584. الوعد (13)

ومنذ ذلك الحين مرّ بعض الوقت بهدوء وسلاسة.

خلال تلك الفترة، كان لياندروس منشغلاً بالاستعدادات التي أوصاه بها الأمير موريس، وفي الوقت نفسه، كان بين الحين والآخر يتبع العلامات التي تظهر أمامه كدليل، ليطارد الشياطين أو بقايا جماعة الطائفة المظلمة.

لكن ذلك كان حتى جاء ذلك اليوم. فحين عاد من رحلة طويلة خارج العاصمة، كعادته، فوجئ بأن أجواء القصر الإمبراطوري يسودها توتر لم يعهده من قبل.

ما الذي يجري بحق السماء؟

وبينما هو في حيرة من أمره، حضر اجتماع المجلس الكنسي، فإذا بالكاردينالات وقادة فرسان الهيكل جميعاً يعلو وجوههم الكآبة. وتبيّن له، بعد أن سمع، أن أمراً ما قد حصل مجدداً للأمير موريس.

" هل صاحب السمو قد تسلّل مرة أخرى من القصر خفية؟"

"لا، ليس الأمر كذلك هذه المرة…"

ثم أخبره الكاردينال ماير، وهو في موقف حرج، بما يلي: خلال تلك الفترة، كان الأمير موريس قد عاد من زيارة إلى دوقية أسين، لكن لسبب ما ظهر وكأنه شخص مختلف تماماً. حتى أن الكهنة الكبار شكّوا بأن كياناً دنساً قد استحوذ على جسد الأمير!

ما الذي يحدث هنا بحق السماء؟

ولم تمضِ فترة طويلة حتى شهد لياندروس بنفسه تلك الأفعال الشنيعة.

فالأمير موريس، في الفترة التي غاب عنه فيها، أصبح بالفعل متغطرساً لا يبالي بأحد. صار يفتعل المشاكل مع أي شخص يراه ويضايقه بلا سبب.

"آاااه!"

كان أحد الخدم يصرخ ألماً بعدما أمسك الأمير فجأة بشعره وهو يمر. حينها، ارتسمت على شفتي الأمير ابتسامة ساخرة وهو يسخر منه:

"إذا وقفتَ هكذا بغباء، فلن تدري حتى لو سقط السقف على رأسك، أيها الأحمق!"

كما كان الأمير يرمي الصحون على الخادمات اللواتي يخدمنه بين حين وآخر.

طَراخ!

"آااه!"

"آآه!"

"اصمتوا! كان يجب أن تشكروا أنني أنا من أرميها لكم بنفسي! هل تظنون أن أمثالكن قادرات على تعويض ثمن ولو صحن واحد باهظ من هذه الصحون !؟"

وبعد لحظة من الدهشة، تذكّر لياندروس السبب ووجد الأمر معقولاً، فقد كان الأمير قد لمّح له بذلك منذ زمن.

- النتيجة محسومة، والسبب كافٍ، لذا من الآن فصاعداً، سيكون هناك شخص آخر يرشدك.

لكن بقي لديه بعض الشك فيما إذا كان هذا "الشخص الآخر" الذي قصده الأمير هو بالفعل ما يراه أمامه الآن، إذ إن الأمير موريس صار يوجه لسانه اللاذع ليس فقط للخدم ورجال العاصمة، بل حتى إلى عائلته التي طالما أحبها .

"من أنت حتى تملي علي ما أفعل وما لا أفعل؟ أنت نفسك من تسبّب في معاناتي، فلماذا تتظاهر مجدداً بأنك تساعدني؟ هيه! كف عن التمثيل! أمثال لوغان الذين يتصنعون الطيبة مقززون! لوغان مقزز !"

وكان لوغان، الذي لم يتعب من زيارة الأمير، يضطر كل يوم إلى المغادرة بوجه يملؤه الجرح .

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حتى السير ماسين، الذي كان ملازماً له دائماً، لم يَسلم، إذ طرده الأمير بعيداً.

