أتباع الماعز الصغير (6) 557
تدخل سونغ جين في الاستجواب قبل أن يتمكن ألبرتو من الانسياق بشكل كامل في الحديث مع الرجل الحكيم
" ... يبدو أنك لا تزال مجنوناً ، الا زلت تتحدث بهذا الهراء ؟ "
"سموك "
نهض ألبرتو بسرعة من مقعده وأنحنى
هل يمكن أن يكون ذلك بسبب أنه لم يضع كمية كبيرة من البودرة الحمراء على وجهه كما في السابق؟ كان وجهه بندوبه المتشابكة الواضحة، يبدو بريئًا ويتناسب مع عمره
' توقعت ، بغض النظر عن كيف يتصرف كلوردٍ نبيل ، فلا يزال عديم الخبرة ' ألقى سونغ جين نظرة على البيرتو بعيون رحيمة قليلاً واستمر في الحديث
" تريد أعفاءً من ضريبة الباعة المتجولين ؟ هذا سخيف ، أنه تماما مثل أن تقول إنكم ستشغلون أماكن الباعة المتجولين الآخرين وتقيمون تجمعا طوال اليوم دون دفع أي شيء للحكومة !؟ تتحدثون وكأن ضريبة الباعة المتجولين التي يجب أن تدفعوها هي ابتزاز غير عادل من منزل بينيسيو "
- خطوة
- خطوة ..
مشى سونغ جين ببطء نحو الرجل الحكيم، واتكأ على الطاولة، ونظر إليه بعيون باردة
" وماذا أيضاً ؟ ساهمت في اقتصاد المنطقة ؟ المجنون الذي استدرج الناس الذين كان ينبغي أن يجتهدوا في معيشتهم، وجعلهم يتسكعون في تجمعات طوال اليوم دون فائدة ؟ ، أنت بارع في لوي لسانك ، هيا ، استمر في التهويش ، أنا أيضًا متشوق لأرى إلى أي مدى سيصل هرائك هذا "
كليك -
أبقى الرجل الحكيم فمه مغلقًا ونظر إلى سونغ جين. التقت عيناه الغريبتان الصافيتان بنظرات سونغ جين للحظة
" آسف ..."
ولكن حدث شيء غير متوقع. وعلى عكس التوقعات بأنه سيتحدث بطريقة أو بأخرى ضد سونغ جين، احنى الرجل الحكيم رأسه باحترام له وقدم له احترامه
لقد كان موقفًا مختلفًا تمامًا عن الموقف الذي أظهره عندما احتج بكل ثقة أمام ألبرتو
"لا بد أن تجمعنا قد تداخل مع أنشطة الباعة المتجولين . كنتُ أحمقا جدًا لعدم حساب هذا الأمر"
"......."
" أود أن أعتذر مرة أخرى عن أي إزعاج سببته لسكان المنطقة"
نظر ألبرتو إلى سونغ جين والحكيم بالتناوب بعيون واسعة.
فجأة، أصبح الحكيم ، الذي كان يلف ويدور حول نقطة واحدة لساعات ، مطيعاً كالحمل .
و تساءل البيرتو عما كان يحدث معه ، لكن لم يعجب سونغ جين التغيير المفاجئ في موقف الحكيم
' ماذا. لماذا غير هذا الحكيم موقفه فجأة؟'
كان سونغ جين ينظر إليه فقط وذراعيه متقاطعتان. ولكن على عكس الشكوك حول احتمال وجود أجندة أخرى خفية، فإن الرجل الحكيم ينظر ببساطة إلى الأسفل بتعبير وديع
سونغ جين، الذي فشل أخيرًا في قراءة أفكاره، تراجع إلى الورا ء وحذره مرة أخرى
"من الآن فصاعدا، عليك أن تُفكّر مليا وتُجيب على أسئلة كونفوشيوس. أنت الآن مشتبه به جدّي بإخفاء ممتلكات الكنيسة المظلمة والتواطؤ معها. و السبب فى أن هذا المكان لم يكن غرفة التعذيب هو نزاهة واستقامة القائم بأعمال الماركيز بينسيو "
"......"
