الفصل 172

مركز الإمدادات (3)

"لقد أعددنا لك سريرًا داخل العربة يا صاحب السمو "

بعد عشاء مرهق إلى حد ما، اقتربت إيديث من سيونغجين، الذي كان يحتسي الشاي الذي أعده له برونو بعد العشاء

كانت العربات الإمبراطورية الطويلة التي جلبتها مجموعة سيونغجين مصممة لتسمح بتركيب صناديق الأمتعة المحملة في الخلف في المقاعد لاستخدامها كسرير

بالطبع، لم يكن حمل الصناديق الثقيلة ونقلها مهمة سهلة، ولكنها لم تكن تشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة لإديث، مستخدمة الهالة البارعة

مجموعة فرسان الذئب، الذين كانوا يراقبون إيديث بعيون واسعة تفاجئوا منها ، حيث كانت ترفع وتحمل الصناديق الثقيلة والتي تحتاج عدة رجال لتحريكها دون عناء

"آه، اذاً فهي لم تكن خادمة، بل كانت فارسة شخصية ! لهذا السبب...!"

"لحماية الأمير سراً، كانت تخفي هويتها الحقيقية !"

منذ تلك اللحظة بدأ فرسان الذئب في مخاطبة إديث باحترام بلقب "الفارسة المحترمة إيديث"

بالطبع، إيديث الحمقاء فقط أمالت رأسها وهي تنظر اليهم بارتباك ، لذلك فإن سوء الفهم سيبقى دون حل ، على الأرجح لفترة طويلة جداً

[هيك هيك هيك ، أنا في حالة سُكر]

بينما كان سيونغجين يحتسي الشاي و يستمتع بدفء النار، أصدر ملك الشياطين صوتًا غريبًا و خرج من ذهن سيونغجين ، وأصبح الآن يستمتع بالتجول بين الناس السكارى وأستحواذ أجسادهم

هذا اللقيط، هل يستغل أجساد الناس ليفرط في الشرب ؟

[أنا فقط أستعير أجسادهم قليلاً]

وضح له ملك الشياطين، بمعنويات عالية

[على الرغم من أننا غادرنا العاصمة الإمبراطورية، بسبب حاجز والدك، فأن أعود الى قدراتي وأكتشف الارواح هو أمر مستحيل ، لكن من خلال الاستحواذ على الحيوانات ذات العقول ضعيفة أو أشخاص لا يركزون ، يمكنني التأثير مؤقتًا على تحركاتهم أو استعارة حواسهم ، مثل الشرب ! يمكنني أن أشرب بأجسادهم حتى الثمالة هاهاهاهاها ! ]

في الوقت الحالي، كان هناك سكارى منتشرين في كل مكان ، وكان معظمهم من البشر ذوي التركيز الضعيف والعقلية الضعيفة للغاية

هل شرب الكحول ممتع لهذه الدرجة؟

انذهل سيونغجين من مشاعر السعادة المذهلة التي انتقلت في ذهنه عندما عاد ملك الشياطين اليه

ولكن بعد ذلك

[بالطبع ولم لا ؟ حتى العشب يصبح لذيذاً أن تذوقته بفم حصان ]

أجاب عليه ملك الشياطين على الفور ، وأضاف بصوت يشعر بالحنين إلى حد ما

[لقد أمضيت الأشهر القليلة الماضية وأنا أعيش كروح فقط ، لم أستطع الأكل أو الشعور بأي أحاسيس ، هل يمكنك أن تتخيل كيف شعرت كل ذلك الوقت ؟]

'همم…'

بتفكير سيونغجين البسيط ، بدا أن الجوع كروح سيكون مرهقًا للغاية ، بغض النظر عما إذا كان لديك جسد يمكنه الشعور بالجوع أم لا

إن رؤية مدى انزعاج سيو ييسيو مؤخرًا بعد حرمانها من وقت تناول الطعام على يد كادموس كان دليلاً على ذلك

ثم فجأة، خطرت فكرة في ذهن سيونغجين

"مهلا، هل يمكنك أن تفعل ذلك بي أيضًا؟"

[افعل ماذا ؟]

"ذلك الشيء الذي يتعلق باستعارة الحواس ، إذا فعلتها ، ستكون قادرًا على أن تشعر بما أتذوقه أيضًا، أليس كذلك؟"

بدلاً من التجول هنا وهناك ، ألن يكون ذلك أكثر ملاءمة؟

لقد كانت فكرة بسيطة، لكن ملك الشياطين صمت للحظة كما لو كان متفاجئًا، ثم سأل بحذر.