"أمثالك تحرسني؟ هذا مستحيل حتى لو متّ وعدتُ للحياة! لاتفسد المنظر أمامي بمحاولاتك السخيفة وابتعد من هنا حالاً! لا تأت مجددا !"

ولا حاجة لذكر أن ماسين، الذي كان يخدم الأمير موريس وحده، وقع في حالة من الاكتئاب لوقت طويل. فحتى بعد أن فقد عائلته وكل مقربيه، ظلّ يواصل الدراسة في الأكاديمية بقوة، لكنه هذه المرة أخذ إجازة مرضية وأغلق على نفسه في قصره بالعاصمة.

حتى الأميرة المسكينة، التي تم إنقاذها للتو من إقليم سيسغموند، لم تسلم من لسانه القاسي.

"هيه! من أنتِ لتتجرئي على التظاهر بأنك من العائلة الإمبراطورية؟ تظنين أنه بمجرد ادعائك سيوفر لكِ اعتراف الناس بك؟ آن الأوان أن تستفيقي من أوهامك وتعيشي واقعك!"

فانسحبت الأميرة أميليا، التي كانت تتقدم نحوه بخجل باعتباره من العائلة، وهي تدمع عيناها.

ومع ذلك، لسبب ما، لم يستطع لياندروس أن يرى الأمير موريس على أنه شخص سيئ بالكامل. فبعد سنوات من مراقبته، أدرك أن الأمير كان يعاني من ضغط نفسي هائل خلال هذه الاحتكاكات أكثر من أي شخص آخر.

طاخ!

ومع مرور أخر صحن بمحاذاة الامبراطور ، ومع تراكم الضغط النفسي يوماً بعد يوم، أصبح الأمير موريس أكثر شراسة مع مرور الوقت. واستمرت تعليقاته اللاذعة حتى تجاه قداسة الامبراطور ، ممثل الحاكم وأعلى سلطة في الإمبراطورية.

"كل هذا بسببك يا أبي! أنت من دمرني، ودمر كل المستقبل!"

ومجدداً، ما إن وقعت عيناه على وجه الإمبراطور ، حتى بدأ الأمير وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة ليفجر كل ما لديه من تذمرات لئيمة.

"ما وصلتُ إلى هذه الحال إلا بسببك يا أبي! حتى روحي صارت بهذا الشكل بسببك أنت! لذا انتظر وشاهد! سأكرهك لبقية حياتي!"

"مولاي موريس…"

لم تحتمل كاترينا المشهد، فترددت قليلاً ثم حاولت ردع الأمير. كانت نادراً ما تتدخل في شؤون العائلة المقدسة، لكن لم تستطع أن تبقى صامتة وهي ترى الشخص الذي تعتبره الأهم في حياتها يتعرض للأذى. فالأمر أن الإمبراطور، الذي لا يتغير تعبير وجهه أمام معظم الأمور، كان يظهر حزناً واضحاً أمام ابنه الضال.

لكن الأمير موريس، بدلاً من التوقف، انفجر غاضباً حتى في وجه كاترينا.

"ماذا؟ أنتِ لا تتدخلي! وأنتِ التي لا تستطيعين فعل أي شيء من الأساس! لاحقاً.. عندما ترين ابنك التافه يتصرف بلا اخلاق، ثم تندمين حتى النخاع، سيكون الأوان قد فات…!"

"موريس."

لكن، والمفاجأة، أن الإمبراطور لم يكن حزيناً بسبب الإهانات الموجهة له، بل كان في صوته، وهو ينادي على الأمير بهدوء، قلق صادق على ابنه الذي ينهار يوماً بعد يوم وهو يطلق تلك الكلمات القاسية.

"أنا بخير، فلا داعي لأن ترهق نفسك هكذا."

لكن الأمير موريس، وقد اتسعت عيناه غضباً، بدأ يضرب الأرض بقدميه بانفعال.

دَق! دَق!

وكأنه لم يستطع السيطرة على غضب متفجر يعصف بداخله.

