الفصل 77 : الكنيسة الأرثوذكسية (1)

"على الرغم من أن محكمة الهرطقة تتمتع الآن بسلطة مطلقة لكنها بدأت في الأصل كهيئة قضائية تابعة للمجلس المقدس. وعلى الرغم من أنها أصبحت الآن أعلى منظمة تشرف على الكنيسة الأرثوذكسية و الأكاديمية اللاهوتية، إلا أن المجلس المقدس كان في الأصل إحدى هيئات صنع القرار الثانوية داخل الكنيسة الأرثوذكسية."

لم يكن المجلس المقدس و محكمة الهرطقة أكثر من أقسام صغيرة داخل الكنيسة الأرثوذكسية.

بدأ الامبراطور المقدس يشرح بنبرة هادئة كيف أصبحوا مستقلين و تطوروا في النهاية إلى منظمات تجاوزت الكنيسة الأرثوذكسية.

"لذلك، على الرغم من أنها أصبحت الآن شكلية إلى حد، لا تزال هناك بعض الثغرات داخل الكنيسة الأرثوذكسية التي تسمح لها بممارسة تأثير مباشر على محكمة الهرطقة. إنها ثغرة في هيكل القيادة القديم الذي لا يزال قائما."

على سبيل المثال، قال الإمبراطور المقدس، إن [سلطة الطوارئ المؤقتة] التي يمكن أن يمارسها رئيس الأساقفة الأرثوذكس هي واحدة منها.

سلطة تسمح بتعبئة حرس العاصمة و محكمة الهرطقة بشكل مباشر عند ظهور مشكلة خطيرة تهدد سلامة الإمبراطورية.

"إذن ليست محكمة الهرطقة هي التي تعتقل الناس الآن…"

بل شخصًا ما داخل الكنيسة الأرثوذكسية.

إما أن يكون شخصا له تأثير على رئيس الأساقفة، أو رئيس الأساقفة نفسه.

"إنها سلطة لها حدود. يجب عدم التعدي على الواجبات الأصلية لمحكمة الهرطقة، وعندما يتم ممارسة هذا الإجراء الطارئ المؤقت، يجب الحصول على موافقة المجلس المقدس في غضون ثلاثة أيام بعد حدوثه".

وبطبيعة الحال، يمكن لمحكمة الهرطقة أيضًا أن ترفض هذا الطلب.

المشكلة هي أنه لا يمكن أن يحدث ذلك الا بعد أن تبدأ الجمعية المقدسة في مراجعة الطلب.

بمعنى آخر، طالما تأخر طلب الموافقة، يمكن للكنيسة الأرثوذكسية أن تحشد بحرية حراس العاصمة والمحققين لمدة ثلاثة أيام. وفي هذه الأثناء، و لا يمكن بمحكمة الهرطقة إلا أن تجلس مكتوفة الأيدي بينما تنتظر بدء المراجعة.

"وحتى لو أُمر المحققون بنقل مرضى الطاعون الرمادي إلى محكمة الهرطقة، فإن إيواء هؤلاء السجناء داخل محكمة الهرطقة سيمثل مشكلة. سيكون هناك بالتأكيد اضطراب كبير في عملهم."

"...إذن أنت تقول أن محكمة الهرطقة لن تحتجزهم؟ إذن أين يذهب كل هؤلاء الناس....؟"

"أعتقد أنهم يخضعون مؤقتا للإدارة من قبل حرس العاصمة."

عبس سيونغ جين.

ماذا؟ ماذا يعني ذلك؟

ماذا سيفعلون بجمع الأشخاص الذين لم يتم قبولهم من قبل محكمة الهرطقة حتى؟ سيكون كل هذا بلا جدوى إذا تم رفض المراجعة على أية حال.

كما لو أنه استطاع تخمين ما كان يفكر فيه، واصل الامبراطور المقدس كلامه بشكل عرضي.

"الشخص الذي فعل هذا يدرك هذا أيضًا. و ربما يعتبره نجاحا حتى لو لم يتمكن إلا من علاج نصف مرضى الطاعون."

