أتباع الماعز الصغير (7) 558
[أنها... تبدو وكأنها فكرة خطيرة بعض الشيء]
بدت المرأة مندهشة من اقتراح بنيامين المفاجئ
[أستطيع أن أشعر به.. ضوءنا الصغير الموجود هناك.. انه لا يحاول أن يكون له تأثير كبير على العالم ابداً ]
"هل هذه هي إرادة ملكي حقًا؟"
[نعم. ومن فضلك توقف عن مناداتي بالملاك. أنا مجرد روح تافهة حدث أن وقعت تحت حمايته بالصدفة]
لكن بنيامين هز رأسه بقوة
"لا، لقد أنقذتني من يأس عميق، وكشفتِ لي أيضًا عن إرادته الخفية. كيف يمكننا وصفه بشيء آخر غير الملاك؟"
وبطبيعة الحال، كانت المرأة التي أمامي لا تتطابق تمامًا مع صورة الملاك في مخيلتي ، على عكس ملاك الموت الذي التقيت به من قبل والذي كان يشع بجمال غير إنساني يليق بـ "ملاك "
ولكن بسبب ذلك، اعتقد بنيامين بقوة أكبر أن المرأة كانت مرسلة أرسلها ملك المعلومات
إن المظهر البسيط للمرأة جعلها تبدو أكثر رهبة.. كما أظهرت أقوالها وأفعالها المدروسة اهتمامها وحبها للعالم
'نعم.. أليست الحكمة والحب المختبئين في ملامحها البسيطة والمتواضعة مثل دليل على صحة أفكاري الآن ؟'
بنيامين، الذي توصل إلى هذا الاستنتاج بذل كل جهده لإقناع الملاك بوجهة نظره
"يا ملاكي ، ألا تملكين نفس الرغبة الجامحة التي أملكها؟ رغبة فطرية في نشر مجده بين الجهلاء؟"
[رأيي ليس بتلك الأهمية. ولكن بما أنه لم يعطنا أية تعليمات، فإذا نشرنا إرادته للعالم كما نراه صحيحاً ، فسوف ينتهي بنا الامر إلى تحريف المغزى ورائها ]
"لكن يا ملاكي ، نشر إرادته التي أتحدث عنها ليست بهذه العظمة.. يكفي أن أعلم الناس بوجوده في هذا العالم"
بنيامين، الذي كان يشعر بالحظ هكذا، أغمض عينيه بإحكام وتذکر ذكريات الأمس. لحظة ترحيبه الأول بملك المعلومات تلك اللحظات التي أجتاحه فيها الوعي والفرح ..
"يا ملاكي ، لماذا تعتقدين أن شعوب العالم بائسة إلى هذا الحد؟ هذا لأنهم لم يبصروا الحقيقة ! لقد خُدعوا بأوهام غرست فيهم منذ الو الادة، وسجنوا أرواحهم في وهم أجسادهم ! "
في زنزانة السجن المظلمة حيث لا يصل أي ضوء، كانت عينا بنيامين ، التي تنظر إلى المرأة، تتألقان بشكل غريب
[بنيامين... يمكن القول أن الجسد هو أساس الحياة. ولكنك تقول الان أن كل هذا مجرد خيال؟]
[نعم .. ! هذا صحيح يا ملاك.. كل حواسنا وأجسادنا التي نعتبرها شيئا ماديًا محسوساً .. انها أوهام ! لا، ليس الجسد المادي فقط، بل كل شيء في العالم! كل شيء ليس سوى مجموعة معقدة ومتشابكة من المعلومات ..!]
فتح بنيامين ذراعيه على مصراعيهما وصاح بحماس في وجه المرأة
" جسد بنيامين .. جسدي هذا ليس مختلفًا عن ما أقول ! للوهلة الأولى، يبدو جسدي ككتلةً منفصلةً تمامًا عن العالم، مغطاة بطبقة من الملابس والجلد ! لكن الحقيقة المخفية في هذا الوهم واضحة لعيني الصورة الحقيقية هي ...!"
" نعم يا ملاكي.. في الحقيقة، انا لستُ سوى مجموعة من المعلومات ! "
"عداء سيبراني من أدنى مستوى، قدرة تحمل ٥٢/٨٠، قوة ذهنية ٩٤/١٥٠، قوة ،١٥، رشاقة ،۱۳، قدرة تحمل ،۱۳، ذکاء ۱۸، اعتلالات دائمة مثل "الارتباك" و"التعصب" تُحيدها قوة ذهنية عالية!"
