الفصل الرابع: قصر اللؤلؤ (1)

بدأ جسده، الذي كان قد أظهر علامات تحسن في وقتٍ سابق، يتعافى بسرعة.

تغير طعامه من العصيدة إلى الطعام العادي، وبدأ نطاق حركته يتسع تدريجيًا.

خلال ذلك، كان سونغجين يقضي وقت فراغه في أداء تمارين مختلفة داخل غرفته.

كان يرغب بشدة في الخروج للركض وممارسة تمارين هوائية عالية الشدة، لكنه أدرك أن ذلك مستحيل نظرًا لحالته البدنية الضعيفة بعد أن ظل طريح الفراش بسبب المرض.

“وإن حاولت أن أتحرك بقوة الآن، أشعر أن مفاصلي قد تتفكك من مكانها…”

كانت ركبته ترتعش لمجرد أدائه تمرينات بسيطة من نوع الجمباز الوطني.

حتى الوقوف كان يشكل عبئًا على جسده، فكيف سيكون الحال إن حاول الجري بهذا الوزن الزائد؟ من المؤكد أن غضاريفه لن تصمد.

تساءل إن كان هناك مسبح قريب؛ فقد رغب في التدريب بأسلوب أشبه بإعادة التأهيل.

وبينما كان يحرك ذراعيه وساقيه بتثاقل، مرتكزًا جزئيًا على السرير لتقليل الضغط على جسده قدر الإمكان، بدأ ملك الشياطين يواسيه وهو يثرثر بكلام سخيف.

[حسنًا، الأمر أفضل من المرة الأولى، أليس كذلك؟ يبدو أن ملامح وجهك بدأت تظهر قليلًا.]

وعندما نظر في المرآة، ظهر فتى ضخم بشعر أشقر باهت وتعبير متجهم.

كان شعره مائلًا إلى الأشقر الرمادي، وعيناه الحادتان تذكرانه كثيرًا بالملكة إليزابيث.

رغم بدانته، بدا أنه نما جيدًا بالنسبة لصبي في الخامسة عشرة من عمره، لكن بما أن سونغجين لا يعرف متوسط الطول في هذا العالم، فكل ذلك مجرد تخمين.

“لا ألاحظ أي فرق. أليست مجرد بعض انتفاخات؟”

[ألا يجدر بنا أن نبدأ التمرين بعقلية إيجابية أولًا؟ من يدري؟ إذا واصلت العمل الجاد، قد تتحول من خنزير إلى شاب وسيم! هيا، قاتل !]

أراد فقط أن يسحقه.

أدار سونغجين رأسه مبتعدًا وبدأ تمارينه اليدوية من جديد.

القصر المنفصل الذي يقيم فيه سونغجين حاليًا يُدعى "قصر اللؤلؤ"، وهو مبنى جميل بلون العاج.

من الخارج، يبدو ذا تصميم بسيط وأنيق، لكن عند التجول داخله، يتضح أنه فيلا رائعة مليئة بالزينة الفاخرة والتفاصيل البراقة.

يُقال إن الملكة الأولى شيدته خصيصًا من أجل موريس، لذا من المؤكد أنه لم يكن مشروعًا عاديًا.

القصر مجهّز بجميع المرافق اللازمة لتعليم الأمير ونشاطاته الاجتماعية، بما في ذلك غرف نوم صغيرة لكنها فاخرة، وغرفة دراسة خاصة، وصالة ألعاب رياضية خاصة، وبيت زجاجي خاص، وقاعة ولائم خاصة.

كان من المقرر أن يزور سونغجين كلًا من صالة الألعاب والمكتبة في وقت قريب.

ومع ذلك، وبعد عدة أيام من مراقبة المكان أثناء بنائه لقوته البدنية الأساسية، اكتشف سونغجين أن قصر اللؤلؤ هو مكان تسير فيه الأمور بشكل غريب قليلًا.

أولًا، لا أحد من البشر المقيمين أو الزائرين لقصر اللؤلؤ يمتلك قوة إلهية.

