوقت ، في الوقت الحالي، أخطط للبقاء في ديلكروس لزيارة الأماكن التي تمت دعوتي إليها ، أرسل لي رسالة عندما تكون متفرغاً"

يتحدث معي ويسترق النظر لأميليا مرة أخرى ؟

ظهر عرق على جبين سيونغجين من العصبية

«ليس لديك ما تفعله هنا ، أنقلع أيها السنونو الثرثار !»

هكذا انتهى حفل عيد ميلاد هذا العام

وفي تلك الليلة، وردت أخبار تفيد بأن إيزابيلا من عائلة سكارزابينو قد استعادت وعيها

***

تمكنت إيزابيلا، التي استيقظت، من الحفاظ على هدوئها، على عكس ريكاردو

لو تم التخلي عنها من قبل الجسد الأصلي، لكانت قد عانت من تغيرات مختلفة في الذاكرة وكان ستصبح في حالة من الذعر

لكن ، أصبح الجسد الرئيسي أيضاً في طريق مسدود ، و ليس هناك فرصة لتستعيد وعيها كسيجورد مجدداً

على الرغم من فقدانها الاتصال معه ، إلا أنها تعرف الآن مكان وجود سيجورد سيجوردسون الحقيقي ، لأنني أعرف من هو آخر جسد له

"لقد كانت مشكلة ستأتي لا محالة "

فكرت إيزابيلا...

لا ، بل فكر سيجورد

بعد أن قُتل جسده على يد الإمبراطور المقدس منذ سنوات عديدة، كان بالكاد قادرًا على البقاء على قيد الحياة عن طريق نقل روحه من دمية إلى دمية

وكانت هناك آثار جانبية للعيش كطفيلي على جسد شخص آخر ، لأنه على الرغم من أنه استخدم جسد دمية ذات شخصية ضعيفة قدر الإمكان، إلا أنه لم يستطع أيضاً تجنب التشويش التدريجي لروحه تحت تأثير الدمية

ومع ذلك، فإن الجسد الاخير المتبقي للجسد الرئيسي هو الذي لم يرغب في استخدامه قدر الإمكان

رجل كان خجولًا للغاية لدرجة أنه لم يتمكن تماماً من السيطرة عليه، على الرغم من أنه كان يستعد لذلك منذ طفولته

"لا أعرف إلى متى يمكنه الحفاظ على روحي تلك ..." … .'

لذا، أجبرته الظروف على مغادرة جسدها، لكن إذا تمكنت بطريقة أو بأخرى من مقابلة الجسد الاخير ، فإن محرك الدمى سيعود بالتأكيد إلى جسدها

"دعونا نترك ديلكروس بمجرد أن نكون مستعدين "

من الليل استيقظت حتى صباح اليوم التالي

وضعت خططًا للسفر دون أن تنام. الفكرة الوحيدة التي كانت في ذهني هي مقابلة الجسد الاخير في أقرب وقت ممكن

وبينما كانت تتخذ هذا القرار، جاء زائر غير متوقع لزيارتها في الصباح لقد كان الأمير موريس هو من جاء بباقة زهور غير متناسقة

"مرحباً يا .. سيجورد سيجوردسون ، تبدين أكثر حيوية مما أعتقدت "

بعد إعداد المرطبات البسيطة في غرفة الرسم واستقبال الضيف ، جلس الأمير مقابل إيزابيلا وابتسم

من الواضح أنه لا يوجد أي أثر للمزاح في تلك العيون الرمادية التي تحدق بها

شعرت إيزابيلا بشعور غريب ، وتحدثت بصوت يرتجف

"لقد تركني سيجورد سموك موريس ، والآن أنا إيزابيلا... … ".

"لا تكوني سخيفة .. "

"سموك … … ".

"كان لدي بعض الأمل في أن إيزابيلا الحقيقية ستظل هناك بداخلك ، لكن ذلك كان بلا جدوى لك ، وبقي حضوره سليماً في داخلك "

"هذا الشعور اللزج القذر ، مثل هذه الطفيليات ، أستطيع تمييزه بسهولة "

"... … ".

ظلت إيزابيلا، أو بالأحرى سيجورد سيجوردسون، صامتة

الأمير موريس هو العراف ، أوراكل الجيل القادم ، إنه السبب والنتيجة الوحيد والشخص الوحيد الذي يستطيع الملك أستخدامه كسبب للهجوم على أي أحد في أي وقت

حتى لو تغيرت شخصيته فجأة، فإن هذه الحقيقة لن تتغير أبداً

مر توهج فضي في عيني الأمير أمامها

بينما كانت ترتجف وتمسك بالشال الملفوف حول كتفيها، الأمير موريس، الذي كان يدرس تحركاتها للحظة، قال ..

