201 : لويز (4)

" هل كان لموريس بلورة عقل روحية منذ البداية؟ "

ردًا على هذا السؤال، نظر الإمبراطور إلى سيونغ جين بعيون غير قابلة للقراءة للحظة ثم قال شيئًا غريبًا

[أنت تفكر في أفكار عديمة الفائدة بهذا الرأس الصغير مرة أخرى]

[…] ماذا ؟]

[نعم يا بني ، تخمينك صحيح ، لقد ولدت مع بلورة عقل منذ البداية، لم تكن مفعلة دائماً في عقلك ، لكن عندما كنتَ صغيراً ، أستخدمت التواصل الروحي وأنت تلعب مع هيرنا وقاديس في كثير من الأحيان ]

ماذا؟ ' بني ' ؟

في تلك اللحظة، شعر سونغجين بالغضب الجامح يتدفق بداخله

هذا الرجل حقا... … !

قفز سيونغجين من السرير وصرخ في وجه نيت ، الذي كان يحدق به دون حتى أن يحرك عضلة

[إلى متى ستتظاهر وكأنك لا تعرف؟! ]

سؤال ظل يدور في جوفي منذ أن أتيت إلى هنا ، لكنني لم أتمكن من قوله لك بشكل صحيح

وعندما قلته أخيراً ، تدفقت الشكوك والقلق والحزن الذي أشعر به كلها عليه مرة واحدة كالشلال

[ لماذا لازلت تناديني بيا بني ؟ جلالة الملك الا ترى كيف أصبحت الآن؟ ]

حتى بدون النظر في المرآة، كان سيونغجين يعرف جيدًا كيف يبدو لأنه شعر بالهواء يداعب الخطوط على وجهه

و لأنه عاش عيشة قاسية وكان يمتص الطاقة الشيطانية لعقود دون ملل ، فقد كبرت ملامحه كثيراً

[الا تدرك ذلك بالفعل ؟! أنا رجل عجوز ! ربما حتى لا يمكنك أن تتخيل كم أصبح عمري الآن !]

الآن سوف ترى بأم عينيك أنني لست أبنك

هذه هي النتيجة ، حتى لو لم أستطع أن أقول لك كم عمري بالتحديد

بمجرد النظر إلي الان ، سيدرك أنني أكبر عمراً منه

[لماذا… … !]

وأخيرًا، السؤال الذي كنت سأموت لمعرفة جوابه ، سألته عنه الآن

[لماذا لا تبحث عن ابنك الحقيقي؟! ]

بادومب !

مع كل كلمة أنطقها ، شعرت وكأن البراغي التي أغلقت عليها بأحكام بدأت تفتح الواحدة تلو الأخرى

[بالطبع لديك القدرة لتفعل ذلك ! ألم تجدني حتى وأنا كنت على حدود البعد ؟! لماذا تتظاهر بعدم ملاحظة أن روحًا شريرة مثلي قد أستولت على جسد ابنك؟! ]

بادومب

بدأ قلبي ينبض بقوة أكبر وأعلى، كما لو كنت أطرق الباب

بدا الأمر كما لو أن الدم قد استنزف من وجه الإمبراطور الشاحب ، ندمت قليلاً عندما قلت له هذه الكلمات ، لكنني قلتها وانتهى

[هل .. هل تستخدمني لإبقاء هذا الجسد على قيد الحياة حتى يعود موريس ؟ أذاً قل لي الحقيقة ! سأعيده إليك كما أردت ! ]

بادومب

في الوقت الحالي، لن أتوقف بعد أن بدأت

لا تجعلني أندم هكذا في كل مرة أؤذي هذا الجسد الآن !

قلبي يعصف

هل هذا نبض قلبي أم أنه مرض آخر لا أعرفه أيضاً؟

لم يستطع سيونغ جين أن يقرر ما إذا كان يجب عليه فقط أن يكمل حديثه أو يقمع ذاته ويغلق عليها مرة أخرى، لأنه ولفترة طويلة كان يغلق على هذه الشكوك كل ما بدرت ، لذا شعر الان وكأنه على وشك الانفجار

[مهما كنت شريرًا، فأنا لست وقحًا لسرقة جسد طفل صغير هكذا ! لذا، سيكون من الأفضل لكلينا أن نتوقف عن تمثيل لعبة العائلة تلك الان ! هل أنت بخير حقا مع ما يحدث معه ؟ ما ذنب لوغان وأختي أيميليا والسيد مارثا الذين لا يعرفون شيئاً ؟!]