وكان هذا أمرًا غريبًا حقًا. فالقصر الإمبراطوري بأكمله مغمور بالطاقة المقدسة، لكن مصدر هذه الطاقة غير مرئي.

“أنا متأكد أن المكان يفيض بها لدرجة أن ملك الشياطين لا يستطيع الخروج من هذا الجسد…”

ومع ذلك، في الواقع، لم يلتقِ سونغجين بأي شخص يمتلك قوة مقدسة منذ دخوله هذا الجسد.

حتى جسد موريس نفسه لم يكن استثناءً. بالامبراطور المقدّس الحالي، ناثانيال، كان يمتلك طاقة مقدسة هائلة وغير مسبوقة، لكن للأسف، لم يولد موريس، ابن الملكة الأولى الطموحة، بأي قوة تُذكر.

وهذا في الواقع كان أمرًا محظوظًا جدًا بالنسبة لسونغجين وملك الشياطين.

لو أن جسد موريس امتلك حتى مقدارًا ضئيلًا من القوة المقدسة، لكان ملك الشياطين قد اختفى فور دخوله هذا الجسد.

“… يا للخسارة. كان يمكنني أن أرسله بالكامل للجحيم "

[أيها الوغد! هل تظن أنك ستكون بخير وحدك؟ أنت الروح الشريرة التي دخلت جسد الأمير من تلقاء نفسها! لو اكتشفك كاهن، الن يطردك فورًا؟]

قد يكون ذلك صعبًا قليلًا.

على أية حال، فإن الإمبراطورية المقدسة "ديلكروس" تمتلك نظامًا ثيوقراطيًا قويًا، ويصل تأثيرها إلى القارة بأكملها. وبمعنى آخر، فهي مكان تتجمع فيه الأرواح المقدسة من جميع أنحاء القارة.( ثيوقراطي بمعنى دولة ترتكز على الدين)

ومع ذلك، لا يوجد في قصر اللؤلؤ سوى أشخاص عاديين لا يمتلكون أي قوى مقدسة. فهل هذا مجرد صدفة؟

عدم وجود حتى مُعالِج واحد — وهو أمر شائع جدًا — كان غريبًا للغاية، خصوصًا بالنظر إلى أن الأمير الثمين قد عاد إلى الحياة من الموت.

بدأ ملك الشياطين يُخمِّن السبب بحذر:

[ربما السبب أن موريس الأصلي لا يمتلك طاقة مقدسة؟]

“وما علاقة ذلك؟”

[فكّر في سمعته. رغم كونه ابن الإمبراطور المقدس، يُقال إنه لا يمتلك ذرة من القوة المقدسة. وبشخصيته تلك، من المؤكد أنه لم يكن ليسمح بوجود من حوله يمتلكون قوى لا يملكها هو.]

[أعتقد أنه تصرّف بهذه الطريقة فقط بسبب عقدة النقص التي يعاني منها؟]

هذا محتمل، ولكن هل هذا كل شيء؟

[هيّا، لهذا السبب، لنذهب إلى هناك. أليس هذا جيدًا بالنسبة لنا؟ أولئك الذين يمتلكون قوى إلهية يكونون شديدي الحساسية تجاه السحر والأرواح الشريرة. أليس من الرائع أن نكون في مكان لا داعي فيه للقلق من الانكشاف؟]

أمهلني لحظة.

"لكن، أليس والد موريس بخير؟ كيف يتمكن الكهنة من تجنّبه إن كانوا محتجزين في قصر منفصل؟ في نفس القصر؟"

[...هل الزعيم الأخير هو والدك؟]

تنهد سونغجين وهو يشعر بارتجاف ملك الشياطين.

لا أعلم أيضًا. ليكن ما يكن.

ثانيًا، خدم قصر اللؤلؤة كانوا بطريقة ما... غريبين.

قصر اللؤلؤة يُدار بواسطة عدد قليل من الخدم. باستثناء الحد الأدنى من الحراس، فإن عدد الأشخاص المقيمين في القصر مقارنة بحجمه كان قليلاً للغاية.