[…هل تسمح لي بذلك؟]

ولماذا يكون الإذن ضروريا لذلك؟

[بالطبع هذا مهم ، من الاساس ، لا يمكنني القيام بذلك إلا للحظات وجيزة عندما تكون دفاعات الشخص العقلية منخفضة للغاية ،مثل أن ينشغل بشيئ ما أو يثمل ، و للقيام بذلك لشخص عادي، أحتاج إلى الحصول على موافقة من خلال عقد أو أي طريقة أخرى ، علاوة على ذلك، لسبب ما، لي سونغجين، من الصعب لي التدخل في روحك ، حتى وأننا قريبين بما يكفي لنتبادل الأفكار هكذا ]

إذا فكرت في الأمر، تذكر سيونغجين شكوى ملك الشياطين من أن قدراته في اكتشاف الروح لم تنجح معه عندما وصل لأول مرة إلى هذا العالم

[قد تكون هذه قضية حساسة قليلا فالسماح بتقاسم الحواس يعني في نهاية المطاف السماح باحتلال جزء من جسدك بطريقة ما ، واذا لم يكن هناك عقد دقيق ، إذا منح إنسان مثل هذا الإذن لأي شخص دون مبالاة، فقد يختطف الشيطان جسده في لحظة ]

'فهمت…'

لم يفكر سيونغجين كثيرًا في الأمر

عندما أفكر في الأمر ، ألا تسكن في ذهني بالفعل دون إذن؟ بغض النظر عن مدى تعقيد الموضوع ، لا يبدو هذا خطيرًا جداً

"جربها الآن ، لست متأكدًا من كيفية منح الإذن لك ، لكنني سأحاول ألا يكون لدي أي إعتراضات بشأن ذلك"

حسنًا، لا أعلم إن كان الأمر سينجح، ولكنني سأحاول

ثم شعر بشيء يتحرك في ذهنه ، بدلاً من الشعور بأن شيئاً ما يتم لمسه، شعر وكأن ذلك الوغد يركز بشدة على شيء ما ويصدر أصواتاً غريبة

وبعد أن فعل ذلك لفترة من الوقت، فجأة بدأت الأشياء أمام عينيه تتوهج وتتمايل بألوان غريبة

مهلا، هل نجح في ذلك ؟

[آسف، أعتقد أنني أفسدت رؤيتك بالخطأ ]

لفترة وجيزة، ظهر ضوء أحمر في عيني سيونغجين، لكنه كان لفترة قصيرة جداً ولم لحظه أحد

وبعد قليل عاد بصره إلى طبيعته

[…هذا أصعب مما كنت أعتقد.]

انتظر سيونغجين بصبر.

بحلول الوقت الذي انتهى فيه سيونغجين من كوب الشاي الخاص به، سكب له برونو كوبًا جديدًا

[أوه، أعتقد أنني فهمت الأمر الآن.]

قال ملك الشياطين و تنهد.

" مممم، أنا لست متأكدًا مما تغير "

أمال سيونغجين رأسه وابتلع الشاي الدافئ بينما تصاعد منه البخار

في تلك اللحظة

[وااااااه !]

تردد صدى التعجب في ذهنه.

[ما هذا؟ إنه لذيذ بشكل لا يصدق! لا أصدق أن العشب المنقوع في الماء له طعم مثل هذا !]

كيف تجده؟ لذيذ لدرجة الأدهاش ، أليس كذلك؟

ابتسم سيونغجين منتصراً وأخذ رشفة أخرى من الشاي. ومرة ​​أخرى، انفجر إعجاب شديد

[آآآه ! الرائحة رائعة ! لم أكن أعلم أن شاي ملبورن ذاك يصنع شيئًا مذهلاً إلى هذا الحد !]

لقد انبهر ملك الشياطين على الفور بشاي ملبورن. لقد توسل للحصول على المزيد بإصرار لدرجة أن سيونغجين اضطر إلى أن يطلب من برونو إعادة ملء الكأس مرة أخرى.