"بأختصار شديد ، نقول إنه لا مانع لدينا من تسليمك إلى محكمة الهرطقة كما أنت هكذا ، هل فهمت؟"
ردًا على تهديدات سونغ جين شبه المهددة، هذه المرة تلقى مرة أخرى ردًا أكثر لطفًا مما كان متوقعًا
"نعم، أفهم ذلك. سأبذل قصارى جهدي للتعاون مع تحقيق كونفوشيوس"
"....اوه"
أخفض ألبرتو ذقنه وأطلق تنهدًا غريبًا. ربت سونغ جين على كتفه ليلفت انتباهه ثم جلس بالقرب من مدخل غرفة الاستجواب مع أوين وماسين
وهكذا بدأ استجواب الرجل الحكيم مرة أخرى. ولحسن الحظ، يبدو أن الوعد بالتعاون لم يكن كذبة، وأن التحقيق أحرز تقدما سريعا منذ ذلك الحين
" هاه ؟ مصدر شرائي للأحجار ؟ وجدتها بالصدفة أثناء تجوالي حول نفق الحرية بالمناسبة، كونفوشيوس هل تعرف شيئًا عن نفق الحرية؟"
"كما ذكرت سابقًا، كان سبب شرائي لها هو المال فقط. كان سعرها زهيدًا جدًا بالنسبة لحجر كريم، لذلك فكرتُ ببساطة في الاحتفاظ بها لنفسي..."
" أشعر بخجل شديد عندما أفكر في الأمر الآن. فرغم أنني عزمت على هداية الناس إلى الطريق الصحيح، إلا أنني لم أستطع حينها التخلص تمامًا من رغباتي المادية القذرة "
"نعم؟ من كان البائع ؟ حسنًا ... لم تكن تبدو كناجية من الكنيسة المظلمة. كانت شابة بذراع واحدة، وظننتُ حينها أنها محاربة قديمة معاقة من حرب أورتونا الأهلية"
وبعد فترة طويلة، بدا الأمر كما لو أن التحقيق الدقيق قد وصل أخيرًا إلى نهايته...
خلال هذا الوقت، أجاب الرجل الحكيم على أسئلة ألبرتو بطريقة لطيفة وهادئة فى بعض الأحيان كان يظهر رباطة جأشه من خلال النظر إلى سونغ جين ومجموعته والابتسام بلطف
"هذا الحكيم لم يكن يعلم شيئًا على الإطلاق ، لكن وبالطبع، يستحق عقابًا شديدًا لحيازته أشياءً تخص الكنيسة المظلمة"
حتى ان ماسين، الذي كان يستمع من الجانب، علق عليه هكذا .
لكن لم يستطع سونغ جين أن يصدق كلمة واحدة مما قاله الرجل الحكيم
لأنه عادة ما يكون صعباً تغليف الحقيقة بشكل مناسب . ومن المؤكد أيضًا أنها وفي النهاية ستكون قصة غير كاملة ومتناقضة وفي بعض الأحيان غامضة ويصعب تفسيرها
ولكن هل يمكن لقصة محسوبة بدقة ومترابطة بسلاسة وخالية من الأخطاء المنطقية أن تكون حقيقية حقا؟
'لكن قبل كل شيء....'
إذا افترضنا أن كل ما قاله كان خاطئاً، فما هو هذا الموقف الغريب من الرجل الحكيم؟ لماذا تبدو عيونه بريئة و نقية، و خالية حتى من أدنى شعور بالقلق أو الذنب؟ لماذا يشعر بالفخر كشخص أنجز مهمة يجب عليه القيام بها؟
[أليس هذا مدهشا؟]
يبدو أن ملك الشياطين شعر أيضًا بشعور غريب في مكان ما
[ لماذا كان هذا الرجل في مزاج جيد منذ فترة طويلة؟]
'هل تشعر انه بخير؟...'
[نعم.. لقد كان هكذا منذ أن وصلنا هنا ، كان معدل ضربات قلبه سريعًا بعض الشيء في البداية لأنه كان متحمسًا من الفرح والسعادة ، و بالطبع لن يكون هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان يكذب ام لا هكذا]
عقد سونغ جين ذراعيه وجلس يفكر لبرهة..
