⚔️ الفصل الأول: فوق أنفاس الوحش

استيقظت على اهتزازٍ هادئٍ يتردد في الأرض تحت قدميّ.

ذلك الإيقاع العميق… الذي لا يخطئه أحد من سكان قريتنا.

نبض الوحش.

خرجت إلى الخارج، فاستقبلتني نسمة باردة تحمل رائحة العشب الرطب.

أشجار خضراء امتدت على مدّ البصر، وطيور صغيرة تحلّق فوق الأفق المائل قليلًا مع حركة المخلوق.

كل هذا الجمال… ونحن نقف فوق ظهره.

نحن نعيش على جسد المخلوق الأسطوري **الآركون** — الكائن الذي يجوب العالم منذ آلاف السنين، حاملاً فوق ظهره الغابات والقرى والأنهار الصغيرة.

يقول الشيوخ إننا “نعيش على كائنٍ خلقته الآلهة لتبقي الأرض في حركةٍ دائمة”،

لكن بالنسبة لي… لا شيء أبديّ.

حتى العمالقة يمكن أن ينهاروا.

جلست على صخرةٍ مطلّة على الوادي الأخضر، أراقب البلورات المتناثرة في البُعد — تضيء كنجومٍ صغيرة على سطح جلده الرماديّ الهائل.

كل بلورة تُشعّ بلونٍ مختلف، ولكل لونٍ **قوةٌ مختلفة**:

* **الحمراء** تُولّد النار والدفء.

* **الزرقاء** تمنح السرعة والتحكم بالهواء.

* **الخضراء** تشفي وتُعيد الحيوية.

* **السوداء** محرّمة، تُضاعف القوة لكنها تلتهم وعيك ببطء.

* **الفضية** نادرة للغاية، يقال إنها تربط الحامل بعقل الآركون نفسه.

لكن لا أحد يستطيع استخدام أكثر من بلورتين في حياته — فكل استخدامٍ يستهلك من طاقة الجسد والعمر معًا.

لهذا السبب يعيش الناس ببساطة، يستخدمون الطاقة فقط عند الحاجة…

أما الأقوياء، فهم الذين يخاطرون.

صوت القائد “رادِن” دوّى في الساحة أسفل التلة:

> “اليوم يبدأ التسجيل للرحلة القادمة! تحرك الآركون نحو أراضٍ مجهولة في الشمال، وفرقة الرحّالة ستنطلق لاستكشافها! من يرى في نفسه الشجاعة، فليتقدم!”

وقفت دون تردد.

ثلاث سنواتٍ وأنا أنتظر هذا الإعلان.

منذ اليوم الذي فقدت فيه والدي أثناء رحلة الاستكشاف السابقة…

حين سقطا في فجوةٍ انفتحت فجأة على ظهر الآركون — ولم يُعثر عليهما بعدها.

كتبت اسمي على اللوح المعدني:

> **ليث ألديريا.**

شعرت بالاهتزاز يزداد قوة تحت قدمي.

الأشجار تمايلت، والهواء امتلأ بذرات الضوء المنعكسة من البلورات.

الوحش يتحرك مجددًا، وكأنّه يسمعني.

> “سأتبعك أيها الآركون... حتى نهاية العالم.

> وسأكتشف ما تخفيه في أعماقك، مهما كلّفني ذلك.”

2025/10/25 · 12 مشاهدة · 314 كلمة
Eyad Attafi
نادي الروايات - 2025