182 : كالمن بافلوف (3)
بعد مغادرة العاصمة الإمبراطورية، أصبح جياكومو ميلو في مزاج سيئ
للوهلة الأولى، بدا أن كل شيء يسير بسلاسة
كانت المواد الخام لـصنع [الشاي] ، الذي كان مصدر توفيرها غير مستقر لفترة ، تم تأمينها بوفرة منذ فترة طويلة ، و الدوق الشاب سيغيسموند، الذي كان يتطفل بشكل أخرق على أعماله التجارية، أصبح هادئًا أيضًا في الآونة الأخيرة
بالطبع، لم يستسلم بعد وأظهر إصرارًا في مراقبة عمل الشركة ، لكن بالنظر إلى هدوئه طوال وقت سفرنا معاً .. ، لا نعلم حقاً
شعر جياكومو بشعور بعدم الارتياح كما لو كان هناك تهديد غير مرئي يحيط به ويشدد بقبضته ببطء عليه ، وكأنه يصعد جبلاً ولا يصل إلى نهايته
[لم لا تستدعيني يا جياكومو ، الآن بعد أن أصبحنا بعيدين عن العاصمة ، فليس لدينا ما نخسره ]
سالوس، الشيطان الذي تعاقد معه ميلو ، لم يكن جديراً بالثقة جداً
باعتباره شيطانًا رفيع المستوى، كان يمتلك قوة كبيرة، لكنه كان يتصف أيضًا باللامبالاة التي كانت ميزة للشياطين للأقوياء ، لذلك، كان جاهلاً عمومًا بالأمور الإنسانية
وحتى في مثل هذا الوقت ، و من دون الاهتمام بوضعنا الحالي، كان يتوسل إليّ لأستدعيه بسرعة
[قلت إنك تشك في الأشخاص الذين وظفتهم حديثًا، أليس كذلك؟ اذا استدعيني ! سوف أفتشهم لك ! ، هناك بالتأكيد رائحة الكنيسة المظلمة وأتباعها مختبئين في مكان ما هنا !]
لكن .. كان جياكومو يشك فيما إذا كان الحادث الذي تعرض له موظفيه صدفة
لذلك كانت خطته هي توظيف موظفين جدد بمساعدة شميدت في محطة التوصيل اللوجستية حيث لم يكن هناك تدخل يذكر من الكنيسة ويختبر الأمر مجدداً
ربما لولا الوفاة المفاجئة للمدير كولينز، لكانت الشكوك قد انتهت منذ وقت طويل وكان بإمكان الشركة كلها مواصلة رحلتها براحة البال
[الآن، اسرع وأستدعيني ! سأفحص روحهم شخصياً ، إذا كان هناك شخص يخفي شيئًا ما، فسوف أقتله على الفور! سأمزقه إربًا حتى لا يبقى من روحه شيئ ! ]
تنهد جياكومو وهو يسمع كلماته القاسية
"الأمر مستحيل الآن يا سالوس هناك فرسان كنيسة في مكان قريب"
[ماذا ؟ لماذا تتسكع مع فرسان الكنيسة ؟]
'ألم أخبرك بالفعل؟ أنا أسافر مع الأمير موريس وفريقه '
[همم؟ آه، بالفعل تذكرت ، لقد قلت لي بالفعل أن " الشخص المجهز " كان يسافر بجانبك ]
وصف سالوس الأمير الثالث بلقب "الشخص المجهز" ، لذلك وفي وقت سابق ، سأله جياكومو عن السبب ، وكان سالوس، الذي عادة ما يقول كل شيء بصراحة لكونه لا يبالي ، متردداً بغرابة في أن يقول له أي شيء
-هذه مسألة يتورط فيها ملوك الشياطين رفيعي المستوى بعمق ، لا أعرف التفاصيل
كيف يمكن لأمير الإمبراطورية المقدسة أن يكون له أي علاقة بملوك الشياطين رفيعي المستوى؟
كنت دائما أشعر بأن الأمير كان متورطا في شائعات غريبة لا أساس لها ، لكن يبدو أنه كان شخصاً غير مريح للتعامل معه منذ البداية
«بالمناسبة، سالوس ، هل هناك أي أخبار عن السيد الشاب ريكاردو؟ 》
ريكاردو سكارزابينو..