إذا كان من المستحيل أن نفهم عقل الرجل الحكيم بشكل كامل، فكل ما علينا فعله هو توقع ما يمكننا توقعه
أولاً : هل الحكيم شخص سيء؟
حسنا، كان من الصعب رؤية الأمر بهذه الطريقة. بالطبع، فهو بالنسبة لي يعتبر شخصًا جيدًا تمامًا، وهناك بعض الأجزاء منه ملتوية بعض الشيء فيه
' إذا أطلقنا سراح هذا الحكيم ، فهل سيعود في النهاية ليطاردني ..؟
' هذا ليس من المرجح على الأقل .. '
هذا ما قاله حدس سونغ جين وبعد أن فكر في الأمر لفترة من الوقت، توصل أخيرا إلى قرار
" سيد ألبرتو"
أعطى سونغ جين غمزة صغيرة لكونفوشيوس، الذي كان ينظر إلى وثائق الاستجواب
" أود أن أتحدث معكم للحظة عن شخصية هذا الحكيم"
" آه ! نعم نعم ، تفضل هناك "
قفز ألبرتو من مقعده في مفاجأة. وبينما يقوده سونغ جين خار ج غرفة الاستجواب، تبعه السير ماسين كما لو كان الأمر متوقعاً
لم يكن لدى سونغ جين، الذي لم يجد اي طريقة لأبعاده عنه، إلا أن يسأل أوين، الذي كان يقف هناك بلا تعبير
"أوين هل يمكنك مراقبة هذا الرجل لدقيقة للتأكد من أنه لا يفعل شيئًا غبيًا؟"
"أوه، أجل ! لا تقلق، أيها المبتدئ"
لذلك عندما اختفى سونغ جين في مكان ما مع كونفوشيوس وماسين، تُرك أوين وحيدًا في غرفة الاستجواب مع عدد قليل من لحراس
"....اممم"
نظر أوين إلى بنيامين ثم قلب عينيه. كان هذا الموقف ، حيث تظاهر بأنه تابع للرجل الحكيم وتجسس عليه ، ثم اكتشفوا أنه أمير الإمبراطورية، موقفا غير مريح للغاية بالنسبة له
الشيء الجيد الوحيد هو أن بنيامين يعرف القصة كاملة، لكن لا يبدو انه ينوي الكشف عن أي شيء من أفعال أوين السيئة معه
كم من الوقت استمر هذا الصمت المحرج؟
"... همم. الآن يبدو وقتًا مناسبًا"
تمتم بنيامين بشيء غير مفهوم ثم حرك أصابعه
ولكن بعد ذلك حدث شيء غريب فجأة أصبحت وجوه الحراس الذين كانوا يراقبون غرفة الاستجواب فارغة وأداروا أجسادهم نحو الحائط
وبينما كان أوين مندهشًا وهو يسحب الفأس من حزامه، هز بنيامین كتفيه في وجهه
" لماذا أنت مندهش لهذه الدرجة؟ ألم تختر مهنة مميزة ايها الجندي ؟ أما انا فقد أصبحت[ عداء تكنوسبراني ]، لكن هذه الوظيفة تتميز بقدرات فريدة حقًا. يبدو أنك تستطيع التحكم في إدراك الناس عن قرب"
"الجندي؟"
'ألم يعد لرشده بعد ؟ لماذا يناديني بالجندي؟! ..'
ثم وقف بنيامين وابتسم بلطف
"أجل، هذا صحيح. بالتأكيد أيها الجندي ألم تنسَ الشعور المؤلم الذي شعرنا به معًا في ذلك الجحيم الناري؟"
ورغم أن بنيامين كان يتجول في غرفة الاستجواب دون أية مشاكل، إلا أن الحراس لم يتحركوا قيد أنملة.
يبدو أنه كان صحيح ما أنه يسيطر على عقولهم.
مع كل الأشخاص الآخرين من حوله يستمعون، كشف بنيامين أخيرًا عن ألوانه الحقيقية لأوين.
"لا خيار أمامي سوى فعل هذا، لأنني لا أعتقد أن لدينا فرصة للحديث بهذه الطريقة بعد الآن. بالمناسبة، أرجوك تذكر هذا فقط ايها الجندي .. انا في الواقع، و من الآن فصاعدًا، سأغادر منطقة بينيسيو وأذهب بعيدًا لأنشئ دينًا جديدًا."
"ماذا قلت؟..."
كان أوين يستمع باهتمام شديد، لكنه لم يصدق أذنيه.
