183: كالمن بافلوف (4)

"لورد كالمن ، إذا كان الأمر بهذه الصعوبة، دعنا نتوقف ، ما رأيك أن نفكر في طريقة مختلفة ؟"

سأل سيونغجين بينما كان يشاهد كالمن يتدحرج على الأرض بعد تعرضه للضرب للمرة الخامسة

قررت ذلك لأنني أصبحت قلقاً يا كالمن

انت لست ذكياً جداً بالعادة، ولكن الا يتناقص معدل تركيزك شيئا فشيئًا كل ما ضربتك ؟ هل هذا دليل على أن غبائك أصبح يزداد يوماً بعد يوم

"نتوقف ؟ لا ! ، لازلت أستطيع تحمله"

"حقًا؟"

"بالطبع!"

تنهد سونغجين

هذا الرجل أصبح عنيدًا تجاه هذه الطريقة بشكل غريبة

"على أي حال ، أنت تبالغ في رد فعلك هذا ، ضربني والدي بطريقة أسوء من تلك "

"... … "

لم يكن لدى كالمن تعليق على كلام سيونغجين هذا

بغض النظر عن كيف كنت أتدحرج من الألم سابقاً ، كان القائد برونو يضربني بقوة أكبر من هذه ، لذا ربما يكون كلام الأمير عن مراعاته لي صحيحاً

لكن بغرابة ، قبل أن يضربني الامير على جبهتي، أشعر بخوف شديد، وكأنني سأموت في أي لحظة

شعور غريب، كما لو أن شيئًا مثل حجر كبير أو فأس عملاق سيضربني من الأعلى، وسيقسم جمجمتي إلى نصفين في ضربة واحدة

ولهذا السبب ظل كالمن يصرخ بشكل مبالغ به دون أن يدرك ذلك

وفي الوقت نفسه، شعرت وكأن هذا قد حدث معي من قبل ، شعور غير مريح أبداً ، وكأنني نسيت شيئًا مهمًا

"أنه على حق يا سيدي كالمن ، إن إيذاء جسدك بهذه الطريقة ليس الحل "

"لماذا لا تفكر بطريقة أخرى؟"

أقنعه الكاهن بينما يسكب القوة المقدسة على جبهته

"ربما يكون السبب وراء عدم قدرتك على التحكم في غضبك هو أننا خرجنا من بركة الإمبراطور، عندما نعود للعاصمة ستعود على طبيعتك مجدداً "

"... … ".

وكما قال، أراد كالمن أيضًا التوقف عن القيام بالخطة للوقت الحالي

على الرغم من أنها كانت ضربة واحدة كل مرة ، إلا أنها مرهقة جداً لدرجة أنني فكرت في تجربة شاي تلك الخادمة مره أخرى

كانت المشكلة أن فرسان الذئب كانوا يشاهدون هذا المشهد علانية

"كم عدد المرات التي سيستمر فيها هذا الرجل؟"

"هناك الكثير من الضجة ، متى سيتوقفون بحق الجحيم ؟"

"ذلك الرجل هو فارس القصر الإمبراطوري؟ الآن بعد أن نظرت إليه، يبدو وكأنه طفل لم ينضج بعد " ضحكة مكتومة " "

سأبكي الان !

على الرغم من محاولة الأب غوستاف ليغير رأيه ، وقف كالمن، الذي أصبح غاضباً بشدة ، واقترب من سيونغجين

"من فضلك، من فضلك، مرة أخرى، يا سيدي !"

"... أووه ، حسناً حسناً "

أمام سيونغجين، الذي تنهد، صرخ كالمن بثقة

"أنت وغد مجنون!"

بام!

دارت الأرض حولي ، وأصبح عقلي فارغاً

صارت عينا اللورد كالمن بيضاء من قوة الضربة

"هاه ؟ اللورد كالمن !"

"اللورد كالمن ، هل أنت بخير؟"

"ماذا حدث لك … … !"

أغمضت عيني وبدأت أصوات الصراخ تختفي شيئاً فشيئاً

وخلف وعيي المشوش، سمعت صوت شخص ما وكأنه حلم

-هل أنت بخير؟

صرخ كالمين دون وعي وأجاب عليه داخلياً

هل ضربتني بتلك القوة بالفعل ؟ هل تمزح معي !!