ونتيجة لذلك، أنتهى به الأمر للنوم بمعدة ممتلئة

"حسنًا، سأتركه يستمتع اليوم "

قرر سيونغجين أن يكون متساهلاً ليوم واحد فقط

بالنسبة للشيطان الوغد ، هذا مشروب لذيذ يتذوقه للمرة الاولى منذ أشهر

مع حلول الليل وهدوء الاضطرابات المحيطة تدريجيًا، دخل فرسان الذئاب، باستثناء أولئك الذين كانوا في حراسة ليلية، خيامهم واحدًا تلو الآخر. والآن، لم يبق مستيقظًا سوى عدد قليل من السكارى الذين ما زالوا يرفعون أكوابهم طلباً للمزيد

في مكان قريب، بدا الأمر كما لو كانت هناك مجموعة من المغنيين، حيث كان صوت الآلات الوترية يتدفق أحيانًا جنبًا إلى جنب مع صوت الغناء الحزين

أمنية صغيرة لفتاة جميلة تلامس النجوم بلطف ~

حقق تلك الأمنية، أيها القمر الفضي، في مدينة الحب الرائعة ~

بدت كلمات الأغنية مبتذلة بعض الشيء

على أية حال، جلس سيونغجين بجانب النار وقام بتجربة تبادل الحواس المختلفة مع ملك الشياطين

وبعد قليل من التدريب، أصبح من الأسهل مشاركة الأحاسيس القوية مثل الشم والتذوق. بل أصبح بإمكانهم حتى نقل السمع والبصر للحظات وجيزة

ومع ذلك، في حالة مثل هذه ، فإن روح ملك الشياطين قادرة على إدراكها بشكل كافٍ، لذلك لم تكن هناك حاجة حقيقية لممارستها.

كان الأمر غير المتوقع هو إحساسهم باللمس والألم. فمهما حاولوا جاهدين، لم ينتقل الإحساس بشكل صحيح إلى ملك الشياطين الوغد ، وبعد عدة محاولات ، استسلموا بسهولة

"كما هو الحال مع الرؤية والسمع، لكن قد لا تكون هناك حاجة لمشاركتهما ..."

كان هناك إنجاز آخر أيضاً ، فبعد أن بذلوا جهدهم لنقل المشاعر لبعضهم البعض لفترة من الوقت، بدأو يتشاركون ذكرياتهم معاً

حتى لو لم يتمكن ملك الشياطين من أستكشاف الأمر بمفرده، ، كان النقل المتبادل بينهما ممكناً إذا كانت هناك ذكريات يتذكرها سيونغجين ويريد نقلها ، تماما مثل قدرات اكتشاف الروح الخاصة بملك الشياطين

بفضل ذلك، كان سيونغجين قادرًا على نقل ذكريات ما حدث داخل [الفجوة] أثناء احتفال عيد الميلاد إلى ملك الشياطين بشكل أكثر دقة

[واو، هذا مذهل.]

قال ملك الشياطين بعد أن ألقى نظرة خاطفة على جزء من المشهد في الذي رآه في ذاكره سيونغجين

[لا عجب أنني لم أستطع الوصول إليك مهما حاولت الاتصال بك وانت في مكان كهذا ! لقد اختلط الزمان والمكان لدرجة أنني شعرت بوجود جسدك في مكانين في نفس الوقت ]

لقد كان إحساسه بالزمان والمكان مشوهًا تمامًا. مجرد التفكير في هذا المكان جعله يشعر وكأنه سيصاب بدوار الحركة مرة أخرى.

[يبدو أن هذه آلية لتقليل من آثار انعدام السببية ، وهذا ما قام به ملوك الشياطين رفيعو المستوى بتحريف الفضاء وتشويهه بالقوة للتدخل في بُعد ديلكروس دون تحريك السببية بشكل مباشر ]

(( لأن كل شي يحتاج لسبب عشان يصير ، بس لو انت كنت شخص واعي بالنتائج مثل ملوك الشياطين ، نيت ، موريس ، يصير الموضوع أصعب لأن كل شي تسويه يعتبر تخريب وتدخل ))

وفقًا لتفسير ملك الشياطين، فإن مقدار ما يمكنك تغييره باستعمال السبب والنتيجة على كل فعل من أفعال الكائنات مثل ملوك الشياطين رفيعي المستوى يتجاوز الخيال

(( معناها أن كل مخلوق يتحمل التغيير الي يسويه وان الأحداث الصغيره الي يتدخل بها الشخصيات العظيمة يصير لها تأثير أكبر ))

إذا لم ينزلوا مباشرة إلى هذه الأرض من خلال وعيهم الخاص بهم ، فلن يتمكنوا من التدخل بتهور في أبعاد أخرى دون أي سبب وجيه

