311. داخل الاعماق
[ألم أخبرك ألا تزعزع نظام هذا العالم مرة أخرى؟!]
في الظلام الدامس، صرخت الحاكمة بصوت يتردد في الهواء
[قلت لك ألا تستفز جوستيتيا الظلام وتثير الفوضى! يا □□□ □□، هل تريد حقًا تسريع أنهيار عالمنا؟ هل تريد حقًا رؤية نهاية هذا العالم؟]
الحدة في صوتها كانت واضحة كما لو أن الكلمات نفسها كانت تطعن جلده
لكن سونغ جين حدق في جوستيتيا دون أن يرد عليها بأي إجابة محددة.
[إذا استمريتِ في التصرف بهذه الطريقة، فلن يستفيد أحد يا جوستيتيا ]
[ماذا؟ ما الذي تعنيه...؟]
[سأقولها لك ، لا تلومي الآخرين بلا سبب على أخطائك الخاصة ، هل تعتقدين أنك اذا واصلتِ عنادك وأسلوبك الوقح هذا فأن موقفك سيكون أقوى أمامي ؟]
[...!]
صُدمت الحاكمة برد فعل سونغ جين الحاد وغير المتوقع، وبقيت عاجزة عن الكلام
هوووررك!
في تلك اللحظة، حرك سونغ جين الملك الشيطاني الصغير رقم 2 ليتأكد من أن تلك المزعجة لن تلاحقه من خلفه قبل أن يكمل حديثه.
[أنظري إلى نتائج ما فعلته الان ، أنا الوحيد في هذا العالم الذي يمكنه إلحاق الأذى بهذا الشيء، أليس كذلك؟]
[... ... .]
بدا أن كلامه كان واقعياً . والدليل على ذلك هو أن حماسة جوستيتيا الظلام التي كانت تقفز بشراسة قد خفت فجأة
أغلقت جوستيتيا فمها وحدقت في سونغ جين بحدة من خلال محجري عينيها، اللذين كانتا مفتوحتين على مصراعيهما
'أيضًا...'
ضحك سونغ جين داخليًا بعدما تأكد من صحة حدسه.
[ هذا العالم أُجبر على أن يخرج من بيضته قبل أن يكون جاهزًا]
تم إنشاء سجلات بانجيا عن طريق تجميع عناصر و أشياء ألعاب أخرى تحت ضغط الوقت
[ولتعويض ضعف الهيكل العام، تمت إضافة العديد من القواعد بشكل فوضوي. وفي هذا الفوضى العارمة، أصبح العالم مشوهًا]
عبارة عن وعاء ضخم مليء بالفوضى حيث تتصادم المصادر وتتعارض الشيفرات.
ربما تكون جوستيتيا الظلام هي الفوضى نفسها، التي وُلدت عن طريق الخطأ ونمت بالتغذي على الأخطاء الموجودة في اللعبة
(( المعنى هنا أن جوستيتيا الظلام كانت تأكل كل ما يسبب فوضى بالعالم مثل المكنسة ، عشان كذا كانت تحاول تعض سيونغجين سابقا لأنه يسبب الفوضى))
المشكلة كانت في الطريقة التي اختارتها أمبولس سوفت لحل هذا الخطأ
ألم يقل ديكستر ذلك آن ذاك ؟
- [هناك طريقة تقنية واحدة فقط لحل هذه المشكلة.]
- [ما هي؟]
- [إنها طريقة احتيالية تمنح "سلطة الكود صفر" لنظام التحكم بالذكاء الاصطناعي.]
الكود صفر
أعلى مستوى من السلطة الغامضة في عالم الحاكمين
-[ تخيل عالمًا يتكون فقط من الأفكار و المفاهيم.]
في ذلك الصباح، ركضت إلى القصر الرئيسي كما لو كنت مجنوناً
سونغ جين أجرى محادثة طويلة مع الإمبراطور المقدس، واستطاع الحصول على تلميح حول "كود الحاكم "
[كل شيء في ذلك العالم يمكن أن يتواجد فقط من خلال أن يكون له تعريف معين أو أسم أو مفهوم ، لكن ماذا لو ظهر هناك شيء لا يمكن تحديده بمفهوم واحد، وحدوده لا يمكن إدراكها؟ ماذا ستفعل؟]
شيء بدون مفهوم معين؟ ربما كان يشير إلى الشيفرات التي تُشكل العوالم ؟
سونغ جين، الذي خمن ذلك، أجاب بشكل عابر.
[لماذا لا نحدده بمفهوم مشابه، أو نتجاهله تمامًا؟]
عندها وبخ الملك سونغ جين بنظرة صارمة
[ موريس ، هذا قول خطير جدًا. ألم تنسَ ما حدث مع ذلك الكتاب الذي سميته بشكل خاطئ في ذلك اليوم ؟]
[آه...]