'هل فقد هذا الحكيم عقله أخيرًا؟ اعتقدت أنك كنت في عالقاً في نقطة ما بين الدين الزائف وحركة التنوير، ولكنك قررت في النهاية اتخاذ طريق البدعة؟ حتى وصل الأمر إلى كشف تلك الخطة الفاحشة بكل جرأة أمام أمير من الإمبراطورية ! '
لكن عيون بنيامين التي تحدق في أوين كانت أكثر جدية من أي وقت مضى. كانت النظرة في عيني أوين واضحة ومقلقة، وهي نظرة لا يبدو أنها تنتمي إلى شخص عاقل.
ابتسم بنيامين بهدوء، وكانت عيناه الغريبتان مملوءتين بحرارة غريبة.
"ايها الجندي ، على الأقل بالنسبة لك، أشعر أنه يجب عليّ أن أخبرك بالمعجزة العظيمة التي حدثت لي الليلة الماضية."
***
لم يستعد بنيامين، الذي تعرض لضربة قوية لدرجة أنها تركت نتوءًا كبيرًا على رأسه، وعيه إلا في وقت متأخر من الليل.
وأخيرًا استيقظ عند الفجر وأدرك في يأس أنه محبوس في سجن بارد.
'هذا لا يمكن أن يحدث... هل تخلى ملك المعلومات أخيرًا عن بنيامين؟'
ولكن الإحباط لم يدم طويلًا. لأنه بينما كان يحتضن جرحه والدموع في عينيه، ظهرت أمامه روح امرأة غامضة.
"أنتِ......؟"
حدق بنيامين في الروح العائمة في الهواء بنظرة فارغة.
كانت المرأة ترتدي ملابس عادية، ولكن لسبب ما تم قطع أحد ذراعيها وكانت في حالة يرثى لها مع كمها الفارغ. كان وجهها لا يزال ناعمًا للغاية، لكن عينيها الحزينتين وتجاعيدها الدقيقة أعطتها انطباعًا بأن لديها قصة عميقة.
وبطبيعة الحال، بالنسبة لبنيامين، الذي كان مسحورًا بالمعجزة التي ظهرت أمام عينيه، كان هذا الظهور أيضًا مليئًا بالحكمة.
"لا تتفاجأ."
تحدثت المرأة مباشرة في عقل بنيامين.
"لقد جئت إلى هنا لأنني كنت مهتمة بمعرفة من يرسل طاقة إيمانه نحو نور ملكنا الجديد."
"الإيمان... ؟"
"نعم. لقد شعرت بإيمان شخصين في ضوء جديد. ولكن لسبب ما، يبدو أن إحدى تلك النفوس ليست موجودة هنا في ديلكروس الآن. لذلك لم يكن أمامي خيار سوى المجيء للبحث عنك."
"إذا كانا شخصين... هل تتحدثين عني وعن أخي كاينوكو؟"
لم يكن بنيامين يعلم ذلك، لكن في ذلك الحين ، كان أوين يطير بسعادة في الهواء مع إخوته وأخواته الآخرين.
"ولكن لماذا أنت أيضًا، مع هذا الإيمان النقي، تستاء منه؟"
"....هذا، هذا..."
تردد بنيامين للحظة، ثم انفجر في البكاء.
"ملكي قرر أن يتخلى عني، يا ملاكي."
"...آه، هذا..."
نظرت إليه المرأة بحزن لبرهة ثم تابعت حديثها بهدوء.
"لا أستطيع إلا أن أشعر بالسعادة لأنني وجدتك. لأنني سأكون قادرة على إيصال إرادة سيدي إليك بطريقة غير مباشرة."
لقد شرحت بالتفصيل لتهدئة بنيامين المحبط. حاكمهم الثمين موجود حاليًا في ديلكروس بمهمة خطيرة. لذلك لا يجب علينا أن نتدخل في عمله من خلال إصدار أحكام وقرارات متسرعة.
"أوه، انا أرى."
أومأ بنيامين برأسه، وهو يفرك النتوء الموجود في مؤخرة رأسه. عندما صفا ذهنه بالإدراك العميق، بدا أن الحزن والألم الناتج عن الضرب على الرأس قد اختفيا في لحظة.
وفي ذلك الصباح، اتخذ بنيامين قراره.
"لنبشر الناس سرًا معًا يا ملاكي. سننشر إرادته للعالم أجمع دون علمه ودون إزعاجه."
....
ترجمة : غيود
تدقيق : لينا
اححححح ام كايين وش تسوين هنا ؟!
ممكن موريس أرسلها له عشان تجنده؟!