الوعد ( 11 ) 583

في تلك اللحظة، أصبح لياندروس مغمورًا بالمشاعر ، كان التعبير الذي أبداه الأمير موريس حادًا ، والهواء حولهم أصبح خفيفًا وكأن العالم ، وبسبب كلمة واحدة طائشة اصبح بأكمله بين يديه

' لكن، أختي الكبرى المسكينة ؟ هل هناك أي أحد في العائلة المالكة يمكنه له أن يناديه هكذا ؟'

في وسط ذلك، أدرك لياندروس لفترة وجيزة وجود نبرة غريبة مختلطة في الحديث، لكنه أسرع في تجاهل ذلك بسبب النظرة القوية للأمير تجاهه.

إذا كان الأمير حقًا يملك القدرة على التحكم في كل شيء في هذا العالم، فلا يمكن للياندروس هنا أن يكون حرًا من سيطرته.

"اعرف ذلك جيدًا. كل شيء هنا هو ملكي. لذا يا لياندروس، أريد أن أحافظ على هذا العالم في حالته الكاملة إلى الأبد."

"هل تعني في حالته الكاملة...؟"

"نعم. عالمٌ لا يتعرض لأي شر، ولا يتزعزع أمام أي ضغط خارجي. عالمٌ تُجمع فيه إرادات جميع الأفراد بحرية وتنمو وتزدهر."

لقد بدا غريبًا جدًا في الوهلة الأولى. بدا أن الأمير يُظهر رغبة قوية في التملك تجاه الامبراطور ، والعائلة المقدسة ، وبُعد ديلكروس هذا.

ولكن، إذا كان يحافظ على ممتلكاته تلك ويحميها كما هي، وإن كان مستعدًا للتخلي حتى عن رغباته البشرية الغريزية من أجلها، أليس هذا حبًّا نقيًا خاليًا من شهوات التملّك؟ ألن يكون من الممكن اعتبار ذلك حبًّا مخلصًا ومتفانيًا؟

وجاءت كلمات الأمير أيضًا لتجيب على سؤال كان لياندر يفكر فيه لفترة طويلة.

القديسة تيرباشيا

ما رأي المرأة التي استدعت لياندريس لأول مرة إلى هذا العالم به؟ هل اعتبرته حقًا ابنها؟ أم رأت فيه مجرد امتداد لها، أداةً لتحقيق رغباتها ؟

نتيجة لذلك، توفيت وتركت له كل ما كانت تملك، لذلك بدا اختيارها للوهلة الأولى وكأنه حب أعمى لطفلها

ومع ذلك، كان هناك سبب واحد فقط يجعل لياندروس لا يصدق بسهولة نواياها الطيبة.

- الشيطان لا يمكنه أن يحب

لأن هذا هو المبدأ الوحيد الذي لن يتغير أبدًا.

لذا، ورغم أن الأمير بدا مهتمًا بعائلته من الخارج، فلا بد أن هناك اعتقادًا مشوهًا فى جذور الأمر كله، وهو أنه كان يعتقد أن كل شيء يجب أن يكون خاصًا به وحده

لكن هذا تحديدًا ما جعل الوضع الحالي يبدو أكثر غرابة بالنسبة للياندروس مهما كان السبب، كان إخلاص الأمير موريس لعائلة الامبراطور كان حقيقيًا، وكان من المؤكد أن الخسارة والألم الذي كان على وشك تحمله حقيقيين أيضًا

حتى الأمير، على عكس الشياطين الأخرى، لم يحاول تحويل شيء يحبه إلى شيء آخر و يؤذيه.

حتى الشياطين، أحيانًا، يخطئون في اعتبار أن تملكهم "حبًا" فيصابون بالهوس

تحت تأثير الإرادة القوية للأمير موريس، انزل لياندروس رأسه دون وعي وتحدث:

"سموك.."

"إذا كانت هذه هي رغبتك حقًا، فسوف تضطر في النهاية إلى أن تواجه جميع ملوك الشياطين ذوي الرتبة العالية."

مجرد تخيل الأمر مُرعب. إذا استمر الوضع على هذا النحو، فلن يكون مستغربًا أن يصبح الأمير موريس المستقبلي عدوًا لملك الجشع [ كيا ] كما كان متوقعًا.