"آنسة إيزابيلا "

صوت كاذب يمثل النعومة ، كما لو كان يهدئها

"ليس من طبعي أن اترك الاشخاص الخطيرين أمثالك أحياء ، و لا أستطيع أن أسمح لشخص مثلك أن يظل يتنفس بجانب سيسلي ، لكن والدي هو من أنقذك ، لذا، واحتراماً لإرادة والدي، سأعطيك فرصة أخيرة"

"فرصة… ؟"

"نعم "

أومأ الأمير برأسه واستمر في الحديث

"سأعطيك فرصة لتصبحي السيدة إيزابيلا مجدداً "

أصبح سيجورد سيجوردسون محرجاً

أعود وأصبح إيزابيلا مجدداً ؟ كيف؟

"كان هذا شيئاً تبرعين فيه كالسحر أليس كذلك ؟ أستعملي المرآة أو أي كان وراقبي تصرفاتك فيها"

"لماذا لا تحاولين فعل شيئ كهذا لنفسك ، ولتعودي أنسانة كريمة ، تماماً كما فعلتِ وقلدتِ محرك الدمى؟ "

"هذا غير معقول ... … ".

"لا يهم كيف تفعلينها ، أبذلي جهدك ، الموعد النهائي هو عندما أعود من أراضي سيغيسموند "

والتقط الأمير موريس فنجان الشاي أمامه ووضعه في فمه ، بعد أن شرب الفنجان ، عبس كما لو أنه لا يناسب ذوقه

"عليك أن تعلمي ذلك ، أنتي في النهاية كنتي تعتقدين أنك لا تزالين سيجورد سيجوردسون، لكنه أساساً عدوك الذي تسبب في خسارتك لنفسك ، إنه الوغد الذي سرق حياتك وشخصيتك ، ليس جسدك فقط ، بل عقلك أيضا ، وما زلتِ تحاولين أن تصبحي مثل ذلك الشخص ؟"

"... … ".

"لم يتبق منها الآن سوى أثر قليل بداخلك ، ولكن لا يزال بإمكانك التفكير في الأمر باعتبارك خطيبتي ، يا آنسة إيزابيلا ، إذا نجحتي في أن تعودي كإيزابيلا ، فسوف أساعدك على الانتقام من الرجل الذي فعل هذا بك"

ثم قالت بصوت يرتجف

"لكن… لكن كيف يمكن أن يكون هذا؟"

بدأت الدموع تتساقط من عينيها الفيروزيتين الجميلتين

"أنا أعرف بالفعل الخطة الكبرى ! لقد رأيت ذلك العالم الجميل وتلك القصص المتقنة بأم عيني ! كيف يمكنني العودة إلى كوني مجرد إنسان ؟"

ومع ذلك، قوبل هذا السؤال الحزين بإجابة باردة للغاية

"بالطبع، لأن حياتك تعتمد على ذلك"

"جميعنا نريد التمسك بحياتنا والبقاء ، ما فائدة القصص والمسرحيات طالما تعيشين الواقع ؟"

نظر الأمير موريس مباشرة إلى عينيها المرتعشتين واستمر في التحدث بوضوح

"إستمعي جيداً ، عندما أعود من الشمال وأزورك مرة أخرى، ستكونين إيزابيلا سكارزابينو المثالية، على الأقل من الخارج ، والا سأنتقم منك وأقتلك ، لأنني مازلت غاضباً بكل صراحة ، لأنني لم أنتقم لأختي الصغرى بشكل جيد "

ثم ابتسم الأمير بخبث نحوها

"لذا ضعي ذلك في الاعتبار إذا كنتي لا تزالين سيجورد سيجوردسون عندما أعود... … ".

للحظة، بدا أن عينيه تتألقان، وينبعث منهما توهج رمادي فضي.

"سوف أقتلك بالتأكيد بيدي هاتين ، هل فهمتي ؟"

"... … !"

أرتعشت عظامها ونظرت للأسفل برعب

أن تصبح سيجورد سيجوردسون مرة أخرى ، ذلك الحلم لن يأتي أبداً

2024/08/01 · 348 مشاهدة · 1990 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2024