لذلك قاموا بنشر الصفات التي ترمز إليهم على نطاق واسع، مثل [المجاعة]، [الطاعون]، [الحرب]، و [الموت]، وذلك لإنشاء أساس و سبب مبدئياً قبل أن يغزو البعد نفسه

"إذن لماذا يوضع على والدي قيوداً لها علاقة بالسببية؟ إنه ليس ملكًا للشياطين من بُعد آخر ، لأنه من ديلكروس "

سؤاله كان طبيعياً ، لانه تذكر أن الإمبراطور قال شيئا كهذا عن افتقار السببية والحاجة إلى الوقت المناسب آن ذاك

ثم تمتم ملك الشياطين أيضًا كما لو كان في حيرة

[من يدري؟ هذا شيء لا أفهمه تمامًا أيضاً ، لو دفع الإمبراطور بنفسه الى بعد آخر وقاتل هناك لكان الامر منطقياً ، لكن لماذا يواجه مثل هذه القيود في بُعده الخاص لمجرد أنه يدافع عن بُعده من الشياطين الغزاة ؟ وأيضاً ، والدك بلا شك كائن قوي ووحشي ، لكنه لا يزال يندرج ضمن فئة البشر ، لو لم يكن هناك سبب مخفي ، فيجب أن يكون الأكثر تحرراً من السببية ]

فكر ملك الشياطين للحظة ولكن لم يستطع التوصل إلى إجابة لا يعلمها الا الإمبراطور نفسه

وسرعان ما غير الموضوع

[الأمر الأكثر أهمية هو أن المشكلة تكمن في أولئك الذين هاجموا ، قللوا من قوة التدخل في السببية من خلال خلق فجوات هذه المرة ، لكنهم بالتأكيد نفس ملوك الشياطين الذين استهدفوا بُعد ديلكروس سابقاً ]

وأكد ملك الشياطين على تعليق سيونغجين بأنهما يبدوان مألوفين

لقد كانوا بالتأكيد نفس الأشخاص الذين قابلتهم على حدود البعد من قبل ، ولكن لأنهم هذه المرة كانوا يستحوذون على جسد اللهب الخاص بهم ، كان الضغط المرعب الذي شعرت به تلك المرة من أجسادهم الحقيقية

[وأعتقد أنني أستطيع تخمين أسمائهم المستعارة أيضًا...]

'حقًا؟'

[نعم، يبدو أنهم "المجاعة"

و"الطاعون" ]

[المجاعة]، التي تلتهم كل شيء في الأفق، تظهر غالبًا في هيئة كلب أسود ، كما أن كلاب الجحيم وسلالات الشياطين التي تحرس جحيمه تشبه الكلاب في مظهرها في الغالب

أما بالنسبة لـ [الطاعون]، فإنه غالبًا ما يأخذ مظهرًا يشبه النبات إلى حد ما

[دعنا من ذلك ، هناك شيئ غريب ، كيف عرفوا عن موريس؟]

حسنا، عندما أفكر في الأمر

في ذلك الوقت كان الوضع عاجلاً، لذلك لم تكن لديه فرصة لملاحظة ذلك، لكن ألم يقولوا شيئاً كهذا؟

-ولكن لماذا يبدو وجه هذا الفتى مألوفًا جدًا؟

-أليس هذا واضحا؟ ألا تتعرف عليه وأنت الذي جهزته شخصياً ؟

ماذا أعدوا لموريس؟

كان يفكر في الامر ولكن ، فجأة، سمع صرخة حزينة من هناك

"بو هوو هوو!"

ألقى المغني الذي كان يغني طوال هذا الوقت القيثارة التي كان يعزف عليها بحزن على الأرض وانهار ، و كان شابًا بشعر مربوط إلى الخلف في ضفيرة طويلة

طنين!

انقطع أحد أوتار القيثارة، مما أحدث صوتًا حادًا

في تلك الضجة المفاجئة، عبس المرتزقة الذين كانوا نائمين في حالة سكر، ونهضوا من مقاعدهم

"ماذا يحدث؟ ماذا حدث؟"

"لماذا بدأ هذا الرجل فجأة يبكي بهذا الشكل البائس "

"أوووه!"