ثم أمتدت يد شخص ما أمامي ، بعد أن سمع ضحكة صغيرة ، لم أتمكن من رؤية وجه ذلك الشخص بوضوح، ولكن بطريقة ما شعرت أن كل العالم حولي كان يضيئ

-بسبب أعصابك هذه ، لن أطردك أبداً ، لذا من الآن فصاعداً، حاول البقاء معنا في قصر اللؤلؤ فهو مكان مثالي للإقامة بالنسبة لك

حسناً

رد عليه كالمن

ثم تذكر ، وكأنه قال شيئاً ما لشخص ما ، ذكرى ضبابية خفيفة مرت في داخله

من كان ذلك على وجه الأرض؟ عندما حاولت التفكير في الأمر، شعرت وكأن قلبي ينبض بشدة

-كنت أعلم أن شيئًا كهذا سيحدث يوما ما ! إذا حدث أي شيء لصاحب السمو ولي العهد ، فلن أسامحك أبداً !

تغير المشهد من أمامه وسمع صوتاً مزعجاً مألوفاً بجانبه

بينما كان يقود الحصان بسرعة جنونية ، يلاحق شخصًا يجري أمامه وبينهما فارق كبير، فكر كالمن شارد الذهن

' آه، هذا الكابوس مجدداً ' دائما عندما أفتح عيني، سرعان ما يختفي من ذاكرتي مثل السراب

-كله بسببك ! لو كان اللورد ماسين هنا ! لما حدث هذا !

كما هو الحال دائمًا، ومضت في ذهني مشاهد مختلطة، وهزت قلبي مشاعر معقدة لا أتعرف عليها ، مرة تلو الأخرى

-هذا انت مجددا ؟ الليلة الماضية أوليفييه خاصتنا ... … .

-يالك من أحمق! لمن أساءت له مجدداً الآن؟ … .

ثم، فجأه صار كالمن، الذي أصبح الآن أصغر سنا بكثير، يقف في حديقة القصر الإمبراطوري

-أنت محظوظ جدًا ، عامي مثلك يجب أن يأكل البطاطا طوال الوقت ويعمل كفلاح ويموت في النهاية

نعم ، أنا أتذكر لأنني ..

لا أستطيع أن أنسى أبدا من أنا

-لقد صادف أنني وضعت الغمد في المكان المثالي ، لذا يجب أن تكون ممتنًا لي لبقية حياتك ها ها ها ..

كيف يمكن أن ينسى تلك العيون الفضية المتلألئة بضوء غريب والتي كانت تنظر إليه مباشرة وتضحك بأستمتاع ؟

عليك اللعنة ! اللعنة عليك يا موريس!

وبينما كنت أتخبط من الغضب الشديد، رن صوت بارد فجأة في رأسي، وأيقظ روحي

[أعلم بأن الحياة ليست أمراً ثابتاً ، لكن روحك لا تستطيع أن تتجول بين حدود الحياه والموت هكذا دائما ]

'... هاه ؟'

في الوقت الذي سمعت فيه تلك الكلمات ، شعرت بأن جسدي أصبح ثقيلاً فجأة ، والآن أصبحت أغرق في مكان لا نهاية له

قلبي، الذي كان ينبض بجنون، تباطأ تدريجياً، وغلف جسدي كله شعور دافئ بالارتياح ، المشاهد التي كانت ترفرف هنا وهناك، وتربكه، اختفت تدريجياً عن الأنظار واحداً تلو الآخر واختفت تماماً

وأخيراً حل الصمت تماما

وبينما كان يغمض عينيه ويستمتع بالسلام الهادئ، لمست يد شخص ما جبهة كالمن ، وسرعان ما انتشر الدفء الذي بدأ من جبهتي في جميع أنحاء جسدي بأكمله

وفجأه وبخه صوت بلطف.

[سيتعين عليك التمسك بحياتك بشكل صحيح هذه المرة ، لم يتبق لك الكثير من الوقت لتستند على هذه الجراح الصغيرة وتحاول النجاه بمفردك]

… ماذا؟

قبل أن يتمكن كالمن من التشكيك في أي شيء، أمره الصوت

[افتح عينيك.]

"... … !"

وامض

بعد هذا ، فتح كالمن عينيه قليلاً

ما جاء في مجال رؤيته هو وجوه العديد من الأشخاص الذين ينظرون إليه بقلق من الأعلى

"كالمن! هل أنت بخير؟"

"سيدي كالمن!"

