2 - اختبار الرحلة والبلورات

⚔️🔥 الفصل الثاني: اختبار الرحلة والبلورات

بدأ اليوم بسماءٍ ضبابية تغطي القرى على ظهر الآركون، والهواء بارد يحمل رائحة الأرض الرطبة والبلورات المضيئة.

الساحة الكبرى امتلأت بالمتسابقين، وكلهم ينتظرون إعلان القائد رادِن .

> “اليوم سيبدأ اختبار الرحلة! أول اختبار: عبور وادي النبض . من ينجح، يتأهل للاختبار الثاني — اختبار البلورات. ومن يفشل… ينسحب للأبد!”

قفز قلبي بعنف. هذه فرصتي منذ ثلاث سنوات.

خرجنا إلى الحافة، حيث يمتد الوادي المتحرك — شقٌّ هائل في ظهر الآركون، يتغير شكله مع كل نبضة من نبضه العميق.

بدأنا العبور. الأرض تهتز تحت أقدامنا، وصدى نبض الوحش يرنّ في صدورنا.

سقط اثنان منذ البداية، والآخرون يتراجعون خوفًا من الهوة.

لكنني تذكرت كلمات والدي:

> “من يفهم نبض الآركون… لن يسقط أبدًا.”

خطوت بخطوات متناسقة مع الاهتزازات، كأنني أرقص على إيقاع قلب المخلوق نفسه.

وصلتُ الطرف الآخر، ومعي إلينورا، كايل، سيرين، وأرنولد . فقط نحن الخمسة نجونا.

---

### الاختبار الثاني: البلورات

وقف القائد أمامنا، وعيوننا تلمع بالحماس والخوف.

في دائرة أمامنا، كانت البلورات تتوهج بألوانها: الحمراء، الزرقاء، الخضراء، السوداء، الفضيّة .

قال القائد:

> “هذه البلورات ليست مجرد أحجار. لكل واحدة قوة فريدة:

>

> * الحمراء تولّد النار والدفء، تعزز القوة الجسدية والنشاط.

> * الزرقاء تمنح السرعة والتحكم بالهواء.

> * الخضراء تشفي وتعيد الحيوية.

> * السوداء محرّمة، تضاعف القوة لكنها تلتهم وعيك ببطء.

> * الفضية نادرة جدًا، تربط الحامل بعقل الآركون نفسه.

> لا أحد يستطيع استخدام أكثر من بلورتين في حياته… كل استخدام يستهلك طاقته وعمره.”

تقدمت إلينورا أولاً، عيناها تتوهجان كما لو أن النار تتراقص فيهما:

> “أنا ابنة اللهيب… وريثة النور.”

اشتعلت البلورة الحمراء بوميض قوي، وتلألأت الفضية بخفوت يربطها بعقل الآركون.

تلتها سيرين :

> “أنا من يشفي… ويعيد الحياة.”

لمعت الخضراء بقوة خفيفة، وتلاها الزرقاء برفق، تمنحها توازنًا وتحكمًا بالهواء.

ثم جاء كايل :

> “أنا من يشعل الحياة ويدفع الدماء إلى الجريان.”

أضاءت الحمراء بوميض قوي، وتلتها الخضراء بوميض خافت.

تقدم أرنولد ، صامتًا:

> “أنا من يحرس الظل… ويغذيه بالقوة.”

لمع السوداء للحظة، ثم الفضية بخفة، ولم يسمعها أحد غيره.

وأخيرًا جاء دوري.

وضعت كفي على جميع البلورات الخمس، وسمعت مجددًا ما لا يسمعه أحد:

> “ليث… استمع للنفس… لا للضوء.”

كان صوت والدي ، واضحًا في رأسي.

تمتمت بخفوت:

> “أنا من يسمع النبض… ويتبع صدى الآركون.”

انطلقت ومضة الحمراء قوية جدًا، ووميض الزرقاء سريع يتراقص حول يدي.

البلورة الخضراء أصدرت ضوءًا لطيفًا ينعش روحي،

السوداء همست بقوةٍ محذرة لكنها لم تبتلع وعيي،

و الفضية اتصلت مباشرة بعقل الآركون، كأن نبضه أصبح جزءًا مني.

تجمّد الجميع في مكانهم، القائد والجنود يتبادلون نظراتهم بدهشة:

> “كل البلورات… كلها تعمل مع هذا الشاب؟!”

ابتسمتُ بصمت، لكن قلبي يخفق.

سأسمع مرة أخرى ذلك الصوت، وهمس والدي:

> “وجهتنا ليست الشمال… بل ما بعده.”

ابتسم القائد وقال:

> “تم اختيار الخمسة: ليث، إلينورا، كايل، سيرين، وأرنولد. أنتم فرقة الرحلة القادمة… إلى وجهة الآركون الغامضة في الشمال .”

ارتفع صدى الهتافات من حولنا، لكنني كنت أسمع شيئًا آخر…

2025/10/25 · 2 مشاهدة · 473 كلمة
Eyad Attafi
نادي الروايات - 2025