"....نصف؟"

"نعم. إن التبرير مهم لممارسة الحق في تفعيل سلطة الطوارئ المؤقتة و لطلب الغائها ايضا. على الأقل إذا كان التبرير الذي قدمته الكنيسة الأرثوذكسية واضحا، فإن المجلس المقدس سيحاول التوسط بدلا من رفضه تماما. سيكون هناك بعض الاحتكاك، ولكن نتيجة لذلك، ستقبل محكمة الهرطقة حوالي نصف الأشخاص الذين تم إحضارهم"

نقر سيونغ جين على مقبض الكرسي بأصابعه ثم اتضح له الأمر.

"لذا فإنهم قد حددوا موعدًا نهائيًا لإحضار الجميع بحلول اليوم، مما يعني أن اليوم هو اليوم الأخير من الأيام الثلاثة. غدًا، ستقدم الكنيسة الأرثوذكسية طلبًا للمراجعة، وستطلب محكمة الهرطقة على الفور إلغاء المراجعة."

"...…..."

"إذا حاول شخص التدخل، فسيكون من الافضل أن يتم قبل طلب الغاء المراجعة وبدء المجلس المقدسة في التوسط، على وجه التحديد عندما تكون هناك فجوة غامضة في السلطة و المسؤولية".

"من الجيد أنك تفهم بسرعة"

في رد الامبراطور المقدس الهادئ، نظر سيونغ جين إليه مباشرة و سأل.

"هل يمكنني اعتبار حقيقة أنك تشرح هيكل آلية الساعة لي تعني أن والدي أيضًا ليس سعيدًا جدًا بهذا الموقف؟"

"...….."

"....لا بأس أن أفعل ما أريد، ولكن إذا تدخلت بشكل مباشر، فهل سينكسر شيء ما؟"

"......…"

لم تكن هناك إجابة، لكن سيونغ جين كان مقتنعًا.

عندما يغلق هذا الرجل فمه، فهذا يعني عادة "نعم".

"اذهب و استلم وثائق التعاون الرسمية من الإدارة صباح الغد. سأعطي تعليمات لدوريان."

لقد كان أمرا ملكيا.

وقف سيونغ جين، وأحنى رأسه قليلاً إلى للإمبراطور المقدس، وغادر المكتب.

"الأمير موريس يصبح أكثر ذكاءً كل يوم."

قال لويس، الذي جاء مع الشاي متأخرا، بقليل من الأسف.

بينما كان يخدم الامبراطور المقدس، الذي عادة ما يستمتع برائحة الشاي لكنه نادرا ما يشربه، جعله يتطلع سرا لخدمة الأمير الذي سيشربه بسعادة.

"لقد كان دائما طفلاً استثنائي. المشكلة هي أنه يطبق تلك الموهبة الاستثنائية على ما يريد فقط."

أجاب الامبراطور المقدس، الذي قبل فنجان الشاي المعد حديثا.

كان لويس متفاجئًا بعض الشيء، لأن الامبراطور المقدس الشاب الذي لم يُظهر عادةً أي مشاعر، كانت لديه ابتسامة باهتة على وجهه، وهو أمر نادر.

".....تبدو سعيدا."

"نعم. لا يسعني إلا أن أشعر بالسعادة. سواء تجاه الخطوة التي قام بها من أجل أميليا منذ وقت ليس ببعيد، ونفس الشيء اليوم عندما قال أنه سيفعل شيئًا من أجل مرضى الطاعون. ألا يعني هذا أن موريس أصبح لديه بعض المودة تجاه ديلكروس؟"

تساءل لويس داخليًا.

أليس من الطبيعي أن يكون لأمير ديلكروس مودة تجاه ديلكروس؟

الامبراطور المقدس الذي قرأ حيرة رئيس الخدم، ابتسم بمرارة.

"لا شيء من هذا طبيعي بالنسبة لذلك الطفل يا لويس".

* * *

كان لحرس العاصمة مؤخرًا تعايش غير مستقر مع فرقة الفرسان السابعة.