عندها تذكر سونغ جين ذلك اليوم الذي تسببت فيه التسمية الخاطئة للكتاب بانفجار الكتاب في الهواء، حتى وصل الأمر بوالده إلى محاولة الانتحار ..
عندما نظر سونغ جين إلى الملك المقدس بنظرة باردة، سعل الإمبراطور حينها وحوّل نظره بعيدًا
- [تخيل انه شيء كبير جدًا بحيث لا يمكنك أن تصفه داخل حد ما ، ووجوده قوي جدًا بحيث لا يمكن تجاهله. لكن إذا لم نقم بتسميته او تعريفه تحت مفهوم معين بطريقة ما، فسوف ينهار الأساس الذي يقوم عليه العالم المكون من الأفكار]
لكن كيف يمكنك تعريف شيء لا يمكن تعريفه؟
عندما بدا سونغ جين مرتبكًا، أجاب الملك بسهولة دون تردد
- لماذا لا ننشئ مفهومًا يُسمى "شيء لا يمكن تعريفه"؟
- شيء لا يمكن تعريفه...
- نعم. من خلال إبعاده عن إطار المفاهيم المعتادة ، يمكن للعالم داخل الإطار الحفاظ على استقراره الكامل دون الحاجة إلى تجاهله
أن نسمي شيئا بأنه "شيء لا يمكن تعريفه"
مثل .. الحاكم، أو القوة المجهولة التي تُحرّك العالم نفسه
[الكود صفر] كان بالفعل عبارة عن شيفرة غامضة بالنسبة للمهندسين، لأنها مثال حي على مفهوم "شيء لا يمكن تعريفه"!
- النظام الذي يدير سجلات بانجيا ، أضافو إليه نظام الكود صفر واكتسب "سلطة الحاكمة" . ولكن لماذا، رغم امتلاكها لهذه السلطة القوية، لم تستطع حل الأخطاء تمامًا بنفسه وزاد من حالة الفوضى بدلًا من ذلك؟
ثم نظر الإمبراطور المقدس إلى سونغ جين بعيون عميقة للحظة، ثم سأل بصوت هادئ
- لنبدأ هنا ، ما هو الاسم الحقيقي لهذا الشيء الذي تسميه بـ "الفوضى"؟
- ...!
مع هذا السؤال، استطاع سونغ جين أخيرًا أن يدرك كل شيء
جوستيتيا . أو *أستريا الظلام*. حاكمة الفوضى التي تحمل نفس اسم الإلهة من لعبة العالم المفتوح القديمة سجلات أستريا
(( لو تتذكرون سابقاً تكلم سونغجين عن سجلات استريا ، هاذي اللعبة هي الجزء الأول من سجلات بانجيا وفيها حاكمة تسمى بـ حاكمة الفوضى ))
شركة أمبولس سوفت لم تكتفِ فقط بنقل كودات سجلات أستريا عشوائيًا في لعبتهم الجديدة ، بل ارتكبوا جريمة الكبرى بمنح كتلة الأخطاء تلك سلطة "الكود صفر" بالإضافة إلى جاستيتيا ! التي عيّنوها كحاكمة ذكاء أصطناعي للعبة !
(( أمبولس سوفت وهم يسوون لعبة سجلات بانجيا كانو مستعجلين وأضافو كودات الحاكمة أستريا بلعبتهم القديمة مع انها مختلفة عن جوستيتيا الحالية وأعطوها خاصية الكود صفر الي تخليك تتحكم بالعالم على كيفك وتمتلك سلطة لا نهائية فيه ))
هوووورك...
جوستيتيا الظلام، التي لم يتبقَ من جسدها سوى نصفه، حاولت الاقتراب من سونغ جين. لكنها كانت خائفة من ملك الشياطين الثاني الذي كان يدور حولها، فتراجعت بسرعة.
سونغ جين، الذي كان يشاهد هذا المنظر البائس دون الكثير من المشاعر، حوّل رأسه مرة أخرى إلى جوستيتيا الواقفة أمامه.
[إذا كان تخميني صحيحًا، كنتِ تتوقعين هذه النتيجة منذ البداية.]
كان من الواضح أن جوستيتيا قد اقترحت على سونغ جين ذلك اليوم.
- أو ربما تفضل استخدام هويتك الفريدة الآن؟ □□□ □□ و تتخلص من كل الأشياء المزعجة كما فعلت من قبل.
وكأنها كانت تأمل أن أتصادم مع هذه الحاكمة الفوضى وأزيلها بنفسي
[ماهذا التوبيخ الغير ضروري ؟ كما قلت من قبل، كل هذا الفوضى ناتجة عن وجودكِ فقط. لذا من الطبيعي أن تتحمل المسؤولية وتضع حدًا لها.]
