193: مقاطعة سيغيسموند (2)
بعد ظهر اليوم، في القصر الإمبراطوري
نزلت كلوي ميا دي فالوا من العربة ودخلت حديقة قصر متاهة الوردة الفضية بحماس ، لأن الأميرة أميليا دعتها لزيارتها رسمياً
في الآونة الأخيرة، كانت تزور القصر الإمبراطوري بشكل متكرر بحجة الدراسة مع الأمير موريس، وأصبحن السيدات في عمرها يحسدونها على مثل تلك الفرصة
وقبل أن يغادر الأمير في رحلة عمل، قدمها بنفسه للأميرة أميليا ، ووعدته بقضاء وقت الشاي مع الأميرة وزيارتها بانتظام منذ ذلك الوقت ، وكانت هذه زيارتها الثالثة للأميرة المحبوبة
"إذا استمريت على هذا المستوى، فحلمي بأن أصبح ملكة الاجتماعات النبيلة لن يكون مجرد حلم بعد الآن !"
تبادل الحديث مع الأميرة الجميلة التي يقال إنها المفضلة لدى الإمبراطور .. إنه حلم يتحقق !
حتى لو تزوجت الأميرة من أمير أجنبي وغادرت ديلكروس، فإن الصداقة التي عمقتها معها ستكون بمثابة مساعدة كبيرة لكلوي في أنشطتها الاجتماعية المستقبلية
"إلى جانب ذلك، الأميرة شخص رائع حقاً !"
في اليوم الأول الذي تمت دعوتها فيه، طلبت أميليا هذا الطلب الغير متوقع منها وقالت " أريد أن أدرس لغة بريتانيا واللغات الأجنبية الأخرى، لذلك قد أطلب المساعدة منك كثيراً في المستقبل ! "
وأثار دهشتي أن الأميرة كانت تتحدث بلغتي بريتاني وروهان بمستوى جيد جداً
نظرًا لأن كلوي لم يكن لديها بعد معرفة عميقة بلغة روهان ، فقد قررت إنشاء مجموعة دراسية لتبادل المعلومات مع الأميرة
مر ألف عام منذ أن أصبحت اللغة الإمبراطورية هي اللغة الرسمية للقارة
كان هناك تصور سائد بأن تعلم لغة جديدة في ظل وجود اللغة الإمبراطورية كلغة أساسية مضيعة للوقت
لكن كلوي كانت تستمتع كثيراً بتعلمها
ما هي الكلمات المشتقة من كلمة واحدة ، وما هي الاختلافات الثقافية بين كل بلد ؟
ما هي الفروق الدقيقة الذي يحدث إذا تمت ترجمة الجملة حرفيًا؟ كيف تختلف القواعد النحوية ؟
أحبت كلوي عندما كانت تلاحظ هذه الأشياء الصغيرة
ومؤخراً، عندما بدأت الدراسة مع الأميرة أميليا، خاضت كلوي تجربة مذهلة وسّعت آفاقها المعرفية
محادثاتي مع الأميرة، التي كان لديها الكثير من المعرفة حول مختلف البلدان في القارة، أعطاني شعورًا بارتباط اللغة بثقافة وتاريخ البلد، شيئاً لم أكن أتوقعه كشخص يدرس اللغات لوقت طويل
نتيجة لذلك، بدلًا من البحث عن علاقات جديدة ، وجدت نفسي أتطلع حقًا للقاء الأميرة كل يوم !
وبالمقابل كان من الواضح أن كلوي تركت انطباعًا جيدًا لدى الأميرة بعد قضائهما الوقت معاً
أبتسمت أميليا لكلوي وقالت
-ما قاله موريس عنك كان صحيحا ، قال أنك شخص موهوب ومرشحة جيدة لتصبحي وزيرة الخارجية في المستقبل... … .
'وزيرة الخارجية؟ لكن أنا مجرد فتاة عادية تحلم بأن تكون ملكة تجمعات النبلاء '
لكن منذ ذلك اليوم ، كانت كلوي تتخيل نفسها أحيانًا تصبح مسؤولة حكومية ناجحة وتعتمد على نفسها
"هل وصلت مبكراً قليلا ...؟" … .'
أمام غرفة الرسم الجذابة، فكرت كلوي وهي تعدل حافة تنورتها الأرجوانية الجميلة ، نظرًا لأن يوم عيد القديس جرازييه كان قريبا جداً ، فقد كانت ترتدي ملابس أرجوانية بلون يذكرنا بزي فرسان القديس جرازييه
زينت كلوي شعرها المجعد أيضًا بالكثير من الزهور البنفسجية ، والتي كانت لغة الزهور خاصتها هي [التضحية]. وهذا مبدأ التي يعتبره فرسان القديس جرازييه الأكثر أهمية
على الرغم من أن الناس يحدقون بها كل يوم ، لكن نادراً ما يلتقط أحد ما تفاصيل ملابسها الدقيقة مثل الأميرة أميليا
"أتمنى أن تعجبها طلتي اليوم ..." … .'