وذلك لأن فرقة الفرسان السادسة التي كانوا يعملون معها في العاصمة الإمبراطورية انقسمت و تم إرسالها للشرق و و الجنوب، وكان عليهم التنسيق مع فرقة الفرسان السابعة المنشأة حديثا.

على عكس فرقة الفرسان السادسة، الذين كانوا يساعدون أحيانًا من الجانب، فإن فرقة الفرسان السابعة، الذين تم إنشاؤهم فقط لغرض الدفاع عن العاصمة الإمبراطورية، احتلوا جانبًا واحدًا من مبنى حرس العاصمة وبدأوا في التدخل في مهمات الحراس بأي ثمن.

وبما أن مسؤولياتهم تتداخل، فمن الطبيعي أن تستمر الخلافات الصغيرة، مثل النقاش حول أي سلطة هي ذات الأولوية.

والآن بدأت الحرب بين الإدارتين تشتعل مع إرسال رسائل التعاون لبعضهما البعض بجنون كل يوم.

كان اليوم صباحًا كأي صباح آخر.

كانت جوليا ماير، مساعدة فرقة الفرسان السابعة، تصر على أسنانها و هي تقرأ العديد من المستندات التي تمت صياغتها الليلة الماضية وأرسلت إليها في الساعات الأولى من الصباح.

"رسائل التعاون اللعينة.…"

بينما كانت جوليا تتمتم و تعض شفتيها، نظر إليها الفارس الشاب المرافق لها على حين غرة. تفاجأ بالمظهر غير المألوف لها التي اشتهرت بحديثها المستقيم وسلوكها الأنيق.

تركزت رسائل التعاون الرسمية بشكل خاص على جوليا ماير. لم يكن ذلك فقط لأنها كانت مساعدة مسؤولة عن العمل الفعلي للفرسان، بل كان أيضًا سببًا كبيرًا وراء اختيار قائد حرس العاصمة لها كهدف ذو أولوية للنيران المركزة.

هذا هو ما يسمى بترويض الفتاة غير الناضجة التي نشأت في أسرة نبيلة.

كانت جوليا الحفيدة الوحيدة للكاردينال ماير، رئيس النظام المقدس، وقد كانت بالفعل معجزة في فن المبارزة من أيامها في الأكاديمية.

م.م : اذا كنت تتذكرون، جوليا هي أحد المرشحات لتكون خطيبة موريس.

في نهاية عامها الأول، لفتت انتباه بالتازار، أعظم فارس في القارة و أصبحت تلميذته المباشرة، حتى أن قائد فرقة الفرسان السابعة، الذي أعجب بموهبتها، قام بتعيينها كملازم له رغم أنها فتاة صغيرة تخرجت للتو من الأكاديمية .

ذات قدرة ممتازة على العمل و ذات شخصية مهذبة.

ولا يمكن إنكار أنها فارسة نموذجية التي تحظى بثقة رؤسائها و احترام زملاءها الأصغر، و يمكن أن تكون قدوة للآخرين.

إلا أنها بدأت ببطء تشعر بالإرهاب من رسائل التعاون غير المجدية.

"انهم يطلبون منا التخلي عن ساحة تدريب فرقة الفرسان السابعة من أجل إيواء السجناء. هل تصدق رسالة التعاون هذه؟"

نظر الفارس الذي استلم الوثائق منها إلى محتوياتها وعبس.

طلب تعاون في توفير مكان لإيواء السجناء، طلب تعاون في تجنيد أعضاء من فرسان الهيكل لإدارة السجناء، طلب تعاون في توفير المواد الغذائية للسجناء...….

"لماذا لا يستعملون هذا السجن الرائع المتواجد في مقر حرس العاصمة....؟"

"هذه بالضبط وجهة نظري. ان إبداع قائد الحرس يتألق أكثر كل يوم"

ومع ذلك، عندما وصلوا إلى مركز حراس العاصمة، لم يكن أمامهم خيار سوى الاعتراف بأن رسائل التعاون الرسمية هذه قد صدرت حقًا بدافع الضرورة.