أومأ الأمير موريس برأسه بلا مبالاة.

"بالطبع. أنا مستعد تمامًا لذلك. لا أستطيع أن أقف مكتوف الأيدي وأدع أي شيء يحاول تدمير ما أملك."

ولكن في تلك اللحظة، قرأ لياندروس عن غير قصد المعنى الخفي في كلمات الأمير موريس.

الشياطين التي عرفها كانت كائنات مقدّر لها أن تُدمّر أعظم رغباته .. فهل حقًا يقتصر حذره على ملوك الشياطين ذوي الرتب العالية فقط؟

"سموك..." وبينما كان يحاول إخفاء نبرة صوته المضطرب خرج صوته الخشن بالفعل متقطعًا:

"أنا آسف، ولكن بقدر ما أعلم، سموك لا يستطيع محو صورة [الأمير موريس] تمامًا بطريقتك هذه."

ثم أمال الأمير رأسه في حيرة:

"هاه؟ لماذا؟"

"لأنك في المستقبل البعيد، سوف تقابلني في هيئة الأمير موريس."

كان هذا ادعاءً مُبالغًا فيه وغير مُرتبط بالسياق، لكن لياندروس كان لديه إيمان أعمى. كان يعتقد أنه لو امتلك الأمير موريس قوة الأوركال ، فسيفهم التفاصيل دون مزيد من الشرح

نعم. في ذلك اليوم، في المتاهة حيث تشوّه الزمان والمكان، التقى لياندروس بالأمير موريس الذي كبر.

آنذاك، كان من الواضح أنه يكافح وحيدًا لحماية ديلكروس بعد رحيل الإمبراطور المقدس. لذلك، لم يكن من الممكن أن يختفي الأمير ببساطة من العالم.

لكن عندما سمع الأمير موريس تلك الكلمات ارتسمت على وجهه ابتسامة ، وفجأة، ظهر على وجه الطفل البريء أثار غريبه ، وكأن الزمن قد تقدم به.

"أوه، ماذا عساي أن أقول أيضًا؟ في الحقيقة، هذا لا يهم حقًا، سيد لياندروس ، هل انت تخدعني ؟"

"نعم؟"

"هل أنا حقًا الرجل الذي قابلته في المستقبل؟"

للحظة، تداخلت صورة غريبة مع وجه الأمير المبتسم. وجه طفل صغير، ونظرة حادة لصبي في منتصف مراهقته، وحتى فك شاب ناضج التقى به في المتاهة قبل فترة قصيرة.....

رن صوت الأمير الشاب مرة أخرى في آذان لياندروس المرتبك:

"هل كان ما رأيته جسدا بشريًا حقًا؟ أم كان مجرد روح تُحاكي شكلًا بشريًا؟"

فرك لياندروس عينيه ونظر إليه مرة أخرى، لكن ظهر أناس من عصور مختلفة ثم تداخلت كورق شفاف ، وكأنها في فترات زمنية مختلفة

هاه ؟ أوجه ناس غرباء ، وليس الأمير، كانت تظهر متداخلة بسرعة.

حدق فيه رجل حادّ الوجه ذو شعر قصير. بين الشخصيات الكثيرة، كانت عيناه الثابتتان الوحيدتان رماديتين فضيتين غامضتين، لا يُعرف عمقهما، كما لو كانتا تتأملان الزمن نفسه.

أخيرًا، أغمض لياندروس عينيه بإحكام، عاجزًا عن تحمّل هذا المنظر المُذهل.

ثم سأله الأمير مجددًا، بنبرة مرحة بعض الشيء.

"كيف ذلك؟ هل ما زال بإمكاننا ان نقول انك فعلا رأيتني؟"

في النهاية، لم يكن أمام لياندروس خيار سوى قبول الأمر. فسلطة الأمير، التي يصعب إدراك حدودها، قادرة على التلاعب بعقله بسهولة.

ربما هناك سبب واحد فقط يجعل الأمير لا يسيطر على عقله بشكل كامل فهو نفسه قال إنه يريد عالمًا دون حقد غير متأثر بأي قوة خارجية.