كان هو الذي ساعد جياكومو، الذي كان يجهل كل شيئ عن عالم الشياطين، في استدعاء شيطان رفيع المستوى اسمه سالوس ، و بفضل هذا، تمكن جياكومو ميلو، الذي كان تاجرًا صغيرًا ومتوسطًا ذو خبرة قليلة، من أن يصبح أحد أكبر التجار في الشمال في غضون سنوات قليلة
من الغريب حقًا التفكير في الأمر الآن، ولكن على الرغم من أن ريكاردو كان نبيلًا رفيع المستوى يعيش برخاء في العاصمة الإمبراطورية، إلا أنه كان جيدًا بشكل غريب في علم الشياطين واستدعائهم
كان لديه أيضًا علاقة عميقة مع الطوائف المظلمة التي كانت تسود أورتونا، وهي أرض لم تطأها قدمه من قبل
كان ريكاردو هو من توسط لضمان سير الصفقة مع الدوق سيغيسموند، الذي كان تحت تأثير كنيسة التوبة
بالإضافة إلى ذلك، ساعد في ضمان تزويد شركة ميلو باستمرار بالمواد التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال التهريب
في المقابل، طلب ريكاردو منه شيئًا واحدًا فقط: بيع [الشاي الطبي] على العامة
الشاي الذي كانت الكنيسة المظلمة تصنعه ، في البداية، كنا نتلقى الإمدادات ونتاجر فقط بجزء منه ونخلطه بمجموعات شاي أخرى ، لكن في الآونة الأخيرة زاد حجم طلب العامة ، وأصبح الكثير يريدون شرائه ، والان صرنا نوصله اليهم عن طريق نقل الشاي الخام مباشرة من الكنيسة إلى العامة
[لماذا تسأل؟]
سأل سالوس بصوت غير مبال ، لم يكن مهتما في اي شيئ لا يخص العقد
"لانه كان هناك معلومات تفيد بأنه تعرض لهجوم من قبل الكنيسة المظلمة "
كانت المعلومات تنص أنه في اليوم السابق لعيد ميلاده ، تعرض ريكاردو لهجوم من قبل شخص مجهول وأصبح عقله يتأرجح ذهاباً وإياباً ، يعود تارة ويصبح مجنوناً تارة أخرى منذ ذلك الحين ، و كثرت الشائعات بأن أخته الصغرى، إيزابيلا، التي غالبًا ما كانت تذهب إلى الشركة لتؤدي بعض المهام ، أصبحت مريضة أيضاً
وهناك شائعات بأنهم وجدوا ميدالية الكنيسة المظلمة في قلب الحدث
معظم معاملاتنا مع الكنيسة المظلمة أصبحت مباشرة ولا تحتاج وسيطاً
ولكن بما أنه الشخص الذي أبرم الصفقة في المقام الأول لا يسعني إلا أن اقلق على سلامته
هل يمكن أن تكون الكنيسة المظلمة، شعرت أنه لم تعد هناك حاجة لتدخله بينهم ، فحاولت التخلص من ريكاردو بشكل نظيف؟
[ أوه ! اليس هذا واضحاً ؟ لا بد أنه ذهب للبحث عن دمية أخرى . لكن دع ذلك جانباً الآن فلست في موقف يسمح لك بالقلق حياله على أي حال]
'ماذا؟'
أصبح جياكومو مرتبكًا ولم يفهم ماقاله
رد عليه سالوس بثقة
[لو كان للكنيسة المظلمة يد في ذلك حقًا، لما فعلوا ذلك واستهدفوا جسداً واحداً فقط لمحرك الدمى ]
وعندما أكمل سالوس حديثه ، شعر جياكومو بقشعريرة تسري في جسده
[وايضا كنيسة التوبة تراقب شركتنا منذ فترة ، ألا يعني هذا أنهم يلاحقونك أيضاً ؟ أخبرتك أنني أشتم رائحة الكنيسة المظلمة في مكان ما هنا !حتى لو كانو يستهدفونك الآن فلن تستدعيني ؟]
***
تم إلغاء خطة تدريب كالمن بالشاي المر تماماً وذلك لأن اللورد كالمن، الذي عاد إلى رشده للتو ، رفض شرب الشاي
"سيدي سأقبل بأي شيئ ! فقط أضربني ! أنا بخير مع ذلك حقاً "
استسلم سيونغجين، الذي رأى عينيه تصبح أكثر تمردًا
" هذا المريض ... … .'
و أصبحت هناك مشكلة أخرى
كانت في الأصل عقوبة مصممة ليتم تنفيذها سرًا لحفظ ماء وجه السير كالمن، ولكن سرعان ما علم معظم أعضاء المجموعة بهذا "التدريب الغريب أطوار"
حدث هذا لأنهم جميعًا كانوا مستخدمين ممتازين للهالة ولم يتمكنوا من إخفاء أصواتهم العالية عن المجموعة تمامًا
على أي حال، شعر سيونغجين بالحاجة إلى تغيير أسلوب تدريبه قليلاً. لذا، وبعد الكثير من المناقشات، توصلنا إلى حل وسطي بعقوبة بدنية خفيفة
ضربة تجعله يكفر عن ذنوبه !