تم اصطحاب كلوي إلى غرفة المعيشة، وقد احمر خديها من الترقب والحماس
"سيدة كلوي ! مرحباً ، آه، يالها من طلة ! نحن نقترب بالفعل من عيد القديس جرازييه ! "
استقبلتها الأميرة أميليا بابتسامة مشرقة مثل الوردة
لقد علمت أنها ستدرك المغزى من ملابسي هذه !
الأميرة رائعة حقاً ..
"أعتقد أنني أتيت مبكرًا جدًا ،لكن ما كل هذا؟
عندما جلست على الأريكة ونظرت حولي، كان هناك الكثير من قطع القماش الصغيرة متناثرة على طاولة الشاي، بالإضافة إلى إيطار التطريز
'... هل تتعلم الخياطة بنفسها؟ '
كما توقعت ، كانت أصابع الأميرة الجميلة مليئة بالجروح والثقوب هنا وهناك
ما الذي تفكر بفعله ؟
وبينما كنت أتساءل عن ذلك، رأيت بضعة جيوب قماشية صغيرة مجعدة على أحد جانبي الطاولة
"جيوب… هل خيطتها بنفسك سموك؟ ،لماذا صنعت هذا ؟"
ثم ظهر تعبير مظلم على وجه الأميرة
"لا تقلقي هذا ليس بالامر الكبير يا آنسة كلوي ، في الواقع، راودني كابوس الليلة الماضية ، لقد كان حلمًا مخيفًا حيث سقط تمثال القديس أوريليون الصغير وتكسر إلى أشلاء ، و عندما استيقظت في الصباح، كنت قلقة للغاية واعتقدت أنني يجب أن أصنع شيئاً ليحمي هذا الصغير اللطيف "
لذلك، كانت تخيط جيباً لتضع فيه تمثال القديس الصغير
"إذا كانت هذه هي المشكلة .. فلديك خادمة جيدة ، قد تصنع لك شيئاً مرتباً لتضعيه فيه "
"لا أعرف كيف أشرح هذا يا كلوي، بطريقة ما، أشعر أن هذا لن يكون له معنى إلا إذا صنعته بنفسي"
نظرت كلوي إلى طاولة الأميرة بتعبير محتار
كان هناك تمثال رجل عجوز أصلع ملفوف بالحرير الناعم و يبتسم بوجه لطيف ، هذا التمثال الخشبي كان ما أرته لها أميليا بفخر لكونه هدية تلقتها من سموه موريس
"الأمير موريس لا يكون لديه أدنى اهتمام بالمعنى حين يختار هداياه … .'
على أي حال ، لم تعتقد كلوي أن علاقة العائلة المالكة ببعضهم كانت جيدة هكذا ، حيث يفرحون ببعضهم ويقدمون لبعضهم الهدايا التافهة ويضحكون عليها
تذكرت إخوتها الذين ذهبوا في رحلات عمل إلى الخارج ولم يحضروا لها أي هدايا ، و شعرت كلوي ببعض الحسد تجاه الأميرة
"عندما أفكر بالامر في مخيلتي ، أراه سهلاً وعند تطبيقه لا أعلم كيف ينتهي به الأمر هكذا "
نظرت أميليا إلى العديد من محاولاتها الفاشلة وتنهدت
الجيب الذي تخيلته أميليا كان له تصميم معين ، كان سيكون مثل جيب الدانتيل الأبيض الذي أرته سيسلي لها في قصر اللؤلؤ أثناء الغداء
-الليلة الماضية، راودني كابوس عن تمثال الرجل العجوز وهو يشتعل بالنيران ، لذا، هذا الصباح، قمت أنا وسيو ييسيو بصنع جيب للرجل العجوز لينام فيه ، نظراً لأنني قمت بخياطة العديد من الطبقات فيه لحمايته ، أتمنى أن تكون هذه تميمة حظ و تحمي موريس في رحلته
ولهذا السبب قررت أميليا، التي كانت تعذبها الكوابيس بالفعل، أن تصنع هي الأخرى جيباً صغيراً وتعتني به عناية فائقة
"أريد أيضًا أن أساعده ، أود لو أستطيع أن أقدم القليل من المساعدة ولو بهذه الطريقة... "
نظرًا لأن الأميرة بدت محبطة للغاية، لم يكن بوسع كلوي إلا أن تشمر عن سواعدها
"اذاً دعيني أساعدك قليلاً ، أنا لست واثقة من مهاراتي في الخياطة ، ولكن إذا قمنا بذلك معًا، يمكننا أن نصنع جيوبًا أجمل من هذه "
لذا وضعت الاثنتان جانباً دراساتهما للغة الأجنبية جانباً وخصصتا هذا أليوم للخياطة
كان من الغريب أن كلوي، التي التقطت الإبرة والخيط لأول مرة، كانت في الواقع تخيط بمهارة أكثر بكثير من أميليا
بعد الكفاح لفترة من الوقت، تمكن الاثنان في النهاية من إنشاء حقيبة خرقاء تناسب حجم القديس الصغير
