الفصل 82 : المسؤولية (3)
كانت كوابيس كالمن تبدأ دائمًا بنفس المشهد.
في أحد الأيام، بعد تعرضه للضرب المبرح و طرد من المنزل بكدمات في بطنه، اقترب منه فارس يبدو محترما و سأله سؤالاً.
—لماذا تقف هنا حافي القدمين في مثل هذا اليوم البارد يا فتى؟
اتضح أن الفارس الذي عاش في مكان غير بعيد كان جاراً، قدم لكالمن عشاءً شهيًا وسريرًا دافئًا بجوار النار في ذلك اليوم.
ومنذ ذلك الحين، كان كالمن يهرب في كثير من الأحيان من زوج والدته و يلجأ سرا إلى منزل الفارس.
كان الفارس مشغولاً دائمًا، لكنه كان لا يزال جارًا جيدًا لم يرفض أبدًا الطفل الصغير الذي يأتي اليه في كل مرة. حتى في الأيام التي لم يكن فيها بالمنزل، كان هناك دائمًا طعام بسيط على الطاولة للضيف الصغير الجائع.
و بعدها اكتشف كالمن لاحقا أن الفارس الذي أصبح قريبًا منه هو شخص رائع أكثر مما كان يعتقد.
لقد كان قائد فرسان القصر الإمبراطوري و معلم المبارزة للأمراء.
لقد كان شخصًا قويًا و رفيع المستوى لدرجة أنه تساءل عن سبب تعامله مع طفل الحي مثل كالمن على محمل الجد.
—واو! ما هو شعورك عندما تصبح بهذه القوة؟ كيف يمكنني أن أصبح مثلك أيها القائد؟
—هل تريد أن تتعلم فن المبارزة يا فتى؟ انها فكره جيده. نعمة جلالته كالبحر، و هو يفتح فرص النجاح لعامة الناس مثلنا طالما لدينا المهارات.
— لا أعرف الكثير عن التقدم الوظيفي وليس لدي أي اهتمام به. أتمنى فقط أن أتمكن من ركل مؤخرة زوج أمي البائس.
—إذن، هل ستغمض عينيك و تتدرب لمدة عام واحد؟ على هذا المستوى، أعتقد أنه سيكون كافيا لتتمكن من ركله على حين غرة و يمكنك الهروب بأمان.
وبهذه الطريقة بدأ كالمن يتعلم منه فن المبارزة. و عندما سمع الثناء على أنه موهوب للغاية جعله هذا يشعر بالفخر.
و في أحد الايام حتى قبل أن يدرك ذلك، أصبح كالمن يشبه تلميذًا أو مرافقًا للفارس و كان يتبعه من و إلى القصر الإمبراطوري.
و لعل تلك كانت ذكريات أسعد يوم في حياته القصيرة إلى حد ما.
ومع ذلك، فإن السبب في كونها بمثابة كابوس هو أنه يعرف جيدًا كيف ستنتهي تلك السعادة في النهاية.
—انت شقي!ماذا تعتقد أنك تفعل، أتتجول في القصر بلا مبالاة؟
فجأة ظهرت مجموعة من الناس أمامه.
هؤلاء الأشخاص الذين يشبهون الشيطان أحاطوا بالصبي العادي غير الناضج و صبوا عليه حقدهم الحاد.
—أنت محظوظ جدًا لدرجة أنه يمكنك انتحال شخصية مرافق عادي. إنه الشخص المثالي ليعيش على وجبة بسيطة و يعيش كضيف في أي مكان.
لوى الولد الصغير السمين فمه بسخرية.
—يبدو أن الأشياء المتواضعة عادة ما تجتمع و يواسون بعضهم. فقط اترك الأمر عند هذا الحد، موريس، في المقام الأول، لم أكن أنوي أن آخذ فارسًا من خلفية متواضعة ليكون أستاذك.
المرأة ذات المظهر الجميل والعينين الحادتين ضحكت بازدراء و بطريقة متعجرفة.
ضحك. ثرثرة.
و حتى الخادمات استهزؤا و أهانوه بشكل عشوائي، تجمد الصبي في مكانه و لم يعرف ماذا يفعل.