ضربة شديدة لكن ليست قاسية !
ومع ذلك، نجعلها صادمة وتظل عالقة في ذهنه للأبد !
" سنضربه مرة واحدة بعد كل شيئ ، لن يكون الامر خطيراً "
أرخى سيونغجين كتفيه ببطء وفكر
"علاوة على ذلك، أشعر أنني أستطيع ضربه بدقة .. حيث لا أؤذيه "
وفجأه أصبحت كلي ثقة بأنني أستطيع ضربه بقوة ودقة على رأسه حيث يشعر بالألم لكن لا يتأذى
ربما لأن شخصاً ما ضربني بنفس الطريقة ذات يوم
"حسنًا، استعد ! "
عند إشارة سيونغجين، ضحك كالمن قليلاً ، بالمقارنة مع التعرض للضرب على يد القائد برونو، بدا الأمر سخيفًا ومضحكاً بعض الشيء
" قل الشتيمة !"
"أختارها بنفسي ؟.. أوه ! أيها اللقيط اللعين !"
وبعد ذلك، تردد صدى صوت عالٍ عبر المخيم
تشييك
"أصمد !"
سقط اللورد كالمن إلى الوراء، وهو يصرخ بأعلى صوته. ثم أمسك جبهته وبدأ يكافح كالمجنون
صدمة قوية لدرجة أنه شعر وكأن دماغه أصبح أبيض اللون !
سيونغجين، الذي كان يراقب كالمن بهدوء وذراعيه متقاطعتين، انتظره حتى يهدأ للحظة قبل أن يقول
"الآن، قم يا سيد كالمن ، يجب أن تشتمني مجدداً "
"... … !"
"عجِل ، ليس لدي الكثير من الوقت"
السيد كالمن، الذي بالكاد وقف على قدميه بعد سماع تلك الكلمات، كان ينظر اليه بتعبير خائف
"حسنا، هيا "
"... أبن العاهرة … "
تسك
لماذا أصبحت خجولا جدا مرة أخرى؟ نقر سيونغجين على لسانه ورفع يده
عند هذا، جفل السير كالمين بشكل لا ارادي وتراجع إلى الوراء
تشييك !
لأن سيونغجين ضربه على حين غرة ، صرخ وتدحرج على الأرض مرة أخرى
"كاااعك!"
علق أعضاء فرسان الذئب الذين كانوا يشاهدون من الجانب
"الم يضربه بقوة ؟"
"لا مستحيل، أنها مجرد نقرة بالاصبع ؟"
"لا. هناك شيء غير عادي بشأن نقره الإصبع تلك ! لاحِظه مجدداً ، زاوية أصابعه، وتوقيت النقرة ، وطقطقة معصمه التي أمتصت الارتداد ! كل هذه الأشياء تتحرك بكفاءة شديدة لتصل إلى نقطة واحدة، أليس كذلك ؟"
" الان بعد أن دققت ، تبدو أنيقة جداً !"
بعد تلقي ضربتين أخريين من هذا القبيل
تضخمت جبهة السير كالمن مثل كدمة ضخمة، وفي النهاية تم استدعاء الأب غوستاف لعلاجه
التفتت السيدة إلما، قائدة فرسان الذئب، التي كانت تراقب المشهد من بعيد، إلى القائد برونو وقالت
"يبدو متحمساً للغاية "
"نعم ، لديه أرادة قوية لأصلاح عادته تلك "
كانت عيون القائد برونو تشع بالعاطفة عندما قال ذلك ، لكن سرعان ما سيطر على عواطفه وأحنى رأسه نحو قائدة الفرسان
"شكراً لك على مسامحتك لوقاحة تلميذي سابقاً ، ايتها اللورد إلما "
منذ وقت ليس ببعيد، تشاجر كالمن مع نائب قائدة فرسان الذئب، مما خلق أجواء غير سارة بين الأمير وحاشيته وفرسان الذئب لفترة من الوقت
حادثة كان من الممكن أن تجرح كبرياء الفرسان ، ولولا تدخل القائد السير إيلما لما انتهى الأمر باعتذار فقط
نظرت إلى رأس برونو المنخفض للحظة وقالت
"يبدو أنك تعامل هذا الفارس مثل طفلك "
"إنه بالتأكيد طالبي الذي كنت أعتني به لفترة طويلة ، ربما بالفعل أراه مثل أبن لي "
بعد الإجابة على ذلك، أطلق برونو تنهيدة عميقة
"لكن يبدو أنني الوحيد الذي أعتبره مثل أبني ، لا يبدو لي أنه يراني مثل والده أبداً ، نمى له القليل من الشعر فقط ، لكنه لازال بالكاد يستمع لي"
ثم ابتسمت اللورد إيلما قليلاً.