وصيفة مخصصة واحدة، خادمتان، مدبرة منزل مقيمة، طاهٍ، وموظف إداري من الدرجة الدنيا.

حتى الملكة إليزابيث، التي تزور سونغجين أحيانًا، ترافقها وصيفات وفرسان حراسة وما يقارب عشرين شخصًا.

وفوق ذلك، حتى هؤلاء الخدم القلائل كانوا غير عاديين.

بدايةً، خذ إديث كمثال، وهي الوصيفة الوحيدة.

كانت شابة ذات شعر قصير مقصوص ووجه أنيق، وكانت تتجول في القصر بتعبير جامد لا يليق بسيدة من البلاط الإمبراطوري.

في كل مرة كانت تدخل غرفة سونغجين بمفردها، كان يظن في البداية أنها فتاة صغيرة تعاني كثيرًا في بيئة عمل صعبة.

حتى وإن كانت هذه مدينة بلا قوانين عمل، أليس من المفترض أن يكون هناك على الأقل نظام نوبات عمل؟

لكن هذه المرأة لم تكن عادية.

فحتى لو قام سونغجين بحركة صغيرة، كانت تندفع إلى الغرفة، أو تحمل كمية هائلة من الطعام بمفردها.

ويا لها من مفاجأة عندما رفعت جسد موريس الضخم بذراعيها النحيلتين، قائلة إنها ستغير الملاءات المبللة بالعرق بينما كان مستلقيًا. في البداية، ظن أنها قاتلة متنكرة في هيئة خادمة.

حدس الصياد، المصقول بعقود من المعارك مع الشياطين، قال له ..

'ربما هذه المرأة تعادل في قوتها عددًا لا بأس به من الفرسان..'

كان يظن أن الناس هنا جميعهم كذلك، لكن الأمر لم يكن كذلك.

حتى لو نظرنا فقط إلى الملكة الأولى، فهي ليست سوى سيدة ضعيفة نشأت في بيئة مرفّهة، وينطبق الأمر نفسه على الوصيفات اللواتي يرافقنها عند خروجها في رحلة.

ورغم أنهنّ كنّ مديرات منزليات ماهرات، إلا أنهن جميعًا نساء بأجساد عادية تمامًا.

فلماذا فقط خادمة موريس الخاصة هي بهذه الدرجة من التميز؟

"إديث، لماذا إديث قوية هكذا؟"

[حسنًا، إن كنت فضوليًا، يمكنك أن تسألها بنفسك.]

إديث، التي فتحت الستائر لتهوية الغرفة، انحنت بسرعة وأجابت على سؤال سونغجين:

"نعم، سموّ الأمير. ذلك لأنني مستخدمة للهالة."

ربما بسبب تأثير الملكة القوي، حافظت على أسلوب مهذّب نسبيًا حتى أمام الأمير صاحب السمعة السيئة.

ويمكن القول إنه سلوك مهني يعرف كيف يفصل بين العواطف والعمل.

ربما فكرت لتوّها: (ما الذي يفعله هذا الأمير الخنزير لإزعاج الناس منذ الصباح؟)

بالطبع، لم يكن لذلك أي معنى بالنسبة لمن يجلس بجوار ملك الشياطين، ذلك الكائن الثرثار المحبّ للحكايات.

شعر سونغجين بالإحراج دون سبب، فسعل لتغطية الموقف.

"همم، مستخدمة هالة؟"

" نعم. يُقال إن 'الهالة' هي طاقة الحياة الأساسية التي تنتشر بشكل متساوٍ في أنحاء العالم. وأولئك الذين يجمعونها ويستخدمونها بوعي على أجسادهم يُطلق عليهم 'مستخدمو الهالة ' "

ردًا على سؤال سونغجين البسيط، وربما بحجّة أن ذاكرتها ليست مثالية، أعطت إديث شرحًا دون تردد.

"بمجرّد أن تدخل مرحلة 'بداية الهالة' وتحصل على الاعتراف كمستخدم هالة حقيقي، تصبح مؤهّلًا للتقدّم لامتحان دخول فرسان القصر الإمبراطوري."