"آه آه آه ! بحق السماء! هل أنتَ غبي يا أبي؟ ألا تملك ذرة تفكير؟ هذا سيحل الكثير من الأسباب المستقبلية، فلماذا لا تستطيع أن تصبر قليلاً وتتوقف عن التدخل وإفساد الأمر؟"

كانت كلماته وقحة للغاية، وكأنه أكل الأدب وبصقه ، لكن الإمبراطور ظل محافظاً على هدوئه وهو ينصح ابنه.

"ولكن يا موريس، تلك الأسباب في النهاية يجب على كل شخص أن يواجهها ويحسمها بنفسه. فهي منذ البداية ليست أشياء يمكنك حلها بطرق ملتوية."

"ومن يهتم بمن يقوم بها؟ ما دام الأمر فعالاً، فهذا يكفي! لا، بل من تظن نفسك لتستمر في التدخل؟ أنت المذنب الأكبر الذي دمر مستقبلي بالكامل، فلماذا الآن تأتي وتـ…"

تسعت عينا الأمير موريس فجأة بعد ان ادخل الامبراطور ملعقة من الكعك في فمه ، ثم بدا وكأن ملامحه تلين قليلاً.

"موريس، كُف عن إهدار طاقتك في أمور لا علاقة لها بك، وأخبرني، هل يمكنك تقييم مهارة الطباخ الجديد الذي أحضرناه مؤخراً؟"

"هم؟ حسن، طعمه ليس سيئاً إلى هذا الحد…"

بدأ الأمير يمضغ الحلوى بلا مبالاة، مهدئاً من غضبه دون أن يشعر. ومع أن أعصابه الحادة بدت وكأنها هدأت قليلاً، إلا أن الإمبراطور سأله مجدداً بنبرة لطيفة:

"إذن، ما رأيك؟ هل أستمر في توظيفه هنا؟ أم أرسله إلى مكان آخر؟"

"لا بأس، يمكنه البقاء في القصر."

ويبدو أن الأمير موريس، وقد شعر بالرضا عن طعم الحلوى، أومأ برأسه باستخفاف وهو يبتلع ما في فمه.

لكن تلك الهدنة لم تدم طويلاً. فبينما كان يلتقط بعض الحلوى ويتناولها، نهض فجأة من مكانه ليعود إلى نوبة غضب أخرى.

وعيناه، المفتوحتان على اتساعهما، كانتا تحدقان في الفراغ وتلمعان بوهج فضي بلا تركيز، وكأنه يرى شيئاً آخر.

"آه، لكن أبي ! .. لكن انظر إلى هذا! كلما رأيته ذلك الحقير، أشعر بغضب قاتل!"

"موريس."

"آاااه ! انتظر قليلاً يا أبي! لماذا علي أن أترك ذلك الوغد وشأنه؟ ذلك صانع الدمى، أقسم أنني اذا التقيته فسوف…"

"غمغم .. "

في تلك اللحظة، دخلت قطعة حلوى صغيرة أخرى إلى فمه. عندها فقط شعر الأمير موريس بأن الأمور تسير على نحو غريب، فأخذ يمضغ ببطء وهو ينظر إلى والده.

"غمغم… أبي، أنت تعرف شيئاً، أليس كذلك، يا أبي؟"

فمسح الإمبراطور بهدوء فتات الحلوى العالق حول فم ابنه وأجاب بنبرة عادية:

"أنا فقط أحاول أن أمنعك من إضاعة وقتك، يا موريس. إذا أطعمْتُك شيئاً هنا، فلن تحتاج لاحقاً إلى تناول وجبة منفصلة عند عودتك إلى القصر، أليس كذلك؟"

"…هاه؟"

عندها، اتسعت نظرات الأمير الحادة، التي طالما كانت متجهمة، على نحو نادر.

"أحقاً؟"

"نعم. وأؤكد لك أن فعل تناول الطعام يعود بالنفع عليك، وعلى العالم أيضاً. فإذا لم تأكل هذه الحلويات الجاهزة، فسينتهي بها الأمر جميعاً في سلة المهملات."

"…حقاً؟"

"نعم. وأنت يا موريس، لطالما كرهت التبذير، أليس كذلك؟ ثم إن الطباخ الذي أعد هذه الحلويات، إذا علم بالأمر، سيشعر بحزن بالغ."