"أفهمك ، لدي أيضا ابنة في نفس عمره لذا ، أعلم جيدًا أن الكثير من الأشياء لا تسير كما يريد الآباء دائماً"
ثم صمتت للحظة ونظرت إلى النار بعمق
"مع كل الاحترام ، سيد برونو ،هل تعرف زوجي؟ "
"نعم ، لقد رأيته قبل عشر سنوات عندما كان يقوم بقتال نوع من الشياطين أليس هو السيد سيباستيان ، قائد الحرس الشمالي الآن؟"
"نعم ، مع أن هذا محرج قليلاً ، إلا أننا عندما تزوجنا، كنت أنا وزوجي أشهر زوجين في سيغيسموند"
كانت إيلما وزوجها سيباستيان أكثر الفرسان الواعدين في فرسان الذئب منذ شبابهم
بدأ الاثنان بطبيعة الحال منافسة ودية، وبعدها نشأ بين المتنافسين الذين كانوا على خلاف لفترة طويلة حبًا قريباً من الصداقة الحميمة
وبعد أن أدركت مشاعري، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تزوجت منه
في ذلك الوقت، تم تعيين إيلما بالفعل كقائدة لفرسان الذئب في سن مبكرة، وكان سيباستيان أيضًا قائد الحرس المسؤول عن أمن المنطقة وتنظيم الحرس ضد الشياطين
بمعنى آخر، كان زواجهما هو اتحاد أقوى شخصين في إقليم سيغيسموند
لذلك، عندما ولد طفلهما الذي طال انتظاره ، لم يكن لدى الجميع أي شك في أن الطفل قد يكبر ويتخطى مستوى والديه حتى
"لكن ابنتي لم يكن لديها أي موهبة بالسيف ، على الرغم من أن وجهها كان يشبهني تمامًا، إلا أن أجدادها انتقدوها دائما ووصفوها بأنها ليست حفيدتهم "
"عندما كانت صغيرة، كانت طفلة مطيعة وصالحة ، ولكن بعدها ، حدث ما جعلها تنتكس عن هذه الصفات "
كنا منشغلين دائما وأجدادها لم يهتمو بها حقاً
لذا بدأت ابنتي لويز، التي لم يكن لديها مكان آخر لتركز فيه ذهنها، بالخروج خارجاً لفترات طويلة
"الشيء الوحيد الذي يمكن أن يهدئ مزاج ابنتي المكتئبة كان ماكس، كلب الصيد التابع للكونت ، ربما كان ماكس هو العائلة الحقيقية الوحيدة لتلك الطفلة التي قضت وقتًا طويلاً بمفردها "
كان لدى برونو فكرة عن كيف انتهت تلك القصة ..
"حتى جاء الشتاء وغزت الوحوش الشيطانية المقاطعة كل يوم بشكل متكرر ، وأصبحت لويز تتجول خارجاً لفترات طويلة مع ماكس، وبختها عدة مرات وضربتها لأنه كان أمراً خطيراً لكن لم يتغير شيء في سلوكها ذاك "
ثم حدث ما حدث في يوم واحد
قال لنا أحد حراس القرية أنه رأى لويز وهناك وحش شيطاني يطاردها على سلسلة الجبال البعيدة
عندما سمع الزوجان الأخبار وأسرعا إلى هناك في حالة من الذعر، لحسن حظهما كانت لويز آمنة ، لكن ما رأوه في نفس الوقت كان أرضية من الثلوج الملطخة بالدماء وجسد كلب الممزق إلى أشلاء بواسطة وحش شيطاني
"ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن، لم تخرق ابنتي أي قاعدة أو قانون ، ولم تخرج خارجاً أبداً حتى الآن"
تشييك!
تردد صدى الضربة في أرجاء المخيم مرة أخرى
نظرت إيلما إلى الفارس وهو يتدحرج على الأرض للحظة، ثم نظرت إلى برونو وتحدثت ببطء.
"لقد تعلمت هذا من ما حدث مع ابنتي ، عندما يغير شاب ذو رأي عنيد سلوكه فجأه ، عادة ما يكون ذلك بسبب شعوره بالندم الشديد بعد فقدان شيء ثمين "