كان ذلك بسبب الأشخاص ذوي المظهر المتهالك الذين ملأوا سجن حراس العاصمة، واحتلوا حتى الفناء بأكمله. و كانت هناك رائحة كريهة ملأت الهواء.

"ما هذا…"

بينما كانوا ينظرون حولهم في حالة من الارتباك، من ناحية، كان فارس مسلح من حرس العاصمة و فارس صغير من فرقة الفرسان السابعة يتجادلون.

"أسرع وقم بتسليم هؤلاء الناس الآن!"

"لا، لن أرسلهم إلى ساحة التدريب بدون قائمة مناسبة بهوياتهم"

"لقد أوضحت بالفعل أنه تم ارسال خطاب تعاون رسمي إلى الشخص المسؤول!"

"ثم على الأقل أرسل قائمة بمعلوماتهم الشخصية. سأصدر مذكرة رسمية للتعاون في توفير بياناتهم!"

"يا هذا!"

بينما كانت تحمل رأسها المضطرب و تفكر جديًا فيما إذا كانت ستهجم على قائد حرس العاصمة، اقترب شخص ما من جانب جوليا و ربت على كتفها.

"هل أنت السيدة جوليا مساعدة فرقة الفرسان السابعة؟ إنه لشرف عظيم أن ألتقي بشخص مشهور مثلك."

لقد كان بالادين ذو الشعر الأحمر وله نظرة مرحة.

"و أنت؟"

"نعم، أنا المحقق فاليري. سيدة جوليا. هل يمكنك إلقاء نظرة على هذا أولاً؟"

عندما سلمها فاليري وثيقة، عبست جوليا دون وعي. لقد سئمت من الوثائق القادمة من الإدارات الأخرى.

"ما هذا؟"

"هذه رسالة تعاون من [فرقة العمل المخصصة بالوحوش] موجهة إلى فرقة الفرسان السابعة."

"فرقة عمل مخصصة للوحوش؟"

اعتقدت أنها سمعت إشاعة حول إنشاء قسم غريب، على حد علمها انه ليس قسمًا رسميًا بعد.

جوليا، التي كانت تتفحص الوثائق لفترة وجيزة مع أخذ هذه الفكرة في الاعتبار، أصيبت بالذهول فجأة وفتحت عينيها على نطاق واسع.

لقد وجدت ختمًا بارزا مختومًا على الوثيقة.

ومع ذلك، فإن محتوى الوثيقة الرسمية نفسها لم يكن شيئا خاصا.

-نأمل الحصول على تعاون نشط من قسمك.

"...…..؟"

إذن ما الذي تطلب منا التعاون فيه؟

وبينما كانت في حيرة من أمرها، رأت شخصًا يقترب من حارس أمن العاصمة ويسلمه وثيقة. بالنظر إلى زي الفرسان السود، يبدو أنهم طاردو الأرواح الشريرة.

المحقق و طارد الأرواح الشريرة، كان مزيجا غريبا.

وفي الوقت نفسه، بدأ السيد فاليري يشرح بصوت مشرق.

“إن سلطة اتخاذ القرار بشأن معاملة هؤلاء الأشخاص قد تم إخراجها من أيدي الكنيسة الأرثوذكسية اعتبارًا من صباح اليوم، بما أن عملية مراجعة المجلس المقدس قد بدأت. وبما أن محكمة الهرطقة قد تقدمت بطلب رسمي لرفض المراجعة، فإن هذا لم يعد ضمن اختصاص محكمة الهرطقة. لذا من الآن فصاعدا، إذا صدرت أي أوامر من أي من الطرفين يتعلق بعمل إدارتنا، سأبلغكم مسبقا أن هذا سيعد انتهاكا واضحا للسلطة."

"ولكن بعد ذلك، ماذا تعني هذه العبارة حول التعاون النشط...…."

"نعم. هذا طلب لكي لا تفعلوا أي شيء بنشاط. نحن قسم الوحوش، سوف نعتني بكل شيء!"