وبما أن الأمير نفسه ينتمي إلى فئة أولئك الذين يستطيعون ممارسة مثل هذا الخبث والإكراه، فهو يحاول جاهداً كبح جماح سلطته فقط.

"هل فهمت الآن يا سيد لياندروس؟ أستطيع أن أجعلك تؤمن بأي شيء، في أي وقت وبأي شكل، وقتما أشاء. لذا، مهما كانت توقعاتك للمستقبل محددة، فلن يغير ذلك من رأيي."

عندما فتح لياندروس عينيه مجددًا على صوت رنين، عاد الأمير طفلًا. اختفت ظاهرة الزمن الغريبة ، وعاد الزمكان المشوه إلى حالته الأصلية.

"نعم، سموك. أفهم تمامًا..."

وبينما أومأ لياندروس برأسه بشدة، حول الأمير نظره وحدق في الفضاء دون تفكير.

"نعم، ربما يكون والدي هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي أستطيع خداعه تمامًا. لذا يا سيدي ، عليك أن تبقى بجانبه وتساعده حتى النهاية ، هو ، و هو فقط ، يستطيع أن يكون أملك الوحيد ."

بعد ذلك، حرك الأمير العباءة الحمراء على كتفيه ، ثم تلاشى الجو الكئيب، واستجمع لياندروس شجاعته ليسأل الأمير سؤالاً آخر:

"يا صاحب السمو، أنا... لياندروس، لستُ إنسانًا، بل شيطانًا. لماذا تتركني وحدي؟ ألستُ أنا أيضًا كائنًا قادرًا على تدمير ما تسعى لحمايته؟"

ثم نظر إليه الأمير موريس وضيق عينيه:

"لكنك لن تفعل ذلك ، اليس كذلك؟..."

" ه- هذا..."

"لأنك مقيد بعقد ثقيل لا أستطيع فعل شيء حياله بمفردي. لذا، كما تُريد تيرباشيا، ليس لديك خيار سوى أن تلغي جميع الرغبات دون إلحاق أذى بالبشر..."

حاول لياندروس أن يقول ذلك، ولكن الأمير لم ينتظر كلامه وأضاف بحزم:

"سيدي لياندروس، إن عدم صدق نواياك منذ البداية لا يعني أن الأفعال الصالحة التي تراكمت لديك حتى الآن لم تعد صحيحة."

تحدث الأمير متكئًا على السرير في وضعية استرخاء تام. اختفى مظهره الناضج المعتاد، وعاد إلى تصرفاته الطفولية البريئة.

لكن لماذا؟ كل كلمة نطقها الأمير لا تزال تتردد في وجدان لياندروس محفورة في قلبه كنوع من الوسم.

"هناك سبب واحد فقط لتعليمك الطريق ومشاركة معلومات لا أشاركها مع الآخرين. ثق بي، ولا تتردد أبدًا. فقط ابق على ما أنت عليه الآن وساعد والدي . هذا كل ما أطلبه منك."

استمع لياندروس إلى صوت الأمير وكأنه ممسوس.

" إن الأفعال المتكررة ستغير يومًا ما رايك ، وفي النهاية ستقلب كل قناعاتك الجذرية رأسا على عقب ، هذا الشيء الذي أعدك به "

***

لقد كان الوقت متأخرًا في المساء عندما انتهى لياندروس من الحديث مع الأمير.

عندما فتح الباب الثقيل، رأى رواقًا مظلمًا وخاليًا، على عكس ما كان عليه سابقًا. لم تكن الخادمات غائبات فحسب، بل حتى الحراس الذين كان من المفترض أن يحرسوا المكان كانوا غائبين، كما لو كان الأمر بديهيًا.

كشف هذا المقطع عن مدى كره خدم القصر للأمير موريس. وبالطبع، مع تفاقم الافتراءات والشائعات حول الأمير، اضطر الإمبراطور إلى تقليل عدد الخدم في قصر الوردة الزرقاء.

ثم فجأة، رأى لياندروس شخصية مألوفة تمشي عبر الردهة: "السيد ماسين."

"السيد لياندروس..."

ماسين، الذي كان يسير غارقًا في أفكاره، رأى لياندروس متأخرًا، فقدم له تحية بسيطة. بدا عليه الإرهاق والهالات السوداء تحت عينيه، وكأنه قلق للغاية.

