القصص القصيرة

قصة شينا هيوري القصيرة

(قلب متردد)

عدتُ إلى غرفتي في السكن وجلست على حافة السرير كمن يبحث عن

فسحة صغيرة يتوارى فيها من ضجيج

الشعور.

في يدي، زهرة الخشخاش الوحيدة هامدة وصامتة، لكنها تنبض بشيء

يشبه قلبي.

نظرت إليها طويلاً... لا لشيء، فقط لأنّ النظر إليها يملأ صدري بشعور

غريب من الاكتمال.

ذلك النوع من الاكتمال الذي لا تفهم إن كان يريحك... أم يرهقك.

في اللحظة نفسها، ارتسمت في ذهني صورة أيانوكوجي-كون، واقفًا

هناك، وصلت صمت الرفوف في المكتبة

هادئًا متزنا كعادته، لكنه اقترب... فقط بدرجة تخلخل الداخل.

كيف تزامن مجيئه... كيف حدث هذا مع لحظة كنت أحاول فيها إقناع

نفسي بأنني بدأت أكرهه؟

وكيف، ببساطة وبهدوئه المربك قال إنه يريد رؤيتي مرة أخرى... غدًا؟

كأن كل رغبتي بالابتعاد كل الحواجز التي بنيتها داخلي، قد تهاوت بلا

مقاومة... كما تتهاوى بتلة خشخاش

عند أول نسمة.

همست لنفسي بخفوت و ناظري مصوبان نحو ما تمسكه أناملي :

"إنه لأمر مخيف... أن يشعر قلبي بكل هذا الامتلاء دفعة واحدة..."

كان يومًا مضطربًا ... قلب يتأرجح بين النفي والإثبات، بين الإنكار

والاعتراف.

ومع ذلك، بدا لي اليوم وكأنه أحد أجمل الأيام في حياتي، كأن قلبي، ولأول

مرة، تجرأ على أن يعيش.

شعور غريب حتى أنا فوجئت من نفسي... كيف لشيء بهذا الاتساع أن

كان صامتا داخلي طيلة هذا الوقت؟

الآن أفهم.

أفهم أنني لا أراه مجرد زميل دراسة.

أراه كرجل كرجل سكتني بهدوئه، وغموضه، وملامحه التي لا تُفصح .

كرجل أحببته بصمت حتى دون أن

أعترف لنفسي.

نظرت إلى زهرة الخشخاش، أدرت ساقها الرقيق بين أناملي، وأطلقت زفرة

طويلة، كأنني أطلق اعترافًا لا

أجرؤ على البوح به:

"لا بأس، أليس كذلك... أن أحبه هكذا؟"

سؤال ألقته نفسي على زهرة لا تجيب، لكنها سمعتني، ربما، كما يسمع

القلب ما لا يقال لأنها ... صامتة مثلي .

أيانوكوجي كون قد انفصل عن كارويزاوا-سان.

تلك الحقيقة تمنحني تبريرا داخليا، وكأن القلب يحتاج إلى فتوى تُحلّل له

شعوره.

لا ضير في مشاعري ... ليس ذنبي أني أحبه

لكن... لا تزال هناك مسافة شاسعة بين القلب واللسان.

شجاعة البوح، لا أملا لعمق

وفوق ذلك، نحن لا ننتمي إلى الصف نفسه.

نحن في منافسة، تبحر في مركبين مختلفين نحو الصف A، ولا مجال

للعاطفة في مياه بهذا العمق.

نمضي في طريق فيه التنافس ضرورة، والضعف محظور.

وفي هذه المعادلة القاسية، لا مكان للقلب .

هل أستطيع حقا أن أقف في وجه فصله، وأنا ما زلت أحمل له هذا الحب؟

هل أستطيع أن أقاتل بينما عيني لا تفارقه؟

"أنا..."

ربما... ربما سيكون من الأفضل لو واصلت لعب دور الصديقة. الاكتفاء

بهذا القدر .

الصديقة الثمينة التي لا تطلب شيئًا، ولا تنتظر شيئًا.

أن أطمح إلى ما هو أبعد... يبدو رغبة أنانية.

بل خطأ قد يكسر ما تبقى من اتراني.

وفي الحقيقة، لا شيء يضمن لي أنه يبادلني الشعور نفسه.

ربما أنا مجرد ظلّ في حافة نظره. من يؤكد لي أنه يراني بعيون الحب و

الشوق .؟

لذا، البقاء كما نحن... هو الأمان الوحيد المتاح.

أن أبقى حيث أنا....

لا قريبة بما يكفي لأتعلق، ولا بعيدة بما يكفي لأنسـ

بل قريبة بما يكفي لأراه... وبعيدة بما يكفي لأحمي نفسي.

لیس اقتراباً يؤلم... ولا بعدا يقتل.

توازن هش، لكنه أقل قسوة من انكسار كامل.

أن ينتهي أول حب لي وهو ما زال عابرًا، خافتًا، كقصيدة لم تكمل، ربما

يكون ذلك أكثر مصير يمكنني احتماله.

ربما في ذلك قدر من السعادة. أو على الأقل، من السلام.

"بالتأكيد... هذا هو الجواب الصحيح، أليس كذلك؟"

همست مرة أخرى، وسألت زهرة الخشخاش التي ظلت كعادتها، صامتة.

ولم أكن أنتظر جوابًا منها... فقط، كنت أُخبر نفسي بما لن أجرؤ على قوله بصوت عال.

2025/09/13 · 12 مشاهدة · 568 كلمة
K NOVEL
نادي الروايات - 2025