181: كالمن بافلوف (2)
لن أطردك من هنا حتى لو مت ، لذا ..
من الآن فصاعداً ، عليك البقاء في قصر اللؤلؤ معنا يا كالمن
***
لقد كانت حقيقة لم يدركها كالمن إلا مؤخراً ،
' على الرغم من مظهره الشرس، كان الأمير موريس شخصاً متسامحاً للغاية '
كنت ارتكب أمامه العديد من الأخطاء الكبيرة والصغيرة، لكن في كل مرة كان يتجاهلها دون أن يعيرها الكثير من الاهتمام ، لو كان أي شخص آخر، ربما كان قد طردني منذ وقت طويل
-عليك أن تعتبر نفسك محظوظاً لخدمة شخص مثله ، يا لورد كالمن
حذرته السيدة كلوديا، التي أصبحت بالفعل من أتباع الأمير المخلصين
-هل تشعر بالراحة لان سموه مازال مجرد مراهق صغير ؟ ماذا ستفعل لو لم تصبح أخطائك تلك مجرد أخطاء عابرة ، بل أصبحت مشكلة كبيرة تضر بسمعتك كفارس له ؟ إذا لم تغير تلك العادة السيئة، فلن أغض بصري عنك مجدداً !
لكن كالمن اعتقد أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا ، هل هناك من يستخف بالأمير من بين الفرسان المقيمين في قصر اللؤلؤ ؟
لو رأى أي شخص مهما كانت حدة ملاحظته و حتى لو كان شخصاً عاديا الامير وهو يتدرب ، للاحظ مدى خطورته وشراسته غير العادية في بعض الأحيان
لكن مع مرور الوقت وتكرار نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا أمامه ، بدأت هذه الأفكار بالتوغل داخل كالمن
'... «هل انا فعلاً أستخف بالأمير؟»
عندما بدأت مثل هذه الشكوك في الظهور، لم يعد كالمن قادرًا على تقديم أي وعود له بثقة كما كان يفعل سابقاً ، وليس لأنه يستخف بالأمير، بل لأنه كان يريد تقديمها بأخلاص له
"آسف ... سموك ... لن أفعلها … مجددا… … ".
قلتها للأمير الذي كان يفكر في شيء ما مع تعبير متجهم على وجهه وهو يستمع إلى أعتذاري المتهالك
"هذا يكفي ! ، انا أشعر بالقلق عليك ، هل تعتقد أنك ستبقى محاصراً في قصر اللؤلؤ لبقية حياتك ؟ "
"... … !"
كالمن، الذي شعر فجأة بإحساس غريب من ديجافو بعد هذه الكلمات، رفع رأسه وأتسعت عينيه
لا أعتقد أن هذا ممكن، لكن ...
ألم يقل لي الأمير ذات مرة شيئًا مشابهاً ؟
لكن هذا الفكرة لم تستمر لفترة أطول ، وذلك لأن الأمير كان ينظر اليه ويبتسم بشراسة
كان فمه يميل إلى جانب واحد ، وعيناه تشع باللون الاحمر الرمادي
-أيها الوغد ، إذا واصلت إزعاجي، فسأدفنك !
هذا ما فهمه كالمن من تلك النظرات
تجمد بالكامل و كان يشعر بالخوف وكأن نظرته أخترقت أعماق روحه
والأمير، الذي سار أمامه على مهل، ربت على كتف كالمن، الذي كان متوترًا للغاية، بشكل هزلي
-هاها ، لا تخف ، لماذا أنت خائف جدا؟ هاه؟
وكأنني أسمع هلاوس سمعية تكرر ذلك علي مراراً وتكراراً
ثم قال الأمير وكأنه مستمتع برد فعل كالمن
"بالمناسبة، اللورد كالمن ، هل تعرف من هو بافلوف؟"
للأسف، لم أعرف الإجابة على هذا السؤال ...
بافلوف؟
لأكون صادقًا، لا أعرف من هو هذا، لكن من المحتمل أنه شخص كان فظًا أمام الأمير وتعامل معه دون أن يعلم أحد ، ربما ضربه ؟
كانت الرسالة التي يريد الأمير إيصالها لي واضحة
-إذا كنت لا تريد أن تطرد من وظيفتك الآن، فكن حذرًا في المستقبل، فهمت ؟
أحنى كالمن رأسه وفكر
نعم ، هذا لا يمكن أن يكون ممكنا، من يجرؤ على النظر إلى هذا الشخص باستخفاف؟
في هذه الأثناء، كان وجه سيونغجين مليئًا بالفخر وهو ينظر إلى الفارس الشاب وهو يعود إلى معسكر التدريب
"يبدو أن سيد كالمن تأثر من تشجيعي الأخوي ، اليس كذلك ؟"
ثم تنهد ملك الشياطين ، الذي صمت للحظة، ثم قال
[…] سيونغجين لي، فقط لا تضحك بهذه الطريقة أمام أي أحد ]
لماذا ؟ ماذا فعلت ؟ لماذا ؟!