((هنا بنيامين قاعد يقول لها وصف جسمه الي باللعبه ))
تردد صدى صوت بنيامين العاطفي في أرجاء زنزانة السجن الهادئة. لقد كان الصباح مبكرًا جدًا، ولحسن الحظ أن الحراس الذين كانوا يراقبونه كانو قد أخذوا قيلولة سريعة
" أين الجسد يا ملاكي ؟ يا ملاكي .. ما هو التاريخ الذي صنعه البشر؟! .. يريد الناس أن يُضفوا على التاريخ قيمةً سامية وهم يعتقدون خطأ ان في هذا التدفق الهائل نظامًا يتجاوز الفهم البشري ! لكن هذا أيضًا مجرد وهم ناتج عن جمع وتبادل ونقل وتحريف كميات لا تحصى من المعلومات!"
[جمع وتبادل .. المعلومات ]
" أجل هذا صحيح .. انتهاء العصر الأسطوري، صعود وسقوط التنانين الثلاثة القديمة، ظهور الإمبراطورية المقدسة، وأخيرًا المستقبل الذي سيحترق فيه كل هذا... حتى ذلك التدفق العظيم ليس سوى موجة واحدة أحدثتها أمواج من المعلومات المتلاطمة !"
بنيامين، الذي كان يتحدث دون أن يجد لحظة لالتقاط أنفاسه، أخذ نفسا عميقا واستمر في الحديث
"يا ملاكي.. لكي يدرك الناس أن كل هذا وهم عليهم أولاً أن يتعرفوا على ملكي حقاً .. و في اللحظة التي يرحبون فيها به ، وفي تلك اللحظة في حد ذاتها .. المعلومات ستوقظ أرواح الناس أخيراً من وهمها القديم. سيتحرر البشر الذين تحرروا من قيود الجسد من كل المعاناة ، كلهم في آن واحد . سيتسع وعيهم وستزداد حواسهم حدة، وسيتمكنون أخيراً من تحقيق التناغم الكامل مع ملكي "
كان كلام بنيامين مجنونًا إلى حد كبير، لكن المرأة وجدت صعوبة في رفض كلماته باعتبارها مجرد جنون. وذلك لأنها أيضًا لم تختبر التحرر الروحي الكامل إلا بعد مواجهة الموت ومغادرة جسدها المادي تمامًا
"يا ملاك، يجب أن أعلن عن وجوده للعالم. هذا كل ما أطلبه"
[ ...... وجوده في العالم]
"نعم! بمجرد نشر ذلك النور القليل الذي نتبعه للعالم كما هو، ستتحرر أرواح الناس!"
عند سماع هذه الكلمات، بدت المرأة مضطربة. على الرغم من أنها كانت محادثة جيدة ، إلا أنها ما زالت تبدو كما لو كان هناك شيء غير موثوق
[ولكن بنيامين ، ضوءنا الصغير بقي صامتًا، فهل يُسمح لنا بالتحدث عنه من تلقاء انفسنا ؟]
فأجاب بنيامين بوجه مليء بالثقة
"يتكلم ملكي بطرق متعددة: من خلال النصوص المقدسة، ومن خلال الكم الهائل من المعلومات التي تحيط بنا وأحيانًا من خلال الصمت. لكن الصمت لا يعني بالضرورة غيابه عنا .. بل انه يمنحنا من خلال الصمت القدرة على التصرف من تلقاء انفسنا ؟ ألا تظنين ذلك ؟ "
[.... إنه يعطينا القدرة على التحرك بشكل مستقل]
"نعم هذا صحيح"
بنيامين، الذي سارع إلى الرد على المرأة، سرعان ما مد يده إليها بتعبير جاد على وجهه
" يا ملاكي، أرجوك واصلي الحديث عنه. ليقترب منه هذا المسكين بنيامين، ولينقل حضوره بوضوح أكبر إلى شعوب العالم"
حدقت المرأة في يدها لبرهة ثم فكرت .. ، ثم أومأت برأسها ببطء
* * *
[ وهكذا .. قررت بدأ دين جديد لإتباع الماعز الصغير المقدس ...]
"هاه ؟ ماذا؟"
حدق أوين في وجه بنيامين بنظرة فارغة.