ارتفع بكاء الشاب استجابة لأصوات المرتزقة الخشنة

ونتيجة لذلك، بدأ المرتزقة الذين كانوا نائمين بالاستيقاظ واحدًا تلو الآخر ونظروا إلى الشاب بغضب

وبينما أصبح الجو المحيط فجأة متوتراً ، خطى مغني آخر بسرعة أمام الشاب بعدما أحس بالمزاج

"تفهموا وضعه ، يا رفاق ، صديقي مخمور للغاية. لكنه مشهور جدًا بعروضه الشعرية المرتجلة في قرطاج ، تمت دعوته إلى شارع برتراند للاحتفال بعيد الميلاد هذا، ولكن بسبب حالته السيئة، فقد فشل تمامًا ، لمدة ثلاثة أيام متتالية، لم يتلق سوى الاستهزاء ولم يكسب عملة واحدة "

ثم ضحك زميله المغني الذي كان يجلس بجانبه

"ماذا تقصد بالعملات المعدنية؟ يجب أن يكون ممتنًا لأنهم لم يلقوا إلقاء الحجارة عليه !"

"هاي !"

"ماذا؟ هل أنا مخطئ؟ لقد أصر دائمًا على تأليف القصائد المرتجلة فقط، معتمدًا على موهبته، ثم غنى الأغاني التي عفا عليها الزمن في شارع برتراند !"

في تلك اللحظة، رفع الشاب الذي كان ملقى على الأرض جسده وبدأ يبكي

"بو هوو هوو! مدينة الحب ؟ لا تجعلني أضحك ! ديلكروس مدينة ميتة ! مكان ملعون !"

عند سماع التعليق المبالغ به ، الذي قاله الشاب ، صمت الجميع من الصدمة

ماذا أطلق هذا الرجل للتو على المدينة المقدسة التي يبلغ عمرها ألف عام؟!

"لقد سرقت تلك المدينة إلهامي وموهبتي بالكامل! كل شيء هناك متجمد مثل لوحة ثابتة !"

"اهدأ يا رجل، أنت في حالة سُكر شديد !"

أدرك أحد زملائه خطورة الوضع فأمسك به، لكن صراخ الشاب استمر.

"لا تتظاهر بأنك لا تعرف شيئاً ! يدعون الفنانين المتجولين من جميع أنحاء العالم بعروض سخية وأموال ، ولكن بعد بضعة عروض، ينتهي بهم الأمر جميعًا بالعودة إلى بلدانهم الأصلية ، ألا تعرفون جميعًا السبب؟"

ثم قفز الشاب من مقعده وصاح

"لأنهم يدركون جيدًا أنه إذا بقوا هناك لفترة طويلة، فإن حسهم الفني سيموت ! الشرارات التي تنبعث من روحهم الفنية والتي تشتعل وتشتعل سينتهي بها الأمر بأن تنطفئ بسبب برودهم !"

"يا رجل، توقف !"

"الشغف! الحب! الرغبة! لم أستطع أن أشعر بأي مشاعر هناك ! لهذا السبب تخلت عني أغانيي !"

في اللحظة التي سمع فيها تلك الكلمات، ما قاله سيجورد سيجوردسون آن ذاك رن في أذن سيونغجين

-في هذا العالم المتجمد، كنت الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يفهمني، صديقي الوحيد

حتى عندما تذكر ذلك ، لازال الشاب السكران يصرخ

"حتى أجمل امرأة في الشارع لم تستطع أن تعيد لي الهامي ! أصبحت العاصمة الإمبراطورية قبراً لفني!"

وبعد ذلك بدأ المرتزقة يسكبون انتقاداتهم اللاذعة عليه واحدًا تلو الآخر

"لماذا تلوم العاصمة الإمبراطورية على عيوبك؟"

"نعم نعم!"

"عيب عليك ! إذا كانت بركة الحاكم قد حرمتك من أغانيك ، فهذا يعني بوضوح أن فنك كان فاسدًا ولم تكن مخلصاً للحاكم !"

ثم رد الشاب أيضًا بعنف على هذا الانتقاد

" فني غير نقي؟ أذاً سأبيع روحي بكل سرور للشيطان ! ما معنى حياتي الآن بعد أن فقدت إلهامي و أغانيي الرائعة !"

فجأة، صمت الجميع وأصبح الجو بارداً

أغلق الجميع أفواههم في وقت واحد ونظروا إلى الشاب بنظرات غاضبة ، في ذلك الجو البارد، بدأ وجه الشاب أخيرًا في العودة إلى وعيه، ثم تحول تدريجيًا إلى اللون الشاحب

ومن الخلف كسر أحدهم الصمت وصاح عليه بصوت حاد

"عبد الشيطان !"

2024/08/04 · 283 مشاهدة · 2374 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2024