"هل أنت مستيقظ يا لورد كالمن؟"

رمش كالمن بوجه فارغ

ماذا ؟ هل كانو يحدقون بي هكذا طوال الوقت ؟

وعندما أفاق، كان مستلقيًا على الأرض العارية للمخيم و يتجمع حوله العديد من الأشخاص، بما في ذلك القائد برونو والقس غوستاف

وكانت طاردة الأرواح الشريرة السيدة شارون في تسكب القوى المقدسة على كالمن بشكل جنوني

"اوه شكرا لك… … ".

"... … ".

"... "سيدة شارون؟"

كالمن، الذي قال لها فجأه شكراً لك، ناداها بشعور غريب ، هذا لأنه للحظة، لاحظ توهجاً فضياً يمر بعينيها للحظة

ولكن عندما أغلقت وفتحت عيني مرة أخرى، عادت عيون السيدة شارون إلى لونها الأسود الأصلي

وابتسمت له بعد ذلك

"هيهي. هل أنت بخير يا لورد كالمن؟»

"أه نعم… … ".

وبدعمها، وقف كالمن مجدداً

من الواضح أنني فقدت الوعي واستيقظت، ولكن بطريقة ما أشعر بالانتعاش الشديد.

'... 'ما هذا الشعور؟'

لقد بدا الأمر غير واقعي بشكل غريب، لدرجة أنني شعرت وكأنني لا أزال في حلم

والتقت عيون كالمن بسونغجين الذي كان ينظر إليه من الجانب الآخر بتعبير متجهم

"كيف حالك يا لورد كالمن؟"

"أنا بخير ، لا تقلق سموك "

ثم عبس سونغجين فمه وتذمر

"بالطبع يجب أن تكون على ما يرام! بسبب عنادك هذا ، أنا الوحيد الذي سيوبخ لاحقاً دون سبب!"

"... ماذا؟"

" لا شيء ، أنس الامر"

استدار سيونغجين تاركًا وراءه كالمن المرتبك

بعد أن أغمي على كالمين فجأة وبشكل غير متوقع، ذهب سيونغ جين الذي خاف على الفور لرؤية السيدة شارون. كنت قلقاً من أن الإصابة قد تكون خطيرة بما يكفي ليتطلب علاجه مساعدة والدي

بالطبع، كنت آخذ الامور بروية ، لكن ألم أضرب كينيث ديجوري ذات مرة حتى الموت ؟

وبناء على طلبه، جاء الإمبراطور لجسد السيدة شارون وحدق في سيونغجين للحظة

لم يقل ذلك بصوت عالٍ لسيونغجين لأنه كان أمام الآخرين، لكن كان من الواضح ما تعنيه تلك العيون الباردة

-كنت أعلم أن ورائك هدوئك ذاك شيئ ما

نظر إلى كالمن للحظة ليرى ما إذا كان مشغولاً بشيء ما ثم غادر، لكن كان من الواضح أنه سيقول شيئًا لسيونغجين لاحقًا

'يا إلهي، لماذا أُفسد كل شيئ الآن؟ كنت بالكاد سأصبح أبناً يعتمد عليه'

[…] انت تمزح، صحيح؟]

وبطبيعة الحال، كان هناك تأثير إيجابي غير متوقع خلقه هذا الحادث

فرسان الذئب، الذين كانوا يعطون كالمن نظرات سيئة ، يضحكون الآن وينظرون إليه كما لو كان مبتدئاً ودوداً

"أيها الطفل ! كيف آلمك هذا كثيراً؟"

"هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصًا يفقد وعيه بعد تعرضه لضربة مثل هذه ! مضحك جداً "

ثم غضب كالمن مجدداً

"أوه يا إلهي ! لماذا لا تجرب ذلك بنفسك وتخبرني اذاً ؟"

"يا الهي ؟ يبدو أنه لم يفق بعد ، هل يجب علينا ضربه مرة أخرى؟"

" توقف يا آرثر لو تعرض للضرب مرة أخرى ، فسوف يبكي!"

"يبكي ! من الذي سيبكي!؟ الجميع، توقفوا عن الضحك هكذا ! هل ترون مسرحية ما ؟ هاه ؟"

"ككككككككك!"