بدا الأمير مقتنعاً بعض الشيء بكلامه، فأمال رأسه قليلاً.

"آه، هكذا إذن؟"

"هكذا بالضبط."

"حسناً… صحيح، لكن… ماذا لو أردتُ تناول وجبة أخرى عند عودتي لاحقاً؟"

فالتقط الإمبراطور قطعة حلوى أخرى وقال بهدوء:

"عندها تتناول الوجبة، أليس كذلك؟ على أي حال، كان الطباخ ينوي إعداد العشاء، وأنت كنت ستأكل منه، لذا لن يخسر أحد شيئاً."

"…أه، هكذا إذن؟"

وبهذا، نجح والده في لفت انتباه الأمير موريس إلى مختلف أنواع الوجبات الخفيفة.

ومن المدهش أن هذه الطريقة كانت فعالة إلى حد ما، فقد بدأ غضب الأمير يقل يوماً بعد يوم، كما قلّت ملحوظاً فترات تحديقه في الفراغ كلما انشغل بالطعام.

"نم نم."

وبعد مدة قصيرة، أصبح الأمير موريس يتناول الطعام القادم إلى فمه وكأنه أكثر شيء متوقع في العالم .

"أعني… يمضغ… لو لم يقاطعني أبي وقتها… يمضغ… لكنت قد أنهيت الأمر منذ زمن… يبتلع"

"نعم موريس ، انا أعترف بخطئي. أنا آسف جداً لذلك."

ومنذ ذلك اليوم، بدأ وجه الأمير موريس يسمن شيئاً فشيئاً.

بالطبع، لم يتغير شيء في شخصيته أو مظهره إلى درجة تجعله مختلفاً عما كان عليه من قبل، فقد ظل الأمير موريس يفتعل المشاكل متى سنحت له الفرصة،

ومع ذلك، استمرت العلامات التي كانت ترشد لياندروس في الظهور أمامه بلا تغيير.

وفي النهاية، رأى لياندروس أن الأمير موريس ما زال هو نفسه الأمير موريس الذي يعرفه. ولهذا، قرر أن يواصل أداء واجبه، مكتفياً بالإيمان واتباع العلامات التي يمنحها له كل من الإمبراطور والأمير.

***

لم تكن لدى لياندروس في الأصل أي رغبة في فعل الخير. كل ما في الأمر أنه أُجبر على كبح جميع رغباته بفعل الظروف، وصمد لفترة طويلة وهو ينفّذ الالتزامات التي فرضها عليه العقد قسراً. كانت حياته مؤلفة من سلسلة من البنود المانعة:

لا تؤذِ البشر، لا تحاول الاستيلاء على أرواحهم، لا ترغب في امتلاكهم…

وقد أطاع لياندروس ذلك كله، إذ إن عدم خرق العقد كان السبيل الوحيد لشيطانٍ استُدعي إلى عالم البشر ليظل موجوداً فيه.

لكن لم يكن لمثل هذه الحياة أن تحمل أي اتجاه. كان مثل سفينة تائهة في محيط بلا بوصلة، لا تفعل سوى الانجراف بلا موعد محدد مع الأمواج والظروف. في عالم رمادي خالٍ من أي حكم بين الخير والشر، لم يبقَ فيه سوى الواجب، كان لياندروس يعمل مثل آلة، بلا مشاعر، ولا رغبات، ولا حتى تذمر.

وفي أحد الأيام، ظهر الإمبراطور أمامه.

حينها فقط أدرك لياندروس لأول مرة أن لحياته قد نشأ اتجاه معين، وأنه ربما يكون لعقده نهاية يوماً ما. وبعد وقت قصير، التقى بالأمير موريس.

كان الأمير، مثل لياندروس، غير مائل بفطرته إلى الخير، لكنه كان قوياً على نحو يفوق الجميع، ويمتلك ما يكفي من القدرة لتحقيق ما يريد.