احتجت جوستيتيا بنبرة أهدأ من ذي قبل
[ وماذا في ذلك؟]
صحيح أن ظهور سونغ جين قد عجّل إلى حد ما من نمو حاكمة "الفوضى".
لكن ، هذه الفوضى ليست سوى مجموعة من الأخطاء التي ولدت مع أطلاق هذا العالم من الأساس
بالإضافة إلى ذلك، في اليوم الذي واجه فيه حاكمة الفوضى لأول مرة، أشعل سونغ جين نارًا لا تنطفئ، مما أدى إلى إضعاف قوتها بشكل كبير. لم يعد بمقدورها التمسك بسونغ جين أو إعاقة رؤيته.
لم يعد سونغ جين يعاني من مشاكل بصرية ، لكن السبب الوحيد الذي جعله لا يزال يحتفظ بزي الماعز الطفولي هو عدم ارتياحه لكشف هويته أمام أوين ..
[نعم. ذلك الشيء لم يعد بإمكانه استخدام قوته كما كان من قبل. لكن الغريب في الأمر أن الأخطاء في الزنزانة قد ازدادت منذ ذلك الحين. يبدو أن النظام لا يقوم بتصحيحها بشكل صحيح. وكأن هناك من يتعمد إثارة الصراع بيني وبين ذلك الشيء.]
[... … .]
[لذا، توقفي عن المراوغة وقولي ما تريدين قوله، جوستيتيا .]
تحدث سونغ جين بحزم إلى الحاكمة، التي بدا على وجهها تعبير الهزيمة الواضح
[رجاءً، تخلص تمامًا من ذلك الشيء الذي لا يتوقف عن النمو !]
[... … !]
هوووورك! هوووورك!
كما لو كان يعكس مزاج سونغ جين، بدأت نيران الملك الشيطاني الثاني تتأجج بشدة.
كيييه... … !
بينما كانت الوحش تتراجع في خوف، ظلت الحاكمة جاستيتيا صامتة لبعض الوقت بوجه متجمد.
كم من الوقت مر على هذا الحال؟ أخيرًا، ومع تنهد صغير، فتحت الحاكمة فمها بصوت هادئ.
[... هل تدرك كم هو غير عادي أن تقوم بصنع أشياء من العدم في هذا المكان حيث حتى أصغر نفس من الحياة يتحدد بكود كمبيوتر ؟ إن ذلك يتم بفضل المميزات التي مُنحت لك ]
[مميزات ؟]
[نعم. بالإضافة إلى حصولك على هوية ضيف، فقد مُنحت لك مميزات فريدة وهوية خاصة من البداية. وأسمها كان- ....]
[يكفي! يكفي من هذه الثرثرة، عودي للحديث عن أتفاقنا ولا تغيري الموضوع]
دون...
قطع سونغ جين كلام جوستيتيا بخشونة، وهو يحاول تهدئة شيء ينبض بقوة في داخله
[سأقوم بالقضاء على ذلك الشيء بالكامل. سأقضي تمامًا على كل الأخطاء التي قمتِ بإهمالها. لذا يجب عليكِ أيضًا تقديم التعويض المناسب لي !]
[... … .]
أصبح وجه جوستيتيا يرتجف، لكنها لم تجرؤ على رفض العرض في حين أن وجود العالم على المحك.
على العكس من ذلك، كانت "الفوضى" هي من تفاعلت بقوة مع كلمات سونغ جين.
[ لا تقرر الأمور من تلقاء نفسك! لماذا يجب أن أموت بهذه السهولة؟]
ربما لأنه أدرك أنه لا فرصة له أمام ملك الشياطين رقم 2 ، دفع الوحش نفسه بعيدًا بضعف وصرخ في وجه سونغ جين
[أنا... لقد وُلدت للتو! شخص ما أعطاني القوة، وأصبحت القاعدة لهذا العالم وتحركت وفقًا لطبيعتي! فكيف يكون هذا خطأي؟!]
وكانت حجتها منطقية إلى حد ما
الشركة المطورة للعبة هي التي ارتكبت الخطأ، ولم يكن يرغب في أن يولد على هذا النحو لمجرد أنه كان جزءًا من خطأ
لكن سونغ جين رد بوجه خالٍ من التعبيرات على صرخاتها اليائسة
[حتى لو بقيت هكذا، لن تستمر طويلاً. إذا واصلت هذا النهج، ستدمر عالم بانجيا بالكامل وستنتهي أنت مع العالم في النهاية بدون أي معنى. فماذا يعني ذلك لك؟]
وفي نفس الوقت-
هوووورك!