***
نظرية كلب بافلوف
نظرية التعلم التي يعرف عنها جميع من هم على الأرض ، نعم حتى في بعد ديلكروس ، لتربية الكلاب
أنها معروفة لأنها تمتلك أسلوباً بسيطاً لكن فعال جداً ، وتنص على أن الأفعال الجيدة تكافأ فتزود ، لكن الأفعال السيئة تعاقب عليها قتنقص
في صباح اليوم التالي، التقيت بكالمن والقائد برونو وشرحت لهما النظرية، وبدا عليهما الذهول
"و ماعلاقة نظرية تربية الكلاب تلك بكالمن ؟"
سأل القائد برونو سيونغجين
"بكل بساطة، الأمر هكذا ، من أجل أن نغير عادة الغضب خاصته ، نربط فعلاً سيئاً بها وعندها ستتوقف تلك العادة مع الوقت ببطئ "
"إذا ربطنا تصوراته عن الغضب بأنه شيئ سيئ من خلال عقاب حسي ، سيتناقص سلوكه السيئ تدريجيا"
"لكنك قلت في وقت سابق أنها كانت نظرية تدريب للكلاب … … ؟"
سأل كالمن بنظرة استجواب
حسنًا، أنت حاد الملاحظة اليوم على غير عادتك ، أليس كذلك؟ فعلاً ، أن جوهر هذه النظرية هو تدريب الكلاب
"لكنني كنت أضرب هذا الفتى كل ما فعل او قال شيئاً سيئا ، لكن حتى الآن لم يكن هناك أي فائدة أو تغيير سموك "
"كونا مطمئنين ، ليس لدي أي نية للقيام بمثل هذا العمل غير الإنساني و العنف يا " قائدنا برونو، كالمن خاصتنا فارس محترم جدا بعد كل شيئ "
أجاب سيونغجين بأدب
بالطبع، في البداية، فكرت في ضرب رأسي ورأس السيد كالمن في كل مرة يفقد فيها أعصابه
هناك اعتقاد لا أساس له من الصحة بأننا إذا تسببنا بشكل مصطنع في حدوث ارتجاجات وقمنا بتحريك أدمغتنا من حين لآخر، فأن ما تعلمناه سيصبح أكثر رسوخاً في عقولنا
لكنني سرعان ما غيرت رأيي ، نحنا لسنا في قصر اللؤلؤة والسيد كالمن يكن بعض الاحترام لي
كان من الواضح أن التعرض للضرب على يد القائد أمام فرسان آخرين سيكون مهينًا جدًا للفارس الشاب ، وبالطبع سيسقط ذلك من ماء وجه سيونغجين بعد تعرضه للضرب
' لذلك نحتاج إلى مساعدة ! ، نحتاج مساعداً قوياً ! '
ولهذا السبب أستدعينا إيديث إلى قلب الحدث
"من الآن فصاعدا، نجاح أو فشل هذا الأمر متروك لك تماما ، من فضلك ، أيتها الفارسة المحترمة إيديث "
"أوه ! ، هل هناك أي شيء يمكنني مساعدتك به يا سيدي؟ ماذا سنفعل بحق السماء ؟ "
وقفت الخادمة الحائرة، بينما أعطى سيونغ جين التعليمات بصوت مهيب
"إيديث، هل يمكنك أن تحضري لي كوباً من الشاي؟"
"... ماذا ؟"
"أظهري كل مهاراتك الدفينة "
لنوفر تجربة سيئة له أكثر من أي شيئ آخر قد يجربه ، أقوى حتى من العنف الجسدي ...
ثم نظر القائد برونو إلى سيونغجين بنظرة مندهشة
" ألا يتصرف الأمير كالشياطين الان ؟"
اه هاه ! هذا كله من أجل تلميذك العزيز أيها القائد برونو !