"آه، هل هذا يعني... أنتِ أيضًا، إديث؟"

"نعم، لقد دخلت القصر الإمبراطوري في البداية كمُتدرّبة تطمح للانضمام إلى الحرس الملكي."

"متدرّبة؟ تقصدين فارسًا تحت التدريب؟"

زاد شك سونغجين.

لماذا فارسٌ طموح يعمل هنا، في قصر اللؤلؤة؟

"ذلك لأن..."

نظرت إديث إلى سونغجين بحذر، ثم تابعت

"ذلك... لأن سموّ الأمير، في الماضي، كان يعامل الخدم بقسوة نوعًا ما..."

باختصار، مع ازدياد انحرافات موريس، كثرت الإصابات والشكاوى من الموظفين.

حاولت الملكة الأولى جاهدة أن تُسكت الألسنة، لكن كان من المستحيل التستّر على الأمر بهدوء، لأن الناس كانوا يتعرّضون للأذى يومًا بعد يوم.

وقد وصلت الأخبار إلى مسامع الإمبراطور المقدّس.

– لا يمكنك السيطرة عليه؟ إذًا، علي أن اوظف شخصًا لا يمكنه إيذاؤه بسهولة.

وفي أثناء ذلك، قام الإمبراطور المقدّس بنقل العديد من خدم قصر اللؤلؤة إلى قصور أخرى، وعيّن عددًا قليلًا من الخدم برواتب مرتفعة.

قُدّمت رواتب عالية لأولئك الذين يمتلكون مهارات مناسبة في التعامل مع الهالة الداخلية، والذين تتجاوز مهاراتهم مستوى المتدرّب.

في البداية، ظنّ الناس أنه لن يكون هناك أي متقدمين. فمهما كانت الرواتب مرتفعة، يبقى من الصعب أن يعمل أحد كخادمة أو خادم ، خصوصا بالنسبة لأشخاص طموحين جاؤوا إلى العاصمة بأحلام كبيرة ليصبحوا فرسانًا إمبراطوريين محترمين.

مع ذلك، لم يُظهر الإمبراطور المقدّس أي علامة على القلق.

– لا بد أن يكون هناك على الأقل شخص واحد

وكما هو متوقع، كانت هناك استثناءات في كل مكان.

إديث، التي قررت القدوم من دون أي صلة في الوقت المناسب، واستعدت للعمل في أي مكان بمجرد امتلاكها لمهارة استخدام الهالة، دخلت العاصمة الملكية في ذلك الوقت تقريبًا.

"لقد خضتُ اختبار القبول، لكن من الصعب بعض الشيء أن أتدحرج على الأرض في صفوف الفرسان."

وهكذا، وُلدت أقوى وصيفة، تلك التي يمكنها التقاط طبق يُرمى عليها ببديهة سريعة، وتفادي الضربات بسهولة عند التلويح بسلاح، وحتى إزالة شوك السمك بسكين مشبعة بالهالة.

كلما استمع سونغجين إلى شرحها، ازداد ارتباكه.

"أين حدث الخطأ؟"

[أمم……]

كان من المتوقع من موريس، الذي بلغ من الفساد درجة لا ينجو فيها الخادم إلا إن كان يُجيد استخدام الهالة، لكنه أيضًا رأى أن الإمبراطور المقدّس، الذي ابتكر فكرة استبدال الجميع وتوظيف مستخدمي الهالة، لم يكن شخصًا سويًّا.

وبالطبع، أغرب شخص على الإطلاق يبدو أنها كانت إديث، التي وجدت نفسها وسط كل ذلك وتؤدي الآن دور الوصيفة الخاصة.

"...لكن، سموّ الأمير."

فجأة، رفعت إديث نظرها إلى سونغجين وأمالت رأسها قليلًا.

"هل أنت بخير الآن؟"

"ماذا؟"

"في السابق، كنتَ تغضب كثيرًا بمجرد سماعك لأي حديث عن الهالة..."