لقد كان الأمر خبيثًا بشكل واضح لدرجة أنه حتى صبي صغير من عامة الناس الذي ليس لديه أي فكرة عن العالم يمكنه أن يقول أن تلك الكلمات الشبيهة بالخناجر كانت تستهدف القائد برونو.
منذ متى كان الأمر على هذا النحو؟ عندما عاد إلى صوابه، وجد كالمن نفسه يمسك الطفل السمين من ياقته دون وعي.
ثم فجأة، شعر على الفور بألم حاد عندما جرح شيء ما جبهته و رؤيته تحولت إلى اللون الأحمر.
المشاهد التي تلت ذلك هي ذكريات متقطعة.
—يا سمو الملكة. إنه مجرد طفل بريء لا يعرف شيئًا. من فضلك، من فضلك اسحبي أمرك باعدام هذا الصغير!
من خلال رؤيته الضبابية الدامية، كان بإمكانه رؤية القائد راكعًا.
صر كالمن على أسنانه.
أنا لم أفعل أي شيء خاطئ! هذا الطفل اللعين شتمني أولاً و أهان القائد!
ولكن لماذا على القائد الذي لم يرتكب أي خطأ أن يكفر عن ذنب لم يرتكبه؟
لقد كان دائمًا نفس الحلم، لكن كالمن كان يكافح بكل قوته في كل مرة.
الجميع توقفوا! شخص ما من فضلك أوقف هذا!
القائد! القائد، من فضلك توقف! لا تفعل ذلك!
ومع ذلك، على الرغم من كفاحه اليائس، القائد برونو في أحلامه يسقط في النهاية على الأرض و يتقيأ دمًا كما كان دائمًا.
و كان هناك طفل صغير رفع شفتيه و ابتسم ابتسامة شريرة و هو يشاهد حالة القائد المزرية.
في الوجه السمين الذي يصعب رؤيته بسبب الإضاءة الخلفية، تومض عيناه المرتفعتان بشدة بلون رمادي فضي غريب.
الأمير موريس.
—اعتقدت أنه سيموت عاجلا. ولكن إذا انتهى الأمر بهذه الطريقة ألن يكون ذلك أيضا بمثابة الموت؟ ممتاز!
الأمير موريس.
—لماذا تنظر إلي و عيناك مفتوحتان هكذا؟ ايها الاحمق غبي! لقد صادف أنني أعطيتك فرصة جيدة، لذا يجب أن تكون ممتنًا لبقية حياتك. ها. ها. ها!
اللعنة على الأمير موريس!!
و بينما يكافح و يصرخ بشكل غير متماسك، ينتهي كابوسه تدريجيًا. و بمجرد أن يدرك أنه كان يحلم فإنه يستيقظ ببطء.
وعلى الحدود بين الأحلام و الواقع، اجتاح كالمن مزيج من المشاهد المجهولة مصحوبة بمشاعر شديدة قبل ان تتراجع بعيدًا مثل المد.
في أحد المشاهد، لسبب ما، بدا كالمن أكبر سنا بكثير.
م.م: تفكرون في ماذا أفكر؟🌚
لقد كان في حالة سكر لأول مرة منذ فترة بعد إهدار أجره التي حصل عليه من خلال عمل المرتزقة، عندما وقف رجل يشبه قطاع الطرق فجأة في طريقه.
—هل هذا انت؟ الرجل الذي قضى الليلة الماضية مع أوليفي؟
—هاه؟ أوليفي؟ من؟
—انها زوجتي. لا تقل أنك لا تعرف.
—أي نوع من الهراء هذا؟ إذا كنت لا تستطيع الحفاظ على زوجتك، لماذا تلوم الآخرين؟ ألم تكن ليلتك رائعة؟
—ماذا قلت؟ أيها الوغد—!
قبل أن يتمكن من النظر للفأس الذي أخرجه الرجل.
جلجل!
لقد شعر بإحساس قوي بجمجمته و هي تتشقق بدءًا من جبهته، و ظهرت القشعريرة في جميع أنحاء جسده.
صرخ كالمن.
كيف يمكن أن أموت بهذه الطريقة السخيفة؟
"....آآرغ!"
"هذا الرجل يأخذ قيلولة صاخبة."
"هل نوقظه يا صاحب السمو؟"
"حقًا؟ اعتقدت أنه كان يحلم بحلم جيد."