لذلك، بعد أن أنتظروها لدقائق وضعت إيديث كوباً من شاي ملبورن البني الداكن أمام كالمن
"ماذا سنفعل بهذا ...؟" … ؟"
أعطى سيونغجين تعليمات بسيطة لكالمن المتربك
"ليس الأمر صعباً يا لورد كالمن ، فقط قل أقوى شتيمة تعرفها ثم اشرب الكوب كله "
"... ماذا ؟"
"هات ما عندك "
عندما ابتسم سيونغجين بهدوء، تردد كالمن، الذي تجمد لسبب ما، وأحضر فنجان الشاي إلى فمه وكان سيشربه
"أنتظر لحظة ! ، عليك أن تشتمني أولاً ! "
"... أيها الكلب ... ؟"
ما هذه الكلمة البذيئة التي لا روح فيها؟
كانت شتيمة سخيفة ، لكن نعم، أياً كان دعنا نبدأ بداية سليمة
عندما أومأ سيونغجين برأسه، تناول السير كالمين كأسه بارتياح
وثم بعدها-
' غغغغغغغغغغ !'
قفز من مقعده بتعبير متصلب يصعب وصفه، لكنه سرعان ما جلس على الأرض وبدأ وجهه يتحول إلى اللون الأصفر
"سأموت .. "
في النهاية، كالمن، الذي بصق الشاي بكمية كبيرة، نظر إلى سيونغجين يتعرق متوتراً وعيونه ترتجف
أمره سيونغجين بهدوء وهو يقدم له كوب الشاي الثاني
"الآن، أشتمني مرة أخرى "
"... … !"
"قل ما تريد ! "
في النهاية، كالمن، غير قادر على تحمل ضغط سيونغجين، قال بخجل
"... اللعنة..."
"هاه؟ لا أستطيع أن أسمعك ، أعلى !"
"اللعنة عليك! لماذا تفعل هذا بي أيها الوغد!"
"جيد !"
كالمن، الذي شرب كوبًا آخر من الشاي ، أسقط الكوب من يده على الفور وجثم على الأرض وهو يرتجف
بتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس
" هل أنت بخير يا كالمن؟ فقط أبصقه كله ! "
ركض القائد برونو خائفاً وربت على ظهره
اممممممب !
"بوغ! "كح كح !"
وبدا أن كالمن، الذي تمكن من بصق الشاي بمساعدة القائد، اغرورقت عيناه بالدموع
وبعد ذلك ظهر أمام عينيه كوب الشاي الثالث
"حسنًا، التالي "
"... … "
"التالي."
"... "شهيق !"
همم؟ لماذا بكى هذا الرجل هكذا؟
قام سيونغجين شخصيًا بوضع فنجان شاي في يد كالمن وتحسس يديه ليريحه بلطف
"حسناً ، اهدأ الان ، سيبدو الأمر وكأنني أقوم بمضايقتك ، أليس كذلك؟ "
"لكن يا سيدي... … "
"إستمع لي جيدا ، كان عليك أن تصلح تلك المشكلة بمفردك منذ وقت طويل لكنك لم تفعل ، إلا ترى أنني ذهبت لمثل هذه الحدود ، وجعلت نفسي أظهر بمظهر سيئ فقط لمساعدتك ؟ "
لذلك عليك أن تفهم
هذا كله هو خطأك أنت وحدك ، فهمت ؟
كرر سيونغجين هذه الجملة لكالمن عدة مرات قبل أن ينهي كلماته
"أنا أساعدك على أن تصبح شخصًا أفضل "
"... … ".
"الآن، إذا فهمت، دعنا نسمع الشتيمة التالية ! "
ثم شعرت بملك الشياطين يرتعد في رأسي
[واو، يالك من رجل مخيف ،هل تتسلط على موظفي قصرك الان ؟]
'اسكت!'
انتظر سيونغجين بصبر حتى هدأ كالمن
ثم أحنى كالمين رأسه وظل صامتًا للحظة، لكنه شتم بعد ذلك بصوت مرتجف
"... "أيها الوغد يا ابن العاهرة ! "
"همم، صوتك لا يصلني ؟ أقوى!"
"أيها اللقيط اللعين !"
"لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه يا لورد كالمن ! الآن املأ قلبك بالغضب! "
ثم نهض كالمن من مقعده، وجمع كل غضبه، وصرخ في الهواء
" جميع فرسان الذئب XXXX اللعنه على هذا العالم الXXXXXX ! "
وبنفس الوقت
سكب كالمن كوب الشاي كله في حلقه دفعة واحدة
و جفل كما لو أنه تعرض للصعق بالكهرباء بواسطة سلك عالي الجهد، ثم تنهد بوجه شاحب ومتعب ، و سقطت على الأرض
"كالمن !"
تفاجأ القائد برونو وركض نحوه
قالت إيديث، التي كانت تنظر إلى هذا المشهد، والدموع في عينيها.
"لا يصدق .. هذا كثير !"