احترقت نيران ملك الشياطين رقم 2 بشكل أكثر شراسة وتقدمت نحو الفوضى.
ثم، انهمرت الدموع السوداء من محجر العينين المفتوحتين على مصراعيهما في مواجهة سونغ جين.
أوووف... … !
صدر تنهيدة ناعمة من شفاه غارقة في الدماء.
[لكن .. ، تلك اللحظات القصيرة قبل الدمار بالكامل هي ملكي... … !]
[... … .]
كان هذا الكائن محكوماً عليه بالخطأ منذ ولادته. كائن محكوم عليه بإفساد كل شيء. فجأة، شعر سونغ جين بتعاطف عميق ورثاء تجاه هذا الوحش.
لهذا السبب فقط، استطاع سونغ جين التحدث إليه بشكل أكثر حزمًا.
[أؤكد لك، أيًا كان ما سيحدث، من الأفضل لك أن تنهي الأمور هنا.]
[ماذا...؟]
وتلك كانت آخر كلمات تلك الوحش.
هااااااك ! هوووورك!
انقض الملك الشيطاني الثاني على الوحش بسرعة، وفي لحظة، خلق نيرانًا ضخمة وابتلع الفوضى.
كييييييييييييه!
انطلقت صرخة مروعة عبر الظلام. تلوى الكائن بجنون، ممزقًا جسده بنفسه، لكن النيران لم تتراجع أبدًا، واستهلكت جسده ببطء.
... … !
غمرت النيران القرمزية "الفوضى"، وسرعان ما هدأت تمامًا، تاركة وراءها حفنة من الرماد الأسود.
الأخطاء الضخمة التي كانت تتراكم اختفت فجأة، واستعاد عالم بانجيا الاستقرار التام على الفور.
[... … .]
بعد أن حدق سونغ جين للحظة في الرماد المتبقي، استدار ونظر إلى جوستيتيا الصامتة.
[لا يمكن أن تكون هذه هي نهايتها، صحيح؟]
[... طالما أن هذا العالم موجود، فلن تختفي تمامًا بل ستولد من جديد. ألم أخبرك بذلك؟ إنها قانون يشكل هذا العالم، وجزء من الهواء الذي ذابت فيه.]
بينما كانت تتحدث، سالت دمعة واحدة من تحت عصابتها الحمراء. سواء كانت دمعة ارتياح أو حزن، فهي وحدها من تعرف
[وطالما أنك متورط في هذا العالم، ستنمو الفوضى بسرعة مرة أخرى. لذا، ألا يمكنك أن تغادر هذا العالم بالكامل الآن؟]
لكن سونغ جين هز رأسه وشكَّك في كلامها.
[فكري جيداً، جوستيتيا . هل سيكون من الأفضل طردي من هذا العالم لأن الفوضى تتزايد قليلاً؟ أم أنه سيكون من الأفضل أن تطلبين مني بلطف حل الأمور كل فترة لك ؟]
[... … .]
[لقد كرهت حقاً عندما كنتي تضغطين عليَّ بقول أشياء مثل أنني تسببت في الفوضى وأنني سأدمر العالم. لكن لكن رؤية أنك تستخدمين حيلًا مثل تلك تجعلني أعتقد أنك أمرأة ذكية . إذًا، لماذا لا تُظهرين لي امتنانك الآن وتثبتين ذلك بمكافأة مناسبة لي ؟]
[... أنت أكثر دهاءً مما كنت أتصور.]
أخفضت جوستيتيا رأسها باستسلام
بدلاً من الانخراط في جدال بلا جدوى، قررت أنه من الأفضل إرضاء سونغ جين في أسرع وقت ممكن.
[حسنًا، ما نوع المكافأة التي تريدها؟]
عندها رفع سونغ جين زوايا شفتيه وابتسم بخبث
[ما أريده هو... … .]
* * *
"... ـتدئ !"
… هاه؟
"... ايها مبتدئ! عد الى رشدك ! هل أنت بخير؟"
فتح سونغ جين عينيه على شخص يهز كتفه بعنف. ثم واجه أوين، الذي كان وجهه أمامه مباشرة، ثم تراجع.
واه مابك ؟
من الصدمة، أمتدت يدي وصفعت رأسه
طاخ !
"آااااااااااااااااااه !"
أوين، الذي أصيب أعزل، تدحرج على الأرض. وقف أوين على الفور وصرخ في سيونغجين بوجه مليء بالاستياء
"هاي ! لماذا ؟! لماذا تضربني مرة أخرى؟ أنا قلق عليك، لماذا فعلت هذا !؟
"آسف."
اعتذر سيونغجين، الذي ضربه عن غير قصد، بطاعة
أشعر بالاسف عليه قليلاً ، أصبحت أتصرف بشكل أوتوماتيكي كل ما رأيته