كانت جوليا عاجزة عن الكلام أمام الوجه المشرق للمحقق ذي الشعر الأحمر.

وفي الوقت نفسه، دخلت مجموعة أخرى من الأشخاص الذين لا يتناسبون مع بعضهم البعض إلى فناء مقر حرس العاصمة واحدًا تلو الآخر.

"يبدو أنهم مجموعة جاهلة. حتى لو كانت أوامر من مسؤولين أعلى، عليهم أن يتخذوا إجراءً مع مراعاة الظروف. إذا أحضروهم إلى السجن، كان يجب أن يسجنوهم بشكل صحيح على الأقل. أي نوع من الهراء هو هذا؟"

أولا، كان هناك صبي ذو تعبير متجهم يرتدي ملابس فاخرة.

"سموك! على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص في وضع يرثى له، فهل من الضروري حقًا أن تتدخل شخصيا في مسألة تتعلق بمحكمة الهرطقة؟ بإمكانك أن تترك الأمر لمرؤوسيك..…"

"انه سباق مع الزمن يا سيد ماسين. ستكون الامور أسرع إذا كنت هنا."

"حقا؟ لماذا هذا؟"

و كان هناك فارس يتبع الصبي بطريقة محرجة لا تليق ببنيته الكبيرة.

"الآن أنت تناديني لجميع أنواع الأشياء. هل أنا سكرتيرك؟ ها؟"

"ألم تخبرك السيدة كاترينا بشكل مباشر بمساعدتي؟ إذا واصلت القيام بذلك، سأعضك ".

"ايرغ……!"

و بجانبه كان هناك بالادين يرتدي نظارة طبية وكان أطول برأس واحد من الآخرين، ويتذمر باستمرار.

م.م: فارس مقدس = بالادين

"لقد طلب صاحب السمو المساعدة شخصيًا من جمعية طاعون ليورا. انه لشرف، كيف يمكنني مساعدك؟ هل نستخرج دماء هؤلاء الناس؟"

"...لا ايها الطبيب جبريل. أنا فقط بحاجة إلى مصداقية جمعية ليورا للطاعون. إذا قالت الكنيسة أي شيء لاحقًا، فكونوا شهودا فقط على اننا قمنا بتصنيف المرضى من خلال الإجراءات الطبية المناسبة".

"لكنني طبيب الطاعون! أعتقد أننا بحاجة إلى علاج المرضى بشكل فعال الآن بعد أن وصلنا هنا!"

"... إذن، لماذا لا تطهر المنطقة عن طريق رش بعض العطور؟"

"نعم! من فضلك اترك الأمر لي!"

و كان هناك طبيب طاعون من ليورا، يرتدي بدلة واقية كستنائية ويحمل بخاخا كبير.

"....ماذا يفعل هؤلاء الأشخاص؟"

أثناء الاستماع إلى كلمات الفارس الصغير الذي يتمتم شاردًا، ألقت جوليا نظرة فاحصة على الصبي الذي كان مركز المجموعة الغريبة.

عيونه الشرسة ذكرتها بالتأكيد بالملكة ليزابيث. و لقبه "صاحب السمو" وضح ذلك.

"الأمير موريس...."

"ماذا؟ أتقصد الأحمق السمين؟"

تحدثت جوليا بصرامة إلى الفارس الصغير الذي أذهل و صرخ بهذا.

"انتبه لكلامك. كيف تجرأ على قول مثل هذه الكلمات الغير محترمة تجاه أحد أفراد العائلة المالكة!"

"أنا أعتذر!"

وفي هذه الأثناء، جاء عدد من أعضاء الخرس الامبراطوري و قاموا بإعداد الطاولات و الكراسي.

"أنا آسف لتكليفك بمثل هذا العمل الوضيع أثناء مهمتك كمرافق لي، يا سيد هافن."

"لا صاحب السمو! لقد كرست نفسي لك بالفعل! سأكون مخلصًا لكل ما تطلبه مني!"

"لا، لا تقل أنك كرست نفسك لشخص بشكل عرضي."