تصاعدت مشاعره شيئاً فشيئاً وبدأ عقله يعصف به مرة بعد أخرى

كانت كارثة

شعرت بأنني أستطيع الشعور بكل زاوية في الغرفة لشدة غضبي ، وكأن الجدران كانت تخنقني

الآن كان سيونغ جين ينظر بغضب إلى نيت ، الذي كان صامتاً ويستمع اليه بتعبير حازم

وفي نفس الوقت كان يفكر داخل نفسه وهو يصرخ عليه من بعيد

اه، أنا أعرف هذا التعبير

كنت متأكداً من أنه سينظر الي بهذه الطريقة يوماً ما ...

[اهدأ]

تربيت تربيت

توقف سيونغجين عن التفكير فجأة عندما شعر بأنه يلمس رأسه بخفة

لا ! أنتظر ! ما الذي يفعله الآن؟!

تربيت تربيت تربيت

قبل أن يتمكن من أن يستعيد شعوره بالفضب ، فرك الإمبراطور رأسه مرة أخرى كما لو كان يصب علي القوة المقدسة الباردة ، و بدأ رأسي يصفو ببطء

تربيت تربيت

هذا التربيت أعطى سيونغجين شعوراً بالهدوء وساعد في قمع تلك الأفكار التي أجتاحته فجأة

وفي لحظة ، عادت رؤيتي إلى طبيعتها وهدأت نبضات قلبي

[لا يجب أن تشك في نفسك بهذه الطريقة ، ليس عليك أن تفكر إلى هذا الحد وأنت في هذا العمر الصغير]

عندما هدأت كنت أتنفس بصعوبة كما لو كنت أركض لفترة طويلة

نظر اليه الإمبراطور وقال بصوت هادئ

[موريس ]

لا يزال هذا الرجل مصراً ... … !

سونغ جين، الذي كان يحاول إبعاد يد الإمبراطور في موجة من الغضب أجتاحته مجدداً ، أصيب بالذهول عندما أدرك أن يده كانت بعيدة جداً عنه ، بعيدة كثيراً كما لو كان ينظر اليه من منظور طفل صغير

… هاه؟

فتح سونغ جين عينيه بأندهاش ونظر إلى يديه مجدداً

على الرغم من وجود أثار التدريب عليها هنا وهناك، فمن الواضح أن يديه أصبحت أصغر حجمًا بكثير وأصغر سنًا من تلك التي يتذكرها

هذا جسد موريس… ؟ لماذا ؟

[موريس ]

[…] … .]

أبقى سيونغ فمه مغلقًا بعناد وهز رأسه

كيف حدث هذا؟

نعم ، هذا عالم خيالي مصنوع من الهالة ، لذا يستطيع هو تغيير مظهري حسب ما يريده...

[بني ]

[…] نعم]

أجبت على مضض على الصوت الذي ظل يناديني ، وتنهد الإمبراطور بهدوء

[ مع شخصيتك العصبية تلك ، لا بد أنك كبحت مشاعرك هذه لفترة طويلة جدًا ، أتفهم بأنك كنت مرتبكاً ولا تعلم كيف تصارحني بالأمر ، لكن لما لم تسألني عن هذا حتى الان ؟]

لماذا لم أسألك ؟

حسنًا، في البداية لم أرغب في أن تطردني من القصر ، وبعد ذلك، أصبح من المزعج التفكير في الأمر وتعقدت مشاعري ...

علاوة على ذلك، عندما فكرت في الناس في القصر الذين كانوا سيصبحون قلقين بشأن مكان وجود موريس لو عرفوا ، لم أستطع التوقف عن التظاهر بأنني هو

لكن في نفس الوقت

'... هل هذا فقط هو ما منعني من سؤاله ؟ '

وعلى الجانب الآخر، كانت هذه الشكوك تتسلل إلى ذهني

[ لماذا الآن فقط أستطيع أن أقول هذا السؤال بصوت عالٍ ؟]

[…] … .]

عندما نظرت إلى الإمبراطور بمشاعر معقدة، ربت على شعر سيونغجين للمرة الأخيرة وسحب يده

[هذا لأنك الآن، ومهما كانت طريقتك الخرقاء تلك ، هربت من بُعد ديلكروس ، لذا ربما كنت على دراية غريزية بشروط وقيود الانتماء إلى عالم ما ]

[…] الشروط والقيود؟]

بعد أن تأكد من أن سيونغجين هدأ تمامًا، جلس الإمبراطور ببطء على السرير والتقط الكتاب الذي وضعه في الأسفل

[بما أن الأمر قد سار على ما يرام ، أسمح لي أن أشرح لك عن بعد الهالة هذا الذي قمت بإنشائه للتو ]

قال الإمبراطور قصة عشوائية جداً وخارج سياق حديثنا ، لكن سيونغجين استمع اليه بهدوء