وقاما بتطريز شكل زهرة على جانب الجيب ، وصنعا أيضاً مخروطا صغيراً غريب الشكل ليكون مثل القبعة للقديس الصغير
'... أشعر بالرضى عن هذه النتيجة الآن '
وضعوا الكتب المدرسية التي بذلوا جهدًا كبيرًا في إعدادها جانبًا، وأصبحت الزهور التي تزين شعر كلوي فوضوية جداً
"الم نبذل ما بوسعنا حقاً سموك أميليا ؟ "
أصبحت الأميرة المحبطة تبتسم بابتسامة أضائت غرفة المعيشة بأكملها معها ، وشاركتها كلوي ذلك ايضاً
***
بغض النظر عن كوني أستطيع الإحساس بحضور الاخرين، كوني أعمى الآن كان شيئاً مزعجاً جداً
لقد كانت حقيقة يعرفها الجميع ، لكن سيونغجين أصبح يشعر بمثل هذا الهاجس القوي بعد أن جلس يوماً ونصف داخل العربة
مر الوقت بسرعة كبيرة بينما كنت أتأمل، لكن لكوني أعمى ، استمرت المشاكل الصغيرة التي لم أفكر فيها بأزعاجي حقاً ، على الرغم من أن إيديث كانت هناك لمساعدتي ودعمي عن كثب
وفي النهاية، بسبب أحباطي الشديد، حاولت رفع الضمادة سرًا دون أن يعرف أحد
[أنا أشاهدك ، سيونغجين لي]
في رأسي، حذرني سيد الشياطين بصوت كئيب
[سأخبر الجميع عنك ، ثم سيخبرون والدك بكل شيء ]
'... … .'
هل تهددني الآن أيها الشيطان الوغد ؟
سيونغجين، الذي كان عاجزًا عن الكلام للحظات، احتج متأخرًا أمام ملك الشياطين، لكنه نسي أمر الضمادة دون أن يدرك ذلك
هذا لأن ما قاله ذكرني على الفور بوجه اللورد ماسين ذو التعابير الغاضبة
[جيد]
قال الشيطان الوغد، ثم غاص في رأسي مرة أخرى وبدأ يبحث عن شيئ ما
ما الذي يفعله ذلك الرجل بحق السماء في رأسي ؟
وعندما انتهى العشاء، قام القائد برونو، الذي لم أستطع رؤيته طوال اليوم، بزيارتي ، و لسبب ما، بدا متعبًا جدًا
"كانت هناك مشكلة صغيرة في القصر الإمبراطوري اليوم ، لم يتمكن جلالته من استعادة وعيه حتى فترة ما بعد الظهر، وتم وضع القصر في حالة تأهب تام "
ماذا؟ بعد الظهر؟ حتى ذلك الوقت ؟
قفز سونغ جين من مقعده دون أن يدرك ذلك
وكانت السيدة شارون قد سمعت بالفعل أن فجوة قد انفتحت في القصر الإمبراطوري الليلة الماضية
لكنني أعتقدت أنه لو كان الأمر سهلاً لهذه الدرجة لحل الموضوع من تلقاء نفسه
ألم نحاول تجهيز السبب والنتيجة مسبقاً للاستعداد لمثل تلك الاوقات العصيبة ؟
(( السبب : عد بسلام يا أبي ، النتيجة : رجع بسلام بعد الظهر ،
هذا مثال على السبب والنتيجة))
"آه، لقد عاد الآن بأمان إلى العمل، اطمئن ، ولا تشغل بالك عليه "
قال القائد هذا وهو يمسك بسونغجين، الذي كان على وشك القفز من العربة
على الرغم من أن سيونغجين جلس مرة أخرى بعد تلك الكلمات، إلا أنه لم يستطع أن يريح عقله من الهم تماماً، لأنه ذكره بدوار الحركة الرهيب الذي عانيت منه في المرة الماضية
لقد كان الأمر صعبًا جدًا رغم أنني كنت هناك لفترة قصيرة، هل سيكون بخير الآن؟
"وفقًا لمعلومات أرينجا، فإن الفترة الزمنية التي كانت فيها [الفجوة] مفتوحة لم تكن طويلة جدًا ، ربما يكون هناك سبب آخر وراء كون جلالتك فاقدًا للوعي "
كان القائد برونو أحد الأشخاص القلائل الذين يعرفون حقيقة [الفجوة]
عندما كان في الأصل صديقاً مقربًا من الإمبراطور ، كان يشعر أن أشياء غريبة يصعب تفسيرها تحدث أحيانًا حوله
والآن بعد أن أصبح يعمل لدى أرينجا ويسرق رواتبهم بينما يرتاح في قصر اللؤلؤ ، علم بتلك الحقيقة
بفضل هذا، تمكن سيونغجين من سماع شرح أكثر تفصيلاً لما حدث الليلة الماضية من برونو
ظاهرة غريبة حصلت له بعد أن سقط وماتت الشجرة السحرية
عن الطاقة الشيطانية التي حاوطت على سيونغجين والطاقة المقدسة التي ظهرت فجأة وطهرت كل شيء
"سيد ماسين... … ".