"أغضب؟"

"كنتَ ترمي الأشياء في كل مكان."

"……"

كلما عرف سونغجين المزيد عن موريس، تأكد أنه كان وغدًا بالفعل. لماذا يرمي الأشياء بلا سبب؟ هل هو طفل؟

فتح سونغجين فمه، لكنه لم يجد شيئًا ليقوله.

"...أنا آسف."

اتسعت عينا إديث مندهشة من جوابه.

بدت عليها بعض الدهشة، ربما لأنها لم تتوقع أن تسمع اعتذارًا صادقاً كهذا

لكن سرعان ما ابتسمت وهزّت رأسها.

"لا بأس، سموّ الأمير. لقد كان من الممتع أيضًا التقاط الصحون الطائرة."

"……"

نظر سونغجين إلى إديث، التي كانت تُخفض رأسها بهدوء، بعينٍ مشفقة، ثم قال لملك الشياطين:

[لا بد أنها غريبة أطوار قليلاً أيضًا]

نعم ..

وبالمناسبة، هذا يعني أن الأمور بدأت تتضح.

غاص سونغجين في التفكير العميق.

حين رأى أن الهالة، والقوة المقدسة ، والمفاهيم التي لا تظهر إلا في الروايات الخيالية، موجودة بالفعل، أدرك لي سونغجين مرة أخرى أن هذا عالم مختلف.

بالطبع، عالم سونغجين، حيث كان باب الشياطين مفتوحًا والحرب مع الوحوش قائمة، كان يبدو أيضًا كعالمٍ من الخيال،

لكنه على الأقل في ذلك الحين كان صراعًا واضحًا وملموسًا لقوى متبادلة.

في ذلك الوقت، كان الصيادون يزدادون قوة بدنيًا من خلال امتصاص أرواح الوحوش، وكانت القدرات الخارقة التي تولد أحيانًا لا تُمارس سوى في صورة قوة مادية عبر التحريك العقلي.

وينطبق الأمر نفسه على الشياطين.

في بعض الأحيان، كان هناك من يُولدون حرارة عالية باستخدام مواد حارقة، أو من يحملون سمًّا أكّالًا،

لكنهم كانوا قلّة قليلة، وكان أغلبهم لا يفعل أكثر من التحطيم الغاشم بقوة عمياء.

لذلك، حتى اللحظة التي حاول فيها ملك الشياطين إحراق الروح بـ"نيران جهنم"، لم يكن سونغجين يتخيّل حتى أن مثل هذه القوى غير المرئية قد توجد.

[ذلك لأن عالم سيجورد 34 كان بُعدًا أدنى بكثير . حقيقة أنك لا تألف مثل هذه القوى، هي دليل على أنه عالم منخفض المستوى حيث لا يُسمح بالسحر أو بالقوة المقدسة.]

"من السيئ أن تقول عنه منخفض المستوى. ولماذا لا تتحدث عن عالم جيهينا ؟ ألم تقل إنه بُعد فرعي أيضًا؟"

[هل تعتقد أن الأبعاد واحدة؟ جيهينا مختلف قليلاً! و في اللحظة الحاسمة التي كنا فيها على وشك القيام بقفزة كبيرة، أنتم تتدخلون…]

"ماذا؟"

عندما أصبحت نظرات سونغجين حادّة، التفت ملك الشياطين سريعًا.

[آه .. على أي حال، العوالم ذات الوعي المنخفض المستوى عادة ما تكون قدراتها الروحية محدودة أو القوى المتعلقة بالعقل فيها ضعيفة. يبدو أن المفهوم نفسه متصل بالعالم الرئيسي، لكن لا توجد وسيلة فعلية لتفعيل قوّته.]

‘…….’

[لذا، أرجوك لا تُعامل جيهينا على أنها في نفس مستوى بُعد أدنى مثل سيجورد ٣٤. لأن ذلك المكان كان على وشك أن يتحوّل إلى "عالم طبيعي " ]

رمش سونغجين بعينيه.