ونتيجة لذلك، كان لدي شعور بأن نهاية الشرح ستكون قريبة من سؤال سيونغجين

[في يوم من الأيام، كانت هناك [كارثة] أدت إلى تدمير العالم ، لقد كانت قوة لا يمكن السيطرة عليها، قطعت ودمرت كل شيء، وحطمت أيضًا حدود كل شيء وخلطت كل شيئ ، حتى أن تلك الكارثة عزلت كل الأفكار القوية التي قد تصل لخارج البعد وحتى لو حاولت فعلها ، لأصبح الأمر دون جدوى ]

كانت عيون الإمبراطور مظلمة وغائرة بينما كان يقلب الصفحات بفتور ويواصل الحديث

[فجاء فكر بهذه الفكرة شخص متكبر : لو كانت حدود عالمنا مغلقة وأحاطت بنا الكارثة من كل جانب ، اذاً لم لا نرمي جميع الأشخاص ذوي القدرات الروحية في الكارثة ونتخلص منهم تماماً ؟]

[عزل الناس ذو القدرات الروحية ؟]

[نعم ، والمثير للدهشة أن الخطة نجحت ، بغض النظر عن مدى قوة فكرته كان من المستحيل التغلب على حاجز [الكارثة] ، وتلقى العديد من الناس ذو القدرات الروحية حدفهم بسبب تلك الفكرة ]

توك

أغلق الإمبراطور الكتاب بصوت عالٍ وواجه سيونغجين بهدوء

[هذا المكان ليس أكثر من ظل يقلد المكان الحقيقي ، مجرد ذكرى تعوم في عمق ذكرياتي ، إنه بُعد تافه حيث لا يوجد سوى مساحة غرفة صغيرة وتحيط بنا الكارثة في كل مكان حولنا ، لا توجد قوانين فيزيائية متسقة أو حتى كيانات مناسبة تعيش فيه ، لذا ، فأنا وأنت، الموجودان هنا الآن، لدينا أجساد غير مستقرة تعكس حالة أرواحنا فقط ، ولأن حبالنا الصوتية التي تنتج الصوت والهواء الذي ينقله مجرد وهم ، فإن المحادثة لا تتم إلا بالتواصل عبر الأفكار ]

فجأة فكر سيونغجين، الذي كان يفكر في شرحه

كيف بقي مثل هذا المكان على وجه التحديد في ذاكرة الإمبراطور أذاً ؟

[ ولهذا السبب ، أنا الأوراكل ، ملك هذا البعد الذي صنع هذا البعد خطرت لي فكرة فجأة ]

رفع الإمبراطور الكتاب ببطء إلى الأعلى واستمر في التحدث

[بما أنه بعد خال من الناس ، وليس هناك أي شجر أو حضارة قد تستخدم الورق في الجوار ، فمن أين أتى هذا الكتاب ؟ ، من المستحيل أن يكون كتاباً ، لو أرادوا الكتابة في هذا البعد الغير متحضر فعليهم أن يكتبوا على صفائح حجرية ]

وفي تلك اللحظة سقط الكتاب من يده

بوووف !

اصطدم بالأرض بقوة، وأصدر صوتًا ثقيلًا

[…] … !]

كيف تحول الكتاب إلى حجر؟

[همم ، بما انه كتاب من العصر القديم ، فيجب أن يكون هذا الكتاب هو كتاب تاريخ مكون من 387 صفحة ، لذا فإن الألواح الحجرية التي يتكون منها هذا الكتاب يجب أن تكون بالضبط 387 صفحة ]

كيي.

فجأة، بدأ الكتاب يهتز بعنف على الأرض

نظر سونغ جين إلى المشهد بذهول. حيث ظهر 387 لوحًا حجريًا يتم تكسيرها وتكسيرها وضغطها باستمرار لتتناسب مع حجم الكتاب

[لكنني لا زلت أشعر بالشك تجاه هذا الأمر ]

بدا وجه الإمبراطور بارداً للغاية عندما نظر إلى الكتاب الذي كان يهتز كما لو أنه سينفجر في أي لحظة، وللحظة، تساءل سيونغجين عما إذا كان قد تحول إلى قطعة من الحجر مثل هذا الكتاب

[هل هناك تاريخ يُسجل في هذا البعد المنبوذ ؟ هل هناك حجر مناسب للنقش عليه من الاساس ؟ ربما هذا الكتاب لم يكن موجودا من البداية؟]

رفرفرف

الكتاب، الذي بدأ في الانكماش بسرعة، أصبح الآن غير قادر على التغلب على قوة الضغط وكان يطفو في الهواء على بعد شبر من الأرض وتغير حجمه بسرعة كبيرة بحيث بدأت الغرفة الصغيرة بأكملها في الاهتزاز كما لو أنها ستنهار

'... لا ! هذا أمر خطير .. '

تمكن سيونغجين من فهم عواقب هذه المزحة المخيفة

[توقف الآن... … !]