كان يسمع أصواتًا مألوفة بشكل غامض تتحدث بالقرب من أذنه.
بينما استمع و هو في حالة نصف نائم حاول أن يفهم المعنى، لكن الصوت كان يتلاشى مرة أخرى و غرق جسده.
وفي الوقت نفسه، تغير مشهد الحلم مرة أخرى، كانت هذه المرة ساحة معركة تمطر السهام فيها.
كالمن، الذي أصبح فارسًا وسيمًا يرتدي درعًا، كان يلوح بسيفه بفارغ الصبر ويحدق للأمام. لم يكن يستوعب الموقف تماما لكن من الواضح أنه كان قلقًا للغاية بشأن سلامة شخص ما.
السماء المشؤومة كانت ملطخة باللون الأحمر مثل الدم.
و تحت السماء المشؤومة، كان هناك شخص يعرفه كالمن جيدًا يرمي نفسه بلا خوف تحت وابل من السهام!
كان كالمن مذهولا و ركض نحوه.
يا! أيها الوغد المجنون!
هل تقفز دائما بهذه الطريقة؟
ألم أخبرك دائمًا أن تعتني بنفسك؟ هاه؟
"...هاه؟ اذا ذهبت إلى هناك، ولي العهد، فقط انتظر!
و بينما كان يصر على أسنانه و يصرخ، خرج صوت تنهد من أذنيه.
"هذا الطفل هو حقا مسبب للمشاكل، السيد ماسين."
"انه أمر شنيع. انه الآن يرتكب جريمة اهانة العائلة المالكة من خلال تخيل ولي عهد لا وجود له حتى في أحلامه"
"هل يمكنني اعطاءه ضربة أخرى يا سيد ماسين؟ لأجعله يرتاح بهدوء."
"...القيام بذلك سيجعل كالمن يرتاح إلى الأبد، يا صاحب السمو".
" أي نوع من الأشخاص تعتقد أنني بحق السماء؟ يا سيد كورت؟"
كالمن، الذي عاد إلى رشده تمامًا، فتح عينيه فجأة على صوت واضح بشكل غير عادي.
"أوه، لقد استيقظ."
"...….."
ماذا كان هذا؟ شعرت و كأنني كنت في يأس شديد منذ لحظة واحدة فقط.
رمش كالمن.
اختفت صورة الحلم من ذهنه بأسرع ما يمكن كما هو الحال دائمًا، والآن لا يستطيع أن يتذكر سبب شعوره بهذه الطريقة.
"همم…."
لكن ما لفت انتباه كالمن الذي كان يفرك جفنيه الثقيلين ببطء، كان منظراً غريباً لم يتوقعه على الإطلاق.
الأمير موريس....لا، ملأت مجموعة من الأشخاص المحيطين بالأمير غرفة العلاج الصغيرة و كانوا جميعًا يراقبون كالمن.
ماذا يفعلون جميعا هنا؟ ولكن لماذا ينظرون إلي بمثل هذه التعبيرات الغريبة؟
عيناه فحصت وجوه الناس بسرعة.
الطبيب نينياس و الأمير موريس و مربية الأمير السيد ماسين، و عدد من الفرسان المقيمين، بما في ذلك السيد كورت...….
م.م: مربية الأمير ههههههه
"...…....؟"
في تلك اللحظة، اتسعت عيون كالمن و قفز من مقعده.
لأنه من بين هؤلاء الناس، كانت هناك شخص اعتقد أنه لن يراه مرة أخرى.
"....القائد؟"
بالفعل.
كما لو كانت كذبة، كان القائد برونو هناك.
على الرغم من أن لحيته المتهالكة ومظهره المتهالك لا يزالان قائمين، إلا أنه لم يعد المريض المحتضر الذي كان عليه من قبل. أصبح عموده الفقري المنحني أكثر استقامة، و وجهه المتجعد أصبح مشدودًا، مما جعله يبدو أصغر سنا من عمره.
على الرغم من أن مظهره لم يعد جيدًا كما كان من قبل، إلا أن جسده القوي لا يزال يفيض بالحيوية المفعمة بالطاقة.
أجاب القائد برونو على كالمن بابتسامة منعشة كما في الحلم تماما.