هذا لأنه، على الرغم من أنني كنت أستمع إليه بكلتا أذني إلا أنني لا أستطيع أن أفهم ما كان يقصده
" الجسد... معلومات ... الوهم... ؟ ماذا؟"
' و .. هذه هي النتيجة ؟ هل حقا سوف تتبع طفل ماعز وتجعله في منصب كهذا ؟ همم ؟ .. نظراً لأن هذا الدين هو الغرض منه إتباع صديقي الماعز الصغير .. فالبطبع بعد كل ما رآه سيفكر في أنه كان ماعزاً مقدساً '
"ولكن انتظر لحظة ! أليس هذا هو بالضبط مثل "عبادة الأصنام" المحرمة لكن بأسم آخر ؟ هل يمكن تصنيف مثل هذه البدعة تحت مسمى "الدين " حتى ؟"
بنيامين غير مدرك للأفكار المعقدة بشكل متزايد في رأسه، نظر ببساطة إلى أوين بعيون متلألئة
بدا لأوين أن إنشاء دين جديد حيث يتبع الحكيم المبتدئ كان أمراً مفروغاً منه بالفعل. ويبدو أنه ظن أن أوين، باعتباره "جندي تكنوسبراني"، مقتنع تمامًا و سيتعاون مباشرة مع هذا الأمر.
بالطبع المبتدئ الذي هو الشخصية الرئيسية هنا ربما لا يدرك هذه الحقيقة على الإطلاق
سأل أوين، غير قادر على إخفاء حيرته
" حسنا لكن يا سيدي. ما الذي ذكرته عبادة الماعز الجبلي. ما علاقة ذلك بما كنت تتحدث عنه...؟ تحرير البشر من المعاناة؟ ما علاقة ذلك بأي شيء من هذا القبيل؟"
ثم ضغط بنيامين على قبضته وتحدث بحماس
" بالطبع هذا مهم ! تحرر الإنسان يبدأ فقط بإدراك صورته الحقيقية! لهذا السبب الماعز جبلي! لا، لا بد أنه الماعز الجبلي ..!"
"نعم؟..."
" بالطبع، ليس الأمر مقتصرًا على إتباع الماعز فحسب.. أخطط أيضًا لتبني بعض الممارسات الدينية الأساسية، على سبيل المثل، أخطط للالتزام الصارم بالمعايير الاجتماعية الأساسية، مثل عدم ارتكاب الجرائم أو عدم القتل العشوائي."
((-استغفرالله- ))
"أوه حقًا؟"
"نعم، يمكننا مناقشة هذا الأمر بمزيد من التفصيل بعد اكتمال الدروس الجديدة. حسنًا، لن يطول الأمر. لقد وعد الملاك بمواصلة المساعدة في إعداد النصوص"
"أه نعم..."
الآن لم يكن أوين يعرف حتى ماذا يقول ردًا على ذلك. لأن جنون بنيامين خرج عن السيطرة
"بالطبع .. اول المهام ستكون خدمة الماعز الصغير! سيحتفي به في أسمى الدراجات ، وسيسعده الجميع إلى الأبد!"
"......."
اعتقد أوين أن الأمر أصبح جيدا الان .. لكن من ناحية أخرى ، لم يكن مقتنعاً تماما بالأمر
' بالطبع، لقد قلت أنني سأؤمن بالمبتدئ سابقاً، ولكن من غير المنطقي أن يكون هدف الدين الأعظم على وجه الأرض هو خدمة ماعز طفل ! كيف يمكن لهم أن يؤمنوا أن بمثل هذا الدين الغريب .. '
بالطبع، كان هذا الرأي المتهاون ممكناً لأنه لم يكن لديه أي فكرة في أن دار نشر في العاصمة كانت تستعد لكتابة حكاية "الماعز المقدس" خطوة بخطوة
* * *
"من خلال هذه الحادثة، أدركت في أعماق قلبي عيوبي."
وفي المساء، أطلق سراح بنيامين من غرفة الاستجواب ووقف أمام الحشد المتجمع أمام القصر وألقى خطابه قصيرًا. كان سيونغجين يقف بعيدًا عنه ويراقب المشهد بهدوء.
"لكن بمساعدة الأمير موريس هنا، بدأت أخيرًا أتأمل في نفسي."