في ذلك الوقت

سييييك

اختفى الكتاب فجأة، مما تسبب في انفجار صغير

في الوقت المناسب، أصبحت ذراع الإمبراطور، التي كانت تحمل الكتاب تنكمش وكأنه سيحدث لها ما حدث لذلك الكتاب

ووش !

طارت ذراعه اليمنى، وانتشر اللون الأحمر الدموي في جميع أنحاء الغرفة

[أبي !]

ركض سيونغجين، الذي كان خائفًا، وساعد الرجل الذي تعثر فجأة

ومع ذلك، كان الإمبراطور بالكاد يدعم نفسه حين أتكئ على كتف سيونغجين، وكان يتمتم بكلمات غريبة وعليه تعبير هادئ على وجهه

[هل رأيت ما حدث ؟ لقد غيرت كلمات ملك البعد المتسرعة مصير كتاب التاريخ العظيم هذا عن غير قصد ]

ووش

مرت الدماء أمام جبهة سيونغجين

[هل هذا وقت مناسب لتشرح شيئاً سخيفاً كهذا ؟ حاول بسرعة أن تفعل شيئًا حيال ماحدث وعالج نفسك بالقوة المقدسة !]

قام سونغ جين بسحب الفراش على عجل ولفه حول ذراعي الإمبراطور ، محاولًا بذل قصارى جهده لوقف النزيف ومع ذلك، فإن الجهد لم يكن يستحق كل هذا العناء، وفي لحظة، أصبحت البطانية مبللة بالدماء بالكامل

[…] لكن ، لازلت أفكر في بعض الأسئلة الأخرى التي تثير فضولي حقاً ]

لا، ما الذي يثير فضولك أيضا؟

أنا أقول لك أن تتوقف عن الحديث عن هذا الهراء وتفعل شيئًا حيال ذلك الآن !

[في هذا المكان حيث لا توجد قوانين فيزيائية أو أي قوة تتحكم العالم، هل توجد بالفعل قوة تسمى بالهالة مقدسة ؟]

هذا الرجل... … !

فكر سيونغجين بسرعة ثم صرخ ...

[توقف ! كيف يمكنك أن تقول شيئا من هذا القبيل وأنت في هذه الحالة ؟ نعم بالطبع ! بالطبع هناك قوة مقدسة ! أينما يكون والدي ، تكون القوة دائمًا موجودة ! مهما كان الأمر، لذا لا تشك في ما عليك أن لا تشك فيه !]

لكن بدأ وجهه ، الذي أصبح شاحبًا بسبب فقدان كمية كبيرة من الدم، يقول أشياء غريبة مرة أخرى بصوت ضعيف

[إذاً كيف ما تنظر في الأمر ، ليس هناك شك في أنني ممثل الحاكم، و وكيل الحاكم هو من يثبت وجود القدرات المقدسة ، لذلك أثارت فضولي فكرة أخرى : من أكون في هذا العالم ؟ و هل يمكنني حقا أن أتواجد في مكان لا توجد فيه قوة مقدسة ؟]

… مستحيل؟

لم يستطع سونغجين تصديق ذلك. هل هذا الرجل على علم بما يتحدث عنه ؟ هل أصبح مجنوناً ؟

وسرعان ما أصبح هاجس سيونغجين المشؤوم حقيقة ، أصبح جسد الإمبراطور أكثر بهتانًا تدريجيًا، وكما لو أنه محى وجهه بممحاه ، بدأ يختفي ببطء من قدميه !

سيونغجين، الذي كان في حالة ذهول تام وقلق من أنه قد يختفي تمامًا، أمسك بذراعه المتبقية وصرخ عليه بذعر

[آسف! لقد كنت مخطأً ! الآن لن أشك في أي شيء ! أنا ابن أبي ! وليس هناك شك في هذا ! لن أشك في هذا ! ]

[…] … .]

[لا تتردد في مناداتي بابنك ! وأدعني بموريس ! لا، أنا كنت موريس من البداية ! نعم ! ، لذا لا بأس ! توقف !]

[…] … .]

[ لقد كنت على خطأ ! أرجوك !]

توك

وفجأة شعرت بيد تربت على رأسي وكأنها تريحني

تربيت تربيت

'... يده اليمنى؟'

أذهلت ورفعت رأسي ، وقبل أن أدرك ذلك ، كان الإمبراطور ينظر إلي بوجه طبيعي مجدداً

تم بالفعل تجديد جسده، بما في ذلك يده اليمنى، بالكامل، ولم تبق حتى قطرة واحدة من الدم متناثرة على ورق الحائط

ونفس الصوت الغاضب والهادئ عاد مجدداً

[ بالطبع ، هذا ليس شيئاً قد يحدث حقاً ]

[هاه ؟… … .]

تشوه وجه سيونغجين

لا، هذا الرجل كان سيمحي نفسه لمجرد مزحة كتلك ؟

2024/08/14 · 368 مشاهدة · 2188 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2024