ما هو "العالم الطبيعي "؟

[هذا الأحمق عاد ليُحدّق بوجهٍ فارغ مجددًا. يا لك من أرضيّ جاهل! البُعد، فهمت؟ ينقسم إلى المرحلة الرئيسية، والمرحلة المنتظمة، ومرحلة الوعي ، فهمت؟ ألا تعرف هذا؟]

"لماذا يتشاجر هذا الأحمق من جديد؟ سواء قسمتَ البُعد إلى ثلاث مراحل أو أربع، هل هذا أمر مهم في الوضع الحالي؟"

وحين يغضب سونغجين، تبدأ نبرة صوت ملك الشياطين بالانخفاض.

[ليس مهمًا... قد لا يبدو كذلك...]

"لنعد إلى النقطة الأساسية. إذًا، كيف أستخدم الهالة؟"

رغم جهله بها، شعر سونغجين باهتمام شديد عندما عرف بإمكانية اكتساب قوة جديدة.

فهو، الذي كان ذات يوم صيّادًا ناجحًا يُحلّق بين المعارك، كان على وشك أن يختنق من الإحباط وهو محبوس في جسد خامل كهذا.

وبما أنه يبدو أن هذا العالم يخلو من الوحوش، فلو لم يستطع استعادة قوة الصيّاد، فربما يكون أن يصبح مستخدمًا للهالة هو الخيار البديل الأفضل.

[لا أعلم ذلك أيضًا. لأن عالَمنا يختلف عن هذا. لو أردتَ تشبيهه بعقليتك الأرضية، فالأمر يشبه الفرق بين توليد الطاقة الكهرومائية وتوليد الطاقة الحرارية، لا بل توليد الطاقة النووية. طريقة عمل العالم هنا مختلفة تمامًا.]

حتى ملك الشياطين، الذي كان يتظاهر دومًا بالفخر وكأنه يعرف كل شيء، بدا أنه يجهل بعض الأمور في هذا العالم.

وعند سماع ذلك، شخر ملك الشياطين بازدراء.

[همف! ماذا تعرف عن ذلك؟ هذا الجسد هو ملك الشياطين وحاكم بُعد كامل. أنا قوي بما فيه الكفاية حتى من دون تلك الأمور!]

رغم أنه تعرّض للضرب من قِبل سونغجين، إلا أنه لا يزال يصف نفسه بـ"الأقوى".

"إذًا، ماذا عن موريس في الماضي؟ هل كان مستخدمًا للهالة؟"

يعتقد سونغجين أن القول بأن القوة المقدسة يجب أن تكون فطرية فيه شيء من المبالغة، أما الهالة، فربما يمكن تعلّمها واكتسابها بالتدريب؟

هو لا يشعر في هذا الجسد بأي شعور خاص يُفترض أنه هالة،

لكن بما أن هذه القوة تُستخدم ليس فقط من قبل فرسان الحراسة بل حتى من قِبل وصيفة، فهي ليست قدرة نادرة على ما يبدو.

ومع ذلك، كانت قُدرات موريس السخيفة تفوق توقعات سونغجين بكثير.

ويبدو أن ملك الشياطين تواصل لوهلة مع روح إديث، واستطلع بعض الأمور، ثم تنهد وقال

[همم، يبدو أن التفاوت في الإنجاز كبير حسب الموهبة. هناك من لا يستطيع حتى الإحساس بالهالة مهما تدرب، وهناك موهوبون يستخدمون الهالة كما لو كانوا يتنفسون بها منذ صغرهم. من المؤسف أن موريس كان من النوع الأول.]

"ما الذي كانت تفكر فيه الملكة الأولى حين قررت أن تجعل هذا الشخص وليًا للعهد؟"

تنهد سونغجين.

"... هل ينبغي أن أبدأ ببعض التدريب البدني الآن؟"

[تشجّع. فالحياة ظالمة بطبيعتها. ومن أجل استمرارنا في هذا الجسد ، فالنقاتل!]

"اخرس!"

2025/05/02 · 4 مشاهدة · 2409 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2025