250 : حجر الروح (4)
[... ألم يكن من الأفضل أن تسأله أكثر ..؟]
بعد لحظة من الصمت، كسر ملك الشياطين الهدوء وتحدث.
[يبدو أن الروح الشريرة قد قالت شيئًا بالغ الأهمية. "رئيس أساقفة كنيسة الظلام"، "رسول الراحة"، و"سيد الأرواح"؟ هذه ليست مجرد كلمات عادية.]
هذا صحيح..
أخذ سونغجين التميمة بيد مرتجفة
[يبدو أن هناك رابطًا ما بين ماضي "موريس"، الذي لا أتذكره بوضوح، وكنيسة الظلام ، و علينا استدعاء الروح مجددًا لنسأل المزيد عن الأمر.]
'هممم...'
كل كلمة قالها كانت صحيحة.
لكنني شعرت بشيء يمنعني من الرغبة في التعمق أكثر فيما قاله
'هذا الشعور ليس جديدًا علي.'
منذ أن استيقظ لأول مرة في "ديلكروس"، كان لدى سونغجين عادة تجاوز العديد من الأمور دون البحث عن إجابات، رغم أن فضوله كان يجعله يرغب في ذلك.
في البداية، كان يعتقد ببساطة أن كل شيء مزعج وأن هذه الأمور غير مهمة في حياة إضافية مثل حياته
'لكن والدي قال إن كل هذا كان آلية دفاعية أستخدمها دون وعي لأتمكن من النجاة في ديلكروس.'
إذًا، أليس من الأفضل أن أعرف المزيد عن الأمر؟
أليس من الخطر أن أستمع لمعلومات مشكوك فيها من الأرواح الشريرة وأسمح لها بالتأثير علي ؟ هذا التفكير قد يعمّق صلتي بكنيسة الظلام
[إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فهذا يجعل الأمر أكثر خطورة...]
فكر ملك الشياطين بعمق، ثم أضاف بصوت يحمل القلق:
[لست متأكدًا إذا ما كان من الحكمة أن تستشير والدك في هذا الأمر ]
'ماذا تقصد؟'
[أعتقد أن كنيسته هي في الحقيقة جماعة تخدم الشياطين ، هل تتذكر "كنيسة التوبة" التي هاجمت فريقنا في طريقنا إلى هنا ؟ على حد علمي، هناك بالفعل ملك شيطاني عظيم يُسمى "التوبة" ويتمتع بصفة "الزهد" ]
'هممم...'
[من يدعون أنهم ملوك الشياطين قاموا باستدعاء "وحوش الشيطانية"، فكيف يمكن ألا يكون لهم صلة بالشياطين؟]
كان ملك الشياطين يشك في أن جميع طوائف كنيسة الظلام تخدم بالفعل ملوك الشياطين العظماء
وبالنظر إلى أنهم يستمتعون بالتغلغل البطيء في العالم قبل الشروع في غزو شامل، فما هي الوسيلة الأكثر فعالية وأمانًا من النشاط الديني السري؟
[من هم هؤلاء الملوك الشياطين العظام ؟ إنهم النقيض الكامل لوالدك...]
وبغض النظر عن حقيقة أن هايز لا يشعر بأي طاقة شيطانية، إلا أن العلاقة بينه وبين الشيطان مؤكدة.
[إذا كانت هذه الروح الشريرة شيئًا يمكن التسامح معه، فهل كان والدك سيقتله في المقام الأول؟ لذلك… … .]
الملك الشيطاني، الذي كان يواصل شرحه للموضوع ، اندهش فجأة وسأل سيونغجين.
[هاه؟ سيونغجين لي، لماذا لا ترد بأي شيء؟]
خدش سيونغجين خده بتعبير محرج رداً على سؤال الشيطان
[…] مهلا، أنت حقا؟]
'أم، حسنا... … .'
[هل خمنت كل شيء؟ هل كنت تتجاهلني لانك تعرف بالفعل ؟]
مهما حاولت التظاهر بعدم المعرفة، هناك أشياء يمكنك تخمينها بعد أن عشت في ديلكروس لفترة طويلة
لماذا يتلقى موريس نظرات قاسية من محاكم التفتيش وكبار الكهنة رغم أنه أمير؟ لماذا لا يعترف كادموس بسونغجين باعتباره حفيداً ويغضب وينتقده ويصفه بالمحتال ؟
'و… … .'
لماذا قام والدي بتقييد دخول كبار الكهنة والفرسان المقدسين إلى قصر اللؤلؤ ؟
[…] لكنك مازلت تريد أن تخبره؟]
"لهذا السبب نحتاج إلى التشاور أكثر."