"نعم يا فتى. هل أنت واعي الآن؟"
ماذا يحدث بحق السماء؟ هل مازلت أحلم؟
"...القائد؟ هل أنت حقًا؟"
عند هذه النقطة، تجعدت حواجب القائد برونو.
"هل مازلت نصف نائم؟ على أية حال، ما هذا بحق الجحيم؟ لا أعتقد أنني علمتك هذا الاهمال، هل أنت مشتتة الانتباه عادةً، تسك تسك.‘‘
عندما نقر القائد برونو على لسانه، وقف السيد كورت بجانبه و دافع عن كالمن بحذر.
"آه….أيها القائد؟ السيد كالمن قاتل ضد حراس العاصمة لإنقاذك...."
"هاه؟ هل حدث شيء كهذا؟ أنا لا أتذكر؟ إذن، كم عدد الأشخاص الذين قاتلهم؟"
ثم أمال الأمير موريس رأسه و أجاب.
"لا بد أنه كان هناك سبعة منهم، بما في ذلك الفرسان المسلحين؟ لم يكن هناك شيء يمكنه فعله."
لم يكن هذا مقنعا لأن هذه الكلمات جاءت من الشخص الذي أسقط هؤلاء الأشخاص السبعة.
ومع ذلك، بعد سماع الجواب، مرت نظرة ازدراء على وجه القائد برونو.
"هل تعني أنه قد هزم من قبل سبعة أشخاص فقط؟ و ليس حتى سبعة عشر؟ همف! إنه أمر محرج، لذا لا تتجول و تدعوا نفسك تلميذي."
"......…"
أصبحت عيون كالمن دامعة دون أن يدرك ذلك.
آه، هذا الموقف المتغطرس. إنه بالتأكيد القائد برونو الذي أتذكره!
"... القائد، أليست هذه الكلمات باردة جدًا؟ لقد جعلته يبكي."
"نعم. كان القائد قاسيا بعض الشيء هذه المرة. لقد بذل السيد كالمن أيضًا قصارى جهده، ولكن هل يستحق الأمر أن تجعلك يبكي بهذه الطريقة؟"
"آه. لازال جسدي يؤلمني بالفعل، و أنتم يا رفاق لازلتم تسخرون من رجل مريض بهذه الطريقة؟ لماذا سيبكي رجل بالغ كالأحمق بهذه الطريقة."
أنا لم أبكي! آاغ.
شهق كالمن.
"...ماذا حدث أيها القائد؟ ماذا عن الطاعون الرمادي؟"
"أوه؟ صحيح. بالتفكير في الأمر، قلت إنني كنت مصاب بالطاعون، أليس كذلك؟ أنا لا أتذكر ذلك حقًا."
أدار القائد برونو كتفيه و ابتسم.
"لا أعرف ما هو هذا الطاعون، ولكن كما ترون، فأنا بخير. هذا كله بفضل نعمة جلالة الإمبراطور العظيم".
"همم! و يجب ألا تنسى نعمة صاحب الجلالة موريس، أيها القائد برونو."
"هذا صحيح! السيد ماسين على حق. لولا سموه، كيف كنت سأحظى أنا برونو بشرف رؤية صاحب الجلالة مرة أخرى؟"
ها ها ها ها. هي هي هي .
لقد كان جوًا لم يستطع التعود عليه حقًا.
من الواضح أن القائد برونو طُرد بطريقة مخزية بسبب ذلك الأمير موريس. تم سلب إنجازاته كفارس و محارب في لحظة و عاش لفترة طويلة غير قادر على الموت.
لكن الآن هو يتحدث وكأن شيئًا لم يحدث مع الأمير الذي هو المذنب الرئيسي لكل هكذا!
شعر كالمن بأن عقله مشوش و تمتم.
"لا بد أن هذا حلم. لو لم يكن حلماً فكيف للقائد والأمير موريس...…"
و في لحظة، أصبح الهواء من حوله باردًا.
قال كالمن هذا دون تفكير، لكن حذف التشريفات أمام أحد أفراد العائلة الإمبراطورية هو أمر غير محترم تمامًا.
"هذا الزميل، بمجرد أن استيقظ..…"
السيد ماسين الذي تغير وجهه فجأة إلى نظرة شريرة، كان على وشك الاندفاع نحوه، لكن الأمير موريس سرعان ما أمسك بذراعه.