والمفاجئ أن الأمير موريس كان يرغب في أمر بدا مستحيلاً حتى على الشياطين، وقد اتخذ القرارات اللازمة وتصرف لتحقيقه. كان يفعل بكل طبيعية ما مُنع لياندروس من فعله طوال حياته، من دون أن يخفي طبيعته الحقيقية.

في البداية، لم يكن أمام لياندروس إلا أن يحذر منه. شكك في قوة الأمير، وحلل نواياه باستمرار: أليس من الممكن أن يكون ذلك الشيطان الجبار يستغله؟ أليس خلف قوة الأمير الهائلة خطر آخر مخفي؟

هكذا، وبدافع العادة، ظل يشك ويحلل لفترة طويلة، فذلك ما تعلمه كطريقة للبقاء على قيد الحياة كشيطان.

لكن حين أدرك أخيراً أن إرادة الأمير موريس لا تتعارض مع عقده، شعر بحرية هائلة لا تصدق. فقد ظهر أخيراً شخص يمكنه أن يطيعه ويعتمد عليه بصدق، بدلاً من مجرد تنفيذ العقد بشكل آلي.

"مولاي، هل يعني هذا أنني سأصبح من أتباعك من الآن فصاعداً؟"

سأل لياندروس الأمير موريس ذات يوم بلا تفكير، فزفر الأمير عبر أنفه بينما كان يحشر قطعة خبز كبيرة في فمه.

"ماذا؟ يا للعجب! أي كلام فارغ هذا! كف عن هذه الأفكار الغبية، واذهب لقتل شيطان آخر حالاً!"

"شيطان؟"

"طبعاً! أتدري؟ لا فائدة لك في هذا العالم سوى ذلك. إذاً عليك أن تثبت هذه الفائدة جيداً، أليس كذلك؟"

كانت كلماته تبدو قاسية للوهلة الأولى، لكنها في الحقيقة منحت لياندروس قدراً لا بأس به من الطمأنينة. فقد كان الأمير محقاً.

وجود لياندروس الشيطاني في عالم الأمير لم يُسمح به إلا بسبب فائدته، ولهذا، كان متيقناً بطريقة مفارِقة أن مكافأة ما ستأتي في يوم من الأيام.

قبل أن يعرف الأمير، لم يكن في حياته أي مكافأة. لم يكن ينال شيئاً مقابل طاعته للعقد، أو صبره على كبح رغباته. لكن الأمير موريس كان يَعِدُ يقيناً بأن ما بعد هذا الصبر سيجلب تغيراً هائلاً. كان ذلك وعد العرّاف الذي يسير في المستقبل:

ـ "الأفعال المتكررة ستغير رأيك يوماً ما، وفي النهاية ستقلب حتى جوهر معتقداتك رأسا على عقب. لن تندم أبداً، أعدك بهذا وحده."

آه، ما الذي يمكن إنكاره؟!

رغم أنه كان يحذر من قوته ويشك في نواياه، إلا أن الأمير موريس أصبح في وقت ما مثل حاكم لياندروس.

ـ استخدمني أنا الخادم الحقير وفق ما تراه صحيحا، وحررني من كل هذه الآثام. اجعلني حراً بحق.

كان لياندروس، رغم مكانته ككبير رجال الدين، يسخر دائماً من أولئك الذين يرفعون مثل هذه الصلوات. كيف يمكن أن تكون التبعية العمياء حرية لأحد؟

لكن الآن بات يفهم. فبالنسبة له، الذي عاش مكبوت الطبيعة تماماً، كان اتباع إرادة الأمير حرية عذبة.

وبالنسبة له، الذي لم يهتم يوماً بالحكم بين الخير والشر وظل قلقاً بسببه، كانت رغبة الأمير أكملَ خيرٍ وأوضحَ معلم في حياته.

وهكذا، أصبح لياندروس تابعاً للأمير موريس

ذلك الذي كان يشكك في إيمان البشر، كون أخيراً أعتقاده الحقيقي الخاص به

...

ترجمة غيود

اشتقت لكم مره مره

المؤلفة تو نزلت تشابتر اخيييييرا

التنزيل صار كل جمعة

2025/08/15 · 264 مشاهدة · 2135 كلمة
غيود
نادي الروايات - 2025