هناك شيء واحد أدركته أثناء تجربة هذا العالم حتى الآن. عندما يتعلق الأمر بالعالم، فمن الصواب أن نحكم على كل شيء بناءً على حكم والدي عليه
"ليس الأمر ببساطة لأن والدي هو ممثل الحاكم "
ذلك لأنه يعلم جيدًا أن الأحكام التي يصدرها هي لصالح كل فرد في عائلتنا ، بما في ذلك سونغ جين بالطبع.
"لذا، لو قرر والدي التخلي عني، فهذا يعني على الأرجح أنه لا توجد طريقة أخرى."
إذا كان يريد حقًا التخلص مني، فهذا يعني على الأرجح أنني سأقدم معروفًا للعالم بالموت.
ثم أغلق الملك الشيطان فمه كما لو كان عاجزًا عن الكلام، ثم اختفت بلورة اللهب وتنهد.
[…] يا أيها الأحمق.]
أيا كان ، لو مت انا ، سوف تموت أنت ايضاً ، لذلك ، لن آخذ رأيك بعين الاعتبار
أنا آسف، ولكن من فضلك كن رفيقي في حياتنا هذه ، أيها الشيطان ، وبما أنك جعلتني أيضًا رفيقك ، أعتقد أنك لن تشعر بأي ندم
[…] … .]
كان سيد الشياطين في حالة مزاجية مكتئبة ، لكن ، لم يكن من الممكن أن يتمكن سيونغجين، الشخص الذي تسبب في المشكلة، من قول أي شيء يريحه
سونغجين، الذي كان في حالة ذهول قليلاً، جلس للتو على السرير
طقطقة.
فجأة، اقترب منا كلب مألوف بسرعة من الخارج.
'... ماكس؟'
حتى بدون أحذية الجليد ، كان سريعًا مثل الريح. ركض الكلب الذئب في الردهة دون تردد وسرعان ما وصل إلى الباب وبدأ على الفور في خدش الباب بقوة.
باك، باك، باك.
واه ، الباب سوف ينكسر!
"ماكس !"
فتحت الباب بسرعة ورأيت كلبًا ذئبًا وفي فمه شيء ما ويهز ذيله بقوة
مباشرة بعد المعركة، تم تقييده في بيت تربية الكلاب ليظل قريبًا من سيونغ جين، ولكن منذ ذلك الحين، بدأ في عض الباب ومحاولة الهروب الي دائما
" لم يكن لدي الوقت لرعايتك، أنا آسف يا ماكس."
عندما رأى سيونغ جين عيون الكلب المستاءة إلى حد ما، ربت على رأس الكلب
"لا تقلق ! سأأخذك معي بالتأكيد عندما أذهب. سوف يعتني بك اللورد مارثا جيدًا لو حدث لي شيء ما. يحتوي قصر اللؤلؤة على حديقة كبيرة وقاعة للرقص، لذلك أنا متأكد من ذلك سوف يعجبك ذلك أيضًا."
بالمناسبة، يجب أن أتفاوض مع المرغريف لآخذك رسميًا، لم الحقت الضرر بالباب بهذه الطريقة، هاه؟
سيونغجين، الذي كان يكافح بهذه الطريقة، لفت انتباهه فجأة إلى الشيء الذي كان الكلب يعضه.
'... أحذية؟'
للوهلة الأولى، كانت أحذية جلدية عادية. إنها ليست فاخرة بشكل خاص، ولكنها ليست قديمة جدًا أيضًا.
لكن حجمها وشكلها بداا مألوفين.
مستحيل.
"ماكس، هل هذا حذاء لويز بأي فرصة ؟"
ثم وضع ماكس حذائه على الأرض ونبح بصوت عالٍ في سيونغجين
ووف !
" لماذا تمتلك هذا بحق الجحيم ...؟"
ثم أمال ماكس رأسه وهز ذيله بقوة
مثل، هل قمت بعمل جيد؟ هل قمت بعمل جيد؟ يبدو أن سيونغ جين فهمه وربت على رأس الكلب
"ماكس ، هل تعرف مكان لويز؟ هل يمكنك إرشادي إلى هناك؟"
ثم نظر الكلب الذئب إلى سيونغجين بهدوء.
لا تقل مثل هذه الأشياء غير المعقولة. لسبب ما، شعر سيونغجين وكأنه يستطيع سماع صوت ماكس مباشرة، لذلك اعتذر بطاعة.
"أوه، آسف، إنه بعيد بعد كل شيء."
من المذهل أنه وجد هذا وتذكر رائحتها .. هذا مذهل حقاً
ثم تمتم الملك الشيطان، الذي ظل صامتا حتى ذلك الحين، في رأسه.
[اللعنة، هذا الكلب الهجين المزعج ... … .]
'... … .'