في العادة، كان الفرسان سيديرون أعينهم ويخلقون جوًا غير سار بمجرد أن يفتح فمه، لكنهم الآن يضحكون ويتحركون إلى الوراء كلما بدأ السير كالمن في قول أشياء بذيئة من فمه

حتى نائب قائدة فرسان الذئب، الذي أهان كالمن للمرة الأولى وكاد أن يصبح عدوه اللدود، فعل الشيء نفسه كان يضحك من قلبه، ويلف ذراعيه الشبيهتين بجذع الأشجار حول رقبة اللورد كالمن

نظرت السيدة إيلما، زعيمة فرسان الذئب، إلى مكان الحادث وتحدثت بإعجاب

"هل كنت تتوقع حقا هذه النتيجة يا سيدي؟"

"هاه؟"

"لقد عاقبته إلى مستوى لم يكن مهينًا أمام الجميع، وحصلت على تعاطف الفرسان الآخرين وفي نفس الوقت حفزت علاقتهم الحميمة!"

"... … !"

عند هذه الكلمات، نظر إليّ القائد برونو بنظرة مليئة بالدهشة والاحترام

لم أقصد ذلك حقاً ..

خدش سيونغجين خده ونظر إلى كالمن وهو يمشي بعيدًا بين الفرسان

حسنًا، اليس حاله أفضل الآن من ذي قبل ؟

نتيجة مختلفة قليلاً لكن .. لا بأس ؟

***

واليوم أيضًا، داشا التي كانت تجمع الحطب بعيدًا عن موقع المخيم، رفعت رأسها عند رؤية العديد من الأشخاص يقتربون منها ويتربصون بها

'... يقتربون مني يوماً بعد يوم ..'

لعدة أيام حتى الآن، كانت تشعر بشكل متقطع بحضور عشرات الأشخاص يراقبونها داخل شركة ميلو

ولأنهم كانوا يحافظون على مستوى أخفاء الهالة المرتفع جدا ، فإن المرتزقة الفعليين الذين استأجرهم ميلو من نخبة حراس الأمن لم يكونوا على علم بأي شيء وكانوا يستمتعون برحلة مسالمة

في البداية، شككت في أنهم ربما كانو يستهدفون مجموعة الأمير موريس

لكن بعد مراقبة تحركاتهم لبضعة أيام، أقتنعت داشا بأن هدفهم كان جياكومو ميلو

في بعض الأحيان، عندما كنا نخيم بعيدًا عن الأمير وحاشيته، كانوا دائمًا يختارون البقاء بالقرب من شركة ميلو أكثر

الرجال الذين كانوا يراقبونني بهدوء لأكثر من 10 أيام يقتربون الآن مني دون أي نية لإخفاء وجودهم

"أنهم قادمون من الغابة ، هل يخططون لمهاجمتي الآن؟ "

بحثت داشا عن الخنجر المخبأ تحت تنورتها استعدادًا لمثل هذه الحالة الطارئة

في تلك اللحظة، عاد جميع العمال الذين كانوا يجمعون الحطب معها إلى المخيم، و بقيت معها أوليفييه فقط، مع غطاء رأسها ملفوفًا كما هو الحال دائمًا، ووقفت بجوار داشا

"ربما يكون الموظفين الجدد جميعًا جزءًا من عصابة ما..." … .'

في هذه المرحلة، اعتقدت أن شكوكي تجاه الشركة كان في محلها

خلال الأيام القليلة الماضية، رأت العديد من الأشخاص الموظفين حديثًا ينزلون من الطابق العلوي سرًا ويعودون ليلاً

وجميعهم كانوا قتلة ماهرين إلى حد ما وخدعوا المرتزقة تماما

بعد ان شعرت بأنهم بعيدون عنها وضعت داشا الحطب ووقفت.

'حسناً. في الوقت المناسب، وقعت حادثة تجمع كل الموظفين الجدد هنا ، لكن لن يكون من السهل التسلل إلى الشركة بعد الآن.. '

"أوه لن يكون من السهل علينا أن نتسلل الآن.."

"... … ؟"

للحظة، اعتقدت داشا أنها عبرت عن أفكارها الداخلية بصوت عالٍ.

عندما أدرت رأسي، نظرت المرأة، أوليفييه، التي كانت تنظر نحو الغابة، إلى داشا بعيون متفاجئة

"... أوه؟"

لمست حواجبها غير الموجودة ثم ابتسمت بتعبير غريب على وجهها

"أعتقدت بأنه غير معقول .. لكن هل من الممكن انك أيضا ...؟"

...

كالمن المسكييين 😔

2024/08/08 · 275 مشاهدة · 1915 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2024