في هذه الأثناء، أحنى القائد برونو رأسه بأدب تجاه الأمير بدلاً من كالمن المرتبك.
"أعتذر يا صاحب السمو. بسبب تلميذتي غير المستحق، ليس لدي وجه لإظهره لك."
"ايه؟ لا. أعتقد أنه مرتبك لانه ما زال غير مستيقظ تمامًا، لا تقلق بشأن ذلك."
كان مظهره الآن يذكره بجثو القائد أمام الإمبراطورة نيابة عن كالمن في الماضي. صرخ كالمن بصوت مكبوت و هو يشعر بقلبه يغرق.
"لماذا مرة اخرى…لماذا تعتذر نيابة عني مرة أخرى؟ لم ترتكب أي خطأ أيها القائد!"
ومع ذلك، كانت نظرة القائد برونو تجاهه حازمة للغاية.
"لا تكن انتهازيًا يا كالمن. بالطبع إنها مسؤوليتي."
"لكن…"
"لم أستطع قول هذا لك لأنني شعرت أنك تلوم نفسك كثيرًا. ولكن الآن بعد أن عدت إلى القصر الإمبراطوري، اسمح لي أن أوضح ذلك. "
و نظر القائد مباشرة إلى كالمن و تحدث بوضوح.
"كالمن. ما حدث في ذلك اليوم كان خطأك في النهاية لأنك لم تتمكن من التغلب على أعصابك و أهنت فردا من العائلة المالكة أولاً. وهذا خطئي أنا برونو لأني لم أعلمك الأخلاق بشكل صحيح لأنك كنت صغيرا."
"....….."
"حتى لو كان الأمر صعبًا، عليك أن تتقبل و تواجه الحقائق الصعبة مباشرة. ألست فارسًا مناسبًا للحرس الامبراطوري الآن؟"
كان كالمن عاجزًا عن الكلام.
كانت رغبته في إنكار كبيرة، لكنه كان يعرف ذلك في أعماقه. حقيقة أن الوضع خرج عن السيطرة بسبب عدم قدرته على كبح نفسه اللحظة حرجة.
حقيقة أنه لم يكن يعرف الكثير عن العالم لا يمكن أن تكون عذرًا. وكما قال الأمير موريس، كونك صغيرًا لا يعفيك من المسؤولية.
السبب الوحيد الذي جعله يكره الأمير موريس حتى الموت، هو أنه لم يستطع تحمل حقيقة أنه تسبب بيديه في سقوط الشخص الذي يحترمه كثيرًا.
ترنح كالمن من السرير و ركع أمام الأمير.
المشاعر العميقة التي كانت في قلبه تجاه الأمير موريس لم تختف بعد. ولكن على عكس ذلك الوقت، على الأقل الآن كان يعرف بالضبط ما كان عليه أن يفعله.
"حتى الآن، كنت مضطربًا للغاية لدرجة أنني ارتكبت العديد من أفعال عدم الاحترام تجاه الذات الملكية. أطلب بتواضع عفوك الكريم يا صاحب السمو."
ثم خدش الأمير موريس خده و أجاب.
"حسنًا، لا بأس. لا تقلق بشأن هذا. ليس الأمر وكأنني لا أعرف مزاجك."
"و……"
"هاه؟"
"....شكرًا لك."
أحنى كالمن رأسه بعمق و قال.
"لن أنسى أبدًا معروف انقاذ القائد. شكرا لك مرة أخرى يا صاحب السمو."
ولأول مرة، و بإخلاص كامل، تمكن كالمن من إظهار احترامه للأمير موريس.
انتهى الفصل الثاني و الثمانون.
___________________________________________________________
م.م: من الواضح أن كالمن بدأ يتذكر ذكريات عن حيواته السابقة، كما رأينا في حلمه الأول عندما كان في حالة سكر و مات على يد قاطع الطرق و بعدها استيقظ في حلم ثاني عندما كان في ساحة المعركة حيث كان موريس متجها نحو السهام كما تتذكرون نفس المشهد في حياة اميليا السابقة.
ترجمة : روي/Rui
حسابي في الانستا لأي تساؤلات : jihane.artist