"هل أنا مؤهل حقًا لإرشاد الناس إلى التنوير؟ هل انحرفت كثيرًا عن التعاليم في سعيي لإنقاذ المزيد من الناس دفعة واحدة؟"
الآن بعد أن غير وظيفته إلى مهنة عداء تكنوسبراني ، أصبحت خطاباته أكثر قوة وجاذبية من أي وقت مضى.
"إخوتي وأخواتي، سأغادر الآن منطقة بينيسيو ! لذا ولمن استقر هنا، واصلوا أعمالكم واتبعوا التعاليم كما في السابق. انتظروا إلى اليوم الذي سأعود فيه انا بنيامين بدين جديد!"
أخذ لحظة لالتقاط أنفاسه ونظر حوله إلى الأشخاص الذين يستعدون إليه.
"لكن إن كان بيتكم من غادر منزله وأتى لي هنا، فهلا اتبعتني مرة أخرى؟ هل ستنضمون إلي في مهمة البحث عن الأمة والتعاليم ومشاركتها مع العالم؟"
كان ألبرتو يراقب المشهد من هناك وهو متوتر. لانه لم يكن يريد للحشود المنخفضة الوعي والدافع ، الذين لا يكلفونه بالكثير من المال، أن يغادروا جميعا المنطقة دفعة واحدة.
"اهدأ يا كونفوشيوس. إلى أين ستذهب إذا ترك أهل بنيسيو المنطقة ؟"
ولكن وجه سيونغجين لم يكن مشرقًا عندما قال ذلك.
وبطبيعة الحال، كان كل شيء خاليًا من العيوب. وتسير الأمور كما توقعتها، وقد نجح في تجنب الانتقادات التي وجهت إليه من جانب الكنيسة وأتباع الحكماء على حد سواء. لا، بل استغل هذه الحادثة كفرصة لرفع سمعته في الشمال.
ولكن لماذا؟ لماذا أشعر بهذا الشعور الغريب بأن هناك شيء ما ..
' ...هل هناك شيئا خاطئًا يحدث؟ '
نظر سيونغجين إلى وجه بنيامين المرتاح بينما كان يستعد للمغادرة بتعبير غير راضٍ.
مع ذلك، شعرت بشيء من عدم الارتياح. هل من الصواب حقًا أن نترك هذا الطفل يذهب بهذه الطريقة؟
سيونغجين، الذي اتخذ قراره، نادى على بنيامين عندما نزل من المسرح.
"يا."
"نعم، أيها الأمير موريس. تكلم من فضلك."
انحنى رأسه بأدب شديد. لقد كان هذا لطفًا متطرفًا لم يظهر حتى لألبرت، وهو أحد نبلاء منطقته.
"سأقول هذا لك ! إن كنت ستأخذ كل هؤلاء معك، فعلى الأقل لا تتجه شمالًا."
ثم رمش بنيامين ببراءة وسأله ،
"لكن أين سأذهب إذا لم اذهب هناك ؟"
"ما دامت نيتك هي السفر ، فلا يهم. انا اقترح عليك الذهاب إلى اناضوليا في الجنوب. إنه مكان خصب طوال العام، وسيكون من الأسهل بكثير على أتباع الرجل الحكيم أن يجدوا عملًا ومكانًا يأكلون فيه."
ولكن عندما اقترحت ذلك بفكرة بسيطة كهذه، كان رد فعل بنيامين غريبًا إلى حد ما. كان ينظر إلى سيونغجين باهتمام شديد بعينيه التي كانت تلمع بالأمل
"انا ارى .. هل هذا أول وحي تخبرني به؟"
وحي ؟ ...
انتظر ثانية واحدة..
أشعر وكأني سمعت للتو شيئًا لم يكن ينبغي لي أن أسمعه.
"حسنًا، سأفعل ما تأمرني به."
غادر الحكيم المجنون منطقة بينيسيو، تاركًا سونغجين مع شعور بعدم الارتياح.
قاد مجموعة من الأشخاص الذين يتبعونه.
كان سيونغجين يراقب، يشعر بشيء غريب، بينما اختفى الصف الطويل من الأشخاص خلف أفق غروب الشمس.
...
وخلصنا من تشابتر العيييد 🌹
العيد عليكم مبارك متابعين أبناء الإمبراطور المقدس
الحمدلله أفضل عيدية هي لما تخلصنا من سالفة الحكيم هذا ، رغم أنها مليانة غموض واحداث مستقبلية