"هل أنت قادم لرؤية سموه موريس في هذه الساعة؟"

"نعم ، لكنني انتهيت ، لذا تفضل بالدخول."

لكن ماسين، الذي بدا مستعدًا لدخول غرفته في أي لحظة، ركع ببطءٍ مفاجئ على ركبة واحدة أمام الباب. ثم، بتعبير يائس، انحنى برأسه نحو سرير الأمير.

"صاحب السمو، من فضلك عاقب هذا الرجل الخائن."

ثم، ارتسمت على وجه الأمير حيرة. بالنسبة لشخص لم يكن بدو سوى طفل، كان سلوك الفارس جديًا وجادًا للغاية.

"على الرغم من أنها كانت مجرد لحظة عابرة، أعترف أن ولائي لك قد تزعزع."

لكن ماسين بلا مبالاة واصل اعتذاراته بصوت يائس. ارتطم معدن درعه البارد بأرضية الرخام، محدثًا صدىً خافنا في أرجاء الردهة.

"أنا، الذي كان ينبغي أن أعطي سلامة سموك الأولوية على كل شيء، تجرأت على نسيان واجبي كفارس حارس، وسيطر علي الخوف للحظة. أنا الذي كان ينبغي أن أكون أشجع سياف وأقود الطريق، تراجعت بغباء، تاركًا سموك خلفي."

كانت قبضتا ماسين مشدودتين بقوة حتى تحولتا إلى اللون الأبيض أثناء حديثه، وكان تنفسه المرتجف حذرًا، كما لو كان مترددًا في السماح حتى بأدنى حركة للهواء.

"لكنني ماسين، لن أتخلى عنك أبدًا. أقسم بالأثر المقدسة ، سيفي ميثرا ، الذي وهبه لي جلالته ، أنه كلما سنحت الفرصة، سأعطي هذه الحياة المتواضعة لسموك بكل سرور."

وبصوت جاد، طلب ماسين مرارًا وتكرارًا المغفرة من الأمير موريس:

"لذا، سموك، هل يمكنك من فضلك أن تعطيني فرصة واحدة أخرى لمساعدتك؟"

همم...

لكن في تلك اللحظة، رأى لياندروس تعبيرًا رقيقًا يرتسم على وجه الأمير، حزن عميق، وشفقة، واستسلام. و حزن الاضطرار إلى قبول وعد لن يُوفى به أبدًا.

بينما كان لياندروس في حالة من الارتباك الداخلي، نهض الأمير موريس ببطء من مقعده، وسحب الغطاء.

"يا أخي ماسين، كلامك صعب جدًا، لا أفهمه..."

في هذه الأثناء، مد الأمير، الذي طمأن نفسه تمامًا، يده نحو ماسين ببراءته المعتادة. كانت بادرة تسامح واضحة.

"حسنًا يا أخي، هل تمانع أن تقرأ لي قصة قبل أن أنام؟"

حوّل لياندروس نظره بعيدًا وهو يغادر ببطء ممرات متاهة الوردة الزرقاء، ويرى الفارس يدخل الغرفة والدموع في عينيه.

***

لقد قالت الشيطانة التي نقلت العقد إلى لياندروس هذه الكلمات له ذات مرة:

-"لديّ فرضية مثيرة للاهتمام يا سولاندر، هل ترغب بسماعها؟"

-"لا، أنا لست مهتمًا..."

كان قد تعرّض للضرب المبرّح حتى أوشك على الموت، بحجّة أنّ عليه أن يعتاد على السيف المنحني.

ولذلك، فمهما كان لياندروس يخشاها، لم يكن من الممكن أن تخرج من فمه كلماتٌ لطيفةٌ بسهولة.

لكن تيرباشيا لم تُبالِ بكون ثوبها قد تجعّد، وجلست بجواره على الأرض.

-"فكر في الأمر. كما تعلم، الشياطين تولد أصلًا في عالم الشياطين. ولكن هناك أيضًا حالات يولد فيها بشر تراكمت لديهم أعمال شريرة أكثر من الشياطين، أليس كذلك؟"

-هل يوجد شيطان في العالم لا يعلم ذلك؟

نهض لياندروس من الأرض ونفض الغبار عن ملابسه.