الست انتي من حضر الشاي ؟
"سموك ! ألن يكون من الأفضل أن نضربه بعد كل شيئ ؟"
بالنظر إلى كالمن، الذي انهار وظهرت الرغوة في فمه، وجه القائد برونو انتقاداً جاداً
"دعني أعاقبه بشدة في المستقبل ! ، سأشرف على عقابه بنفسي ، من فضلك على الأقل لا تدعه يشرب مشروب الشياطين هذا ! "
همم. عبس سيونغجين وخدش خده.
"لماذا يثير الجميع مثل هذه الضجة؟ليس الأمر وكأنني لم أجربه من قبل ! إذا واصلت شربه كل يوم فسوف تعتاد عليه "
في رأيي، اعتقدت أنها كانت طريقة أكثر إنسانية من ضربه ، لكن لماذا أظل أشعر وكأنني أسيء معاملة كالمن؟
[ربما لأنك بالفعل تسيئ معاملته؟]
'اسكت!'
***
"مهما فكرت بالامر ، أجد ما يفعله التاجر بخلاً "
تذمرت المرأة التي كانت تلتقط أغصان الأشجار مع داشا
لقد كانت امرأة ودودة تتحدث أحيانًا مع داشا. تم توظيفها أيضًا مع داشا كعضو جديد في شركة ميلو .
كانت المرأة تتجول دائمًا وشعرها ملفوف بشكل أنيق بمنشفة بيضاء، ولكن على غير العادة، حلقت كل حواجبها اليوم، مما أعطاها مظهرًا غريبًا
"بالفعل "
عندما ردت داشا بهذه الطريقة، جعدت المرأة أنفها وأعربت عن عدم رضاها أكثر
"لا، فكري في الأمر. جمعنا ما يكفي من الحطب بالامس ، فلماذا لا نتمكن من الراحة ليوم واحد؟ لماذا يطلب مني أن أحتفظ بأغصان الأشجار التي لا أستطيع حتى استخدامها؟ سأرمي كل ما تبقى وأقول إنها كانت ثقيلة على أي حال !"
"هيهي."
كانت داشا تقوم حاليًا بجمع الحطب الجاف مع مساعدي المطبخ في أعلى المطحنة
بعد مغادرة ريجينا بطريقة ما بأمان، لم يعد جياكومو ميلو يحاول فحص الموظفين الجدد. لذا، خلال الأيام العشرة الماضية، كان جدول أعمالها هادئًا للغاية.
لكن هذا لا يعني أن الشكوك قد تم حلها بالكامل
عندما أراهم يواصلون القيام بأشياء غير مجدية قد تبدو مفرطة بعض الشيء، يبدو الأمر وكأنه يضغط عليهم للقيام بما يُطلب منهم القيام به بهدوء
لذلك كانت داشا حريصة على عدم إثارة الشكوك غير الضرورية
لقد تم بالفعل تأمين البيانات المهمة تقريبًا ، وبما أنني كنت سأبقى مع الأمير وفريقه على طول الطريق حتى سلسلة جبال سيغيسموند على أي حال، فقد قررت تخطي التقارير ما لم يكن الأمر عاجلاً لأنني قد انتهيت من التحدث مع الأمير موريس هناك
ولعل الدليل القاطع على أن التاجر كان مقاولاً شيطانياً لن يظهر بهذه السهولة. لذلك قررت داشا أن تأخذ وقتها وتراقب الشركة ببطء من الآن فصاعداً
"أعتقد أن هذا يكفي، هل يجب أن نعود أذاً ؟ "
"أوه بالفعل ؟"
استجابت داشا لكلمات المرأة عن طيب خاطر ووقفت
وسارا معاً نحو المخيم حاملين حزما من الحطب
"هل أنت من قبائل برشا؟ من أسفل في الجنوب؟"
الجنوب الذي تسأل عنه المرأة ربما يشير إلى أرض الوثنيين
"لا لست من قبائل البرشا ، نعم أبدو كذلك ولكنني من الاناضول "
"أوه "
عبست المرأة قليلا عندما أجابت بهذه الطريقة. وبفضل حواجبها الصلعاء، لم تبرز سوى التجاعيد العمودية، مما جعلها تبدو أكثر غرابة.
"الآن بعد أن أفكر في الأمر، لقد كنا مشغولتين للغاية لدرجة أننا لم نتمكن من التعرف على بعضنا البعض بشكل صحيح بعد."
"أوه ، نعم ! اذاً أنا أدعى صابرينا "
عندما ابتسمت داشا وأعطتها اسمًا مستعارًا، ابتسمت المرأة بثقة، ومدت يدها إليها
"اسمي أوليفييه ، لن تطول هذه الرحلة لذا دعينا نهتم ببعضنا البعض ! "