أصبح سيونغجين نادماً حقاً عندما علم عن ما حدث لأخيه ماسين ، لانه لم يكن قادراً على الابتعاد عن سيونغجين الذي احاطت به الطاقة الشيطانية ، عانى من تآكل شديد وتعفن في الجلد لدرجة أنه كان من المستحيل تقريباً التعافي منه بسهولة
سيد مارثا، كان لديك سبب لتغضب علي ..
لو قلت أنك تريد ضربي، لسمحت لك بذلك دون أن أعارض ..
"لكن لحسن الحظ، القوى المقدسة التي طردت الطاقة الشيطانية وأعادت جسدي كما كان عالجت أيضًا تآكل جلد اللورد ماسين تماماً "
لم يكن اللورد ماسين وحده هو الذي عانى من التآكل ، بغض النظر عن مدى حماية جسمك بالهالة، فمن المستحيل حجب الطاقة الشيطانية تمامًا ، لأنها مثل الدخان العائم في الهواء
معظم الفرسان الذين شاركوا في المعركة تعرضوا لتآكل كبيراَ كان أو صغيراً
لكن التآكل، الذي كان من الممكن أن يظل الحراس و الفرسان يعانون منه لفترة حتى لو شفوهم الكهنة ، شفي بفعل الطاقة المقدسة واختفى تماماً
حتى البضائع التي كانت في عربات شركة ميلو عادت كما كانت
تم تنقية وحفظ عدد كبير من البضائع التي كانت ستكون غير صالحة للاستخدام أبداً بسبب التلوث بالطاقة الشيطانية. وبفضل هذا، تمكنا بطريقة أو بأخرى من استكمال الضروريات اليومية التي كانت لتصبح مفقودة وتعطل سير حياة مواطني أقليم سيسغموند
"يبدو أن الأرشيدوق سيغيسموند وفرسان الذئب يعتقدون أن البركة المقدسة الممنوحة للعائلة الملكية قد تسببت في معجزة... … ".
لكن تمكن سيونغجين والقائد برونو من معرفة سبب هذه المعجزة
بينما كنت فاقداً للوعي، لا بد أن ذلك الرجل جاء ليتطمئن عليه
" إذاً هل والدي بخير الآن؟"
"نعم يا سيدي ، سمعت أنه تلقى أيضًا تقريرًا شاملاً عنك من السيدة شارون في وقت سابق "
"أوه .. "
وساد الصمت في العربة لبعض الوقت
"... "
" لن أتجاهل هذه الحادثة "
قال سيونغجين بصوت هادئ
"من قال أنني سأوصل البضائع لهم عن طيب خاطر ؟ ألم يجعلوا والدي يقوم بتطير تلك البضائع رغماً عنه ؟"
لا أعرف ماذا يحدث معه حقاً ، لكن حقيقة أن والدي لم يستيقظ لنصف يوم هي بالتأكيد لها علاقة بما حدث
وأترك كل شيئ أذاً واتجاهل جهود والدي في تطهيرها ؟
"سيدفع اللورد ميلو والدوق مارغريف ثمن ما فعلوه... "
"ماذا ؟ لكن كيف؟"
سأل القائد برونو بوجه مرتبك ، بينما ابتسم سيونغجين بخبث
"سأبيع لهم بضائعهم مقابل المال بالطبع ! "