هل هو خيالي ؟ يبدو أن سيد الشياطين يكره ماكس حقاً
"على أية حال، ربما يكون زوج من هذه الأحذية لطيفًا؟"
ربما سيكون من الأفضل إعطائها للوالدي لويز
لكن إذا أعطيت هذا إلى اللورد إيلما وزوجها بهذه الطريقة، ألن يعتقدوا خطأً أن لويز ماتت في حادث في مكان ما؟
فكر سونغ جين في الأمر ووضع الحذاء على الطاولة. ثم ماكس، الذي تبعه إلى الغرفة، يضع أنفه على الطاولة ويشم. كان هذا هو المكان الذي تم فيه وضع مجوهرات نبراسكا وأحجار الروح.
"احذر، هذا ليس للأكل يا ماكس."
ووف ووف!
ثم نظر ماكس إلى سيونغجين بعيون غير راضية، ويدخل أنفه في إحدى أحجار الروح مرة أخرى. لقد كان حجر روح بني أحمر يحتوي على روح فاجرا.
"... هل أنت فضولي بشأن هذا؟"
وف !
"اوه "
و ضاع سونغ جين في أفكاره
إذا وضعت حجر روح في التميمة، فهل سأتمكن من استدعاء فاجرا من حجر روح فاجرا تمامًا كما استدعيت روحًا شريرة من حجر روح هايز؟
ليس في القائمة، إذا كان ذلك ممكنا.
"ربما أستطيع التعرف على ذلك المكان المسمى [حديقة الزهور ] من خلال فاجرا... … .'
تلك المخاوف لم تدم طويلا. ليس هناك ما سيخسره لو جرب الأمر
قام سيونغجين على الفور بدفع حجر روح فاجرا إلى الفتحة الفارغة للتميمة.
ثم نقر فوق *أستدعاء*
كما هو متوقع، استقر حجر الروح في مكانه وثبت بشكل محكم، وظهرت نافذة إرشادية جديدة أمام عيني:
〚المستدعي (مؤقت) فاجرا〛
〚استدعاء / إطلاق〛
〚* الاستدعاءات التي لا تكون تابعة للمستخدم تكون قدراتها محدودة بشكل كبير.〛
كانت الرسالة مختلفة قليلاً عن تلك التي ظهرت مع "هايز"
اوه ، يبدو أن روح فاجرا ليست تابعة لي؟
"ومن جهة أخرى، يعني ذلك أن روح هايز تابعة لي بالكامل."
عندما وصل سونغجين إلى هذا الاستنتاج، قرر أن لا يفكر في هذا الموضوع أكثر من ذلك.
شوووووووو-
عندما ضغط على زر "استدعاء"، انتشرت قوة روحية قوية كما حدث من قبل، وبدأ ضباب داكن أحمر اللون يتشكل في الغرفة. تجمعت هذه الأدخنة معاً لتشكّل شكل وحش ضخم.
كانت الظاهرة تشبه ما حدث مع هايز، لكن هذه المرة استطاع سونغجين أن يراقب الأمر بهدوء، لأنه كان قد اختبر بالفعل أسوأ السيناريوهات.
"مهما كان ما سيظهر، فلن يكون مخيفًا مثل المرة السابقة."
ما ظهر بعدها كان مستذئباً أحمر اللون يبلغ طوله حوالي 4 أمتار.
بشكل عام، كان يبدو مشابهاً لفاجرا الذي قابله في الوادي. ولكن الطريقة التي كان مغطى بها بقطعة قماش نظيفة والزخارف الملونة التي كان يرتديها هنا وهناك، أعطته مظهر كائن ذو ذكاء عالٍ، بخلاف السابق.
[… … .]
ومع ظهره ملتصق بالسقف، كانت روح فاجرا تنظر إلى سونغجين بصمت للحظة. وعلى عكس لقائهما في الوادي، كان يحمل نظرة واعية وقوية جعلت الشخص يشعر بالدوار
بعد لحظة، أومأ برأسه وتحدث بصوت منخفض:
"يبدو أنك لم تكن مستذئباً كما اعتقدت."
"آه، صحيح.."
حتى اللحظة التي كاد فيها فاجرا أن يُستولى عليه من قِبل "بيرسيوس"، كان مقتنعاً بأن سيونغجين كان نصف مستذئب . وكان سعيدًا لدرجة أنه بكى
"ظننت أنك واحد من سلالتنا الأصلية. يبدو أنني كنت مخطئًا، لأنك تمتلك إرث نبراسكا العظيم."
"إرث نبراسكا؟"
"التعويذة التي استخدمتها لاستدعائي."
كان صوت فاجرا هادئًا ولم يكن هناك أي تغيير كبير في ملامحه.
ومع ذلك، كان الحزن العميق ظاهرًا في أفكاره، ما دفع سونغجين لتبرير نفسه دون أن يشعر.
"لم أخدعك عن عمد."