"ماذا؟ لماذا تقول أن قول هذا هو شيء 'عَرَضِيْ'! أليس هذا قاسيا بعض الشيء؟"

وبعد فترة وجيزة، جاء فارس آخر من الحرس الامبراطوري يسحب عربة كبيرة.

"لقد جمعنا كل خبز الجاودار من مكان قريب يا صاحب السمو!"

"عمل جيد يا سيدة كلوديا. تأكدي من تسجيل المبلغ الذي تم إنفاقه بوضوح. سنقوم بإصدار فاتورة للكنيسة الأرثوذكسية لاحقًا."

"نعم يا صاحب السمو! هيهيهي، هل يمكنني الحصول على واحدة أيضًا؟ "

"......…"

لم تستطع حتى تخمين ما كانوا يفعلونه هنا.

بينما كان أعضاء فرقة الفرسان السابعة و أعضاء حرس العاصمة يحيطون بالفناء و يراقبون، انتهى الأمير موريس، الذي كان مسؤولاً عن هذا الوضع برمته، أخيرًا من الاستعداد وتقدم للأمام.

نظر حوله إلى عامة الناس الذين يملأون الفناء.

كان الأشخاص الذين أصيبوا بطفح جلدي شديد أو تحولت أجسادهم بالكامل إلى اللون الرمادي مستلقين على الأرض كما لو كانوا فاقدين للوعي تمامًا، لكن أكثر من نصف المرضى أصيبوا أيضًا بتورم طفيف أو أمراض جلدية بسيطة أو حمى.

كانوا جميعًا يتطلعون و يبتلعون لعابهم و هم ينظرون بيأس إلى خبز الجاودار المكدس في العربة.

ثم تحدث الأمير موريس معهم.

على الرغم من أن صوته لم يتم تضخيمه بالهالة، إلا أنه كان صوتًا تردد في آذانهم بشكل غريب.

"لفترة من الآن، سيتم الاعتناء بالمرضى من قبل فريق العمل الخاص بالوحوش الخاص بنا ! أولئك الذين يعانون من الطاعون الرمادي سيتلقون العلاج، ومن تم جرهم عن طريق الخطأ سيعودون سالمين، لذا كونوا مطمئنين!"

ثم ارتفعت أصوات الناس.

منذ أن تم احضارهم من طرف المحققين، اعتقدوا أنهم سيحبسون في محكمة الهرطقة و سيتعرضون للتعذيب حتى الموت.

"أولاً، دعونا نلقي نظرة سريعة على أولئك الذين يمكنهم تحريك أجسادهم. من فضلكم تعالوا إلى مقدمة الطاولة واحدًا تلو الآخر."

ومع ذلك، تردد الناس فقط و شاهدوا حراس العاصمة، و لم يجرؤوا على التقدم.

و بالأمس أيضًا، تعرض معظم الأشخاص الذين اختلقوا أعذارًا قائلين إن مرضهم ليس طاعونا للضرب حتى الموت. ماذا لو خرجوا بحماقة و تعرضوا للضرب من قبل حراس الأمن مرة أخرى؟

ومع ذلك، مع استمرار الأمير في كلماته التالية، تغير الوضع.

"ليس لدينا ما يكفي من خبز الجاودار، لذلك من سيأتي أولا سيأخذه أولا...…"

في تلك اللحظة، اندفع عامة الناس للأمام. حتى حراس العاصمة الذين اعتقلوهم تراجعوا للوراء مذهولين من نظراتهم الشرسة الموجهة نحو الطعام.

لم يشعر الأمير الشاب بالارتباك على الإطلاق، بل تحلى بحضور ساحق و صرخ على الناس.

"قفوا في خط!"

انتهى الفصل السابع و السبعون.

آسفة على التأخير⁦ (⁠╥⁠﹏⁠╥⁠)⁩

______________________________________________________

ترجمة : روي / Rui

حسابي في الانستا لأي تساؤلات : jihane.artist

2024/03/10 · 1,517 مشاهدة · 2425 كلمة
Rui / روي
نادي الروايات - 2024