-"هؤلاء هم من يجب أن نحذر منهم حقًا. فهم يميلون إلى الشراسة لدرجة أن الشيطان نفسه سيصدم."

-إذن، ماذا يحدث للشياطين الذين جمعوا أعمالًا صالحة أكثر من البشر العاديين؟

لفترة من الوقت لم يفهم لياندروس سؤالها فسأل في المقابل:

-"نعم؟"

-"اسمع ، إذا جمع الشيطان قدرًا هائلًا من الكارما الجيدة، كإنسان أو حتى كشخص بالغ، فهل من الممكن أن يولد من جديد كإنسان؟"

كان سؤالًا سخيفًا حقًا. هل كان جمع أعمال صالحة تضاهي أعمال شخص بالغ أمرًا ممكنًا حتى لشيطان؟

عندما نظر لياندروس إلى تيرباشيا بنظرة مشبوهة، هزت كتفيها واستمرت.

-" اقضِ حياتك في قتل الشياطين وإنقاذ البشر يا سولاندر. استثمر مئات وآلاف السنين، وإن لم يكن ذلك كافيًا، فاحرق حياتك. وإن تمكنت من التحرر من قيود ولادتك..."

الشيطانة، التي كانت تتحدث تلك النقطة، نظر إلى لياندروس بابتسامة لطيفة غير متوقعة.

-"أرجو حينها أن تتذكرني من حين لآخر، وإن تعبر عن امتنانك العميق لي. هل فهمت؟"

في ذلك الوقت، اعتقد لياندروس أنها تتحدث هراء غير صحيح، لكن هل شعرت حقًا بنفس شعور الأمير موريس؟

هل شعر أن هذا العالم، حيث عاشت وتنفست كإنسانة لفترة وجيزة، والشيطان الصغير الذي اهتمت به لفترة وجيزة كما لو كان ابنها، كانا ثمينين بالنسبة لها؟

هل كانت تأمل أن يتمكن من التغلب على قيود الشيطان الكامنة نيابة عنها؟

"السيد لياندروس..."

عندما وصل لياندروس إلى المكتب وكان غارقًا في أفكاره، توقف الإمبراطور عن العمل على أوراقه للحظة ونظر إليه.

"ألا يوجد شيء تود سؤالي عنه؟ إن كان كذلك، فلا تقلق، فقط أخبرني."

شعر لياندروس بإحساس غريب من اليقين عندما نظر إلى تلك العيون الرمادية، والتي كانت مطابقة لتلك التي كانت لدى الأمير موريس.

"في الواقع، تلقيت أمرًا من سموه موريس..."

لفترة من الوقت، بدا الأمر كما لو أن عيون الإمبراطور كانت تبعث ضوءًا خافتًا.

لكن ما إن وقع نظر لياندروس عليه، حتى أخفض الإمبراطور المقدس عينيه بسرعة وحوّل نظره عنه. كان هذا تصرفا غريبا عليه تمامًا.

في تلك اللحظة تذكر بعض ما قاله الأمير موريس.

-"انه يبذل قصارى جهده لتجنب أي تصادم معي الآن. لذا، لن يجبر نفسه على الخوض في أمور أرغب بشدة في إخفائها."

لياندروس، الذي جمع أفكاره أخيرًا، انحنى رأسه باحترام للإمبراطور المقدس:

"صاحب الجلالة، هل تسمح لي بالدخول إلى خزنة القصر؟"

كما هو متوقع، لم يطلب الإمبراطور من لياندروس أي شيء في المقابل ، ووافق

"يمكنك فعل ذلك."

وهكذا، ختم ختم ملكي كبير على وثيقة تحتوي على البند الاستثنائي الذي يسمح للياندروس بزيارة خزانة القصر واخذ أي عنصر متى شاء.

..

ترجمة : غيود

تدقيق : لينا

اشتقت لكم قرائي الأعزاء

.

هذا اعتذار المؤلفة عن التأخير وزي مانتو شايفين كانت مشاكل بالموقع

2025/08/09 · 284 مشاهدة · 2181 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2025