"آه، لا ألومك. في النهاية، لقد حررت روحي من سيطرة بيرسيوس."
"……."
"لكن يبدو أن بقية رفاقي لم يكونوا محظوظين مثلنا. أعتقد أن ذلك كان ثمن التخلي عن وصية الحاكم الأخيرة. في النهاية، لم يكن هناك خلاص لنا. كان يجب أن ننتهز الفرصة الأخيرة التي قدمها لنا ممثل 'مجلس الستة' في ذلك الوقت... … ."
تحولت نظرته الحزين للحظة نحو مدخل المقر. من المحتمل أن عملية تطهير المستذئبين أوشكت على الانتهاء.
يبدو أنه عندما تصبح روحًا، يمكنك معرفة الكثير من الأشياء دون قيود كبيرة، حتى لو لم ترها بعينيك.
على أي حال، كان لدى سونغجين الكثير ليسأله.
"سمعت من والدي أنك جئت من إيونيا هربًا من [الكارثة]. لكن لماذا لديك أشياء من عالم الخيالي ؟ مثل قلب الجليد وحجر الروح."
[… … .]
"وكيف تدخل الروح في حجر وتتحول إلى شيء من العالم الخيالي ؟ حسب ما أعرف، إيونيا هي عالم عادي مثل ديلكروس ، هل أنا مخطئ؟"
أومأ فاجرا برأسه وعلامات الحزن بادية على وجهه.
"نعم. بما أنني تلقيت مساعدتك، سأجيب بأفضل ما أستطيع. نعم، إيونيا هي مملكة الأحياء، وشعبي جاؤوا من هناك."
ثم بدأ فاجرا ببطء يشرح.
عن إيونيا، التي حققت منذ زمن بعيد تقدمًا عقليًا وتقنيًا هائلًا. وجوهر التكنولوجيا التي صنعوها. عن القواعد العظيمة التي شكلت العالم وتتحكم فيه.
"بناء العالم وتتحكم فيه ؟"
"نعم. العالم 'الخيالي ' هو العالم الذي تم إنشاؤه بالاستعانة بقوة تلك القواعد المثالية والجميلة. تلك الأشياء التي تم إنشاؤها كتماثيل بسيطة وكان مصيرها أن تندثر بعدها لكن .. ، بدأت تمارس قوة قوية تتغلغل في العالم من خلال تلك القواعد."
ولكن بسبب اختلاف ترددات العالم، لم تتمكن قوانين العالم الفعلية من العمل بشكل صحيح في العالم الحقيقي
لذلك شرع المهندسون الإيونيون في تطبيق هذه القوانين على عالمهم الخاص، هذه المرة عن طريق تفكيك الحدود البُعدية عمدًا
ما حدث عن غير قصد خلال تلك العملية كان [الكارثة]. كانت كارثة مروعة أخذت كل شيء في إيونيا.
"بهذه الطريقة، أصبحت حدود العالم غير واضحة بشكل لا يمكن التحكم فيه، ووصل تأثيرها في النهاية إلى ديلكروس."
'لذلك، هذا هو السبب في أن أشياء العالم الروحي تعمل هنا، حتى لو كانت بشكل غير كامل !'
بينما كان سونغجين غارقًا في التفكير، واصل فاجرا حديثه بصوت كئيب
[أخيرًا، العنصر الذي كان سينقذ الناس كان أيضًا من العالم الخيالي . في ذلك الوقت، كان علي أن أقتل أبناء وطني بيدي وأخزنهم في حجر الروح هذا ! لو أتيحت لي الفرصة، لكنت قادراً على السفر إلى عالم طبيعي جديد وأن أحلم بوطن آخر لشعبي. لكن بيرسيوس، خدعني بحيلته ... … !]
بما أنه بدا محبطًا للغاية، قال سيونغجين بلهجة مواساة.
"أوه لكن ، ايها السيد ، الفتاة التي كانت معي آن ذاك
أنها من شعبك ، نصف مستذئب"
[…] … !؟]
"لويز، إنها حقاً من نسل نبراسكا... أعتقد ذلك."
ثم، ولأول مرة، تغيرت التعابير على وجه فاجرا.
تنتقل عيناه المفتوحتان على وسعهما من الشك إلى الدهشة وأخيراً الفرح، ويغطي ضغط روحي قوي الغرفة
[يا الهي ! أين هي الان على وجه الأرض؟]
نظر فاجرا إلى سيونغجين بعيون قوية لدرجة أنه بدا كما لو أن الشرر سوف يتطاير منها
الأفكار الصامتة التي جاءت منه هزت سيونغجين مثل عاصفة رعدية
[لدي معروف أريد أن أسالك عنه ! أيها الإنسان الطيب! هل يمكنك أن ترسلني إليها ؟]